إبراء- يعقوب بن محمد الغيثي

نظّمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الشرقية احتفالًا كرّمت خلاله 516 من الطلبة والطالبات المتفوقين، الذين أبدعوا في تحقيق نتائج دراسية مشرّفة خلال الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الجاري.

وجاء هذا الاحتفاء تجسيدًا لاهتمام الأسرة التربوية في المحافظة بتقدير المثابرين من أبنائها، وذلك بحضور أصحاب السعادة ولاة ولايات المحافظة، وأعضاء مجلس الشورى، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين التربويين.

واستُهِل الحفل بكلمة ألقاها الطالب صهيب بن جمعة الحبسي من مدرسة المهنا بن جيفر للتعليم الأساسي، عبّر فيها عن فرحته وسعادته بهذا الإنجاز، مؤكّدًا أن التفوق ثمرة اجتهاد متواصل، وجهود مشتركة بذلها الجميع، بدءًا من الأسرة، مرورًا بالمعلمين والمعلمات، وصولًا إلى بيئة مدرسية محفزة. وأضاف الطالب أن هذا التكريم ليس فقط تتويجًا للمرحلة الماضية، بل هو دافع وحافز لمزيد من العطاء والإنجاز في المستقبل، داعيًا زملاءه إلى التمسك بالعلم، باعتباره سلاح المستقبل ووسيلة لتحقيق التنمية للوطن.

وأكد أن النجاح الذي يحتفى به اليوم لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير الذي قدمته الأسر الكريمة، والتي كانت السند الحقيقي في رحلة التعليم، مقدّمًا شكره لآبائهم وأمهاتهم على ما بذلوه من جهد وتفانٍ في سبيل تهيئة بيئة دراسية إيجابية.

واختتم صهيب الحبسي الكلمة وقال: "بينما نحن اليوم وفي هذا الحدث التتويجي الكريم، لعلى يقين بأن هذه ليست نهاية الطريق، بل هي بدايةٌ لمراحل جديدةٍ تتطلب منكم المزيد من الاجتهاد والإصرار على تحقيق الأحلام؛ فالتفوق الحقيقي ليس مجرد درجاتٍ وشهادات، بل هو مسيرةٌ متواصلةٌ من التعلم والتطوير المستمر".

بعد ذلك، قام سعادة حمد بن خليفة العبري والي إبراء، بتسليم شهادات التكريم للدفعة الأولى من الطلبة المتفوقين بدبلوم التعليم العام وطلبة صفوف الحلقة الثانية وما بعد الأساسي.

وتواصلت فقرات الحفل؛ حيث ألقى الطالب الوليد بن خالد الحارثي من مدرسة الشيخ صالح بن علي الحارثي قصيدة شعرية وطنية، حملت بين أبياتها معاني الولاء والانتماء للوطن، وأبرزت دور العلم في بناء الأوطان، وقد نالت استحسان الجميع، وأضفت أجواءً من الحماس والاعتزاز الوطني.

ثم جاء دور الدفعة الثانية من الطلبة المجيدين، الذين كرمهم سعادة سعود بن محمد الهنائي والي المضيبي؛ حيث قام بتوزيع شهادات التقدير، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي بذلوها لتحقيق هذا المستوى المشرف من الأداء الأكاديمي.

ويأتي هذا الاحتفال السنوي ليؤكد على حرص المديرية العامة للتربية والتعليم بشمال الشرقية على تعزيز ثقافة التميز، ودعم المسيرة التعليمية للطلبة، عبر تحفيزهم المستمر وتقدير إنجازاتهم، بما يعزز من ثقتهم بأنفسهم، ويدفعهم إلى مزيد من التفوق العلمي، سعيًا لبناء جيل واعٍ ومتميز قادر على الإسهام في تحقيق تطلعات الوطن في المستقبل.

 








 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: من الطلبة

إقرأ أيضاً:

المجال السلوكي في برامج التعليم العالي

 

 

 

◄ يجب أن تُركِّز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي

 

د. مسلم بن علي بن سالم المعني **

 

نُسلطُ الضوء في هذا المقال على الجانب السلوكي لدى الطالب، وهو الجانب الذي إما يجهله الكثير من أعضاء هيئة التدريس أو لا يعرفون كيفية تطبيقه على أرض الواقع. ومخرجات التعلم القائمة على السلوك تركز على القيم والمعتقدات والتفكير الذهني الذي يوجه الطالب في كيفية التعامل مع ما يطلب منه تنفيذه أثناء الدراسة أو التعامل مع الآخرين أو التصرف في سياقات مُحددة.

