الإفتاء تهنئ شيخ الأزهر بمناسبة مرور 15 عامًا على توليه منصبه
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
تتشرف دار الإفتاء المصرية بأن ترفع أسمى آيات التقدير والإجلال لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمناسبة مرور 15 عامًا على توليه هذا المنصب الجليل.
فقد كان فضيلته - ولا يزال- رمزًا للوسطية الإسلامية، وصوتًا للحكمة والاعتدال، وحصنًا منيعًا في الدفاع عن الإسلام وقيمه السامية، في وقت تعصف فيه التحديات بالعالم الإسلامي وتزداد الحاجة إلى الفكر الرشيد والقيادة المستنيرة.
لقد شهدت مؤسسة الأزهر الشريف في ظل قيادة فضيلة الإمام الأكبر نهضة شاملة شملت مختلف المجالات، حيث حرص على:
- تطوير المناهج الأزهرية بما يواكب العصر، مع الحفاظ على الأصول الإسلامية الصحيحة، ليظل الأزهر منارة علمية وفكرية تؤدي رسالتها في نشر صحيح الدين.
- تعزيز دور الأزهر عالميًّا في مواجهة التيارات المتطرفة التي تحاول تشويه صورة الإسلام، من خلال تأكيده على قيم الوسطية والاعتدال، ونشر الفكر الصحيح القائم على أسس الشرع الحكيم.
- إطلاق برامج تدريبية متطورة للأئمة والخطباء في الداخل والخارج، لإعداد كوادر دينية قادرة على التعامل مع المستجدات الفكرية والثقافية بروح منفتحة وعقل مستنير.
ولقد تجاوزتْ جهودُ فضيلة الإمام الأكبر حدودَ الوطن، ليكون رسولَ سلامٍ للعالم أجمع، حيث حرص على:
- تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من خلال لقاءاته المستمرة مع القيادات الدينية العالمية، وفي مقدمتها وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقَّعها مع قداسة البابا فرنسيس، والتي تمثل خارطة طريق للتعايش السلمي بين الشعوب.
- التصدي للإسلاموفوبيا ومواجهة حملات التشويه ضد الإسلام، من خلال مبادراته الدولية وخطاباته أمام المحافل العالمية، مؤكدًا أن الإسلام دين الرحمة والعدل، لا دين العنف والإرهاب.
- مساندة القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إذ لم يتوانَ عن تأكيد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، محذرًا من مخاطر تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية.
- إغاثة المنكوبين والمظلومين في كل مكان، حيث دعم الأزهر المشروعات الإنسانية والإغاثية، وساهم في حملات مساندة اللاجئين والمحتاجين، انطلاقًا من دوره الإنساني والديني.
لقد أثبت فضيلة الإمام الأكبر خلال مسيرته أن الأزهر الشريف هو حصن الأمة ودرعها الواقي، وأنه قادر على مواكبة التطورات دون التفريط في ثوابته. فكان -ولا يزال- قدوةً للعلماء والمفكرين في تبنيه لقضايا الأمة بوعي وبصيرة، محافظًا على إرث الأزهر ومكانته، ساعيًا إلى تجديد الفكر الإسلامي بما يتناسب مع روح العصر، بعيدًا عن الجمود والتطرف.
وبهذه المناسبة الكريمة وبالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن زملائي، تتقدم دار الإفتاء المصرية إلى فضيلة الإمام الأكبر بأسمى آيات التهاني والتبريكات، سائلين الله أن يمتِّعه بموفور الصحة والعافية، وأن يبارك في جهوده، ويجعل كل ما قدمه في ميزان حسناته، وأن يحفظ الأزهر منارةً للعلم والهداية، وقلعةً لنشر الوسطية الإسلامية في العالم كله.
حفظ الله الإمام الأكبر، وأدامه ذُخرًا للأمة الإسلامية، ووفقنا جميعًا لخدمة ديننا الحنيف ورفع رايته بالعلم والعمل الصالح.
اقرأ أيضاًدار الإفتاء المصرية تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة
بيان دار الإفتاء المصرية حول رؤية هلال شهر رمضان لعام 1446هـ
الدكتور شوقي علام: الندوة الدولية لدار الإفتاء المصرية تمثل فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والآراء
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الشريف شيخ الأزهر الشريف دار الإفتاء المصرية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مشيخة الأزهر الشريف شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية دار الإفتاء المصریة فضیلة الإمام الأکبر
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: الربا داء مستشرٍ لكشف زيف المستحلّين
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن القرآن الكريم جاء ليصحح المفاهيم الخاطئة التي استشرت في المجتمعات قبل الإسلام، ومنها استحلال الربا، حيث قال الله تعالى: "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس"، مشيرًا إلى أن هذه الآية تفضح حال المرابين وتبين سوء عاقبتهم.
وأوضح الدكتور سلامة داود، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الله عز وجل ذكر قول المستحلّين للربا: "إنما البيع مثل الربا"، وكان من المفترض أن يقولوا: "الربا مثل البيع"، لأن الأصل في الحلّ هو البيع، لكنهم قلبوا التشبيه وجعلوا الربا هو الأساس في المعاملات، مما يدل على مدى انتشاره قبل الإسلام.
وأشار إلى أن النبي ﷺ حسم الأمر في خطبته بعرفات عندما قال: "وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله"، وهو ما يؤكد أن الإسلام جاء للقضاء على هذه الظاهرة التي كانت متفشية حتى بين كبار التجار في الجاهلية.
كما لفت رئيس جامعة الأزهر إلى أن القرآن استخدم أسلوب التشبيه المقلوب في مواضع أخرى، مثل قوله تعالى: "أفمن يخلق كمن لا يخلق"، حيث جعل المشبّه به هو غير الخالق، وذلك لمواجهة اعتقاد المشركين الذين بالغوا في عبادة الأصنام حتى اعتبروها الأصل، فجاء التشبيه ليكشف زيف هذه العقيدة المنحرفة.
وشدد على ضرورة فهم النصوص القرآنية في سياقها الصحيح، مشيرًا إلى أن أسلوب القرآن في قلب التشبيه له دلالات عميقة تهدف إلى تصحيح المفاهيم وتقويم العقائد الفاسدة.