لجريدة عمان:
2025-03-19@20:53:11 GMT

المسنّون وبيئة الابتكار الاجتماعي

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

هزّ خبر رحيل الممثل الأمريكي الشهير جين هاكمان الفائز بالأوسكار عن (95) سنة، مع زوجته وكلبهما، الأوساط الفنية، خصوصا أن الشرطة علمت بخبر رحيلهم بعد مرور أكثر من أسبوع على الوفاة، وشكّل هذا الخبر الحزين صدمة لمحبي النجم السينمائي المعروف، ولغزا غامضا لرجال الشرطة الذين لم يعثروا على أثر لجريمة، أو انتحار، أو تسمّم بأول أوكسيد الكربون بسبب تسرّب الغاز، وبعد أيام من ذلك ظهر تقرير الطب الشرعي ليحلّ لغز الوفاة، ويقول: إن «زوجة هاكمان (65 عاما) كانت قد أصيبت بفـيروس قاتل، وتوفـيت قبل أيام قليلة من وفاته، فقد كان يعاني من أعراض متقدمة لمرض الزهايمر، فلم يدرك أن زوجته توفـيت داخل المنزل» فـيما عثرت الشرطة على الجثامين بعد (8) أيام من الوفاة.

ولنا أن نتخيّل المشهد الدرامي المأساوي: الزوجة تموت، والزوج لم يعرف، بسبب الزهايمر، فـينقطع عنه الطعام والدواء ويموت جوعا، وكذلك الكلب المحبوس فـي قفص، فقد نفق جوعا أيضا، والغريب أن المحيطين بالممثل لم يفتقدوه رغم شهرته، ولا أولاده سألوا عنه، ولم يتّصل أحد به وبزوجته للاطمئنان على عجوزين، وربما هذا وضع طبيعي كونهما يعيشان فـي بيئة ألغت من قاموسها شيئا اسمه (صلة الرحم)، وهو أمر لا إنساني، فـي مجتمعات تدّعي أنها حريصة على حياة الإنسان وكرامته.

وهذا الحدث يُظهر معاناة كبار السن فـي تلك المجتمعات، رغم أن حكوماتها توفّر لهذه الشريحة من المجتمع مراكز رعاية خاصّة، وتمنحهم خدمات مجانية، وامتيازات فـي وسائط النقل، ولكن خارج ذلك مع ضعف الروابط العائلية، يعيش كبار السن حالة قسرية من العزلة، وهذا يعجّل فـي نهايتهم، فالركن العائلي والركن الاجتماعي من أهم الأركان السبعة التي حدّدها د. إبراهيم الفقي لبناء النفس البشرية بناء صحيحا، وتجعل هذه الأركان الشيخ يتمتع بصحّة جيدة، مهما طال عمره، مع إيماننا أنّ «الأعمار بيد الله» والأركان الخمسة الباقية هي: الروحي (العلاقة بالله)، والصحي (الأفكار الصحية، والأكل الصحي، وتحرّكات الجسم)، والشخصي (التقدير الذاتي، والصورة الذاتية، والإنجاز) والمهني (الرغبة فـي التميز) والمادي (القدرة على خلق نوع من أنواع التوازن بين الاحتياجات والموجودات).

وقد انتبهت منظمة الأمم المتحدة إلى وضع المسنّين، والإهمال الذي يعانون منه، فأقرّت المنظّمة الدوليّة يوما عالميا للمسنّين هو الأول من أكتوبر من كل عام بهدف «دعم المسنين فـي جميع أنحاء العالم، والحفاظ على كرامة الإنسان مع التقدّم فـي السن، فـي وقت يشهد فـيه العالم نموّا فـي نسبة كبار السن بين السكان».

وبحمد الله، هذه المشكلة لا تواجه المسنّين فـي مجتمعاتنا التي تكثر فـيها الأنشطة الاجتماعية، كونها ما زالت تحتفظ بالكثير من العادات، كما أن الآداب الإسلامية تراعي المسنّين، وتملأ عليهم الفراغ وتنقذهم من عزلتهم، وتوقّرهم، عملا بالحديث الشريف: «ما أكرم شاب شيخا لسنّه إلّا قيّض الله له من يكرمه عند سنّه» .

