دبي (الاتحاد)
أشاد مسؤولون وخبراء في مجال الطاقة بتسارع وتيرة إنتاج الوقود الحيوي في دولة الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية، واتساع نطاق حجم الاقتصاد الدائري في الدولة، في ظل التعاون والشراكة الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص للمساهمة في تحقيق أهداف السياسية الوطنية للوقود الحيوي، بما يدعم توجهات الإمارات في توفير مصادر طاقة نظيفة ومستدامة ومنخفضة الكربون، وتتماشى مع المستهدفات الاستراتيجية لترسيخ مكانة والتزام الدولة لمواجهة تحديات التغير المناخي وتحقيق أهداف الاستدامة الوطنية وجهودها في تقليل البصمة الكربونية.


جاء ذلك خلال المجلس الرمضاني الذي استضافة يوسف بن سعيد لوتاه، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة لوتاه للوقود الحيوي، بحضور المهندس سيف غباش، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية المساعد لشؤون البترول والغاز والثروة المعدنية، وعلي خليفة الشامسي، مدير عام مؤسسة الإمارات العامة للبترول «إمارات»، والمهندسة أمل آل علي، مديرة شؤون البترول والغاز في وزارة الطاقة والبنية التحتية، والمهندسة صفاء بني رشيد، رئيسة قسم الاستدامة في بلدية دبي، ونخبة من قادة الأعمال والأكاديميين وممثلي وسائل الإعلام، لمناقشة قضايا الاستدامة والاقتصاد الدائري والطاقة المتجددة.
وخلال الجلسة، تم تسليط الضوء على مبادرة «لوتاه للوقود الحيوي» التي تم إطلاقها بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية، والتي تهدف إلى جمع زيوت الطهي المستعملة وإعادة تدويرها وتحويلها إلى وقود حيوي مستدام. وشملت المناقشات أهمية هذه المبادرة في دعم التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل الأثر البيئي للزيوت المستعملة التي غالباً ما يتم التخلص منها بطرق غير صحيحة، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على شبكات الصرف الصحي والبيئة بشكل عام.
تعمل المبادرة على توزيع حاويات مخصصة في مختلف المناطق بالدولة لتسهيل عملية جمع زيوت الطهي المستعملة، بحيث يتم بعد ذلك نقل هذه الزيوت إلى منشآت معالجة متخصصة لتحويلها إلى وقود حيوي نظيف ومستدام، ما يسهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة ويعزز كفاءة استهلاك الطاقة. كما تم التطرق إلى دور التطبيق الذكي الذي أطلقته شركة لوتاه للوقود الحيوي، والذي يتيح للأفراد والعائلات طلب خدمات جمع زيوت الطهي المستعملة مباشرة من منازلهم بطريقة آمنة وسهلة، مع إمكانية تحفيزهم بمكافآت مالية تضاف إلى محفظتهم الرقمية داخل التطبيق. 
وقال يوسف بن سعيد لوتاه: إن المجلس الرمضاني كان فرصة مثالية لتعزيز الحوار المفتوح بين مختلف القطاعات حول مستقبل الاستدامة في الإمارات، مؤكداً أن الاقتصاد الدائري لم يعد خياراً، بل ضرورة لضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة. وأضاف أن تفاعل الحضور مع المبادرات التي تمت مناقشتها يعكس وعياً متزايداً بأهمية الطاقة المتجددة وإعادة التدوير، متطلعاً إلى رؤية المزيد من الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم هذه الجهود. 

 

