للمرة الثانية.. كوريا الشمالية تفشل في إطلاق قمر صناعي للتجسس
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
قال الجيش الكوري الجنوبي يوم الخميس إن كوريا الشمالية فشلت في الإطلاق الصاروخي في الساعات الأولى من اليوم الخميس، وذلك بعد تتبع حركته.
ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية قولها، إن بيونج يانج أطلقت ما تقول إنه "مركبة إطلاق فضائية" تجاه الجنوب صباح اليوم الخميس (بالتوقيت المحلي)، فيما يبدو أنه ثاني محاولة لوضع قمر صناعي للتجسس في المدار.
وأشارت الهيئة إلى أنها رصدت عملية الإطلاق من تونجتشانج-ري على الساحل الغربي لكوريا الشمالية الساعة 5:03 فجر الخميس بالتوقيت المحلي (1850 يوم الأربعاء بتوقيت جرينتش).
وحلق المقذوف فوق المياه غرب إيودو، قبل أن يسقط في المياه على بعد نحو 149 كيلومترًا جنوب غرب جزيرة جيجو.
3 مناطق خطر بحريجاء الإطلاق في الوقت الذي أبلغت فيه كوريا الشمالية اليابان بخطتها لإطلاق قمر صناعي، وتحديد 3 مناطق خطر بحري، اثنتين غرب شبه الجزيرة الكورية، والثالثة إلى الشرق من جزيرة لوزون الفلبينية - بين يوم الخميس ويوم31 أغسطس الحاليّ.
في الوقت الذي بدأت #كوريا_الجنوبية و #الولايات_المتحدة مناورات عسكرية.. زعيم #كوريا_الشمالية يشرف بنفسه على اختبار صواريخ كروز#اليومhttps://t.co/Uww3CbSRdQ— صحيفة اليوم (@alyaum) August 21, 2023
ونقلت وسائل إعلام عن كوريا الشمالية، أن السبب وراء الحادث ليس مشكلة خطيرة، وأن إطلاق الصاروخ فشل في المرحلة الثالثة وإنها تخطط لإطلاق جديد في أكتوبر.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن كوريا الشمالية القول، إنها أطلقت صاروخًا فضائيًا في الساعات الأولى من اليوم الخميس، وإن حادثا وقع خلال العملية.
استفزازات متهورةقال المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية اليوم الخميس، إن كوريا الجنوبية عقدت اجتماعًا لمجلس الأمن القومي بشأن إطلاق كوريا الشمالية الصاروخي الأخير، والذي عبر المسؤولون فيه عن أسفهم لإهدار كوريا الشمالية مواردها على "استفزازات متهورة" وسط أزمتها الاقتصادية.
وقال المكتب، إن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول أمر بالاستعداد لمزيد من التحركات العسكرية لكوريا الشمالية.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عودة المدارس عودة المدارس عودة المدارس رويترز د ب أ سول كوريا الشمالية کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة الیوم الخمیس
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية والصراع الهادئ بين البوذية والمسيحية
رغم أن البوذية دخلت كوريا منذ قرابة ألفي سنة والمسيحية دخلتها منذ قرن ونصف فقط، فإن هذه الأخيرة تمددت حتى صارت أكثر انتشارا من البوذية، وما يميز كوريا الجنوبية عن غيرها من دول شرق آسيا هو الحضور القوي للديانة المسيحية فيها رغم شيوع الطابع البوذي التاريخي للدولة.
ففي حين قد يظن البعض أن كوريا دولة بوذية فإن الحقيقة غير هذا تماما، حيث يشكل المسيحيون ما بين 28 إلى 30% من سكان البلاد، بينما يشكل البوذيون ما نسبته 22% تقريبا، ويحتل من يعتبرون أنفسهم "لا دينيون" معظم النسبة المتبقية، مع نسب ضئيلة لأتباع الديانات والمذاهب الأخرى كالإسلام واليهودية والهندوسية والسيخ وغيرهم.
