مسؤولون: الإمارات رائدة في استخدام الوقود الحيوي وتعزيز دور الاقتصاد الدائري
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
دبي (الاتحاد)
أشاد مسؤولون وخبراء في مجال الطاقة بتسارع وتيرة إنتاج الوقود الحيوي في دولة الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية، واتساع نطاق حجم الاقتصاد الدائري في الدولة، في ظل التعاون والشراكة الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص للمساهمة في تحقيق أهداف السياسية الوطنية للوقود الحيوي، بما يدعم توجهات الإمارات في توفير مصادر طاقة نظيفة ومستدامة ومنخفضة الكربون، وتتماشى مع المستهدفات الاستراتيجية لترسيخ مكانة والتزام الدولة لمواجهة تحديات التغير المناخي وتحقيق أهداف الاستدامة الوطنية وجهودها في تقليل البصمة الكربونية.
جاء ذلك خلال المجلس الرمضاني الذي استضافة يوسف بن سعيد لوتاه، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة لوتاه للوقود الحيوي، بحضور المهندس سيف غباش، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية المساعد لشؤون البترول والغاز والثروة المعدنية، وعلي خليفة الشامسي، مدير عام مؤسسة الإمارات العامة للبترول «إمارات»، والمهندسة أمل آل علي، مديرة شؤون البترول والغاز في وزارة الطاقة والبنية التحتية، والمهندسة صفاء بني رشيد، رئيسة قسم الاستدامة في بلدية دبي، ونخبة من قادة الأعمال والأكاديميين وممثلي وسائل الإعلام، لمناقشة قضايا الاستدامة والاقتصاد الدائري والطاقة المتجددة.
وخلال الجلسة، تم تسليط الضوء على مبادرة «لوتاه للوقود الحيوي» التي تم إطلاقها بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية، والتي تهدف إلى جمع زيوت الطهي المستعملة وإعادة تدويرها وتحويلها إلى وقود حيوي مستدام. وشملت المناقشات أهمية هذه المبادرة في دعم التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل الأثر البيئي للزيوت المستعملة التي غالباً ما يتم التخلص منها بطرق غير صحيحة، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على شبكات الصرف الصحي والبيئة بشكل عام.
تعمل المبادرة على توزيع حاويات مخصصة في مختلف المناطق بالدولة لتسهيل عملية جمع زيوت الطهي المستعملة، بحيث يتم بعد ذلك نقل هذه الزيوت إلى منشآت معالجة متخصصة لتحويلها إلى وقود حيوي نظيف ومستدام، ما يسهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة ويعزز كفاءة استهلاك الطاقة. كما تم التطرق إلى دور التطبيق الذكي الذي أطلقته شركة لوتاه للوقود الحيوي، والذي يتيح للأفراد والعائلات طلب خدمات جمع زيوت الطهي المستعملة مباشرة من منازلهم بطريقة آمنة وسهلة، مع إمكانية تحفيزهم بمكافآت مالية تضاف إلى محفظتهم الرقمية داخل التطبيق.
وقال يوسف بن سعيد لوتاه: إن المجلس الرمضاني كان فرصة مثالية لتعزيز الحوار المفتوح بين مختلف القطاعات حول مستقبل الاستدامة في الإمارات، مؤكداً أن الاقتصاد الدائري لم يعد خياراً، بل ضرورة لضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة. وأضاف أن تفاعل الحضور مع المبادرات التي تمت مناقشتها يعكس وعياً متزايداً بأهمية الطاقة المتجددة وإعادة التدوير، متطلعاً إلى رؤية المزيد من الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم هذه الجهود.
دور القطاع الحكومي
من جهته، أكد المهندس سيف غباش أن القطاع الحكومي لا يألو جهداً في العمل على تنظيم وتشريع ووضع الاستراتيجيات الخاصة بالاستدامة والاقتصاد الدائري وأنه وبناء على توجيهات القيادة الرشيدة، فإنه يسعى دائما إلى تبسيط الإجراءات وتسهيل الخدمات وتحفيز القطاع الخاص ودعمه للقيام بدوره في تنفيذ هذه الاستراتيجيات الوطنية.
وأشاد غباش بالمجلس الرمضاني وبهذا النوع من الحوارات البناءة التي تعكس دور المجتمع ونحن في عام المجتمع في دفع عجلة التغيير نحو طاقة نظيفة ومستدامة. وأكد أن مبادرة جمع زيوت الطهي المستعملة وتحويلها إلى وقود حيوي تعكس التزام دولة الإمارات بتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة، مضيفاً أن الوزارة تدعم بقوة مثل هذه المبادرات التي تجمع بين الابتكار والمشاركة المجتمعية لضمان تحقيق الاستراتيجية الوطنية للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
من جانبه، أشار علي خليفة الشامسي، مدير عام مؤسسة الإمارات العامة للبترول «إمارات»، إلى أن القطاع الخاص هو المحرك الأساسي لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للاستدامة، وأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص هي سر من أسرار نجاح دولة الإمارات في الوصول إلى هذا الموقع المتقدم عالمياً. مؤكداً أن زيادة الوعي والمشاركة المجتمعية في مثل هذه المبادرة هي الركيزة الأساسية في الاقتصاد الدائري وفي الوصول إلى طاقة نظيفة ومستدامة.
