حرس إنذار: حان الوقت لرحيل حكومة معين .. تفاصيل
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
شمسان بوست / سوث 24
منذ أن تمّ تشكيل حكومة المناصفة اليمنية في ديسمبر 2020 برئاسة الدكتور معين عبدالملك، بناءً على اتفاق الرياض الموقّع بين المجلس الانتقالي ورئاسة الدولة السابقة آنذاك، لم تحقق الحكومة أي انجاز فارق عن أداء الحكومات التي سبقتها، ولم تلبِ طموحات الشارع الذي تطحنه الأزمات منذ سنوات. وقد رأس معين عبد الملك حكومتين متعاقبتين حتى الآن.
وكان قد اُعتبر قرار تشكيل الحكومة في الأساس خطوة سعودية لحلحلة الأزمة التي وقعت بين الحكومة والمجلس الانتقالي بعد أحداث أغسطس 2019 في العاصمة عدن، اتضح مع الوقت أنّ التغيير جاء لإثبات الحضور الإقليمي أكثر من كونه خطوة حقيقية لإيجاد حلول جذرية على الواقع.
وحتى بعد إعلان انتقال السلطة في 7 إبريل 2022، ظلّت الحكومة كما هي باستثناء تغييرات طفيفة شملت 4 وزارات من بين 24 حقيبة وزارية، منها: وزارة الدفاع، ووزارة النفط والمعادن، ووزارة الكهرباء والطاقة، ووزارة الأشغال العامة والطرق.
لم يقدّم “معين عبدالملك” خلال ولايتيه الأولى والثانية أي شيء يُذكر، رغم أنّ الرجل من شريحة التكنوقراط. بل على العكس، أدى السلوك الهزيل لحكومتيه المتتاليتين خلال خمس سنوات منذ 2018 حتى اللحظة، إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد، مما نتج عنه تردي لحياة المواطنين جراء نقص الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وغيره، إلى جانب استشراء الفساد في مختلف أجهزة الدولة بشكل لافت. ورغم كل ذلك يبدو أن هناك تصميماً مستميتاً على إبقاء الرجل في منصبه لأهداف تخدم – على الأرجح – التحالف الذي تقوده السعودية على حساب اليمنيين. فوفقاً لخبراء اقتصاديين، تسبب فساد الحكومة بانهيار العملة الوطنية إلى أدنى مستوياتها أمام العملات الأجنبية وبات هناك ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، كما شمل فساد الحكومة القطاعات الاقتصادية من النفط والاتصالات والكهرباء والأشغال العامة والطرق والبنك المركزي، وقادت سياساتها إلى تعطيل وتهميش دور موانئ الحكومة في عدن والمكلا لصالح الحوثيين. تزعم الحكومة بالمقابل اتخاذ إجراءات إصلاحية وإجراءات الحد من الفساد.
“يعمل بلا حسٍ وطني، كثير الكلام قليل الإنتاج” بهذه العبارات، فتح نائب رئيس مجلس القيادة “عبدالرحمن المحرمي”، في وقت سابق النار على رئيس الحكومة “معين عبدالملك”. وكان المحرمي بين شهري سبتمبر ونوفمبر العام الفائت، قد وجّه “معين”، بتنفيذ الإجراءات المبنية على تقرير صادر عن لجنة شكلها رئيس الوزراء نفسه حول التضخم الرسمي الكبير في ملحقيات السفارات اليمنية في الخارج. كما أثار “المحرمي” داخل المجلس الرئاسي قضية فساد كبيرة يقودها مكتب “معين”، تضمّنت استيلاءه على 45 مليون دولار شهرياً، ودعا المجلس إلى تشكيل لجنة للتحقيق في قضية الفساد المشار إليها، لكن ذلك لم يتم.
