هل نعيش حالة من التناقض، ونحن نشهد دعوات للتمسك بالسمت العماني الأصيل، وحث الأجيال على الالتزام به وتنشئتهم عليه، بينما في المقابل تتجاهل بعض القنوات الإعلامية والحسابات الشخصية بالمواقع الإلكترونية هذا التوجه، وتقدم محتويات همها الأول المكسب المادي، دون النظر أو الاهتمام بجودة المحتوى ومدى ملاءمته للمجتمع وتوجهاته وسمته وأصالته؟ فهل نحن أمام حالة من التناقض، أم أن هناك ما هو أخطر من ذلك، ويجب أن نقف تجاهه وقفة حازمة، خاصة في ظل موجة من المحتويات الهابطة التي قد تجرّ معها أجيالًا من الجنسين إلى مهاوٍ مظلمة؟
إن الواقع الذي نشهده في العديد من المناسبات، وما يصاحبه من مشاهد وتصرفات وأفعال مخلة تقشعر لها الأبدان، يدعونا إلى مراجعة الكثير من الجوانب، وفي مقدمتها المحتويات الهابطة، وما يصاحبها من استغلال البعض لشهرتهم والوسائل التي يقدمون من خلالها المحتوى أو البرامج، لإبراز جوانب لا تليق بنا كمجتمع.
وإن كانت هذه السلوكيات موجودة ولا تخلو منها المجتمعات حول العالم، إلا أنه ليس بالضرورة أن تُقدَّم كنموذج للجمهور، أو يُوهَم المشاهد والمتابع، وخاصة من فئة الأطفال أو الأجيال الناشئة، بأفكار واهية، أو تُغرس في أذهانهم مفاهيم خاطئة عبر الترويج لشخصيات ليس لها إنجازات، ولا تستحق أن تُوضع في موضع «القدوة»، أو من خلال صياغة الوهم عبر الترويج لبعض التصرفات المشينة، لترسخ في الأذهان على أنها مصدر للشهرة والكسب!
إن التصرفات غير اللائقة والمشينة أصبحت في تزايد -للأسف- حتى غدت ظاهرة يجب مكافحتها كبقية الظواهر السلبية، خوفًا من أن تستفحل.
ففي منتصف رمضان أو أثناء الاحتفال بما يسمى بـ«القرنقشوه»، تلاحظ شرطة عمان السلطانية ظهور سلوكيات لا تمتّ للمجتمع بصلة من قبل البعض، وهذه ليست المرة الأولى التي تُستغل فيها مناسبةٌ ما من قِبَل فئة ليست بالقليلة للقيام بسلوكيات مخلة بالآداب العامة، والظهور بطرق غير ملائمة للذوق العام، مما يجعلنا أمام تحدٍّ كبير في نبذ هذه السلوكيات والتعاون للقضاء عليها، حتى لا تصبح ظاهرة عامة في مجتمعنا.
إن هذه النظرة ليست تشاؤمية، بقدر ما هي نظرة واقعية يجب أن نعترف بها إذا أردنا حقًّا معالجتها، فالاعتراف بالمشكلة هو بداية الطريق لعلاجها واستئصالها. ومن بين جوانب العلاج، التعاون من قبل كافة الجهات، الرسمية والأهلية والمجتمعية والأسرية، لمعالجة جذور هذه الظواهر واقتلاع مسبباتها، والحدّ من الترويج لها عبر وسائل الإعلام أو المواقع والحسابات الشخصية.
إن مسؤولية الأسرة، والوالدين خصوصًا، في خضم مشاغل الحياة والتزاماتها، لم تعد كما كانت في السابق، ولم تعد تربية الأجيال والتأثير في توجهاتهم وتصرفاتهم وأخلاقهم مقصورة على الأسرة وحدها، بل امتد التأثير ليشمل منظومة أوسع، تضم المجتمع بمؤسساته وأفراده. ولذلك، فإن على عاتق الجميع اليوم مسؤوليات كبيرة تجاه الأجيال، والتأثير عليهم، وتوجيههم نحو ما هو أنفع لهم ولمجتمعهم وأوطانهم.
وفي ظل كل ما يحيط بالأجيال، وكل ما نشاهده من مواقف، فإن ذلك يدعونا إلى الحذر واليقظة من الأفكار الهدامة التي تتسلل إلى عقول الناشئة، خاصة تلك الأفكار المنحطة والمخلة بالآداب، والتي لا تقل كارثيتها عن الأفكار الضالة التي تحيد عن الفطرة الإنسانية السوية.
لذا، فإن الرسالة التي من الضروري تبنّيها في هذه المرحلة يجب أن تتسم بالجدية، وأن نقف بحزم أمام من يحاول الترويج للمحتوى الهابط، أو استغلال الوسائل الإعلامية لتلميع شخصيات ليست قدوة للمجتمع، ولا يجب أن تكون كذلك.
ومن أراد أن يقدم قدوة للأجيال، فهناك العلماء، والأدباء، والمفكرون، والقادة، وأصحاب البطولات، الذين يمكن تقديمهم في محتوى يليق بنا كعمانيين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: یجب أن
إقرأ أيضاً:
داوود الهاجري: «رواد الطاولة» فرصة لتلاقي الأجيال
معتصم عبدالله (أبوظبي)
أشاد المهندس داوود الهاجري، رئيس اتحاد كرة الطاولة، بالنجاح الكبير لفعاليات النسخة الرابعة لبطولة الدولة للرواد لكرة الطاولة، والتي أقيمت بنادي الشارقة على مدار يومين، وبمشاركة أكثر من 70 لاعباً في المنافسات التي تضمنت فئات فردي الرجال من 40 إلى 50 عاماً، وفردي الرجال من 50 إلى 60 عاماً، وفئة فوق الستين، بجانب مسابقة خاصة للرواد المواطنين من قدامى اللاعبين.
واختتمت منافسات البطولة التي تهدف لجمع اللاعبين القدامى وأبطال الدولة في اللعبة والمؤسسين، بحضور المهندس داوود الهاجري، رئيس الاتحاد، وخالد عيسى المدفع، رئيس نادي الشارقة الرياضي، بجانب أعضاء مجلس إدارة اتحاد اللعبة، وعدد من قدامى اللاعبين.
وقال الهاجري: «النسخة الرابعة للبطولة شهدت نجاحاً متواصلاً وإقبالاً كبيراً عاماً بعد عام، وهي فرصة للتلاقي واستعادة الذكريات بين الرعيل الأول والمؤسسين، وكل الشكر والتقدير لمجلس الشارقة الرياضي ونادي الشارقة الرياضي على حسن الضيافة والتنظيم المميزّ».
ولُعبت منافسات «بطولة الرواد» المفتوحة لجميع الجنسيات، بنظام المجموعات في الدور الأول، وخروج المغلوب في المباريات النهائية، وتقام جميع المباريات بنظام 3 أشواط من 5، وشهدت منافسات فئة المواطنين، تتويج خالد صقر اداري المنتخبات الوطنية باللقب، بعد فوزه في النهائي على منافسه محمد الكعبي.