وخلال وجودنا في العاصمة الكورية سول قررنا زيارة معبد بوذي وكاتدرائية مسيحية، لنأخذ القراء في جولة حول أكبر ديانتين في البلاد، نقابل خلالها أطرافا من الجانبين.
دخلت البوذية كوريا عبر الصين عام 372 ميلادية خلال فترة الممالك الثلاث، ثم تجذرت في السياسة والفلسفة والفنون، ومع ذلك، فخلال عهد مملكة جوسون (1392-1897) في كوريا الجنوبية، حلت المعتقدات الكونفوشية -القادمة من الصين أيضا- محل البوذية كأيدولوجية للدولة، مما أدى إلى قمع الأخيرة عدة قرون رغم استمراها في المناطق الريفية والمعابد الجبلية.
واليوم تعد "طائفة جوغي" أكبر طائفة بوذية في البلاد، ويبلغ عدد أتباعها نحو 7 ملايين شخص، ويشرف عليها 13 ألف راهب، ويوجد في كوريا الجنوبية نحو 900 معبد تقليدي ونحو 20 ألف موقع بوذي.
من بين كل تلك المعابد زرنا معبد جوغيسا، الواقع في منطقة جونغنو في قلب العاصمة سول، ويعتبر المركز الروحي والإداري لطائفة جوغي، ومحورا رئيسيا للعبادة البوذية والأنشطة الثقافية.
إعلانويشتهر هذا المعبد، الذي تأسس عام 1910، بمهرجان الفوانيس السنوي الذي يقام خلال عيد ميلاد بوذا، ويجذب آلاف الزوار، كما يشتهر بقاعة دايونغجيون -قاعة بوذا الرئيسية- التي تحتوي على تمثال ضخم لبوذا في الوسط وعن يمينه ويساره تمثالان آخران يمثلان حالات تأمل لبوذا.
ويتيح موقع المعبد في وسط سول للزوار مشاهدة الممارسات البوذية أمام أعينهم، والتي تشمل التأمل وتلاوة الترانيم والإقامة في المعابد، ورغم انخفاض أعداد البوذيين في السنوات الأخيرة بسبب الحداثة وانتشار المسيحية، فإن البوذية لا تزال جزءا مهما من الهوية الثقافية الكورية.
الراهبة بوبشينخلال زيارتنا للمعبد قابلنا الراهبة بوبشين (37 سنة)، التي قالت إنها بدأت التطوع في المعبد بهدف مساعدة الناس، ثم شعرت "بالحاجة للتعمق في فهم البوذية"، فبدأت دراستها منذ 7 سنوات، وبعد ذلك قررت أن تصبح راهبة بوذية.
تقول بوبشين إنها حلقت شعرها بعد الترهب، "لأن حلاقة الشعر تعني التحرر من التعلق بالدنيا، وفي البوذية نرى أن التعلق بالدنيا هو سبب المعاناة والألم، وحلاقة الشعر تعني بطريقة ما التخلص من المعاناة"، بحسب تعبيرها.
أما عن دراستها للبوذية وكم تستغرق لإتمامها، قالت إن دراسة البوذية بالنسبة للراهبات "لا نهاية لها"، وأشارت إلى أنها زارت المعبد في هذا اليوم لتأخذ كتابا جديدا لتعاليم بوذا لدراسته، وأضافت "كلما انتهينا من دراسة كتاب نبدأ كتابا جديدا".
وعن الزواج تقول بوبشين إن الراهبات البوذيات لا يتزوجن "نحن نتزوج العالم كله من خلال العطاء والحب"، على حد قولها، وعن تقليد إيقاد الشموع في المعبد، قالت إنه "يرمز لإشاعة النور وطرد الظلام، ولتذكر طبيعة الحياة الفانية من خلال رؤية الشمعة تذوب".
إعلان طقوس بوذيةصادفنا في المعبد أيضا أحد زواره وهو جونغ كوان سون (43 عاما)، وقال للجزيرة نت إنه يزور هذا المعبد دوريا لأن والده كان يعمل فيه، وأوضح أن والده لم يكن راهبا لكنه "كان بوذيا متدينا جدا إلى حد الرهبنة"، واعتاد مرافقته في طفولته.
يقول كوان سون إنه حين يدخل المبعد يركع 3 مرات في 3 اتجاهات، وبفعل ذلك فإنه يقدم التحية والاحترام لثلاثة: بوذا ودارما (تعاليم بوذا) وسانغا (أتباع بوذا)، ولكي "أتخلص من السموم الثلاثة: الطمع والكراهية والوهم"، حسب قوله.
وعن صلاتهم، قال إنه ليس في البوذية عبادة بالمعنى ذاته الموجود في الأديان السماوية، وإنما العبادة لديهم عبارة عن "تأمل في الوجود ومحاسبة أنفسنا والحرص على ضبط انفعالاتنا"، وأثناء الصلاة يرتلون أناشيد هي نصوص متنوعة من تعاليم بوذا.
كاتدرائية سيدة الحمل الطاهرخرجنا من المعبد البوذي، حيث لم يكن مسموحا للزوار التصوير بداخله، وانطلقنا إلى كاتدرائية "سيدة الحمل الطاهر" والمعروفة باسم كاتدرائية ميونغ دونغ، نسبة إلى الحي الذي تقع فيه بمنطقة جونغ بسول، وتعتبر مقر رئيس أساقفة العاصمة، بيتر تشونغ سون تايك.
وتعمل الكاتدرائية -التي تأسست نهاية القرن التاسع عشر- كمعلم مجتمعي وجذب سياحي ورمز بارز للكنيسة الكاثوليكية في كوريا، وقد أعلنتها الحكومة موقعا تاريخيا في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1977.
على الرغم من أن المسيحية دخلت كوريا في أوقات متفرقة عبر الكتب والمبشرين الكاثوليك في القرن 17، فإنها لم تنتشر بشكل كبير إلا في أواخر القرن 19 عندما وصل المبشرون البروتستانت من الغرب، وشهدت المسيحية نموا سريعا بعد الحرب الكورية (1950-1953) حيث لعبت الكنائس دورا كبيرا في تقديم المساعدات الاجتماعية والتعليمية.
ويوجد في كوريا نحو 5.8 ملايين كاثوليكي ونحو 10 ملايين بروتستاني، وتضم البلاد أكثر من 1700 كنيسة كاثوليكية، أبرزها كاتدرائية ميونغ دونغ التي زارتها الجزيرة نت، كما تضم بعض أكبر الكنائس البروتستانتية في العالم مثل كنيسة يويدو الإنجيلية الكاملة في سول، والتي تعد أكبر كنيسة في العالم بعدد أعضاء يتجاوز 800 ألف شخص، وفقا للكنيسة.
إعلان موجة ماديةولم يتسنَّ للجزيرة نت التحدث مع رجال الدين في الكاتدرائية، لأن إدارة الكنيسة اشترطت تقديم طلب مسبق، لكننا قابلنا خلال زيارتنا لها الشاب كايل جونغ وخطيبته لوسيا يو، وعند سؤالهما قالت لوسيا للجزيرة نت إنهما يزوران الكاتدرائية لأنه لا توجد كنيسة قريبة من محل إقامتهما، وفي هذه الكنيسة يجدان السلام والطمأنينة، حسب قولها.
أما كايل فسألناه عن نظرته لمستقبل المسيحية في كوريا، فقال إن "الكاثوليكية مثل عموم الأديان، تواجه موجة المادية، فالشباب المسيحيون لا يحضرون بانتظام للكنيسة لأنهم منشغلون بالسعي لتلبية متطلبات الحياة الصعبة في هذا الوقت"، ويضيف "لكنني عموما متفائل".
وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها المسيحية في كوريا الجنوبية، بما في ذلك المنافسة مع الديانات التقليدية مثل البوذية، فإنها تبقى قوة رئيسية في الحياة الدينية والاجتماعية بالبلاد، في حين لا تزال تحتفظ البوذية بمكانتها، ولها تأثير واضح في الثقافة والفكر والحياة اليومية.