وتعمل السياسة الوطنية للوقود الحيوي على توفير بدائل مستدامة للوقود وتنويع مصادر الطاقة ضمن مزيج الطاقة، علماً بأن الاعتماد الكامل (100%) على وقود الديزل الحيوي يؤدي إلى خفض البصمة الكربونية بنسبة 75% من المركبات العاملة بمحركات الديزل.
وفي سياق جهود (لوتاه للوقود الحيوي) لتوسيع نطاق شبكة المزودين لزيوت الطهي المستخدم، وتسهيل المشاركة المجتمعية في المبادرات المبتكرة لتطوير الحلول الخضراء وتحفيز الاقتصاد الدائري، أطلقت الشركة مؤخراً تطبيقها الذكي (Lootah Biofuels) عبر منصتي «أندرويد Android» و«آي أو إسiOS» لتشجيع الأفراد والشركات والمؤسسات في دولة الإمارات على المساهمة في التخلص من زيوت الطهي المستخدمة، التي تشكل عبئاً على البيئة والصحة العامة، عبر جمعها وتحويلها إلى مصدر نظيف للطاقة.
يتيح التطبيق الذكي، الذي يتوفر باللغتين العربية والإنجليزية، للمستخدمين طلب خدمة جمع زيوت الطهي المستعملة مباشرة من المنازل، الأمر الذي يسهل على العائلات والأفراد التخلص من هذه الزيوت بطريقة آمنة وسهلة، كما يحصل المشاركون في جمع زيوت الطهي المستعملة لتحويلها إلى وقود حيوي على مقابل مالي يُضاف إلى محفظة إلكترونية مدمجة في التطبيق. ويحتوي التطبيق على حاسبة تتيح للمستخدمين تتبع ومعرفة كمية الزيوت التي شاركوا في جمعها بدقة، ما يعزز الوعي بأثرهم الإيجابي على البيئة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاقتصاد الدائري لوتاه للوقود الحیوی الاقتصاد الدائری دولة الإمارات إلى وقود حیوی
إقرأ أيضاً:
«الطاقة والبنية التحتية» تنجز مشروع مبنى القيادة العامة لشرطة أم القيوين
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةأعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية، إنجاز مشروع مبنى القيادة العامة لشرطة أم القيوين، أحد المشاريع الأمنية الاستراتيجية المهمة التي تخدم القطاع الأمني في دولة الإمارات، والذي تم تصميمه وفق أحدث المعايير الهندسية والاستدامة البيئية.
ويمتد هذا المشروع، الذي انتهت الوزارة من تنفيذه مؤخراً، على مساحة إجمالية تبلغ 32.118 متراً مربعاً، بينما تبلغ مساحة البناء 17.750 متراً مربعاً، ويضم ستة مبانٍ رئيسة، منها مبنى الإدارة العامة للموارد والخدمات المساندة ومباني العمليات والخدمات الأخرى.
ويتضمن المشروع مبنيين للبوابات الأمنية، ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي، ومباني خدمية، ومواقف للسيارات الكهربائية، وأخرى مخصصة لأصحاب الهمم.
وتم تطبيق دليل الاستدامة «الغافة» الذي يتضمن أحدث الأنظمة والمواد ويعزز ريادة دولة الإمارات في مجال حماية البيئة وإدارة الموارد الطبيعية، حيث تم استخدام مواد عالية الجودة للحد من الانبعاثات الكربونية، وترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، فيما تم تعزيز كفاءة الطاقة عبر استخدام الألواح الشمسية لتوليد طاقة نظيفة ومتجددة، بالإضافة إلى اعتماد أنظمة ذكية للتحكم في الإضاءة.
وشهد المشروع تطوير محطة معالجة مياه الصرف الصحي لدعم الاستدامة في استهلاك المياه، وتعمل الوزارة على دعم التوجهات المستقبلية، وتعزيز النقل المستدام، حيث تم توفير محطات شحن للمركبات الكهربائية، وذلك في خطوة نحو تعزيز البنية التحتية للمركبات الكهربائية في الدولة، ودعم التحول نحو استخدام منظومة النقل الأخضر، وزيادة عدد المركبات الكهربائية في الدولة، مما يعكس الالتزام بدعم الحلول البيئية المستدامة.
وبفضل الجهود المتواصلة، تم إنجاز المشروع، وتوصيل الخدمات الدائمة له بالتعاون مع شركاء وزارة الطاقة والبنية التحتية في وقت قياسي مع استيفاء الاختبارات اللازمة للتأكد من سلامة الأنظمة وفعاليتها.
ويعكس هذا المشروع رؤية الدولة نحو تطوير بنية تحتية أمنية متكاملة، وفق أعلى معايير الجودة والاستدامة، حيث تم التركيز على استخدام أحدث الأنظمة والمواد الصديقة للبيئة بما يوفر بيئة عمل داعمة ومنشآت مستدامة تواكب تطلعات الدولة نحو الاستدامة والريادة في البنية التحتية الذكية.