دور القطاع الحكومي 
من جهته، أكد المهندس سيف غباش أن القطاع الحكومي لا يألو جهداً في العمل على تنظيم وتشريع ووضع الاستراتيجيات الخاصة بالاستدامة والاقتصاد الدائري وأنه وبناء على توجيهات القيادة الرشيدة، فإنه يسعى دائما إلى تبسيط الإجراءات وتسهيل الخدمات وتحفيز القطاع الخاص ودعمه للقيام بدوره في تنفيذ هذه الاستراتيجيات الوطنية. 
وأشاد غباش بالمجلس الرمضاني وبهذا النوع من الحوارات البناءة التي تعكس دور المجتمع ونحن في عام المجتمع في دفع عجلة التغيير نحو طاقة نظيفة ومستدامة. وأكد أن مبادرة جمع زيوت الطهي المستعملة وتحويلها إلى وقود حيوي تعكس التزام دولة الإمارات بتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة، مضيفاً أن الوزارة تدعم بقوة مثل هذه المبادرات التي تجمع بين الابتكار والمشاركة المجتمعية لضمان تحقيق الاستراتيجية الوطنية للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
من جانبه، أشار علي خليفة الشامسي، مدير عام مؤسسة الإمارات العامة للبترول «إمارات»، إلى أن القطاع الخاص هو المحرك الأساسي لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للاستدامة، وأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص هي سر من أسرار نجاح دولة الإمارات في الوصول إلى هذا الموقع المتقدم عالمياً. مؤكداً أن زيادة الوعي والمشاركة المجتمعية في مثل هذه المبادرة هي الركيزة الأساسية في الاقتصاد الدائري وفي الوصول إلى طاقة نظيفة ومستدامة. 
وتعمل السياسة الوطنية للوقود الحيوي على توفير بدائل مستدامة للوقود وتنويع مصادر الطاقة ضمن مزيج الطاقة، علماً بأن الاعتماد الكامل (100%) على وقود الديزل الحيوي يؤدي إلى خفض البصمة الكربونية بنسبة 75% من المركبات العاملة بمحركات الديزل.
وفي سياق جهود (لوتاه للوقود الحيوي) لتوسيع نطاق شبكة المزودين لزيوت الطهي المستخدم، وتسهيل المشاركة المجتمعية في المبادرات المبتكرة لتطوير الحلول الخضراء وتحفيز الاقتصاد الدائري، أطلقت الشركة مؤخراً تطبيقها الذكي (Lootah Biofuels) عبر منصتي «أندرويد Android» و«آي أو إسiOS» لتشجيع الأفراد والشركات والمؤسسات في دولة الإمارات على المساهمة في التخلص من زيوت الطهي المستخدمة، التي تشكل عبئاً على البيئة والصحة العامة، عبر جمعها وتحويلها إلى مصدر نظيف للطاقة. 
يتيح التطبيق الذكي، الذي يتوفر باللغتين العربية والإنجليزية، للمستخدمين طلب خدمة جمع زيوت الطهي المستعملة مباشرة من المنازل، الأمر الذي يسهل على العائلات والأفراد التخلص من هذه الزيوت بطريقة آمنة وسهلة، كما يحصل المشاركون في جمع زيوت الطهي المستعملة لتحويلها إلى وقود حيوي على مقابل مالي يُضاف إلى محفظة إلكترونية مدمجة في التطبيق. ويحتوي التطبيق على حاسبة تتيح للمستخدمين تتبع ومعرفة كمية الزيوت التي شاركوا في جمعها بدقة، ما يعزز الوعي بأثرهم الإيجابي على البيئة. 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الاقتصاد الدائري لوتاه للوقود الحیوی الاقتصاد الدائری دولة الإمارات إلى وقود حیوی

إقرأ أيضاً:

حكم استخدام البخور لمنع الحسد وطرد الطاقة السلبية من المنزل

اعتاد المصريون تعطير البيوت والمساجد والأماكن المفتوحة بالبخور، وهناك أمر لا يعرفه الكثيرون هو أن البخور يدخل كعنصر رئيسي في طقوس السحر، ويستخدمه أيضًا بعض المعالجين في علاج المصابين بالمس والسحر والعين.

دعاء التحصين .. أقوى كلمات للنبي ضد العين والحسد والسحرهل يجوز الكذب خوفا من الحسد .. علي جمعة يوضح الموقف الشرعيحكم استخدام البخور لمنع الحسد

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع شرعًا من الاستشفاء بالعطور والبخور؛ لما ثبت أنَّ لهما تأثيرًا بالغًا على الصحة النفسية والبدنية، وليس ذلك من البدَعِ في شيء؛ بل هو من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته من بعده.

وأوضحت دار الإفتاء أنه نصَّ عليه علماء الأمة سلفًا وخلفًا عبر القرون، وصنفوا في ذلك الكتب والمؤلفات، واجتهدوا في بيان ما يُستشفى به منهما، مع وجوب الالتزام في ذلك بما يمليه الأطباء وينصح به المتخصصون؛ حتى يؤتِيَ نفعَهُ، ويُجتنَبَ ضررُهُ؛ إذ إن تفاوت الأجساد البشرية في الصحة والمرض، والقوة والضعف، يتحتم معه تفاوت طُرق علاجها، كما أن ما يصلح لأحدٍ قد يَضُرُّ بآخر.

بينما قالت إدارة البحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، في حكم استخدام البخور للحسد والعين إنهلا أعلم لهذا العمل أصلًا شرعيًّا، والواجب تركه؛ لكونه من الخرافات التي لا أصل لها، وإنما تطرد الشياطين بالإكثار من ذكر الله، وقراءة القرآن، والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.

ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك»، وقال له رجل: يا رسول الله، ماذا لقيت البارحة من لدغة عقرب، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: «أما إنك لو قلت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك».

كما قال عليه الصلاة والسلام: من قال حين يصبح: «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح».

