لجريدة عمان:
2025-03-19@20:36:05 GMT

تأهيل مسار برج قحيف بتقنيات الجغرافيا الحديثة

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

أنجزت مدرسة سيماء ومقزّح للتعليم الأساسي بولاية إزكي تأهيل مسار برج قحيف في قرية سيماء ليوفر تجربة سياحية ذكيه بتقنيات الجغرافيا الحديثة لممارسي رياضات المشي وتسلّق الجبال وتوفير بيئة آمنة لهم إضافة إلى الاستمتاع بجمال المنظر الطبيعي حيث يعد مسار برج قحيف من المواقع الطبيعية والتاريخية التي تمتلك مقومات سياحية فريدة.

وقالت: أفراح بنت عزيز الحضرمية إحدى المشرفات على المشروع: إنه مع تزايد أهمية السياحة البيئية والتراثية أصبح من الضروري الاستفادة من التقنيات الجغرافية الحديثة لتطوير هذا الموقع السياحي وتحسين تجربة الزوار وجعلها أكثر تفاعليه ومتعة ومن الواضح أن هذا المسار يهدف إلى إبراز القيمة التاريخية والجمالية لبرج قحيف.

وأضافت قام فريق التقنيات الجغرافية الحديثة بمدرسة سيماء ومقزح بدراسة الموقع ووضع مقترحات وتوصيات لتطويره بما يتناسب مع التطورات في مجالات نظم المعلومات الجغرافية ((GIS والذكاء الاصطناعي حيث يتيح المسار لهواة المغامرات تجربة فريدة للصعود إلى البرج والاستمتاع بالمناظر خاصة خلال أوقات العصر وقبيل الغروب كما أن هذا المشروع يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال دعم المشاريع السياحية والخدمات المحيطة به؛ واختتمت الحضرمية القول أن مسار برج قحيف تجربة سياحية متطورة تدمج بين الماضي العريق والحداثة؛ مما يوفر للزوار تجربة غنية بالمعلومات والتفاعل ومع استمرار التطور في تقنيات الجغرافيا الحديثة يمكن أن يكون المسار نموذجا يحتذى به في تطوير السياحة الذكية والمحافظة على التراث الثقافي بأساليب مبتكرة ومستدامه.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ليوبولد سيدار سنغور رمز الأدب والسياسة في أفريقيا الحديثة

فيلسوف في السلطة، وشاعر في قلب الدولة، هكذا شكّل ليوبولد سيدار سنغور بصمة عميقة في التاريخ الأفريقي والعالمي.

كان شاعرا ومفكرا وسياسيا جمع بين الكلمة والسلطة، وسعى إلى دمج التقاليد الأفريقية بالقيم العالمية في مشروع حضاري متكامل، فهو مؤسس مفهوم "الزنوجة" وأول رئيس للسنغال المستقلة وعضو في الأكاديمية الفرنسية، كان جسرا بين التقاليد الأفريقية والحداثة العالمية ونموذجا فريدا من التعايش بين ثقافة القارة السمراء والفكر الغربي.

طفولة مشبعة بالثقافتين الأفريقية والفرنسية

وُلد ليوبولد سيدار سنغور في 9 أكتوبر/تشرين الأول 1906 بمدينة جوال الصغيرة بالسنغال، ونشأ في بيئة مسيحية كاثوليكية ضمن مجتمع يغلب عليه الطابع الإسلامي، مما عزز لديه منذ الصغر حس الانفتاح والتعددية الثقافية.

تلقى تعليمه الأولي في السنغال، وأظهر نبوغا مبكرا مكنه من الحصول على منحة دراسية لمتابعة دراسته الثانوية في مدرسة فان فولان بدكار، والتي كانت من أبرز المؤسسات التعليمية في غرب أفريقيا الفرنسية آنذاك.

رحلة علمية نحو فرنسا

سافر سنغور إلى فرنسا عام 1928 لمواصلة دراسته في جامعة السوربون، لكنه التحق فيما بعد بمدرسة لويس لو غران المرموقة، والتقى بالمفكر المارتينيكي إيمي سيزير الذي أصبح شريكه الفكري في بلورة مفهوم "الزنوجة".

إعلان

واصل سنغور تفوقه الأكاديمي حتى نال شهادة التبريز في الآداب عام 1935، ليكون أول أفريقي من غرب أفريقيا الفرنسية يحقق هذا الإنجاز، مما فتح أمامه أبواب التدريس في فرنسا.

خلال فترة رئاسته، ركز سنغور على بناء دولة حديثة تجمع بين التقاليد الأفريقية والإدارة العصرية، مع إيلاء اهتمام خاص بالتعليم والثقافة (غيتي) من القصيدة إلى كرسي الرئاسة

خلال الحرب العالمية الثانية انضم سنغور إلى الجيش الفرنسي، لكنه وقع في الأسر عام 1940 وأُرسل إلى معسكرات الاعتقال في ألمانيا.

لم تمنعه ظروف الاعتقال من الكتابة، بل ألهمته لتأليف بعض من أهم قصائده التي عكست معاناته ورؤيته للعالم، وبعد إطلاق سراحه عام 1942 عاد إلى فرنسا واستأنف نشاطه الأكاديمي والسياسي.