يتضح أنّ أحد العوامل الرئيسية لبقاء حكومة معين، إلى جانب الأسباب السابقة المذكورة، هو علاقة رئيسها الوطيدة بمسؤولين سعوديين، يرتبط الرجل معهم بشبكة مصالح مشروعة وغير مشروعة على المستويين السعودي واليمني في عدة ملفات؛ وعلى رأسها ملف الإعمار والإغاثة، وفقاً لمصادر خاصة لمركز سوث24. إذ أنّ هناك عمليات فساد كبيرة من خلال الاستحواذ على حصص من أموال تُضخ شهرياً لتنمية وإعمار اليمن التابع للبرنامج السعودي، في حين أنّ كثير من المشاريع والخطط لا تُنفّذ على أرض الواقع. فقد أدّت سياسات المملكة العربية السعودية في اليمن، إلى ارتكاب أخطاء استراتيجية عندما تركت الملف اليمني بأيدي شخصيات تقليدية، أخفقت في تقييم المشهد اليمني، وظلت تقدّم تقارير مضللة للإبقاء على مصالحها مع الجهات النافذة في اليمن.
في 13 أغسطس الحالي، تناقلت وسائل إعلام رسمية أنباء عن محاولة مجاميع مسلحة تابعة لألوية العمالقة، الإقدام على اقتحام ومحاصرة قصر معاشيق؛ مقر إقامة رئيس الحكومة “معين عبدالملك”، في العاصمة عدن. غير أنّ قوات العمالقة نفت لاحقاً على صفحتها بتويتر صحة ما تم تداوله، وبررت ذلك بوصول فريق من مكتب نائب رئيس مجلس القيادة “المحرمي”، إلى مكتب رئيس الوزراء لمتابعة ملف الكليات ومعاهد التأهيل الأمني والعسكري، وهذا الفريق اتضح أنّه جاء بناءً على موعد وموافقة مسبقة. غير أنّ وزارتي الإعلام والخارجية اليمنية أصدرتا بيانات مقتضبة تدّعي حصار القصر ورئيس الوزراء.
في المقابل، أعربت البعثات الدبلوماسية لكلٍ من فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، عن قلقها إزاء ما جرى من اقتحام لمقر الحكومة في عدن، وأكدت في بيان مشترك، دعمها الكامل للحكومة المعترف بها دولياً، مشيرة إلى أنّ “التطورات الأخيرة يمكن أن تقوّض جهود الحكومة لاستعادة الخدمات والقيام بمهامها في هذا الوقت الحاسم”. من غير المعروف ما الأهداف من تضخيم حدث لم يحصل في واقع الأمر كما تم تصويره، وما هو التضليل الذي وقع فيه السياسيون الغربيون لتصديق مثل هذه الروايات غير الدقيقة. غير أنّ ذلك يبدو مرتبطاً بمحاولة إثبات أن العاصمة عدن غير مستقرة وغير آمنة كمقر للحكومة الشرعية، وهي أهداف تسعى لها كثير من الأطراف السياسية اليمنية لتغيير مقر العاصمة المؤقتة إلى مأرب أو حضرموت، ويتوافق ذلك مع رغبة رئيس الحكومة وكثير من أعضائها في تفضيل بقاءهم في الرياض وعواصم أخرى.
من المهم القول، أنّ تغيير مقر الحكومة ليس هو المعضلة الرئيسية؛ بقدر ما هو تغيير حكومة “معين عبدالملك” ذاتها وتغيير العقلية التي تُدير مصالح الناس. إذ تتفق جميع الأطراف السياسية بما في ذلك أعضاء المجلس الرئاسي على فشل الحكومة، بيد أنّه لا توجد مساعٍ حقيقية لتغييرها. قد يعود ذلك إلى احتمالية أنّ قرار التغيير الحكومي لم يعد وطني، أو أنّ هناك خشية من أن يدخل أعضاء مجلس القيادة الرئاسي في إشكالية التقاسم والتنازع على الحصص والحقائب الوزارية.
وتبعاً لهذه التعقيدات، قد يأخذ تغيير الحكومة الحالية وقتاً أطول من اللازم، وهو ما يعيه رئيس الحكومة “معين عبدالملك”، وأعضاء حكومته جيداً، مما يعطيهم مساحة كافية للاسترخاء، بما في ذلك الكتلة الوزارية التابعة للانتقالي الجنوبي التي أثبتت مدى هشاشتها، وتماهي بعض أفرادها تجاه صفقات الفساد.
