سواليف:
2025-03-19@17:03:30 GMT

قصة “فيل” كان يعرف اللغتين البرتغالية والهندية!

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

#سواليف

في مناسبة قيل إن #روما لم تشهدها منذ عهد حنبعل، وصل #فيل_أبيض في 19 مارس 1514 ضمن سفارة حملت هدايا ثمينة ومدهشة من #ملك_البرتغال مانويل الأول إلى البابا ليو العاشر دي ميديشي.

قطع الموكب الملكي الضخم الذي ضم 140 شخصا، مسافة طويلة من #البرتغال إلى روما وكان بقيادة تريستان دا كونها، مبعوث ملك البرتغال.

الموكب الذي حمل العديد من الحيوانات النادرة من جزر #الهند سار متبخترا في شوارع روما وكان في البعثة عدة أشخاص من سكان الهند بأزيائهم التقليدية. إضافة إلى الفيل الأبيض واسمه “هانو” ساقت البعثة الملكية البرتغالية معها اثنين وأربعين من حيوانات الهند المفترسة بينها نمران إضافة إلى ببغاوات وديوك رومية وخيول هندية نادرة.

مقالات ذات صلة الفلك الدولي: استحالة رؤية هلال شوال 29 آذار وعيد الفطر الاثنين 31 آذار 2025/03/19

الفيل “هانو” وكان يبلغ من العمر 4 سنوات، حمل على ظهره منصة فضية صممت على شكل قلعة بداخلها خزنة احتوت على هدايا ملكية لا تقدر بثمن بما في ذلك، سترات مطرزة باللؤلؤ والأحجار الكريمة، وعملات ذهبية سُكت خصيصا بالمناسبة.

استقبل البابا ليو العاشر الموكب في قلعة سانت أنجلو. انحنى الفيل المُدرب “هانو” أمامه ثلاث مرات، وبعد أن تلقى إشارات من مدربه وحارسه الهندي، حمل دلو ماء بخرطومه ورشه على الحشد ورجال الدين المجتمعين.

لم تكن هدايا ملك البرتغال كرما أو محبة مجردة. سعى الملك مانويل الأول بواسطة هذه الكنوز النادرة إلى استمالة البابا إلى صف البرتغال في سعيها إلى السيطرة على سوق التوابل.

كان البابا ليو العاشر في غاية السعادة بهدايا الملك البرتغالي وأعجب بشكل خاص بالفيل “هانو” وأمر ببناء حظيرة خاصة له بالقرب من كاتدرائية القديس بطرس، وسمح لسكان روما بالحضور والاستمتاع بمشاهدته يوم الأحد.

الفيل الأبيض كان يشارك في الأعياد ويتقدم مواكب الاحتفالات حتى قيل إن “مشهد هذا الحيوان ذو الأرجل الأربعة منحنا أعظم ترفيه وأصبح مناسبة مفاجأة غير عادية لأناسنا”.

حظي “هانو” الذي أطلق عليه سكان روما اسما آخر هو “أنون” باهتمام منقطع النظير ليس فقط بين البسطاء من الأهالي بل وعلية القوم والفنانين والشعراء، ووصل تأثيره إلى اللغة الإيطالية بسبب أحداث طريفة مرتبطة به.

بلغ فرح البابا ليو العاشر بالفيل “هانو” إلى درجة أنه طلب من السفير البرتغالي تريستان دا كونها والوفد المرافق له عدم دفع أي شيء في المسارح والفنادق والحانات والمرافق الأخرى، وتكفلت خزانة البابا بسداد جميع التكاليف.

أعداد من سكان روما انتهزوا الفرصة وارتادوا الحانات متظاهرين بأنهم “برتغاليين” ليأكلوا ويشربوا على حساب البابا. هذا الامتياز ألغي حين علم البابا بالمبالغ الضخمة التي يتوجب دفعها مقابل إعاشة “البرتغاليين”. حينها أصبحت كلمة “البرتغالي” في اللغة الإيطالية تعني الشخص الذي يحصل على كل ما يريد من دون مقابل!

تأثير الفيل الهندي “هانو” لم يتوقف عند هذا الحد، بل وتحول اسم كامل منطقة بورجو سانت أنجلو في روما إلى “بورجو ديل إليفانتي”.

كتّاب معاصرون لتلك الفترة قالوا إن الفيل “هانو” أصبح بمثابة الشخصية الرئيسة الأولى في الحياة الرسمية في روما بمشاركته في جميع الأحداث الجادة منها والمسلية، مشيرين إلى أنه كان يحظى باحترام كبار الشخصيات، وأن السجلات التاريخية تحدثت عنه، واحتفى به الشعراء وصوره الرسامون والنقاشون والنحاتون، حتى أن رافائيل سانزيو، أحد أشهر فناني عصر النهضة في إيطاليا رسم لوحة له.

المثير أن براعة هذا الفيل الهندي الأبيض في اللعب والرقص برشاقة وموهبته في التعامل مع البشر دفعت البسطاء في روما إلى الاعتقاد بأنه يعرف لغتين، البرتغالية والهندية!

حياة الفيل “هانو” في روما لم تدم طويلا. بعد عامين من دخوله المدينة، توفى تاركا وراءه البابا ليو العشر في حالة شديدة من الحزن واللوعة.

الفيل المريض كان عولج في فبراير 1516 بأغلى العقاقير، وبمغلي من البتلات المرشوشة بمسحوق الذهب، إلا أن ذلك لم يجد. أقيم قبر له في القصر الرسولي وشيد قربه نصب تذكاري، زُين بلوحة جدارية من عمل الفنان رافائيل وبنقش من قلم البابا.

خلال حفريات جرت في عام 1962 في حديقة بروما، عُثر على بقايا ضخمة لأسنان وفك، وظن العمال أنهم عثروا على بقايا ديناصور، إلا أن الخبراء توصلوا على أن البقايا تعود للفيل “هانو”

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف روما ملك البرتغال البرتغال الهند فی روما

إقرأ أيضاً:

عائلة أم محمد تعيش واقعا لا يعرف الرحمة في جباليا

في مخيم جباليا بقطاع غزة، حيث تتناثر أنقاض الحرب الإسرائيلية ويغرق الناس في آلامهم، تروي أم محمد قصة عائلتها وسط واقع لا يعرف الرحمة.

عائلة أم محمد تعيش أوضاعا مأساوية (مخيم جباليا/الجزيرة)

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي، عاشت العائلة أياما من الرعب والمعاناة، وأصبح القصف والدمار جزءا من حياتهم اليومية في المخيم حيث عادوا فوجدوا منزلهم عبارة عن ركام، والذاكرة مليئة بالصور المؤلمة.

والدة الأسير محمد ذيب سالم (الجزيرة)

وتصف الأم البالغة من العمر 55 عاما ما عاشته الأيام الماضية بالمأساة الكبرى، ولم يسبق لها أن عاشت أو سمعت عن حرب مماثلة في تاريخها.

والد وشقيق محمد ذيب سالم (الجزيرة)

علاوة على ذلك، فإن العائلة تمر بظروف قاسية، فقد بترت ساق الأب والابن بسبب القصف، بينما محمد البالغ من العمر 22 عاما ما زال أسيرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتستذكره الأم كل لحظة خاصة في جلسات إفطار رمضان.

أم الأسير تستذكر ابنها كل لحظة خاصة في رمضان (الجزيرة)

وباتت الحياة اليومية معركة من أجل البقاء، إذ يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة مثل الماء والكهرباء، ويضطرون للقيام بمشاق طويلة للحصول عليها.

العديد من العائلات في غزة تتشارك مع عائلة ذيب سالم في حجم المعاناة  (الجزيرة)

المعاناة التي تعايشها العائلة تشترك فيها العديد من العائلات الفلسطينية في غزة، وتمثل جزءا من الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون في ظل الحصار المستمر على القطاع.

إعلان

مقالات مشابهة

  • أوزغور أوزال: “أردوغان يعرف أن إمام أوغلو سيهزمه في الانتخابات القادمة!”
  • بعد حادثة تجمع المياه في سن الفيل.. ردّ من وزارة الاشغال
  • مسلسل عايشة الدور الحلقة 4.. شخص مجهول يعرف سر دنيا سمير غانم
  • نائب أمير منطقة حائل يتسلّم التقرير الختامي لـ “مؤتمر أجا التقني” الذي أقيم بالمنطقة
  • هشام يكن: من لم يلعب في الزمالك لم يعرف كرة القدم الحقيقية.. فيديو
  • رئيس جامعة الأزهر: هلاك أصحاب الفيل كان أشد من أي عقوبة أخرى في القرآن
  • بيتكوفيتش: “بن ناصر الذي كان يرغب بشدة في التواجد معنا لكن..”
  • “واشنطن بوست” تعلق على صورة البابا فرانسيس في المستشفى
  • عائلة أم محمد تعيش واقعا لا يعرف الرحمة في جباليا