جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-03@04:08:04 GMT

الحب في زمن التوباكو (1)

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

الحب في زمن التوباكو (1)

 

 

 

مُزنة المسافر

 

صوتي يصدح، يصرخ، يسرح في أكبر مسرح عرفه شارعنا، وبلدتنا، علم الجميع أنني أغني، وغنائي هذا تصحبه خطوات سريعة في الرقص، أغني كل أغاني الماضي والحاضر الجميل، وأغني لأفراح الآخرين مع عمتي ماتيلدا، لنا طرق كثيرة في الرقص، والغناء. إنه الفرح والسرح، الرقص المتواصل الذي لا يتوقف، لكن إن سألتموني كيف نبدأ بالفرح سأخبركم، إنني لا أتذكر جيدًا إلا ما نحضره قبل كل حفلة.

غرفة تبديل الملابس التي تخص مسرح الشارع المنير للغاية، تناولني عمتي بضع ملابس.

ماتيلدا: غيِّري يا فتاة، رائحتك كروائح رجال المنجم.

جوليتا: بل هو رائحة التبغ الذي تدخنينه يا عمة.

ماتيلدا: لستِ نجمة بعد، حتى تكوني سليطة اللسان. 

اذهبي وغيِّري!

لها دومًا أمور غريبة في إقناعي، أن أكون نجمة، رُبما الإهانة أكثر شيء يجعل من الإنسان يرغب في أن يسطع ويلمع، ويرفع نفسه الظمآنة للغنى بدل الفقر المُدقع.

إنه يُقرِف يُقزِّز الآخرين، فَقرُنا الذي نغني بعيدًا عنه، في أحياء أرقى في البلدة العريضة.. هكذا تقول عمتي أن الشهرة ليست صعبة في هذا المكان.

أحمر الشفاة، وصوت جميل، وشعر مستعار يناسب عمتي ووجهها المُجعَّد، وقلبها المرهق من الحياة، لكنها تخبرننا أن قلبها شاب وأنها جاهزة للوقوع في الغرام إن وجدت رجلًا أفضل لأن الحياة تأتي بالأفضل كل يوم، والأمس ليس مثل اليوم.

وهكذا خرجت أنا وشعري منسدل، وقلبي يخفق، وأنا اقترب من الميكرفون، وأردد كلماتٍ حلوة للسامعين، المخمورين الذين أشعرهم اللحن بالخدر، ووقعوا في غرامات متعددة لعالمنا الحي، الحي بالشعور الحقيقي، إنهم مُزيَّفون، بأغلفة عديدة تُغلِّف جُبنهم، وتُخفي وجدهم للعيش، بينما نحن نكون نحن، ولا ندّعي، ولا نرتوي إلّا من هذا اللحن.

الذي نغني به، ونشعر به، تقول عمتي.

ماتيلدا: فليحيا التوباكو، ومن اخترعه، بعد النبيذ طبعًا.

إن هذا التوباكو هو الإلهام بعينه.

تُردِّد عمتي هذا بعد أن ينتهي المساء، ويبدأ ليل الجرد والعد، فتعُد المبالغ التي جاءت في جيوب زوار المسرح الصغير.

جوليتا: كم يا عمتي؟

ماتيلدا: انتظري. ما زلت أعُد.

إنها تعُد ألف مرة، تخشى من الفئران أن تدخل فستانها وتتسلق إلى فمها وهي تُقبِّل الدولارات، والعملة المحلية، وتُقبِّل يديها وتشعر بالبركة لأول مرة.

جوليتا: ما هي البركة يا عمة؟

ماتيلدا: إنك البركة وصوتك يا ابنة أخي.

إنك تتمايلين، وتُحدثين العجب.

والشغب في قلوب الرجال.

تمايلي يا ابنة أخي، لنجني المال.

 

جوليتا: حقًا يا عمتي، ولماذا هنالك مغنيات أفضل مني؟

ماتيلدا: إنك نجمة يا جوليتا.

نجمة حقيقية دون غبار كَوْني حولك يا صغيرتي.

انظري للغُنج الذي تعيشينه كشابة.

انظري لهذا الشباب الذي يختبأ داخل جذعك.

جوليتا: يأتي النهار، ونسمع أمورًا كثيرة ليس لها علاقة بنا، هنالك شخص انتقل لمنطقتنا، هنالك شخص خرج من دائرة العائلة، وهناك من سافر هاجر وتركنا، كلها أخبار مُتناقَلة، مُتبادَلة بين الأفواه والشفاه الحلوة الرطبة الراغبة في تقبيل الحياة من جديد، والرقص والغناء.