إنّ استمرار الحكومة الراهنة على هيئتها، وعدم وضع أولوية قصوى لتغييرها من قبل أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، يفاقم ضعف المواجهة السياسية والعسكرية مع الحوثيين، ويزيد من سوء الحالة الإنسانية والسخط الشعبي، كما تصبح قضايا الخدمات والإصلاحات عرضة للابتزاز والمناورة السياسية، ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى الإقليمي، الذي يبدو أن هناك جهات باتت تستفيد فعلياً من بقاء الحكومة على هذه الشاكلة.
تتمثل نقطة البداية الحيوية لهذا التغيير الحاسم، في بناء إجماع وتوافق سياسي من قبل أعضاء مجلس القيادة الرئاسي يقر بأهمية رحيل الحكومة الحالية والعمل على تنفيذ ذلك، إذ أنّ رحيل الأخيرة بات أولوية ملحّة، لا سيّما إذا كانت جميع الأطراف تتفق على ضعف أداءها. قد يساعد ذلك أعضاء مجلس القيادة الرئاسي البدء في مناقشة قضايا مصيرية مهمة على الأصعدة السياسية والعسكرية، ومسائل التسوية السياسية والسلام في اليمن، وتفعيل دور الأجهزة الرقابية على أداء أي حكومة جديدة – خاصة إذا ما تطلب ذلك التغيير عدم المرور من قنطرة موافقة المسؤولين السعوديين – بدلاً من مناقشة قضايا الخدمات والأوضاع المعيشية ووضع أحجار الأساس لمشاريع لا ترى النور في نهاية المطاف.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: معین عبدالملک رئیس الحکومة
إقرأ أيضاً:
نقيب المهندسين: نقف مع القيادة السياسية ضد التصفية العرقية للشعب الفلسطيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت هيئة مكتب النقابة برئاسة المهندس طارق النبراوي، دعمها الكامل لكل الشُعب واللجان بالنقابة.
وأكد المهندس طارق النبراوي- نقيب المهندسين، خلال مشاركته في فعاليات الجمعيات العمومية للشعب الهندسية السبع، عن رفضه القاطع للتصريحات العنجهية للرئيس الأمريكي الخاصة بتهجير شعب غزة إلى مصر، والوقوف مع القيادة السياسية ضد التصفية العرقية للشعب الفلسطيني، قائلا: "كنقابة قمنا بتوضيح رأينا تماما عقب صدور هذه التصريحات، وكان بيان النقابة من أول البيانات في مصر التي ترفض وتشجب هذه التصريحات، وعبرنا عن رأي المهندسين في هذا الموضوع"،مشيرا إلى أن النقابة لا تنخرط في العمل المهني فقط لكن لها رأيها ودورها في العمل العام والوطني والقضايا القومية في مصر.
كما شدد نقيب المهندسين على إصراره الكامل على استكمال قضية أحداث الجمعية العمومية للنقابة يوم 30 مايو الماضي، والتي شهدت تحطيم الصناديق الانتخابية والاعتداء على عدد من المهندسين متابعا: "أصر على استكمال هذه القضية حتى تتم معاقبة كل المتورطين في تدبير وتنفيذ هذه الفعلة الشائنة"، مضيفًا "أتابع هذه القضية بشكل دائم، وهي حاليا لا تزال قيد التحقيق، وفي انتظار التحريات".
وتابع نقيب المهندسين: " يوم 23 فبراير القادم سيشهد نظر19 قضية خاصة بالنقابة..وهناك17 قضية مرفوعة ضد النقابة يطلب أصحابها من الحاصلين على دبلومات فنية قيدهم في النقابة، رغم عدم حصولهم على شهادة معادلة، وفي ذات اليوم سيتم نظر قضيتين رفعتُهما ضد وزير التعليم العالي من أجل عدم قيد خريجي التعليم الفني من غير الحاصلين على شهادة معادلة الثانوية العامة، وعدم السماح لخريجي الشعبة الأدبية بالقيد في النقابة".
وأضاف: "القانون لا يسمح بقيد خريجي الشعبة الأدبية بالنقابة، وإذا لم نتصدى لهذا الأمر حاليا سيزداد انهيار المهنة عامًا بعد آخر".
كما أكد نقيب المهندسين زيادة معاشات المهندسين بداية من يناير الجاري قائلا: "رغم الظروف الاقتصادية التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة لكننا نجحنا في تحصيل دمغة تزيد عن العام الماضي، والميزانية الكاملة للنقابة وموازنة النقابة سيتم طرحهما أمام الجمعية العمومية المقرر انعقادها في مارس القادم، وبناء على تلك الميزانية والموازنة سيتم تحديد نسبة الزيادة في معاشات المهندسين".
في هذا الصدد قدم المهندس طارق النبراوي الشكر للواء مهندس محمد ناصر- أمين الصندوق السابق لدوره الكبير في زيادة إيرادات وتحصيلات النقابة.
وتابع: "إذا كانت نسبة زيادة المعاشات سيتم تحديدها في الجمعية العمومية القادمة، إلا أنه سيتم تطبيقها بأثر رجعي بداية من يناير 2025".
وأوضح نقيب المهندسين أن التدريب قضية محورية في نقابة المهندسين وفي ظل ضعف التعليم الهندسي لابد من زيادة التدريب، ولهذا تضعه نقابة المهندسين على رأس أولوياتها باعتباره الوسيلة الوحيدة لرفع كفاءة المهندسين ليواكبوا التغيرات السريعة في الهندسة".
وأردف: "خلال العامين الأخيرين شهد التدريب في النقابة قفزة هائلة في مجال التدريب، الذي صار متاحًا في كافة التخصصات بجميع الشعب الهندسية، وهو إما مجاني تماما أو بتكلفة زهيدة للغاية، ولدينا معامل تدريب داخل النقابة، ووقعنا عدد من بروتوكولات التعاون مع جهات تدريبية ذات سمعة طيبة، وفتحنا آفاقًا تدريبة مع جهات عديدة في مصر، وأخر ما تم في هذا الشأن هو توقيع بروتوكول تعاون مع الجمعية الصينية للعلوم والتكنولوجيا لتدريب عدد من المهندسين في الصين خلال 2025، وإقامة مركز تدريب مصري صيني دائم في نقابة المهندسين خلال 2026".
وتابع: أهم عملية تدريب شهدتها النقابة هي ما تشهده النقابة حاليًا من خلال منحة تدريب 10 آلاف مهندس لاجتياز اختبار شهادةP.M.P ، وهي شهادة مهمة ومطلوبة في كل التخصصات، وهذه المنحة متواصلة طوال 2025 .
وأشار نقيب المهندسين إلى أن تدريب 10 ألاف مهندس عمل ضخم لا تقوى على إنجازه أية وزارة في مصر، ولكن نقابة المهندسين تتولى تحقيقه حاليًا ، وهو عمل كبير.
ووجه نقيب المهندسين التحية للمهندس "أحمد السيد" الذي تصدى لهذا المنحة التدريبية الضخمة متطوعًا.
وتطرق نقيب المهندسين إلى تعديل قانون النقابة مشددًا على ضرورة تعديله خلال الدورة البرلمانية الحالية مؤكدا أن قانون النقابة الحالي مر على صدوره 52 عاما، ومنذ سنوات وهناك محاولات لتعديله، ولكن تلك المحاولات تتعرقل".
واستطرد: “مجلس الوزراء قدم مشروع قانون لتعديل قانون النقابة، والنقابة ترحب بهذا الأمر وكل ما تطلبه إدخال تعديلين اثنين على مشروع قانون الحكومة، وهما القيم المالية الخاصة بالدمغات، وشروط القيد بالنقابة ليكون للنقابة بعض السيطرة على من يتم قيدهم في النقابة”.
