محللان: هذه خيارات حماس في التعاطي مع العدوان الإسرائيلي وتداعياته
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
يرى محللان سياسيان أن هناك عدة اعتبارات تأخذها فصائل المقاومة الفلسطينية في الحسبان في تعاطيها مع المتغيرات التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى فرضها عبر استئناف عدوانه على قطاع غزة والتهديد بمفاوضات تحت النار.
وحسب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي وسام عفيفة، فإن الفصائل الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تأخذ في الاعتبار أن الضامنين والوسطاء يفترض أن يتحملوا مسؤولية كبيرة الآن، لأن هناك اتفاقا تم التوقيع عليه ووافقت عليه حماس، ويفترض أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وبالتالي الذهاب إلى المرحلة الثانية.
وما تأخذه حماس في الحسبان أيضا هو أن الضامن الأساس في الاتفاق هو الإدارة الأميركية ومبعوثها للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، الذي يقول عفيفة إنه تراجع عن موقفه السابق وتماهى مع الرواية الإسرائيلية، رغم أنه قدم مقترحا وتعاملت معه حماس بإيجابية وطالبت بوضعه في الإطار التنفيذي بين المرحلة الأولى والثانية من الاتفاق.
ووفق عفيفة، فإن حركة حماس تملك ورقة الأسرى، وتدرك أنه لا يمكن للاحتلال أن يسترجع هؤلاء الأسرى عبر العمليات العسكرية، بل إن هناك مخاطر حقيقية على حياتهم، وهذا يعني أن الوسطاء والجمهور الإسرائيلي سيدركون أن من يفجر الاتفاق هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
إعلانوعن خيارات حماس والمقاومة على ضوء التطورات الراهنة، يرى عفيفة أن أمامها خيارين: إما الاستمرار في المفاوضات خلال المرحلة القادمة إذا كان هدف الاحتلال من استئناف العدوان هو الضغط، لكن في حال اتسع نطاق العدوان والإبادة الإسرائيلية، فإن حماس لن تقبل بالاستمرار في التفاوض وستنسحب لتبين للإسرائيليين بأن نتنياهو قرر أن يحكم بالإعدام على الفلسطينيين وعلى الأسرى الإسرائيليين.
وقال إن العودة إلى المربع الأول من الحرب لن يحقق للاحتلال الإسرائيلي أهدافه، خاصة أنه على مدار أكثر من سنة فشل نتنياهو في تحقيق وعوده للإسرائيليين.
وخلص الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إلى أن الأيام القليلة القادمة سوف تكون حاسمة في طريق تعاطي حماس مع العدوان الإسرائيلي، فإما تستمر في الإطار التفاوضي أو تتجه نحو الرد والاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وكان طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال للجزيرة في وقت سابق إن الحركة تتواصل مع الوسطاء وأطراف دولية فاعلة لوقف العدوان الإسرائيلي، مؤكدا أنه لا حاجة لبحث اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق وقعت عليه كل الأطراف برعاية دولية.
موقف تصعيديوحسب الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى إلى الاستمرار في موقفه التصعيدي حتى يظهر نفسه كبطل استطاع أن يطيح بحماس، لأن غير ذلك ستكون ضربة قاضية تنهي حياته السياسية خاصة في ظل الاحتجاجات الداخلية المتصاعدة.
ويقول جبارين إن نتنياهو ذهب إلى الحرب على غزة لأهداف سياسية انتخابية ائتلافية في المقام الأول، رغم تذرعه بأهداف إستراتيجية لإسرائيل، ولكن مسألة الإطاحة بحماس يوجد عليها إجماع داخل إسرائيل، حسب جبارين.
ويذكر أن إسرائيل استأنفت الثلاثاء عدوانها على قطاع غزة، من خلال تصعيد عسكري كبير شمل معظم مناطق القطاع واستهدف المدنيين وقت السحور، في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.
إعلانيشار إلى أن إسرائيل عطلت الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ورفضت الالتزام ببنود أساسية بينها بدء الانسحاب من محور فيلادلفيا على الحدود الفلسطينية المصرية، كما أنها أوقفت المساعدات وقطعت الكهرباء عن القطاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
مفاوضون إسرائيليون في مصر لمناقشة قضية محتجزي غزة
سرايا - أعلنت إسرائيل الأحد، إرسال مفاوضين إلى مصر ليناقشوا مع الوسطاء المصريين قضيّة المحتجزين في غزة، فيما تهدّد خلافات عميقة وقف إطلاق النار الهشّ في القطاع.
وكشف مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "فريقا من المفاوضين وصل إلى القاهرة ليناقش مع مسؤولين مصريين كبار قضيّة الرهائن".
والأحد، غادر وفد من حماس برئاسة كبير المفاوضين خليل الحية القاهرة إلى الدوحة التي تستضيف المكتب السياسي للحركة، بحسب ما أفاد مصدر فلسطيني مطلع على سير المفاوضات.
والسبت، قال مكتب نتنياهو إن "رئيس الوزراء أوعز إلى فريق التفاوض بالاستعداد لمواصلة المحادثات على أساس رد الوسطاء على اقتراح (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف بالإفراج الفوري عن إحدى عشرة رهينة أحياء ونصف الرهائن القتلى"، مستبعدا بذلك عرض الحركة الإسلامية الفلسطينية الإفراج عن محتجز إسرائيلي-أميركي وإعادة جثث أربعة آخرين.
وبدأت مفاوضات غير مباشرة الثلاثاء في الدوحة بشأن وقف دائم لإطلاق النار، لكن الوفدين غادرا الدوحة الجمعة.
بعد نحو 15 شهرا على اندلاع الحرب في قطاع غزة عقب هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023، بدأ في 19 كانون الثاني الماضي، تطبيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية وقطرية ومصرية.
وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق 6 أسابيع، وأتاحت عودة 33 من المحتجزين، إلى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 أسير فلسطيني كانوا في سجونها.
وسمحت إسرائيل أيضا بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، قبل أن تعلّق دخولها في الثاني من آذار.
وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق في الأول من آذار من دون توافق بشأن المراحل التالية، إلا أن الحرب المفتوحة لم تستأنف.
هامش "سيغلق سريعا"
وفي تصريحات لقناة "سي إن إن" الأحد، قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إن مقترحه يتضمّن عودة 5 محتجزين أحياء، من بينهم الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، في مقابل إطلاق سراح "عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين" من السجون الإسرائيلية.
وصرّح "كنت أظنّ أن المقترح كان مقنعا"، مشيرا إلى أنه أخطر به مسبقا الطرف الإسرائيلي.
غير أن ردّ حماس كان "غير مقبول بتاتا"، بحسب ما قال ويتكوف محذّرا من أن "هامش الفرصة المتاحة (لحماس) سيغلق سريعا".
وكانت الحركة قد أعربت الجمعة، عن استعدادها للإفراج عن عيدان ألكسندر وتسليم رفات 4 إسرائيليين من حاملي الجنسية الأميركية، في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
ومع نهاية المرحلة الأولى، طلبت إسرائيل تمديدها حتى منتصف نيسان، لكن حماس تصرّ على الانتقال إلى المرحلة الثانية المفترض أن تضع حدا للحرب والتي تقوم على انسحاب إسرائيل من غزة وإعادة فتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية والإفراج عن باقي المحتجزين.
وبغية الانتقال إلى المرحلة الثانية، تطالب إسرائيل من جهتها بإبعاد قيادة الحركة من غزة حيث تتولّى الحكم منذ 2007 وتفكيك ذراعها العسكرية ونزع سلاحها.
وفي رأي محمد حلس (41 عاما) وهو مهندس معماري يقيم مع عائلته في خيمة في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، "سوف تتفق حماس واسرائيل رغما عنهما، لأن ترامب لا يريد حروبا ويريد تحرير المحتجزين، الطريق الأسرع للحل أمام حماس هي تحرير المحتجزين".
وقال الشاب "الوضع في غزة كارثي ويزداد صعوبة كل يوم".
- "انتهاك فاضح" -
وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى استشهاد 48572 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وتشن إسرائيل بوتيرة شبه يومية ضربات في غزة منذ مطلع آذار، مستهدفة غالبا نشطاء تقول إنهم يزرعون متفجرات.
وأعلن الدفاع المدني ووزارة الصحة التابعة لحركة حماس السبت، استشهاد 9 فلسطينيين، بينهم إعلاميون، في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا في شمال غزة تزيد من هشاشة الهدنة السارية في القطاع.
وبعد الضربة، وهي الأكثر حصدا للأرواح منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني، اعتبرت حماس أن ما حصل يُشكّل "انتهاكا فاضحا" لاتفاق وقف النار.
وقال الدفاع المدني في غزة، إن بين الشهداء التسعة ثلاثة مصورين صحافيين على الأقل، أحدهم متخصص في التصوير بواسطة المسيّرات، وسائقا.
وأشار الى أن اثنين من الشهداء كانا يعملان في مؤسسة خير الخيرية، أحدهما متحدث باسمها.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، إنه في وقت سابق السبت، تم تحديد هوية أشخاص كانا يشغلان طائرة مسيرة شكلت تهديدا لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة بيت لاهيا.
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 16-03-2025 11:35 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية