جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-19@20:54:40 GMT

الحب في زمن التوباكو (1)

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

الحب في زمن التوباكو (1)

 

 

 

مُزنة المسافر

 

صوتي يصدح، يصرخ، يسرح في أكبر مسرح عرفه شارعنا، وبلدتنا، علم الجميع أنني أغني، وغنائي هذا تصحبه خطوات سريعة في الرقص، أغني كل أغاني الماضي والحاضر الجميل، وأغني لأفراح الآخرين مع عمتي ماتيلدا، لنا طرق كثيرة في الرقص، والغناء. إنه الفرح والسرح، الرقص المتواصل الذي لا يتوقف، لكن إن سألتموني كيف نبدأ بالفرح سأخبركم، إنني لا أتذكر جيدًا إلا ما نحضره قبل كل حفلة.

غرفة تبديل الملابس التي تخص مسرح الشارع المنير للغاية، تناولني عمتي بضع ملابس.

ماتيلدا: غيِّري يا فتاة، رائحتك كروائح رجال المنجم.

جوليتا: بل هو رائحة التبغ الذي تدخنينه يا عمة.

ماتيلدا: لستِ نجمة بعد، حتى تكوني سليطة اللسان. 

اذهبي وغيِّري!

لها دومًا أمور غريبة في إقناعي، أن أكون نجمة، رُبما الإهانة أكثر شيء يجعل من الإنسان يرغب في أن يسطع ويلمع، ويرفع نفسه الظمآنة للغنى بدل الفقر المُدقع.

إنه يُقرِف يُقزِّز الآخرين، فَقرُنا الذي نغني بعيدًا عنه، في أحياء أرقى في البلدة العريضة.. هكذا تقول عمتي أن الشهرة ليست صعبة في هذا المكان.

أحمر الشفاة، وصوت جميل، وشعر مستعار يناسب عمتي ووجهها المُجعَّد، وقلبها المرهق من الحياة، لكنها تخبرننا أن قلبها شاب وأنها جاهزة للوقوع في الغرام إن وجدت رجلًا أفضل لأن الحياة تأتي بالأفضل كل يوم، والأمس ليس مثل اليوم.

وهكذا خرجت أنا وشعري منسدل، وقلبي يخفق، وأنا اقترب من الميكرفون، وأردد كلماتٍ حلوة للسامعين، المخمورين الذين أشعرهم اللحن بالخدر، ووقعوا في غرامات متعددة لعالمنا الحي، الحي بالشعور الحقيقي، إنهم مُزيَّفون، بأغلفة عديدة تُغلِّف جُبنهم، وتُخفي وجدهم للعيش، بينما نحن نكون نحن، ولا ندّعي، ولا نرتوي إلّا من هذا اللحن.

الذي نغني به، ونشعر به، تقول عمتي.

ماتيلدا: فليحيا التوباكو، ومن اخترعه، بعد النبيذ طبعًا.

إن هذا التوباكو هو الإلهام بعينه.

تُردِّد عمتي هذا بعد أن ينتهي المساء، ويبدأ ليل الجرد والعد، فتعُد المبالغ التي جاءت في جيوب زوار المسرح الصغير.

جوليتا: كم يا عمتي؟

ماتيلدا: انتظري. ما زلت أعُد.

إنها تعُد ألف مرة، تخشى من الفئران أن تدخل فستانها وتتسلق إلى فمها وهي تُقبِّل الدولارات، والعملة المحلية، وتُقبِّل يديها وتشعر بالبركة لأول مرة.

جوليتا: ما هي البركة يا عمة؟

ماتيلدا: إنك البركة وصوتك يا ابنة أخي.

إنك تتمايلين، وتُحدثين العجب.

والشغب في قلوب الرجال.

تمايلي يا ابنة أخي، لنجني المال.

 

جوليتا: حقًا يا عمتي، ولماذا هنالك مغنيات أفضل مني؟

ماتيلدا: إنك نجمة يا جوليتا.

نجمة حقيقية دون غبار كَوْني حولك يا صغيرتي.

انظري للغُنج الذي تعيشينه كشابة.

انظري لهذا الشباب الذي يختبأ داخل جذعك.

جوليتا: يأتي النهار، ونسمع أمورًا كثيرة ليس لها علاقة بنا، هنالك شخص انتقل لمنطقتنا، هنالك شخص خرج من دائرة العائلة، وهناك من سافر هاجر وتركنا، كلها أخبار مُتناقَلة، مُتبادَلة بين الأفواه والشفاه الحلوة الرطبة الراغبة في تقبيل الحياة من جديد، والرقص والغناء.

كنت أفكر صباح اليوم هل سأكون نجمة مشهورة؟ أم سأكون إنسانة مغمورة داخل منجم آيل للسقوط، أو سأخرج كقطعة ذهب تود أن تلمع جيدًا، جيدًا أمام الجمهور الذي يرغب أن يدفع لفَنِنا، ويغرقنا بالنقود أنا وعمتي، ويصنع لنا غمامة من المال تغشي على أحلامنا القديمة، وستكون لنا أحلامٌ جديدة تناسب مسرحًا أكبر، وقطع ملابس أجمل، وقلوب راغبة في أن تنبض نبضًا حقيقيًا ليس إلّا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

طبيبان جمعهما الحب والموت.. حمدي وأسماء كانا ينتظران زفافهما وانقلبت بهما السيارة

جمعهما الحب؛ وجمعهما أيضا الموت.. "أسماء وحمدي" قصة حب ستظل خالدة لن تنسى، قصة امتدت لسنوات منذ ان التحقا سويا بكلية الطب بجامعة المنصورة، وتفوقا طوال سنوات دراستهما وحصلا على أعلى التقديرات، كان حلمهما أن يصبحا طبيبين متميزين من أجل علاج الفقراء والمساكين.

الفقيدين خريجى دفعة57 بطب المنصورة

 كانا يحلمان باليوم الذي يقومان فيه بافتتاح العيادة وأن يجمعهما بيت واحد، عقب تخرجهما فهما دفعة 57 واقترب ذلك الحلم وأوشك فخلال عدة أسابيع كانا يستعدان للزفاف ولكن تأتي الأقدار بما لا تشتهي الأنفس، وأثناء عودتهما من عملهما بالمستشفى الجامعي بالمنصورة التي تضم أكفأ الأطباء وفور تناولهما وجبة الإفطار وإنهاء عملهما بالمستشفى الجامعي، استقلا السيارة سويا متجهين إلى مدينة ميت سلسيل وهي مسقط رأسهما لتنحرف السيارة وتسقط في مياه البحر الجديد ليلقي الشاب والفتاة "عريس وعروس" الجنة مصرعهما وسط بكاء وعويل وحزن وانهيار أهلهما وكل المحبين لهما، وساد الحزن مدينة ميت سلسيل وانهمرت الدموع على رحيل زهرتا الشباب داعين الله ان يزفا سويا فى الجنة. جنازة مهيبة لحمدى واسماء وسط حزن وبكاء
 

شيع الآلاف من أهالي مدينة ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية جثامين طبيب وعروسه الطبيبة، الذين لقيا مصرعهما إثر انقلاب سيارة ملاكي كان يستقلانها أثناء عودتهما من مستشفى المنصورة الجامعي إلى مسقط رأسهما بمدينة ميت سلسيل.
وشهدت الجنازة إغماءات وبكاء على رحيل الفقيدين من قبل أهلهما وأصدقائهما حيث امتازا بحسن الخلق ومحبة الجميع.

والده ناعيا "فى الجنة يا ابنى يا فرحة عمرى "

ونعى والد الطبيب نجله، قائلا: "إنا لله وإنا إليه راجعون عيدك فى الجنة يا ابنى يا فرحة عمرى".

وكتبت طبيبة الدقهلية علي صفحتها " الفيس بوك “ الوصية الأولي والأخيرة: ”حين اتوفى سامحوني واستروا عيوبي وادعوا لي بالرحمة وتذكروا الصحبة ولو اني اخطئت، وانسوا خطأي واذكروا اجمل صفاتي، لا اعلم بأي ساعة كتب لي انقباض روحي، اللهم ارحمني يوم يصلون علي صلاة لا ركوع لها، اللهم ارزقنا حسن الخاتمة".


ولقى طبيب وطبيبة مصرعهما إثر وقوع حادث انقلاب سيارة يستقلونها على طريق (الجمالية ـميت سلسيل) بنطاق محافظة الدقهلية، وتم إيداع الجثامين مستشفى ميت سلسيل تحت تصرف النيابة العامة. 

وتلقت مديرية أمن الدقهلية إخطارا بوقوع حادث انقلاب سيارة ووفاة من بداخلها.وانتقل ضباط  مباحث مركز شرطة الجمالية إلى موقع الحادث وبالفحص تبين انقلاب سيارة يستقلها طبيب وخطيبتة "طبيبة" وأثناء سيرهما اختلت عجلة القيادة مما تسبب في انحراف السيارة وانقلابها ووفاة "أسماء إبراهيم عبداللطيف 24 عامًا، طبيبة وخطيبها حمدي السيد عبدالحميد" 25عامًا طبيب، ويقيمان مركز ميت سلسيل.
 

مقالات مشابهة

  • معنى الصليب في المسيحية - تأملات البابا يوحنا بولس الثاني
  • فرح الفاسي: أنا نجمة المغرب الأولى ولا أحد ينافسني .. فيديو
  • بكاء هستيرى .. نجمة لبنانية ضحية رامز جلال في إيلون مصر
  • نجمة لبنانية| مفاجأة في ضحية اليوم مع رامز إيلون مصر
  • تحدت المرض لرعاية زوجها.. «سناء فؤاد إلياس» الأم المثالية بالمنيا: الحب والعائلة عندي أقوى من أي مرض أو تحد
  • كلمات مؤثرة عن مكانة الأم وفضلها
  • الحلقة 17 من مسلسل وتقابل حبيب.. ليل وفارس يتبادلان نظرات الحب
  • مهاجرون يرفضون الإخلاء من مسرح في باريس.. والشرطة تتدخل
  • طبيبان جمعهما الحب والموت.. حمدي وأسماء كانا ينتظران زفافهما وانقلبت بهما السيارة