انتُخب سنغور نائبا في الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1945، ليبدأ مسيرته السياسية الفعلية.

عمل على تعزيز حقوق المستعمرات الأفريقية داخل النظام الفرنسي، وساهم في تطوير سياسات منح الحكم الذاتي، مما مهد الطريق لاستقلال العديد من الدول الأفريقية.

وبعد استقلال السنغال عام 1960 أصبح أول رئيس للجمهورية، وظل في منصبه حتى 1980، وركز على بناء دولة حديثة تجمع بين التقاليد الأفريقية والإدارة العصرية، مع إيلاء اهتمام خاص بالتعليم والثقافة، ورفض الانغلاق الأيديولوجي، إيمانا بأهمية التعاون بين أفريقيا وفرنسا.

الزنوجة والهوية الأفريقية

يعد سنغور أحد المؤسسين الرئيسيين لحركة "الزنوجة" التي ظهرت ردّ فعل على سياسات الاستعمار الفرنسي التي حاولت طمس الهويات الأفريقية وفرض الهيمنة الثقافية الأوروبية.

ودعا هذا المفهوم إلى استعادة الاعتزاز بالثقافة الأفريقية والتعبير عنها بحرية في الأدب والفنون والفكر السياسي.

وفي كتاباته سعى سنغور إلى إبراز القيم الجمالية والفلسفية للحضارة الأفريقية، رافضا النظرة الاستعمارية التي صورت أفريقيا قارة متخلفة تحتاج إلى الإنقاذ الأوروبي.

وأصبحت "الزنوجة" مرجعا ثقافيا وسياسيا لحركات التحرر الأفريقية والكاريبية، وأسهمت في تشكيل هوية أفريقية حديثة متصالحة مع إرثها وتطلعاتها المستقبلية.

قال سنغور ذات مرة "الثقافة هي روح الأمة وبدونها لا يمكن أن يكون هناك مستقبل" (غيتي) الشاعر في قلب الدولة

لم يكن سنغور مجرد رجل سياسة، بل كان قبل كل شيء شاعرا ومفكرا، امتزجت أشعاره بالروح الصوفية والتعبير العاطفي العميق، إذ استخدم الكلمات أداة للنضال الفكري والدفاع عن الهوية الأفريقية، وترك إرثا أدبيا غنيا، ومن أبرز أعماله:

إعلان "أغاني الظل" (1945): ديوان شعري يعكس تجربته في الحرب ومعاناته خلال الأسر. "إثيوبيا وأسوان" (1956): عمل أدبي يصور رؤيته للهوية الأفريقية وعلاقتها بالحضارة العالمية. "رسالة إلى الصديق الفرنسي": نص يعكس حوارا بين الثقافتين الأفريقية والفرنسية.

آمن سنغور بأن الشعر ليس مجرد كلمات، بل قوة تحررية قادرة على إحداث تغيير عميق في المجتمعات عبر التأثير العاطفي والفكري.

السنوات الأخيرة والإرث الثقافي

بعد تقاعده من السياسة عام 1980 انتقل سنغور إلى فرنسا، حيث واصل الكتابة والبحث الفكري، وفي عام 1983 انتُخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية، ليكون أول أفريقي يحظى بهذا الشرف، وهو اعتراف بدوره البارز في الأدب الفرنكوفوني.

توفي في 20 ديسمبر/كانون الأول 2001 عن عمر ناهز 95 عاما، لكنه ترك إرثا فكريا وسياسيا خالدا، ولا يزال تأثيره حاضرا في السنغال والعالم، إذ يُحتفى به باعتباره رائدا في الفكر الأفريقي ومدافعا عن التعددية الثقافية ورمزا للمصالحة بين الهوية الأفريقية والانتماء العالمي.

أثبت سنغور أن الأدب والسياسة يمكن أن يلتقيا في مشروع حضاري واحد، وأن الهوية الأفريقية ليست نقيضا للحداثة، بل هي جزء أصيل منها، وكما قال ذات مرة "الثقافة هي روح الأمة، وبدونها لا يمكن أن يكون هناك مستقبل".

مقالات مشابهة

  • المسار الرياضي.. وجهة رياضية وترفيهية تعزز جودة الحياة في رمضان
  • ليوبولد سيدار سنغور رمز الأدب والسياسة في أفريقيا الحديثة
  • المسار الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تكشف تزوير عماد لأوراق إصابة والده بالزهايمر
  • يوسف خميس: النصر يواجه المسار الأصعب في دوري أبطال آسيا للنخبة.. فيديو
  • مقترح برلماني بتحويل "أهرامات الجيزة" إلى منطقة اقتصادية سياحية
  • حافلات الرياض: إطلاق المسار 939 للوصول إلى السفارات
  • ينتشر في مدن سياحية.. تحذير من فيروس ليس له علاج
  • الإيمان في الدراسات الحديثة
  • شجرة في غامبيا تتحول لوجهة سياحية لعشاق الطبيعة والتصوير