أنواع البخور الروحانية

ومن أشهر أنواع البخور «المسك، العود، الجاوني، المصطكي، الصندل، الكافور، اللبان المُر «الكندر»، السعد -وهو عبارة عن العقد الجذرية المجففة-، البشع -ينمو على بعض الصخور الرطبة وكذلك على جذوع بعض الأشجار الكبيرة مثل العرعر حيث تجمع وتجفف وتستعمل كبخور-، الأظفر -وهي اظافير مشتقة من حيوانات بحرية أو برية -.

هناك أنواع للبخور الروحانية مثل عرق الصندل، وعرق الزعفران، وعرق العنبر، وعرق المسك تتميز بأن لكل منها مهمة وخدامًا خاصين من الجن وأعمال محددة تُحرق من أجلها، فلكل عمل سحري بخوره الخاص وخدامه من الجن، أو إذا لزم الأمر من الشياطين في حال كان السحر سفليًا.

فبخور الأعمال الروحانية منها الخاص بتسخير الجن العلوي في عملها، وهناك بخور آخر للأعمال الروحية السفلية التي تستخدم لتسخير الخدام والشياطين السفليين للقيام بعملها، ويعد البخور ذو الرائحة العطرة مُستحبًا للأرواح الطاهرة والعكس صحيح، أما البخور ذو الرائحة الكريهة يجلب الجن الكفار.

ويحبالجن المسلم أو غير المؤذي البخور ذا الرائحة العطرة مثل اللبان الذكر والكسبرة والجاوى والمستكة، والعنبر والمسك والزعفران وغيرها، أما الجن الكافر والمؤذي والشيطان وخُدام الأسحار فيحبون البخور ذا الرائحة الكريهة مثل الصبر والمر والحلتيت وغيرها.

حكم استعمال البخور في الرقية

وأكد الفقهاء أن استعمال البخور في الرقية والقراءة ليس له أصل في السنة أو عن أحد من الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم مع علمهم وحرصهم على نفع الخلق ودفع الأذى عنهم، كما أن المشعوذين من طقوسهم استعمال البخور، فعدم فتح هذا الباب هو الواجب منعًا للانحرافات التي تنتج عن ذلك.

ثم إن اعتقاد أن استعمال البخور لا لكونه من الطيب ولكن لأنه مما يدفع الآفات أو يفيد في الرقية أو يحل السحر أو يطرد الشياطين هو من اعتقادات الصابئة عباد النجوم.

علاج الحسد والعين

ورد في السنة النبوية علاج الحسد والعين والسحر ومنها: «أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ ومن همزات الشياطين وأن يحضرون» (3 مَرَّاتٍ صباحًا ومساء)، «أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ مِن شرِّ ما خَلق» (3 مَرَّاتٍ صباحًا ومساء)، «بسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» (3 مَرَّاتٍ صباحًا ومساء).

وذكر بعض أهل العلمأربع خطواتللتحصين من الحسد والعين والسحر، وهي: أولًاالاستعانة على قضاء الحوائج والمصالح بالكتمان،ثانيًا: قراءة المعوذتين،ثالثًا: إطعام وسقاية الحاسد قدر استطاعة المحسود لاتقاء غله،رابعًا: التعرف علىالحاسدمن لحن قوله لمحاولة اتقاء شره، امتثالا لقوله تعالى فى الآيات 29 - 30 من سورة محمد: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ».

مقالات مشابهة

  • حكم استخدام البخور لمنع الحسد وطرد الطاقة السلبية من المنزل
  • تحول الطاقة والاقتصاد الدائري أبرز محاور "أسبوع عُمان للاستدامة" و"مؤتمر عُمان للبترول والطاقة".. 11 مايو
  • الوقود الأرخص عالميًا.. ليبيا تتصدر العالم في أرخص سعر للوقود بـ0.027 دولار للتر
  • الإمارات تشارك في اجتماع لجنة وكلاء الاستثمار بمجلس التعاون الخليجي
  • الإمارات تشارك في الاجتماع الثالث للجنة وكلاء الاستثمار بمجلس التعاون الخليجي
  • وزير الطاقة الأميركي لـ «الاتحاد»: الإمارات رائدة في تكنولوجيا الطاقة وسباقة بـ «الذكاء الاصطناعي»
  • نشرة التوك شو| انتقادات قرار رفع أسعار الوقود.. وتحذير من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية
  • فنانون: فكرة رائدة وانفتاحٌ على الثقافات
  • تعاون إقليمي لحماية البيئة.. المؤتمر المتوسطي للتنوع الحيوي ينطلق في طرابلس
  • أخبار السيارات| أرخص سيارة موفرة في البنزين ..5 مركبات موديل 2025 أكثر توفيرًا للوقود