وشدد النبراوي على أن التعليم الهندسي من القضايا بالغة الأهمية، وأن ما حدث خلال العشرون عاما الماضية هو ما أدى إلى طوابير البطالة بين صفوف المهندسين، وانخفاض دخولهم، مؤكدا على أن النقابة جادة في التصدي لهذا الموضوع بشكل واضح وقوي للحفاظ على مهنة الهندسة وإصرارا من النقابة لعودة المهنة لسابق عهدها، وأنه في هذا الإطار تم اتخاذ العديد من القرارات القوية وتم تنفيذها.
وأوضح نقيب المهندسين أن النقابة لها أدوار متعددة، منها على سبيل المثال لا الحصر ما قامت به النقابة عند حدوث تدمير لبعض المقابر الأثرية فى القاهرة وفي مصر، فكان لها موقف سريع في هذا الأمر من خلال شعبة العمارة، لافتا إلى الدور الذي قامت به النقابة في دعم بعض النقابات المهنية ضد إصدار بعض القوانين تتعلق بالمهنة دون الرجوع إليها لأخذ رأيها، قائلا: "النقابات المهنية ونحن منها، هي الاستشاري الأول للدولة، وبالتالي عند إصدار قانون يتعلق بالمهنة لابد من الاستماع إلى رأي هذه النقابات، لأن ذلك للصالح العام، كون هذه النقابات مخزن للعقول وذخيرة ضخمة جدًا من الخبرات، وهذا مبدأ رئيسي نمارسه مهما كانت التكلفة".
من جانبه دعا الأستاذ الدكتور المهندس هشام سعودي- وكيل النقابة، أن تكون شُعب النقابة جميعها على قلب رجل واحد، مشيرًا إلى وجود شكل جديد من العمل يتسم بالتطوير والتحسين داخل شُعب النقابة، مشيدًا بدور كل الشعب في التواصل مع أعضاء جمعيتها على مستوى النقابات الفرعية، والذي كانت بدايته مع مهندسي نقابة الإسكندرية، وأثنى "سعودي" على التكامل بين شُعب النقابة، والتعاون فيما بينها في إعداد الأنشطة المختلفة.
كما تطرق وكيل النقابة إلى موقف النقابة من معامل التحاليل الطبية الثلاثة، مشيرًا إلى أنه من الطبيعي أن تتميز نقابة الأطباء عن باقي النقابات المهنية كون أعضائها هم من يقومون بتقديم الخدمات الطبية، لافتًا إلى أن هذه المعامل أصبحت تدار بطريقة استثمارية "عربيًا" وبالتالي زادت أسعار الخدمات وكان لابد من اتخاذ موقف تجاه هذه الارتفاعات المبالغ فيها.
وأكد "سعودي" أن الموقف الذي اتخذته النقابة تجاه هذه المعامل هو موقف موحد لثلاث نقابات مهنية، موضحًا أن النقابات المهنية الثلاثة تقوم بإيجاد البديل بمميزات نسبية لأعضائها ومراعاة التوزيع الجغرافي.
وقال الأستاذ الدكتور هشام سعودي: " حالة من الزخم والنشاط شهدتها النقابة العامة والفرعيات خلال الفترة الماضية لتقديم كل ما هو أفضل للمهندسين"، داعيًا جميع أعضاء الجمعية العمومية للنقابة للمساهمة في هذا الزخم من خلال تفاعلهم مع أنشطة الشعب واللجان الهندسية".
وأوضح وكيل النقابة أن المسئولية الملقاة على عاتق هيئة المكتب والمجلس الأعلى ليست سهلة ولن يستطيع أحد القيام بما قام به وقدمه دون مساندة من الأعضاء المنتسبين للنقابة في كافة الشعب الهندسية.