ففي السنة الأولى؛ وهي السنة التي يلتحق فيها الطالب بالدراسة في التخصص، تركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على غرس السلوك الإيجابي لدى الطالب اتجاه التعلم والنزاهة الأكاديمية وتشجيعه على الانضباط الذاتي وإدارة الوقت، وهي عوامل جميعها تساهم في صقل شخصية الطالب بإظهار سلوك واحترام للمعايير الأكاديمية.

أما في السنة الثانية، فتركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على قدرة الطالب على التحلي بالسلوك المهني اتجاه مجال دراسته المعرفي وتشجيعه على التفكير بأهمية التعلم على مدى الحياة وحب الاستكشاف، وهي عوامل جميعها تساهم في توليد التفكير الناقد لدى الطالب وانفتاحه على الأفكار الجديدة.

وفي السنة الثالثة من الدراسة، تستهدف مخرجات التعلم القائمة على السلوك جوانب مثل تعزيز الدور القيادي لدى الطالب والعمل ضمن الفريق والتحلي بالأخلاقيات المهنية مع تمكين الطالب من تحقيق هوية مهنية له ونهج مهني أثناء مواجهته التحديات. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات يجب أن يتحلى بالقدرة على العمل الجماعي والقيادة ضمن المشروعات الجماعية التي يطلب منه تنفيذها.

وأخيرا تأتي السنة الرابعة لتتوج المجال السلوكي حيث يتولد لدى الطالب سلوك يركز على الجانب الوظيفي والاستعداد للانتقال إلى المرحلة التالية وهي إما التحاقه بسوق العمل أو مواصلة دراسته العليا، مع تشجيع الطالب على التحلي بالقدرة على التكيف مع المواقف الجديدة والتحلي بالأخلاقيات المهنية لمجال تخصصه.  فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات على هذا المستوى المتقدم يجب أن يتحلى بالقدرة على إظهار المهنية والقدرة على التكيف مع تحديات بيئات العمل.

وبناءً عليه يجب أن تركز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على مجالات ثلاثة: المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي. فلو فعلا تمكنا من تصميم وتنفيذ برنامج يغطي المجالات الثلاثة لتولدت لدى الطالب معارف ومهارات وسلوكيات تمكنه من الانخراط في سوق العمل ومواجهة التحديات الجديدة بكل كفاءة واقتدار.  فمن السلوك الإيجابي المتمثل في حب التعلم والنزاهة الأكاديمية والانضباط الذاتي والقدرة على إدارة الوقت في السنة الأولى إلى تطوير سلوك التفكير الناقد والانفتاح على الأفكار الجديدة في السنة الثانية، يستطيع الطالب  أن يطور سلوكيات إيجابية للعمل بروح الفريق الواحد مع تولد صفات قيادية له يستطيع من خلالها أن يقود فريق العمل معه في السنة الثالثة لينتقل إلى السنة الرابعة والأخيرة والتي تبني شخصية الطالب في المهنية في العمل والتكيف مع المُتغيرات.

فهل فعلًا تركز برامجنا الأكاديمية على المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية؟ وهل حقًا برامجنا الأكاديمية تصقل المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية عند منحه الدرجة العلمية في التخصص؟

** عميد كلية الزهراء للبنات

مقالات مشابهة

  • بـ 2 مليون ريال.. تكريم 100 طالب وطالبة بجوائز "منافس" في مكة
  • التربية: مناهج محدثة لتعزيز الهوية ومهارات المستقبل
  • ظاهرة غياب الطلاب والطالبات في رمضان
  • مصرع طالب صعقًا بالكهرباء بالمنوفية
  • اختباران في يوم واحد !!
  • المجال السلوكي في برامج التعليم العالي
  • لقاء توعوي لطلاب مطروح بعنوان «احترام الأديان صمام الأمان للوطن»
  • تعزيز الوعي البيئي بين طلبة شمال الشرقية
  • الإمارات.. 7 شروط لتشغيل وتدريب الطلبة في القطاع الخاص