الهدهد: القرآن الكريم يحذر من السخرية وآثارها المدمرة على المجتمع
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن القرآن الكريم ينذر ويحذر من الآفات التي تؤدي إلى إفساد المجتمعات، ومن أبرزها السخرية والاستهزاء، كما جاء في سورة الحجرات، والتي سماها العلماء "سورة الأدب".
وأوضح الهدهد خلال استضافته بأحد البرامج اليوم الثلاثاء، أن السخرية ليست مجرد استهزاء فرد بفرد، بل تمتد آثارها إلى العائلات والمجتمعات، مما قد يؤدي إلى صراعات واسعة.
وقال: "حينما تسخر من شخص، فإن هذا الشخص ينتمي إلى عائلة، وإذا وصله استهزاؤك به، فإنه سيحاول الدفاع عن نفسه، وقد ينضم إليه قومه، وينضم إليك قومك، فتتحول السخرية إلى فتنة مجتمعية".
وأضاف أن القرآن الكريم استخدم أساليب التحذير المتعددة، فنجد النهي المباشر في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ"، مشيرًا إلى أن تخصيص الرجال والنساء بالنهي يؤكد خطورة هذه الظاهرة.
كما شدد على أن السخرية تأخذ أشكالًا متعددة، فقد تكون بالقول أو بالإشارة أو حتى بالحركة، وكلها وسائل تؤدي إلى إهانة الآخرين وإشعال العداوات.
وأشار إلى أن القرآن لم يكتف بالنهي عن السخرية، بل حذر أيضًا من اللمز والتنابز بالألقاب، حيث قال الله تعالى: "وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ"، موضحًا أن عيب الآخرين يجلب الضرر على صاحبه، وكأن الإنسان حينما يعيب غيره يعيب نفسه دون أن يشعر.
ودعا الدكتور إبراهيم الهدهد الجميع إلى التحلي بأخلاق الإسلام، والابتعاد عن كل ما يفسد المجتمع ويؤدي إلى الفتن، سائلًا الله أن يوفق الجميع لطاعته ويحفظ المجتمع من الفساد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إبراهيم الهدهد القرآن الكريم رئيس جامعة الأزهر الأسبق المزيد
إقرأ أيضاً:
إبراهيم الهدهد يحدد شرطين يتحقق بهما نصر الله للمؤمنين
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن جميع المناهي التي وردت في القرآن الكريم إنما هي لحماية الأرض من الفساد، موضحًا أن عدم الالتزام بها يؤدي إلى خرابها وذهاب خيرها.
وأشار "الهدهد"، تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، إلى أن القرآن الكريم يؤكد أن الخير يأتي بالالتزام بأوامر الله، ويبقى ما دام الناس يجتنبون ما نهى عنه سبحانه وتعالى، مستشهدا بقول الله تعالى: "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَٰبِ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا"، مؤكدًا أن الفساد هو السبب الرئيس للتدمير والهلاك، وأن الله تعالى يُمهل المفسدين ولكنه لا يُهملهم.
وأضاف أن الفساد لا يقتصر على الإفساد الحسي مثل التلوث البيئي والتجارب النووية، بل يشمل كل ما يؤدي إلى إفساد حياة الناس وتحويل النعمة إلى نقمة، موضحا أن التصدي لهذا الفساد لا يكون إلا بالعبودية الحقيقية لله والاعتماد عليه، حيث قال تعالى: "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ"، موضحًا أن النصر لا يكون للمسلمين بالاسم فقط، وإنما لمن تحقق بالإيمان والتوكل الخالص على الله.
إبراهيم الهدهد: عدم إكرام اليتيم من أخطر صور الفساد
إبراهيم الهدهد: أخطر أشكال الفساد في الأرض هو استغلال النعم
وشدد على أن التاريخ يشهد بسقوط قوى الفساد حين تبلغ ذروتها، وأن اليهود ومن يسير على نهجهم يدركون أن صفة العبودية لله هي مفتاح النصر عليهم، لذا يسعون لإفساد عقيدة الشباب وإبعادهم عن التوجه الحق، مشددًا على ضرورة العودة الصادقة إلى الله والتوكل عليه لتحقيق النصر الموعود.
صلة الأرحام تعزز قوة الأوطانوكان أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن الدعوة لتواصل الأرحام هي من أهم المبادئ التي يجب أن يتحلى بها المسلمون، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة كانت أحد الأسس التي ركز عليها الأنبياء في رسالاتهم.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر السابق، في تصريح له، أن الله سبحانه وتعالى عندما أرسل سيدنا هود عليه السلام إلى قومه، قال "وإلى عاد أخاهم هودًا"، لافتًا إلى أن استخدام كلمة "أخاهم" في القرآن ليس محض صدفة، بل هي إشارة عظيمة لضرورة تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية بين أفراد المجتمع، فقد كان الأنبياء الأقرب إلى قومهم، وأكثر الناس حبًا ورأفة بهم.
وأضاف أن في عصرنا الحالي، نلاحظ تزايد الدعوات إلى القطيعة وفك الروابط العائلية، وهو ما يعكس فسادًا كبيرًا في العلاقات بين الناس، مشيرًا إلى أن بعض الآباء قد ينصحون أبناءهم بعدم حضور جنازات أقاربهم، وهو أمر يمثل تهديدًا اجتماعيًا لهدم القيم والأخلاق في المجتمع.
وأكد أن تواصل الأرحام هو أساس البركة في الرزق والحياة، كما أنه من أهم عوامل قوة الأوطان، حيث إن المجتمع المتماسك قائم على روابط أسرية متينة، وهو ما يعزز من تماسك الدولة ويعطيها قوة واستقرارًا.