ربما لن يبكي كثيرون زعيم مرتزقة فاغنر، يفغيني بريغوجين، بعد سقوط طائرة أكدت هيئة النقل الجوي الروسية أنه بين ركابها، الأربعاء، خلال رحلة داخلية بين موسكو وسان بطرسبرغ.

ورجح طيارون عسكريون ومسؤولون أميركيون سابقون لموقع "الحرة" أن تكون طائرة بريغوجين استُهدفت بصاروخ أو بتفجير عبوة كانت موضوعة داخلها.

وذكرت قناة على تيليغرام مرتبطة بمجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، الأربعاء، أن رئيس المجموعة، بريغوجين "قُتل".

BREAKING:

Grey Zone, the media channel of the Wagner Group, is accusing Russian Ministry of Defense of shooting down Prigozhin’s private jet moments ago.

Is Prigozhin alive? pic.twitter.com/yzHpXYkvwI

— Visegrád 24 (@visegrad24) August 23, 2023 احتمالات "الاستهداف"

وفقا للطيار العسكري السابق في القوة الجوية العراقية، والخبير العسكري العراقي، أحمد الشريفي، فإن السقوط للحر الطائرة يعتبر مؤشرا على تعرض محتمل للاستهداف إما بصاروخ أو بانفجار داخلي.

ويقول الشريفي لموقع "الحرة" إن "طائرات الركاب مجهزة بمعدات أمان ومحركين يستطيع واحد منهما الهبوط بالطائرة بأمان في حال تعطل الآخر".

ويمضي الشريفي بشرح السيناريوهات المحتملة لسقوط طائرة نتيجة عطل فني بالقول إن "عطل المحركين قد يؤدي إلى سقوط الطائرة، لكنها ستهبط تدريجيا عبر مسار أفقي طويل بينما يتناقص ارتفاعها".

وسجلت حالات استطاع فيها الطيارون الهبوط بالطائرات حتى بعد تعطل كل محركاتها معتمدين على ضغط الهواء على أجنحتها.

وحتى في الحالات التي يحدث فيها تحطم نتيجة لعطل المحركات أو أجهزة الهبوط فإن "الطائرة ستبدو وكأنها تهبط بشكل طبيعي، حتى تلامس الأرض وتتحطم على مساحة كبيرة"، وليس مساحة صغيرة مثل ما يبدو من حطام الطائرة هذه.

ويؤكد الشريفي إن "السقوط الحر للطائرة، والنار المشتعلة فيها يتوافق مع احتمال تعرضها للاستهداف بصاروخ أو بتفجير من داخلها أدى إلى ثقب المقصورة، حيث تفقد الطائرات القدرة على التحليق في حال تخلخل الضغط الداخلي لمقصورتها وتسقط بهذه الطريقة".

ضرب "الملك"

قاد بريغوجين تمردا فاشلا ضد القوات المسلحة الروسية، في يونيو، انتهى باتهامه بالخيانة - من دون ذكر اسمه - من قبل الرئيس، فلاديمير بوتين.

وبعد غموض أحاط مصير بريغوجين بعد الإعلان عن تواجد اسمه بين لائحة الركاب على متن الطائرة المنكوبة، أكدت هيئة النقل الجوي الروسية أن زعيم فاغنر كان بالفعل على متن الطائرة التي لم ينجُ منها أحد.

وقال منشور على قناة (غراي زون)، المقربة من فاغنر، على تيليغرام: "رئيس مجموعة فاغنر.. بطل من روسيا.. وطني حقيقي لوطنه الأم.. يفجيني فيكتوروفيتش بريغوجين قتل نتيجة أفعال خونة لروسيا".

وأضاف المنشور "لكن حتى في الجحيم سيكون الأفضل! المجد لروسيا!".

ونشر العديد من المراقبين الروس وغيرهم عن "آثار صاروخ" قالوا إنه تسبب بسقوط الطائرة، وأيضا عن أصوات "انفجارات قبل أن تشتعل فيها النيران".

Russian Telegram channel VChK-OGPU says that an eyewitness reported two explosions, resembling missile firing, sounded in the sky before Prigozhin's plane went down.

"There were two shooting blasts. When I heard the first explosion, I just raised my head and I saw sparks… pic.twitter.com/xBeQZIhktW

— Anton Gerashchenko (@Gerashchenko_en) August 23, 2023

ونشر آخرون صورا مقربة للطائرة والنيران تشتعل بجانبها الأيمن، فيما هي تسقط بشكل حر إلى الأرض.

This video, claiming to show the deadly crash of a plane carrying Wagner chief Yevgeny Prigozhin, has been viewed nearly a million times.

It shows the shooting down of a Russian Ilyushin Il-22M aircrat during Wagner's mutiny in June. pic.twitter.com/ms4BaQ0HkZ

— Shayan Sardarizadeh (@Shayan86) August 23, 2023

ونشر مدونون غيرهم صورا للحطام، الذي بدا متجمعا على مساحة صغيرة وتشتعل فيه النيران.

The private plane of Wagner owner Yevgeny Prigozhin crashed in the Tver region. Prigozhin was on the passenger list. Wagner accused Russian air defense forces of shooting down the plane on the "Greyzone" channel. #Russia #DisneyBundle #Prigozhin pic.twitter.com/77xIugOq8b

— catherine (@catherine12451) August 23, 2023

لكن مسؤولين سابقين في الإدارة الأميركية، مثل الجنرال السابق ومساعد وزير الخارجية الأسبق، مارك كيميت، قالوا لموقع "الحرة" إنه لا يمكن الإجابة عن سؤال احتمال استهداف بريغوجين قبل "إجراء تحقيق كامل".

من جهته، يقول المتحدث الأسبق باسم وزارة الدفاع الأميركية، ومستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، جيفري غوردون، إنه "لا أحد تفاجأ مما حصل لرئيس فاغنر".

وأضاف غوردون لموقع "الحرة" أن "العديد من خبراء الأمن الوطني توقعوا عدم نجاة بريغوجين خلال الأشهر الستة الأولى بعد محاولة التمرد الفاشلة"، وذكّر بالقول السائد: "إذا قررت ضرب الملك، من الأفضل ألا تخطئ".

من المستفيد؟

ويقول  غوردون، إن "الكرملين أصبح أقوى موقفا بكثير بعد سقوط طائرة بريغوجين".

وتنتشر مضادات الطائرات التي يسيطر عليها الجيش داخل الأراضي الروسية، خاصة بعد استهداف متكرر لموسكو بطائرات أوكرانية دون طيار.

وقيل إن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، وهو من ألد أعداء بريغوجين، كان هدف التمرد الفاشل الذي نفذته مجموعة فاغنر.

ويشير غوردون إلى أن سقوط الطائرة "أنهى تهديدا كبيرا كان يحيط بالكرملين، وهو يذكّر بسلسلة الحوادث الغامضة التي حصلت لأوليغارشية روس سقطوا بشكل غامض من نوافذ غرف فنادقهم خلال العام الماضي".

ويختم غوردون بالقول: "روسيا كانت دائما، وتبقى، مكانا وحشيا".

ولا تعد الوفيات الغامضة لمعارضي النظام، أو الأشخاص الذين قد يعتقد الكرملين أنهم يمثلون تهديدا، شيئا نادرا في روسيا.

ونجا المعارض الروسي البارز، أليكسي نافالني، بصعوبة من استهداف بالسم كاد يودي بحياته.

كما تعرض روس للاستهداف بالسم أو العناصر المشعة خارج روسيا في حوادث عدة.

ونشرت نيوزويك، في فبراير الماضي، أسماء سبعة من النافذين الروس الأثرياء، قتلوا بعد سقوط غامض من النافذة خلال عام واحد من الحرب على أوكرانيا.

وفي عام 2017، نشر موقع USA Today قائمة من 38 ثريا ومسؤولا روسيا قتلوا أيضا بشكل غامض.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: pic twitter com

إقرأ أيضاً:

خطاب ترامب.. أولويات الداخل وقضايا الخارج

جاء تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في إحدى قاعات الكونجرس وسط حضور رسمي أمريكي ودولي وتغطية إعلامية عالمية كبيرة حيث إن الرئيس الأمريكي الجديد في البيت الأبيض سوف يكون له تأثير كبير ليس فقط على قضايا الولايات المتحدة الأمريكية الداخلية ولكن على صعيد قضايا العالم.

انتظر العالم خطاب الرئيس الأمريكي ترامب الذي أصبح الرئيس ٤٧ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وللمرة الثانية، وعلى ضوء تحليل مفردات الخطاب الذي استغرق نصف ساعة جاءت التوجهات متطابقة مع القضايا الوطنية والخارجية التي كانت أساس حملته الانتخابية سواء فيما يخص قضايا الداخل الأمريكي أو على صعيد القضايا الدولية خاصة الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

يبدو أن موضوع الهجرة غير القانونية من الدول المجاورة للولايات المتحدة الأمريكية وخاصة المكسيك تصدرت المشهد علاوة على قضايا التضخم والطاقة والتصدي لمؤسسات الدولة الأمريكية العميقة، ومن هنا لم تكن هناك معطيات جديدة على صعيد قضايا الداخل، ويبدو أن الرجل يتجه إلى تلك القضايا الوطنية بكثير من الحسم من خلال عدد من الأوامر التنفيذية التي وقعها بعد نهاية حفل التنصيب ولعل في مقدمتها حملة وطنية لإخراج آلاف المهاجرين غير الشرعيين، كذلك تواصل التنقيب على النفط الصخري علاوة على التوقيع على عشرات القرارات التنفيذية التي تمثل برنامج الرئيس الأمريكي ترامب.

الرئيس الأمريكي لديه قضايا داخلية يتسم بعضها بالتعقيد ولكن سيطرة الحزب الجمهوري على الأغلبية في الكونجرس سواء في مجلس الشيوخ أو النواب سوف يعطيه الفرصة في تمرير تلك القرارات التنفيذية وغيرها من القرارات خلال سنوات حكمه في البيت الأبيض، كما أن مواجهة مؤسسات الدولة العميقة داخل الولايات المتحدة الأمريكية سوف تكون من المهام الصعبة على صعيد البيروقراطية والمصالح التي تحدث عنها في خطاب التنصيب. ولعل السؤال الأهم الذي يردده الشعب الأمريكي هو هل ينفذ ترامب كل تلك الوعود والبرامج على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وفي مجال الصحة العامة والتضخم؟ أم أن فترة حكمه الأخيرة في البيت الأبيض قد تفرض عليه بعض القيود؟ كما أن طموحات الرئيس الأمريكي ترامب في انطلاق العصر الذهبي للولايات المتحدة الأمريكية بمجرد فترة زمنية تمتد أربع سنوات فيه مبالغة كبيرة وهي أقرب إلى الاستعراض خلال خطاب يريده ملهما لملايين الأمريكيين، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه تحديات حقيقية على صعيد الديون الداخلية والخارجية، وعلى صعيد النمو الاقتصادي والمنافسة القوية مع عملاق آسيا والعالم الصين، علاوة على اختلافات جوهرية مع حلف الناتو وأيضا مع دول الجوار الجغرافي وهي دول أمريكا اللاتينية خاصة المكسيك وفنزويلا والبرازيل وحتى بنما حيث يريد السيطرة على جغرافيا دولة أخرى.

من القضايا الوطنية التي سوف تشكل تحديا كبيرا خلال فترة حكم ترامب هو الإنفاق العسكري الكبير خاصة على القواعد العسكرية خارج الولايات المتحدة الأمريكية والتي يقدر عددها بأكثر من ٨٠٠ قاعدة توجد في القارات الخمس حول العالم، وعلى ضوء ذلك فإن خطاب التنصيب للرئيس الأمريكي ترامب به الكثير من الطموحات وهذا يعتمد على الظروف السياسية الداخلية واتجاهات المنافسين خاصة مجموعة بريكس والتي تشكل التحدي الاقتصادي الأهم أمام طموحات الرئيس الأمريكي ترامب.

