التحليل الفني والأساسي في التداول.. أدوات مهمة لفهم حركة الأسواق
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
تعتبر أسواق المال والتداول عبر الإنترنت من المجالات التي تتطلب فهماً عميقاً للبيانات والمعلومات المتاحة لضمان اتخاذ قرارات استثمارية صحيحة. ومن بين الأدوات الأساسية التي يعتمد عليها المتداولون لتحديد اتجاهات الأسواق وتوقع الحركات المستقبلية للأسعار، يأتي التحليل الفني والتحليل الأساسي. في هذه المقالة، سنتناول كل من التحليل الفني والأساسي، وكيف يمكن لكل منهما أن يساعد في دراسة حركة الأسعار وتقييم الأصول.
التحليل الفني هو دراسة حركة الأسعار باستخدام الرسوم البيانية والمؤشرات الرياضية التي توضح تحركات الأسعار في الماضي. يعتمد المتداولون على التحليل الفني لتحديد الاتجاهات المستقبلية للأسعار عن طريق استخدام أدوات فنية مثل الخطوط البيانية، وأنماط الشموع اليابانية، والمؤشرات الفنية (مثل مؤشر القوة النسبية RSI، والمتوسطات المتحركة، والبولينجر باندز).
كيف يعمل التحليل الفني؟التحليل الفني يعتمد على فرضية رئيسية، وهي أن أسعار الأصول (مثل الأسهم أو العملات) تتحرك وفقاً لأنماط معينة، وأن هذه الأنماط قد تتكرر في المستقبل. لذلك، باستخدام الرسوم البيانية التي تعرض تاريخ الأسعار، يمكن للمتداولين التعرف على أنماط معينة (مثل الاتجاهات الصاعدة أو الهابطة) وتوقع الحركات المستقبلية.
مثال على ذلك، يمكن للمتداولين تحديد "الدعوم والمقاومات" من خلال النظر إلى المستويات التي ارتدت منها الأسعار في الماضي، مما يمكنهم من التنبؤ بمستويات الأسعار المحتملة في المستقبل. إذا كانت الأسعار تقترب من مستوى دعم قوي، قد يتوقع المتداولون أن الأسعار ستبدأ في الارتفاع مرة أخرى.
أهمية التحليل الفني في التداول- تحديد نقاط الدخول والخروج: يتيح التحليل الفني للمتداولين تحديد اللحظات المثالية لفتح أو إغلاق الصفقات. على سبيل المثال، قد يرغب المتداول في شراء أداة مالية عندما يظهر مؤشر القوة النسبية RSI أن الأداة أصبحت في منطقة ذروة البيع (oversold).
- التحليل في الوقت الفعلي: يمكن للمتداولين استخدام التحليل الفني لإجراء قرارات تداول سريعة بناءً على تحركات الأسعار الفورية.
- التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية: يساعد التحليل الفني في التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية للأسواق بناءً على حركة الأسعار السابقة.
التحليل الأساسي.. تقييم القيمة الحقيقية للأصولالتحليل الأساسي هو عملية دراسة العوامل الاقتصادية والمالية التي تؤثر في قيمة الأصول. يعتمد هذا التحليل على فحص البيانات الاقتصادية مثل تقارير الأرباح، بيانات النمو الاقتصادي، معدلات الفائدة، والأحداث السياسية. الهدف من التحليل الأساسي هو تقييم ما إذا كان سعر السهم أو العملة أو أي أداة مالية أخرى يعكس قيمتها الحقيقية.
كيف يعمل التحليل الأساسي؟عندما يقوم المتداولون بالتحليل الأساسي، يركزون على العوامل الاقتصادية التي تؤثر على العرض والطلب على الأصول. في أسواق الأسهم، على سبيل المثال، يمكن للمحللين أن ينظروا في القوائم المالية للشركة (مثل الإيرادات والأرباح الصافية) لتحديد ما إذا كانت الشركة مُقيَّمة بأعلى أو أقل من قيمتها الحقيقية.
في أسواق العملات، يتأثر سعر العملة بعوامل مثل التضخم، وتجارة السلع، والسياسة النقدية التي ينتهجها البنك المركزي. لذا، دراسة هذه العوامل توفر للمتداولين فكرة دقيقة حول الاتجاه المحتمل لسعر العملة.
أهمية التحليل الأساسي في التداول- تقييم القيمة الحقيقية: يمكن للتحليل الأساسي أن يساعد في تحديد ما إذا كانت الأداة المالية مسعرة بشكل عادل في السوق. فإذا كانت القيمة السوقية للأصل أقل من قيمته الحقيقية بناءً على التحليل الأساسي، يمكن أن تكون فرصة شراء، والعكس صحيح.
- التنبؤ بالأحداث الكبرى: يساعد التحليل الأساسي في فهم التأثيرات التي قد تحدثها الأحداث الاقتصادية الكبرى، مثل تغييرات الفائدة أو انتخابات حكومية، على أسعار الأصول.
- المساعدة في استراتيجيات الاستثمار طويل الأجل: يميل المتداولون الذين يتبعون التحليل الأساسي إلى اتخاذ قرارات استثمارية طويلة الأجل بناءً على فهم أعمق للقيمة الحقيقية للأصول.
الفرق بين التحليل الفني والأساسيالفرق الأساسي بين التحليل الفني والتحليل الأساسي هو أن الأول يركز على دراسة البيانات التاريخية للأسعار والتوقعات المستقبلية بناءً على الأنماط والاتجاهات، بينما يعتمد الثاني على دراسة العوامل الاقتصادية والمالية لتحديد القيمة الحقيقية للأصول. في حين أن التحليل الفني يتم استخدامه بشكل رئيسي للصفقات قصيرة الأجل، يمكن أن يكون التحليل الأساسي مفيدًا في اتخاذ قرارات طويلة الأجل.
كيف يمكن الجمع بين التحليل الفني والأساسي؟العديد من المتداولين يفضلون استخدام كلا النوعين من التحليل في وقت واحد للحصول على رؤية شاملة للسوق. على سبيل المثال، يمكن استخدام التحليل الأساسي لتحديد الأصول التي تمتلك قيمة حقيقية قوية، ثم يتم استخدام التحليل الفني لتحديد اللحظات المثلى لشراء أو بيع هذه الأصول. الدمج بين التحليل الفني والأساسي يمكن أن يوفر استراتيجيات تداول أكثر قوة وفعالية.
في النهاية، لا يمكن اعتبار التحليل الفني أو الأساسي أداة منفصلة عن الأخرى. كل منهما يلعب دوراً مهماً في توفير رؤى قيمة للمتداولين، ومن خلال الجمع بينهما، يمكن للمتداولين تحسين استراتيجياتهم وتحقيق نتائج أفضل في الأسواق المالية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حرکة الأسعار إذا کانت
إقرأ أيضاً:
5 أسئلة لفهم أزمة رائديْ الفضاء العالقين بالمحطة الدولية
تستعد كل من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وشركة "سبيس إكس" لخطوة تمثل الفصل الأخير في أزمة غير متوقعة استمرت 9 أشهر لرائديْ فضاء أمريكيين.
وكان من المفترض أن تستمر مهمتهما على متن محطة الفضاء الدولية لمدة 8 أيام فقط، إلا أنهما وجدا نفسيهما عالقين في المدار منذ يونيو/حزيران 2024 بسبب خلل في نظام الدفع الخاص بمركبة "ستارلاينر" التابعة لشركة بوينغ.
ونظرً لاعتبار "ناسا" أن المركبة غير آمنة لرحلة العودة، وُضعت خطة بديلة لإعادتهما عبر كبسولة "كرو دراغون" من "سبيس إكس" لكنها تأجلت أكثر من مرة.
رائدا الفضاء العالقان على متن محطة الفضاء الدولية هما سونيتا "سوني" وليامز (59 عامًا) وزميلها باري "بوتش" ولمور (62 عامًا) وكلاهما من رواد الفضاء المخضرمين الذين تلقوا تدريبًا في "ناسا".
وقد انضمت وليامز، القائدة الحالية لمحطة الفضاء الدولية والضابط المتقاعد بالبحرية الأميركية، إلى "ناسا" عام 1998. وخلال مسيرتها المهنية، أمضت 322 يومًا في الفضاء وأكملت 9 عمليات سير في الفضاء.
وكانت تحمل سابقًا الرقم القياسي لأكبر عدد من عمليات السير في الفضاء التي قامت بها رائدة فضاء، حتى عام 2017 عندما ذهب اللقب إلى بيغي ويتسون التي أكملت 10 عمليات.
إعلانأما ولمور فقد سافر إلى الفضاء لأول مرة عام 2009 على متن مكوك الفضاء "أتلانتس". وقبل مهمة "بوينغ ستارلاينر" كان قد أمضى 178 يومًا في الفضاء. وعمل مهندس طيران وقائد مهمات سابقة لمحطة الفضاء الدولية، حيث أجرى أبحاثًا حول نمو النباتات بالفضاء، وتأثيرات انعدام الجاذبية على جسم الإنسان، والتغيرات البيئية على الأرض.
وكانت مهمة الإنقاذ، المعروفة باسم "كرو-10"، مقررة أصلا للإطلاق من ولاية فلوريدا الأربعاء الماضي، ولكن خللا مفاجئا بأنظمة التحكم الأرضية للصاروخ أدى إلى تأجيل المهمة.
والآن، غادر ولمور ووليامز محطة الفضاء الدولية صباح اليوم على متن كبسولة "سبيس إكس" في رحلة عودة إلى الأرض.
ومن المقرر أن يهبط الطاقم المكون من 4 أفراد، والذي كان جزءًا رسميًا من مهمة تناوب رواد الفضاء التابعة لوكالة "ناسا" على سطح الماء قبالة ساحل فلوريدا في وقت لاحق اليوم.
حيث ستتيح هذه المهمة أخيرا عودة ولمور ووليامز، رفقة زميليهما الأميركي نيك هيغ والروسي ألكسندر غوربونوف، على متن الكبسولة.
سافر وليامز وولمور إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة ستارلاينر "سي إس تي 100" من بوينغ كجزء من أول رحلة تجريبية مأهولة لها. وكان هدف المهمة، في إطار برنامج "ناسا" التجاري للطاقم هو تطوير مركبة فضائية خاصة لنقل رواد الفضاء من وإلى المحطة.
وخلال الرحلة التي استغرقت 25 ساعة إلى محطة الفضاء الدولية، واجهت "ستارلاينر" تسربات من الهليوم وعطلًا بأحد محركات الدفع (يساعد على التوجيه والتحكم في عملية العودة إلى الغلاف الجوي). وعند وصولها في 6 يونيو/حزيران، تعطلت 4 محركات دفع أخرى من أصل 28 مما أدى إلى تأخير الالتحام بالمحطة.
إعلانورغم أن المهندسين أعادوا 4 محركات دفع من أصل خمسة معطلة، اعتبرت "ناسا" المركبة الفضائية محفوفة بالمخاطر للغاية للسفر البشري، فأعادتها فارغة تاركةً وليامز وولمور عالقين على متن محطة الفضاء الدولية.
وفي أغسطس/آب 2024، قررت ناسا إعادتهما على متن مركبة "سبيس إكس". وقد رست مركبة "كرو دراغون-9" التي أُطلقت في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، في محطة الفضاء الدولية منذ ذلك الحين، لكن إعادتهما إلى الأرض قبل ذلك كان سيترك رائد فضاء أميركيًا واحدًا فقط على متن المحطة، مما يحد من البحث والاستجابة للطوارئ.
أخذت إقامة ولمور ووليامز الممتدة على متن المحطة الفضائية طابعا سياسيا غير مسبوق، إذ زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" إيلون ماسك أن الرئيس جو بايدن ترك رواد الفضاء عالقين عمدا لأسباب سياسية، لا سيما بعد تغريدة ماسك الصريحة يوم 20 فبراير/شباط الماضي حول عرض خدماته مرارا وتكرارا إلا أنه قوبلت بالرفض.
وقد أثارت هذه الاتهامات جدلا واسعا في أوساط الفضاء، خاصة أنها تتناقض مع تصريحات "ناسا" في مؤتمراتها الصحفية التي شددت على التزامها الصارم ببروتوكولات السلامة والتخطيط الدقيق للمهمات الفضائية.
ومن جانبه، نفى ولمور وجود أي دوافع سياسية وراء تأخير عودتهما، مؤكدا أن القرار كان مجرد استجابة لمشكلة تقنية غير متوقعة. وقال في تصريح سابق له "لقد أتينا إلى هنا ومستعدون للبقاء فترة طويلة، رغم أننا خططنا لمهمة قصيرة. إلا أن هذا هو جوهر البرامج الفضائية، وعلينا التعامل مع حالات الطوارئ غير المتوقعة، وقد فعلنا ذلك بنجاح".
وبالرغم من الجدل السياسي المثار، أكدت ناسا أن ولمور ووليامز بقيا في أمان على متن المحطة الفضائية، حيث واصلا إجراء التجارب العلمية وأعمال الصيانة الروتينية. وكانت المهمة قد حُددت مبدئيا للعودة في 26 مارس/آذار، إلا أن "ناسا" قررت تسريع الجدول الزمني باستخدام كبسولة "سبيس إكس" جاهزة بدلا من المركبة التي كانت مقررة سابقا.
إعلان هل علق رواد فضاء بالفضاء من قبل؟وليامز وولمور ليسا أول رائدي فضاء يواجهان إقامة مطولة في الفضاء بسبب ظروف غير متوقعة. فقد كانت هناك حالات سابقة اضطر فيها رواد فضاء للبقاء في المدار فترة أطول من المخطط لها بسبب مشاكل فنية أو أحداث جيوسياسية.
وكانت أطول رحلة فضائية لرائد فضاء أميركي هي مهمة فرانك روبيو التي استمرت 371 يومًا على متن محطة الفضاء الدولية، من عام 2022 إلى 2023، ومُددت بسبب مشاكل في مركبة سويوز التي نقلته إلى المدار، وعاد في النهاية على متن كبسولة "سويوز" مختلفة.
وعام 1991، تقطعت السبل برائد الفضاء السوفياتي سيرجي كريكاليف على متن محطة "مير" الفضائية التي أُخرجت من الخدمة آنذاك، لمدة 311 يومًا بسبب تفكك الاتحاد السوفياتي، وعندما هبط أخيرًا في مارس/آذار 1992، لم يعد إلى الاتحاد السوفياتي بل إلى روسيا حديثة الاستقلال.