وكم كانت سعادتي كبيرة عندما قرأت خبرا عن فوز مبادرة (المخيم السنوي لكبار السن) التابعة لفرع جمعية إحسان بمحافظة جنوب الباطنة، بجائزة الابتكار الاجتماعي على مستوى عربي، فـي منافسة أقيمت فـي البحرين، بهدف «تحسين حياة كبار السن، وتعزيز دورهم فـي المجتمع» كما قال يوسف اللمكي المشرف على المبادرة التي مثّلت سلطنة عمان فـي مخيم شمل حلقات عمل تدريبية، وجلسات توعوية، وأنشطة رياضية، وفقرات ترفـيهية، كما جاء فـي الخبر.

ومن الجميل أن تزداد هذه الأنشطة فـي مثل هذه الأيام الرمضانية المباركة، التي ينبغي أن نجعل منها فرصة للالتفات إلى هذه الشريحة من مجتمعنا الذي يقوى بها، ويستفـيد من خبرتها فـي الحياة، سعيا للابتكار الاجتماعي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کبار السن

إقرأ أيضاً:

عاجل: الموافقة على صرف أكثر من ثلاثة مليارات ريال معونة شهر رمضان لمستفيدي الضمان الاجتماعي

بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله -، وبناء على ما عرضه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، صدرت الموافقة على صرف أكثر من ثلاثة مليارات ريال معونة رمضان لمستفيدي الضمان الاجتماعي، وذلك في إطار حرص القيادة الرشيدة على تلمّس احتياجات الأسر المستفيدة، وتأمين متطلباتهم خلال شهر رمضان.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وتتضمن المعونة الكريمة صرف 1000 ريال للعائل، و500 ريال لكل تابع، حيث سيتم إيداعها مباشرة في الحسابات البنكية للمستفيدين يوم غدٍ الثلاثاء الموافق 18 رمضان.
أخبار متعلقة البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعيد تأهيل طريق يخدم 5 ملايين يمني"مركاز البلد الأمين" يناقش مستقبل القطاع العقاري وتعزيز الموثوقيةويأتي هذا الدعم استمرارًا لنهج القيادة الحكيمة - أيدها الله - في رعاية الفئات المستحقة، وامتدادًا لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد - حفظهما الله - من اهتمام بالغ بتحسين جودة الحياة، وتعزيز مستوى المعيشة لمستفيدي الضمان الاجتماعي، لاسيما في هذا الشهر الفضيل.
ورفع معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- على هذه المكرمة الكريمة، التي تُجسد نهج القيادة في دعم المواطنين، وتوفير سبل العيش الكريم لهم، داعيًا الله -عز وجل- أن يحفظ القيادة الحكيمة وأن يجزيها خير الجزاء، ويديم على بلادنا نعمة الأمن والرخاء.

مقالات مشابهة

  • تمارين المقاومة تحارب الأرق لدى كبار السن..هكذا تحسن جودة النوم
  • كفارة الصيام لـ كبار السن والمصاب بمرض مزمن.. اعرف مقدارها
  • خدمات متكاملة تقدمها “هيئة شؤون الحرمين” لخدمة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة بالمسجد النبوي
  • لقاء بين الجميّل وصدي ركّز على الاشكاليات التي تواجه قطاع الكهرباء
  • ما هي أشهر عبارات التهنئة بعيد الفطر التي يتبادلها الناس؟
  • الولايات المتحدة: الطبيبة التي تم ترحيلها إلى لبنان لديها صور للتعاطف مع حزب الله
  • صرف أكثر من 3 مليارات ريال معونة رمضان لمستفيدي الضمان الاجتماعي
  • عاجل: الموافقة على صرف أكثر من ثلاثة مليارات ريال معونة شهر رمضان لمستفيدي الضمان الاجتماعي
  • خادم الحرمين الشريفين يوجه بصرف معونة رمضان لمستفيدي الضمان الاجتماعي