على صعيد القضايا الخارجية فإن الرئيس الأمريكي ترامب يتحدث عن عالم جديد يسوده السلام والازدهار الاقتصادي دون وجود محددات واضحة فقضية التطبيع مع عدد من الدول العربية سجلت فشلا ذريعا على الصعيد الشعبي خاصة بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ حيث الهزيمة الاستراتيجية للكيان الإسرائيلي التي مني بها في قطاع غزة، بل سجلت تلك المواجهة التي تواصلت على مدى ١٥ شهرا ظهور حركات المقاومة في اليمن والعراق علاوة على حزب الله ضد الكيان الصهيوني. ومن هنا فإن قضايا المنطقة العربية وخاصة القضية الفلسطينية تعَد حجر الزاوية إذا كان الرئيس الأمريكي ترامب يريد أن يترك أثرا تاريخيا في العالم كما تحدث في خطاب التنصيب. ومن هنا فإن المقاربة السياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعتمد على إيجاد حل سياسي شامل وعادل للقضية الفلسطينية ومن خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، ومن دون حل القضية الفلسطينية على أسس قوانين الشرعية الدولية فإن مسألة قطار التطبيع والسلام الإبراهيمي لن يجدي نفعا، خاصة وأن المقاومة الفلسطينية ومن خلال المواجهة الاستراتيجية مع الكيان جعلت القضية الفلسطينية تبرز بقوة على صعيد المشهد السياسي الدولي رسميا وشعبيا سواء في الغرب أو الشرق، وانكشف الاحتلال الإسرائيلي كنظام عنصري لا يحترم القوانين الدولية وارتكب جيشه إبادة جماعية تمت إدانتها من المحاكم الدولية وصدرت بحق نتنياهو أحد أسوأ مجرمي العصر الحديث مذكرة اعتقال ووزير دفاعه والقيادات العسكرية، وأصبح الكيان منبوذا في العالم من خلال ارتكابه لتلك الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين وفي جنوب لبنان.

وعلى ضوء ذلك فإن طموحات تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس ترامب تعتمد بشكل أساسي على حل سياسي للقضية الفلسطينية ولجم المشروع الصهيوني العالمي.

ومن هنا فإن أمام الرئيس ترامب مرحلة حاسمة خلال السنوات الأربع القادمة خاصة وأن المشهد السياسي العربي والإقليمي والدولي شهد متغيرات كبيرة بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل خاص ومن هنا فإن الخطاب الأمريكي وتطبيق مفرداته يحتاج إلى نوايا مخلصة تخدم حتى مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، خاصة وأن واشنطن لديها مصالح كبيرة مع العالم العربي وعلى ضوء انتهاء اللحظة التي شاهدها العالم لتنصيب الرئيس الأمريكي ترامب ودخوله البيت الأبيض فإن مرحلة جديدة سوف يشهدها العالم إما من خلال تجفيف منابع الصراع والحروب وإقامة السلام الشامل والعادل خاصة على صعيد القضية الفلسطينية ومن خلالها انتهاء الحروب والصراعات الأهلية في السودان وليبيا واليمن وصراعات أفريقيا، وإما تكون السنوات الأربع للرئيس الأمريكي ترامب هي مجرد مرحلة زمنية قد يحقق فيها طموحات الداخل على حساب مصالح الخارج خاصة على صعيد الطاقة وفرض الضرائب على الصادرات التي تأتي من الدول، وهنا تأتي أكبر المشكلات على الدول المنتجة والمصدرة للنفط وأيضا على صادرات الدول مصالحها مع الولايات المتحدة الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • الصين.. اختبار صاروخ فضاء قابل لإعادة الاستخدام
  • جيف بيزوس يدخل السباق الفضائي عن طريق صاروخ نيو غلين العملاق
  • خطاب ترامب.. أولويات الداخل وقضايا الخارج
  • المغربية هناء الإدريسي تكشف عن اغنيتها الجديدة “مكمّلة بنيّة”
  • الكشف عن فيديو لإختبار صاروخ الكاسر الموجّه بالليزر.. فيديو
  • لحظة صادمة: مدرب يدفع امرأة مرعوبة من جسر رغم توسلاتها
  • ساعة Apple Watch تنقذ حياة والد تيم كوك.. التنفيذي لشركة آبل يروي القصة كاملة
  • ترامب يهاجم بايدن في حضوره: «فشل في إدارة أزمة بسيطة»
  • قائد الثورة..تطوير صاروخ فلسطين كانت مزعجة جدا للعدو الإسرائيلي
  • سباق داخلي في ملاقاة المتغيِّرات الخارجية