كنت أفكر صباح اليوم هل سأكون نجمة مشهورة؟ أم سأكون إنسانة مغمورة داخل منجم آيل للسقوط، أو سأخرج كقطعة ذهب تود أن تلمع جيدًا، جيدًا أمام الجمهور الذي يرغب أن يدفع لفَنِنا، ويغرقنا بالنقود أنا وعمتي، ويصنع لنا غمامة من المال تغشي على أحلامنا القديمة، وستكون لنا أحلامٌ جديدة تناسب مسرحًا أكبر، وقطع ملابس أجمل، وقلوب راغبة في أن تنبض نبضًا حقيقيًا ليس إلّا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مسرح عبادي الجوهر يحتضن أول عرض كوميدي حي للنجم العالمي كيفن هارت ضمن فعاليات موسم جدة

عائشه الشهري -جدة

احتضن مسرح عبادي الجوهر بمدينة جدة، مساء الخميس الموافق 1 مايو 2025، أمسية استثنائية شهدت العرض الكوميدي الحي للنجم العالمي كيفن هارت، وذلك تحت إشراف موسم جدة، في حدث يُعد الأول من نوعه على مستوى المحافظة، والثاني له في المملكة بعد عرضه الأول بالرياض، وشكّل محطة لافتة في مسيرة الفعاليات العالمية التي تحتضنها المملكة.

وقدّم هارت عرضه على خشبة المسرح بطريقته الفكاهية المميزة، مستعرضًا أبرز محطات حياته وتجارب العمل والحياة بأسلوب ساخر وواقعي يمزج بين الترفيه والصدق، ضمن عروض “ستاند أب كوميدي” التي صنعت له شهرة عالمية وقاعدة جماهيرية ضخمة حول العالم.

شَهِد الحفل إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، حيث امتلأت مقاعد المسرح بالحضور الذي تفاعل بحماس مع فقرات العرض وكانت تذاكر الدخول قد نُفدت بالكامل في وقت مبكر ، ما يعكس الشعبية الواسعة للنجم العالمي كيفن هارت وتلهّف الجمهور السعودي لحضور هذه التجربة الكوميدية الفريدة.

ويُعد كيفن هارت، المولود في السادس من يوليو 1979، من أبرز نجوم الكوميديا في هوليوود، حيث حصد ترشيحات لأربع جوائز “إيمي برايم تايم”، وبدأت انطلاقته الحقيقية بعد فوزه بعدد من مسابقات الكوميديا الارتجالية، ليتم اختياره لاحقًا من قبل المنتج جاد أباتاو لأداء دور متكرر في المسلسل الأمريكي Undeclared عام 2001، وهو الظهور الذي مهّد له الطريق نحو النجومية.

وحقق هارت نجاحًا واسعًا من خلال سلسلة من العروض الكوميدية التي صدرت على شكل ألبومات، كان أولها I’m a Grown Little Man عام 2009، ثم توالت النجاحات بأعمال مثل Seriously Funny في 2010، وLaugh at My Pain في 2011، وLet Me Explain في 2013، وصولاً إلى What Now? في 2016، والتي رسّخت مكانته كأحد أهم رموز الكوميديا في العصر الحديث.

وجاء هذا العرض الذي نظمته شركة بنش مارك، الشركة السعودية الرائدة في تنظيم الفعاليات الترفيهية، ضمن باقة فعاليات موسم جدة الذي يواصل استقطاب نجوم الفن والثقافة العالميين، ليجعل من مدينة جدة وجهة مهمة من الوجهات الثقافية ومسرح مفتوح للفعاليات النوعية التي تثري المشهد الثقافي في المملكة وتمنح الجمهور تجارب لا تُنسى.

مقالات مشابهة

  • محمد علي رزق: والدي رجل عصامي بدأ من الكوافيرات حتى أصبح مالكًا لمحل كشري كبير
  • قرناص: عار الدولة ولذّة الطاعة
  • مسرح عبادي الجوهر يحتضن أول عرض كوميدي حي للنجم العالمي كيفن هارت ضمن فعاليات موسم جدة
  • نزار قباني.. “شاعر الحب والثورة” الذي سكن القلوب وبقيت كلماته خالدة (تقرير)
  • موسم جدة.. مسرح عبادي الجوهر يحتضن العرض الكوميدي للنجم كيفن هارت
  • الأحد المقبل.. الأوبرا تنظم أمسية غنائية تركية على مسرح سيد درويش بالإسكندرية
  • مسرحية الربابة تبهر الجمهور والنقاد على مسرح ساقية الصاوي
  • موعد حفل أنغام في دار الأوبرا.. أسعار التذاكر تبدأ من 3000 جنيه
  • تفاصيل وأسعار تذاكر حفل أنغام بدار الأوبرا.. أمسية استثنائية في قلب القاهرة