جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-01@16:53:26 GMT

ليس سهلًا!

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

ليس سهلًا!

 

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

ليس سهلًا أن تخرج من عزلتك وانطوائيتك لتُعبِّر عن حبك لوطنك بقصيدة شعرية أو برسمة معينة أو بأغنية جديدة أو بمعزوفة تحمل الطابع التراثي، وليس سهلًا أن تخلق من اللاشيء واقعاً ومن الخيال حقيقة ومن الصعب ممكناً ومن الجماد حياة، وأيضا ليس سهلًا أن تشارك في إعداد وليمة معينة أو تعبر عن حبك لوطنك بزخرفة على بعض أنواع الكعك أو الحلويات أو أن تصعد قمة جبل لترفع علم بلدك عاليا أو ربما تشارك في انتمائك لهذا البلد بأن تكون رحالة تشد الرحال مشياً على الأقدام حاملا قلبك الذي يحمل بين نبضاته اسم بلدك.

هكذا ترتب أفكارك ناحية تقديم الأجمل لوطن احتوى مشاعرك وأفرز ذلك الاحتواء عن طريق طويل من الرؤى الإيجابية والأماني التي تعيشها لتتولد لديك طاقة هائلة من حب الوطن ورغبة صادقة في العطاء وكل العطاء لإيصال الرسالة الأسمى وحفر الصعاب وتخطي كل التحديات والمصاعب والعقبات التي تواجهك لتمضي في حب الوطن.

لكنك عندما تسعى للوصول وبلوغ هدفك تتعثر كثيرا حتى إنك تفكر بالوقوف وعدم مواصلة الشغف ولأنك إنسان من البشر ومواطن من المواطنين ولأنك تقدم الجميل فأنت تحتاج للمساندة والمساعدة لتحلق في سماوات أرحب ورغم كل ذلك فإنك تواجه العثرات من خلال قلة الداعمين والمساندين لتحتار في أمرك بل وربما تتعرض للهجوم وأنت تواصل المسير فهناك الكثيرون الذين يحاولون الوصول إلى تلك المكانة التي وصلت إليها بكدك وتعبك وسهرك الليالي الطويلة ولأنهم ببساطة هم أعداء النجاحات سيرمون السم في العسل وسيحاولون تشويه صورة هويتك وانتماءك ومحاولاتك الدائمة للوصول السالم .

هناك نوع من البشر مهمته في الحياة ممارسة التثبيط وإحباط الناس وافتعال المشكلات ونقل القيل والقال والفتنة ورمي الأحجار في الطريق والغيرة القاتلة المميتة، والتي تجعل من صاحبها "أرجوزا" يُمارس ما تسول له نفسه رغم علمه أنه في الطريق الخطأ إلا أنه يتفنن في فعل ذلك وعدم جعل الآخرين يعيشون بسلام وحب وتفاؤل.

أما النوع الآخر فالذي يحاول أن يكون شريكاً للنجاح ولكن بطريقة ملتوية يتقرب منك لكي ينسب بعدها نجاحاتك له وبروزك ووصولك إليه هو لم يكن داعما أو مساعدا يوما ما إنما شخص انتهازي يصطاد في الماء العكر وعندما تشعر بلسعته وتحاول التخلص منه لا يقبل بذلك ويبقى يساومك ويسمعك أنه دعم وساعد ووقف متناسيا أنك من بدأت المسير.

وعندما يقف ضعاف النفوس والمُطبِّلون لعواطفهم أمام حبك لوطنك وأمام اهتمامك وحرصك وخوفك على الطريق الذي رسمته وبدأته وأتممت مسيره يغلفون غيرتهم منك بالمجاهرة وإظهار الولاء والانتماء وكأنك أنت لم تحقق النجاح ولم ترفع اسم وطنك عاليا ولم تصنع حلمك الذي يحاولون تدميره لك شيئا فشيئا.

تعود أدراجك باحثا عن إنسانيتك التي بقيت تحارب كي لا تفقدها وتناشد من يعي ويفهم وتخبر العالم أنك لا تريد جزاءً ولا شكورًا، لكنك تريد الإيمان بك والاهتمام بمن يمضون حاملين لواء حب الوطن والحفاظ على مقدساته كي لا يكون معرضاً للمساس وأنك ستبقى لآخر رمق، محبًا وعاشقًا لهذا الوطن الجميل.

حفظ الله عُمان، ومن عليها، ودامت أحلامنا بخير في ظل سلطان البلد المفدى.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية: لا يمكن احتواء الوضع في غزة الذي يزداد سوءًا

الثورة نت/وكالات أكدت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة أولغا تشريفكو، اليوم الخميس 30 أبريل 2025، أن الوضع يزداد سوءًا مع استمرار منع دخول المساعدات. وأوضحت، أن سوء التغذية يتفاقم بسبب تواصل إغلاق المعابر، فيما أن الطعام ينفدو والمجاعة تزداد وهناك مخاوف من تفشي الأمراض. وشددت على أن الموارد غير كافية ولا يمكن احتواء الوضع الراهن، فالمساعدات مهددة بالتلف قبل وصولها نتيجة استمرار إغلاق المعابر. وطالبت بضرورة السماح بوصول المساعدات وفقًا للقانون الدولي، وفتح المعابر واستعادة الهدنة ووقف التهجير.

مقالات مشابهة

  • الدُّب … الذي بكته السماء !
  • واشنطن تتوعد طهران: ستدفعون ثمن دعم الحوثيين في الوقت والمكان الذي نختاره
  • وهل أنت من رجال البنادق؟
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • مسؤولة أممية: لا يمكن احتواء الوضع في غزة الذي يزداد سوءًا
  • من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟
  • الملاكم محمد علي وحرب فيتنام: البطل الذي رفض التجنيد فعوقب على مواقفه ثم انتصر
  • المشهد اليمني الذي يشبهُ غزة
  • ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية