أوتكين.. من هو الرجل الذي منح فاغنر اسمها؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
توفي القائد البارز في مجموعة فاغنر الروسية، ديميتري أوتكين، إلى جانب رئيسه، يفغيني بريغوجين، ضمن ركاب آخرين على متن الطائرة الخاصة التي سقطت شمال موسكو، ولم ينج منها أحد، بالإضافة إلى الطاقم المكون من ثلاثة أفراد.
ويعد أوتكين، اسما بارزا في "فاغنر" التي لديها أنشطة في عدد من البلدان الأفريقية والتي عادت للأضواء بعد محاولة زعميها قيادة تمرد تمرد عسكري ضد الجيش الروسي.
وينقل موقع "ميدوزا" أن أوتكين بدأ المشاركة لأول مرة في عمليات المرتزقة، في عام 2013. كان قبل ذلك، يشغل منصب مقدم في لواء القوات الخاصة "GRU" ومقره في بسكوف.
وبحسب الموقع، اختار أوتكين الانضمام للمجموعة بدافع التعاطف مع أيديولوجية الرايخ الثالث الألماني، وتحدث معارف أوتكين عن آرائه النازية في الماضي.
بعد تقاعده من الخدمة الفعلية، ذهب أوتكين وغيره من المسؤولين الأمنيين السابقين إلى سوريا، حيث قاتلوا إلى جانب رئيس النظام، بشار الأسد، كجزء من "الفيلق السلافي"، وهي مجموعة مرتزقة روسية.
وفي أكتوبر عام 2013، تجنب المرتزقة بصعوبة محاصرتهم من قبل قوات المتمردين وأجبروا على العودة إلى موسكو.
وبعد عودته مباشرة إلى روسيا، ذهب أوتكين إلى أوكرانيا، حيث قاد مجموعته الخاصة من المرتزقة، وهي مفرزة أطلق عليها اسم "مجموعة فاغنر"، بحسب "ميدوزا".
وذكر موقع "إي بي سي دوت نت" الأسترالي أن فاغنر تأسست، في عام 2014، على يد أوتكين، وهو ضابط سابق في الجيش الروسي قاتل في حروب الشيشان.
ونقل الموقع الأسترالي عن إيريكا غاستون، مستشارة سياسية بارزة في مركز جامعة الأمم المتحدة لأبحاث السياسات، قولها إنه يُزعم أن "(أوتكين) لديه شغف بالرايخ الثالث وأدولف هتلر"، وأنه تمت تسمية المجموعة على اسم الملحن المفضل لهتلر، ريتشارد فاغنر.
وفي ربيع عام 2014، ظهر قدامى المحاربين في الفيلق السلافي أولا في شبه جزيرة القرم وبعد ذلك في دونباس، حيث قاتلوا إلى جانب الانفصاليين الموالين لروسيا.
وفي عام 2015، عادت "فاغنر" إلى سوريا بعد خضوع عناصرها للتدريب في قاعدة مجهزة خصيصا في منطقة كراسنودار ، وفقا لـ RBC.
وظهر أوتكين لأول مرة علنا، في 9 ديسمبر عام 2016 ، عندما شوهد في حفل استقبال متلفز للكرملين للاحتفال بيوم أبطال الوطن. وأكد المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، أن أوتكين كان من بين الضيوف.
In addition to Prigozhin, neo-Nazi Wagner leader Dmitry Utkin was allegedly aboard on the plane and is now dead.
Nothing of value was lost. pic.twitter.com/6mbODC75DO
في عام 2021، اتهمت السلطات الأوكرانية أوتكين بانتهاك السلامة الإقليمية للبلاد. ووفقا للمحققين، فقد شارك في العمليات القتالية في دونباس "باتفاق مسبق مع مسؤولي القوات المسلحة الروسية وتحت إشرافهم" بين يوليو عام 2014 ومارس عام 2015، بحسب "ميدوزا".
وقاد أوتكين مجموعة فاغنر طوال الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، ومن المحتمل جدا أنه سافر إلى هناك بنفسه.، بحسب الموقع الروسي المستقل.
اعتبارا من بداية يونيو عام 2023، كان أوتكين لا يزال رسميا قائدا للمجموعة شبه العسكرية، وفقا للتصريحات التي أدلى بها والتي نشرتها قناة تيليغرام التابعة لفاغنر.