من جانبه أكد المهندس محمود عرفات- الأمين العام للنقابة، أن مشاركة المهندسين في الجمعيات العمومية للشعب الهندسية تمثل ركيزة أساسية في مسيرة النقابة، حيث تتيح هذه اللقاءات الفرصة لمراجعة ما تحقق خلال العام الماضي، وطرح الرؤى والمقترحات التي تسهم في صياغة مستقبل العمل النقابي خلال المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن النقابة تحمل على عاتقها هموم المهندسين منذ أن مرحلة دراستهم الجامعية وحتى بلوغهم سن التقاعد، إذ تسعى جاهدة لضمان حقوقهم وتأمين معاش يتناسب مع التحديات الاقتصادية الراهنة. كما تضع النقابة نصب أعينها دعم شباب المهندسين عبر برامج تدريبية متقدمة وتأهيلهم لسوق العمل، ما يساهم في توفير فرص عمل لائقة، فضلًا عن الارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة لهم، وعلى رأسها الرعاية الصحية. مؤكدا أن مجلس النقابة يعمل بروح الفريق الواحد، متكاتفًا من أجل تحقيق هذه الأهداف.
وفي حديثه عن قضايا التعليم الهندسي، شدد المهندس محمود عرفات على أن هذا الملف يحظى باهتمام بالغ من هيئة مكتب النقابة، نظرًا لدوره الجوهري في الارتقاء بالمهنة، إلى جانب أهمية تنظيم مزاولة المهنة بما يحقق أعلى معايير الجودة والكفاءة.
ودعا جميع المهندسين إلى التفاعل الإيجابي مع مجلس النقابة من خلال تقديم الأفكار والمبادرات التي تدفع عجلة التطوير وتعزز دور النقابة في خدمة أعضائها، مشددًا على أن النقد البناء مرحب به، باعتباره أداة فاعلة لتطوير الأداء وتصحيح المسار والارتقاء بالأداء النقابي نحو الأفضل.
فيما أكد المهندس كريم الكسار- الأمين العام المساعد، أن مشاركة المهندسين في فعاليات جمعياتهم العمومية هي فرصة حقيقية لتبادل الرؤى والأفكار وطرح المقترحات، الأمر الذي من شأنه إثراء العمل النقابي ودفعه للأمام مما يصب في صالح المهنة والمهندسين.
وعبّر "الكسار" عن سعادته بما يشاهده من مشاركة شباب المهندسين فعاليات جمعياتهم العمومية، داعيًا إياهم بالانخراط في العمل النقابي من خلال الاشتراك في فعاليات الشعب واللجان لاكتساب الخبرات، قائلًا: "شباب اليوم هم قادة العمل النقابي في المستقبل القريب، لذا لابد لهم من من الاختلاط المباشر مع الأجيال السابقة لهم لصقل معلوماتهم العلمية والعملية".
وأثني الأمين العام المساعد على ما تقوم به الشعب الهندسية من مجهودات خلال العام الماضي، الأمر الذي يشهد به الجميع، معظمًا من دور رؤساء وأعضاء مجالس الشعب وحرصهم الدائم على تقديم فعاليات دائمة ومستمرة للمهندسين داخل النقابة العامة وعلى مستوى المحافظات.
بدوره دعا الأستاذ الدكتور المهندس معتز طلبة- أمين الصندوق، أعضاء الجمعية العامة للنقابة لدعمهم لمجالس الشعب الهندسية التي تمثلهم، لتحقيق كل ما هو أفضل.
وأوضح "طلبة" أن السياسة العامة للنقابة تستهدف خدمة المهندسين ورفع شأن مهنة الهندسة، مشيرًا إلى أن النقابة تتبنى عدة ملفات بهدف الارتقاء بمهنة الهندسة والعاملين بها ومنها على سبيل المثال لا الحصر "التدريب، ومزاولة المهنة، والرعاية الصحية، والمعاشات"، والقيام بدور ايجابي كبير فيها.
من جانبه أشاد الدكتور المهندس سعد مكرم- أمين الصندوق المساعد، بالتعاون بين مجالس الشعب الهندسية بالنقابة والذي من شأنه الارتقاء بما تقدمه النقابة عمومًا من خدمات مختلفة.