توماس فريدمان: لا تصدقوا حرفا مما يقوله ترامب وبوتين بشأن أوكرانيا
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
تناول الكاتب توماس فريدمان، في مقاله الأسبوعي بصحيفة نيويورك تايمز، بالتعليق ما دار في المكالمة الهاتفية المطولة التي جرت بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء، بشأن كيفية وضع حد للحرب الروسية الأوكرانية.
وسلط المقال على التناقضات الواضحة في تصريحات الطرفين، كاشفا عن النقاط الرئيسية التي تشكك في نزاهة وفعالية جهود ترامب في التفاوض مع بوتين.
وقال فريدمان إنه لا يثق في كلمة واحدة مما يقوله الرئيسان عن محادثاتهما المنفردة، "لأن ثمة شيئا ما بدا مريبا منذ البداية في كل ما يتعلق بصفقة ترامب وبوتين بشأن أوكرانيا".
واستحضر أحداثا من التاريخ الحديث قارن فيها بين أسلوب ترامب في التعاطي المتسرع مع قضايا السياسة الخارجية، والنهج الذي كان يتبناه مسؤولون أميركيون من أمثال وزيري الخارجية السابقين هنري كيسنجر وجيمس بيكر.
فريدمان قال إنه لا يثق في كلمة واحدة مما يقوله الرئيسان عن محادثاتهما المنفردة، "لأن ثمة شيئا ما بدا مريبا منذ البداية في كل ما يتعلق بصفقة ترامب وبوتين بشأن أوكرانيا"
ففي مفاوضات فك الاشتباك بين إسرائيل ومصر، وإسرائيل وسوريا، استغرق الأمر من كيسنجر أكثر من شهر من الدبلوماسية المكوكية المكثفة للتوصل إلى اتفاقيتين أنهتا حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973.
وسخر فريدمان من الطريقة التي توصل فيها ترامب وبوتين إلى اتفاق على هدنة في أوكرانيا لمدة 30 يوما، تشمل قطاع الطاقة والبنية التحتية، مع التأكيد على ضرورة بدء محادثات فورية للتوصل إلى هدنة أوسع نطاقا.
إعلانوتساءل ما إذا كان اجتماعان بين المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف والرئيس الروسي، ومكالمتان هاتفيتان بين ترامب وبوتين كافية لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا بشروط معقولة لكييف؟
فريدمان عبر عن قلقه من إمكانية أن تكون صفقة ترامب مع بوتين بمثابة "بيع" أوكرانيا، مما سيترك وصمة عار دائمة على ترامب وإدارته
وعبّر عن قلقه من إمكانية أن تكون صفقة ترامب مع بوتين بمثابة "بيع" أوكرانيا، مما سيترك وصمة عار دائمة على ترامب وإدارته.
وعلّق قائلا إنه لم يسبق للولايات المتحدة أن "باعت" بلدا يكافح من أجل الحرية، بعد أن ظلت تدعمه هي وحلفاؤها لأكثر من 3 سنوات.
واستنكر فريدمان إقصاء ترامب لحلفاء بلاده الأوروبيين من المفاوضات مع بوتين رغم مساهماتهم الكبيرة في دعم أوكرانيا، التي فاقت في مجملها ما قدمته الولايات المتحدة.
واعتبر أن تجاهل الحلفاء يضعف موقف الولايات المتحدة ويمنح بوتين ميزة في المفاوضات، متسائلا عن الأسباب التي دعت ترامب إلى وقف تزويد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية والاستخبارية قبل أن يعيدها مرة أخرى.
وأوضح الكاتب أن ما جعل وزيري الخارجية السابقين كيسنجر وبيكر مفاوضين فعالين هو أنهما عرفا كيف يستفيدان من الحلفاء لتعزيز قوة الولايات المتحدة.
وزعم في مقاله أن بوتين يستخدم ترامب لتحقيق أهدافه الكبرى، مثل تقويض التحالفات الأمنية الغربية وزعزعة استقرار الولايات المتحدة.
ومن وجهة نظره أن ترامب لم يدرك أن بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ يسعيان لتقليص النفوذ الأميركي في العالم.