ومن غير الواضح الدور الذي لعبه أوتكين في التمرد المسلح الذي نظمه بريغوجين ضد وزارة الدفاع الروسية في 24 يونيو عام 2023. ورجح مصدر مقرب من سلطات الاحتلال في "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد تحدث إلى رويترز، أن أوتكين ربما قاد طابورا من مقاتلي فاغنر في مسيرتهم نحو موسكو، في حين أكدت "وول ستريت جورنال" المعلومة ذاتها.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن أوتكين ظهر في مقطع فيديو مشوش وهو يشجع عناصر فاغنر بالروسية قائلا: "هذه ليست النهاية، بل هي البداية فحسب"، وتابع بالإنكليزية "أهلا بكم بالجحيم".
وفي يوليو، خاطب أوتكين وبريغوجين معا مجموعة من مقاتلي مجموعة فاغنر في بيلاروسيا، وفقا لموقع iStories المستقل، كان هذا أول خطاب علني لبريغوجين منذ تمرده الفاشل ومغادرته المزعومة إلى بيلاروسيا.
ومنذ ذلك الحين، تشير التقديرات إلى أن المجموعة تعمل في حوالي 30 دولة مختلفة، بما في ذلك سوريا وليبيا وأجزاء من غرب أفريقيا.
وكان يُعتقد أن بريغوجين قام بتمويل مجموعة فاغنر، لكن في يوليو، من هذا العام ادعى بوتين أن المجموعة "تمول بالكامل" من قبل السلطات الروسية. على الرغم من أن شركات المرتزقة غير قانونية بموجب القانون الروسي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مجموعة فاغنر فی عام
إقرأ أيضاً:
اليوم التالي
تحولت عبارة «اليوم التالي»، في الآونة الأخيرة، إلى «ترند» شائع في الصحافة والإعلام: «اليوم التالي في غزة»، و«اليوم التالي في لبنان»، واليوم التالي في سائر بلدان الحريق والرماد. استُخدم التعبير أول مرة عنواناً لفيلم أميركي عُرض عام 1983، ويحكي قصة تحول تكساس إلى رماد بعد اندلاع حرب نووية بين أميركا والاتحاد السوفياتي. وشاهده 100 مليون إنسان في العرض الأول.
اسمحوا لنا بالانضمام إلى «الترند» للكتابة عن «اليوم التالي» في البيت الأبيض، في هذه الساعات الأخيرة من الصراع بين المرشح النووي الأخير دونالد ترمب، ومنافسته كامالا هاريس. سواء عاد الرجل إلى البيت الأبيض، أو دخلته السيدة السمراء، ففي اليوم التالي، وما يتلوه من أيام وسنوات وعقود، قد لا تعرف أميركا حملة انتخابية بألوان ترمب، وطاقته المذهلة على المبارزة والصمود والردود على خصومه. لقد أنهى تاجر العقارات النيويوركي العمل السياسي في الولايات المتحدة كما عُرف من قبل.
لا أعراف. لا قواعد. لا أصول. لا كوابح، ولا حدود. لا شيء. رجل ضخم يرتدي طقماً أزرق، ويضع ربطة عنق حمراء، يفيق كل يوم ثائراً فائراً، يَعِد أميركا بالجنة، ويهدد معارضيه بالجحيم، ويخاطب منافسته كما لو كانا يتشاجران في مدرسة الروضة: بشرتك. لونك. أصلك. ويقول عن الممثل الذي لعب شخصيته في فيلم «المتدرب»، إنه رجل سخيف وممثل فاشل، ويدعو الناس إلى مقاطعة الفيلم.
أليس من المفترض أن تكون القضايا المطروحة أرفع من ذلك؟ ليس الآن. ليس الآن. ودَعْك من الرؤساء التاريخيين، وروزفلت، وكينيدي، إلى آخرهم. الآن «الدونالد» يخوض آخر معاركه، ولن يوقفه شيء في سبيل «اليوم التالي».
يوحي فيلم «المتدرب» بأن علاقة ترمب مع زوجته الراحلة كانت سيئة. لا يصدر النفي عن مكتب المرشح، بل عنه شخصياً: علاقتي بالمرحومة زوجتي كانت ممتازة. لا تصدقوا ذلك الفيلم السخيف.
أجل، ما من سباق رئاسي عرف مثل هذا الصخب، وهذه الألوان. الرجل الذي قد يحمل المفتاح النووي مرة أخرى، يفاكه الأميركيين، ويمازح العالم؛ يوماً يخدم في «ماكدونالد»، ويوماً يقود سيارة القمامة، واليوم الثالث لمطالعة نقدية حول فيلم سينمائي من إخراج الإيراني علي عباسي.
الرجل أسلوبه، سواء كان عادياً، أو 24 ساعة من السفر، والتنقل، والخطب، والسهر، والكلام، والأدوار جميعها، آخرها الصعود إلى مقعد السائق، في سيارة قمامة من طابقين.
الشرق الأوسط