وأشار فريدمان إلى أن أحد محللي السياسة الخارجية الروسية في موسكو -لم يفصح عن اسمه- قال له إن ترامب لا يستوعب أن بوتين يتلاعب به من أجل أن يُضعف مكانة الولايات المتحدة الدولية وزعزعة استقرارها الداخلي، وتدمير شبكة تحالفاتها الأمنية، لا سيما مع أوروبا.
وتابع المحلل زعمه أن الرئيسين الروسي والصيني كليهما يريدان محاصرة أميركا في نصف الكرة الغربي بدلا من العبث مع أي منهما في أوروبا أو منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وينظران إليه على أنه بيدق يستخدمانه لتحقيق هذه الأهداف.
إعلانوانتقد المقال مرة أخرى غموض ترامب بشأن مطالبه من روسيا، مما يثير شكوكا حول دوافعه الشخصية. ودعا إلى تبني رؤية تتماشى مع المصالح الأميركية والقيم الديمقراطية، مثل وقف إطلاق النار دون تنازل عن الأراضي، ودعم عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، وترسيخ قوات حفظ السلام الدولية.
وختم فريدمان مقاله بالتعبير عن شكوكه العميقة تجاه نزاهة تصريحات ترامب وبوتين، مؤكداً أن القرارات التي يتم اتخاذها اليوم قد تكون لها تداعيات كارثية على الديمقراطية واستقرار أوروبا. ورأى أن على ترامب الدفاع عن مصالح أميركا والقيم العالمية بدلا من تعزيز مصالح شخصية غامضة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات الولایات المتحدة ترامب وبوتین مع بوتین
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تحذر: هجوم عميق وكبير إذا فشلت المحادثات النووية مع إيران
أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن واشنطن لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى حل دبلوماسي لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، لكنه حذر من أنه في حال فشل ذلك، فإن الجيش مستعد لشن هجوم "عميق وكبير".
وافتتح دبلوماسيون أمريكيون وإيرانيون محادثات غير مباشرة في عُمان في محاولة لتهدئة المخاوف الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ووصف هيغسيث يوم الأحد الاتصالات الأولية التي شارك فيها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في عُمان بأنها "مثمرة"، قائلا: "كانت هذه محادثات مثمرة أمس. لا أريد أن أستبق الأحداث - لقد قام ستيف ويتكوف بعمل رائع - لكنها كانت خطوة جيدة".
وأضاف: "لكنه جادٌّ (ترامب) للغاية أيضًا في أنه إذا لم نتمكن من حل هذا الأمر على طاولة المفاوضات، فهناك خيارات أخرى - بما في ذلك وزارتي - لضمان عدم امتلاك إيران لقنبلة نووية أبدًا".
وأوضح أنه يأمل ألا يضطر ترامب أبدًا إلى اللجوء إلى الخيار العسكري، "لقد أظهرنا قدرة على الذهاب بعيدًا، والتعمق، والتوسع.. "مرة أخرى، لا نريد فعل ذلك، ولكن إذا اضطررنا، فسنفعل، لمنع وصول القنبلة النووية إلى أيدي إيران".
وخلال الأسبوع الماضي، قال ترامب إن العمل العسكري "ممكن تماما" بالتعاون مع "إسرائيل" إذا فشلت المحادثات في عُمان.
والسبت، بدأت المحادثات باجتماع وفدين من الولايات المتحدة وإيران في عُمان. وترأس الفريقين على التوالي المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، السيد ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي.
وقال ترامب للصحفيين: "إذا تطلب الأمر تدخلاً عسكرياً، فسنستخدمه". وأضاف: "من الواضح أن إسرائيل ستشارك بقوة في ذلك، وستكون قائدة فيه".
جاء ذلك في أعقاب تحذير صريح في أواخر آذار/ مارس بأنه "إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف".
وكانت إيران قد وافقت على خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) عام 2015 مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين. وقد مكّنت هذه الخطة من رفع العقوبات المفروضة على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
ومع ذلك، في عام 2018، خلال ولاية ترامب الأولى كرئيس، انسحبت واشنطن من الاتفاق، مما دفع إيران إلى الانسحاب تدريجياً من التزاماتها النووية.
ولطالما أكدت إيران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، رغم تلميحات مسؤوليها المتزايدة إلى إمكانية تطوير أسلحة نووية وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات.