فجأة، ومن دون سابق إنذار، وقع المحظور في قطاع غزة، فعادت لغة الحرب لتسود، بعد شهرين من هدنةٍ دخلت حيّز التنفيذ ليلة دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ما جعل كثيرين يعتقدون أنّها ستكون "ثابتة"، باعتبار أنّ الرئيس الأميركي القادم ليس من "هواة الحروب"، وهو وعد في حملته الانتخابية بإنهاء الصراعات، لا بالشروع بها، فإذا به في الأسبوع الأخير، يشنّ عدوانًا على اليمن، ويغطّي قرار استئناف الحرب على غزة.


 
ففي وقتٍ كان أهل غزة نيامًا، وهم يعتقدون أنّهم باتوا في مأمَن من الضربات والغارات، ولو إلى حين، وبعضهم لا يزال بلا مأوى، ويواجه حرب تجويع لا تقلّ خطرًا، اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "يغدر" بهم مرّة أخرى، فقرّر في ساعات الفجر الأولى، أن يشنّ ضربات مكثّفة على مختلف مناطق القطاع، فيسجّل عدّادًا قياسيًا من الشهداء، تخطّى الأربعمئة في ليلة واحدة، بل في ساعات معدودات، معظمهم من الأطفال والنساء.
 
وكما في الجولة الأولى والطويلة من الحرب على غزة، قوبلت الضربات الوحشيّة والقاتلة، بصمت عالميّ مريب، مدفوعًا بتأكيدات المسؤولين الإسرائيليين بأنّها جاءت "منسّقة" مع الولايات المتحدة، لتُطرَح علامات استفهام بالجملة عن مصير اتفاق وقف إطلاق النار، والمفاوضات التي يقول نتنياهو إنّه يريدها "بالنار" من الآن فصاعدًا، ولكن كذلك عن مدى إمكانية فتح "جبهات إسناد"، كما في المرّات السابقة..
 
"أهداف" الحرب على غزة
 
في قراءة مشهد استئناف الحرب على غزة، تتعدّد التفسيرات والمقاربات، إذ ثمّة من يضع الأمر في خانة "محاولة الضغط" الإسرائيلية على حركة حماس، التي لم توافق على شروط تل أبيب للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي فهي تندرج في خانة "ترهيب" الحركة، من أجل الخضوع، وهو ما يفسّر القصف العشوائي المكثّف الذي استهدف المدنيّين، باعتبار أنّ هؤلاء يشكّلون "نقطة ضعف" المقاومة في المقام الأول.
 
وعلى المستوى الإسرائيلي، ثمّة من يضع الأمر في خانة محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تدعيم موقفه وتعزيزه، بعد تراجعه في الآونة الأخيرة، وتقدّم موقف المعارضة على حسابه، وخير دليل على ذلك أنّ قرار استئناف الحرب على غزة نجح في إعادة تظهير "وحدة الحكومة" سريعًا، خصوصًا مع عودة الوزير المتطرف إيتمار بن غفير إلى صفوفها، بعدما كان استقال منها على خلفية اتفاق وقف إطلاق النار، الذي اعتبره "علامة ضعف".
 
وإذا كانت القراءتان السابقتان تنطويان على واقعية لا يمكن نكرانها، فإنّ العارفين يشدّدون على دور أميركي خلف ما جرى، ليس لأنّ الرئيس ترامب هدّد مرارًا بفتح أبواب "جهنّم" على القطاع إن لم تسلّم حماس "جميع" الأسرى والرهائن المحتجزين لديها، بل لأنّه وصل إلى قناعة بأنّ تحقيق رؤيته التي عبّر عنها في خطّة تهجير الفلسطينيين الشهيرة، لن يكون ممكنًا من دون عملية عسكرية واسعة، خصوصًا بعدما اصطدم بموقف عربي موحّد على رفضها.
 
ماذا عن جبهات الإسناد؟
 
تختلف هذه الجولة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عن حرب "طوفان الأقصى"، فالكثير من الظروف تغيّرت اليوم، بينها أنّ حركة حماس لم تعد نفسها كما كانت في السابع من تشرين الأول 2023، ولو ثبّتت صمودها في عمليات تبادل الأسرى، إذ إنّ الخسائر التي مُنيت بها كبيرة، ليس أقلّها فقدانها لكوكبة من قادتها، بينهم من أداروا عملية الطوفان، والذين أرجأت نعيهم أصلاً إلى ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
 
ولعلّ ما يختلف أيضًا في هذه الجولة، أنّ "جبهات الإسناد" لا تبدو بالزخم نفسه، بل إنّ هناك من يعتقد أنّ الجبهة اليمنية التي قد تكون وحدها "في الميدان"، تبدو "مُحاصَرة" إلى حدّ بعيد، علمًا أنّ "توقيت" الهجمات الأميركية عليها، والتي أشرف عليها الرئيس دونالد ترامب شخصيًا، قبل استئناف الحرب على غزة، قد لا يكون مجرّد تفصيل، بل ينطوي على "إنذار جدّي"، وإن أصرّ الحوثيون على مواصلة فعل "الإسناد" رغم كلّ شيء.
 
أما "جبهات الإسناد" الأخرى فلا تبدو موجودة من الأساس، ومنها الجبهة اللبنانية التي كانت الأكثر فعاليّة في معركة "طوفان الأقصى"، لكنّها اليوم "مغيَّبة"، مع تغيّر المعادلات الذي ترتّب على الحرب الأخيرة، وتعديل "حزب الله" لتكتيكاته، بنتيجة ما يعتبره كثيرون "غياب القدرة" على المواجهة، أو ربما رفضه "الانجرار" مرّة أخرى إلى حرب ليست في مصلحته، علمًا أنّ هناك من يخشى من "مخطّط" إسرائيلي لإسقاط نموذج غزة على لبنان أيضًا.
 
على مرأى ومسمع من العالم، سقط مئات الشهداء والجرحى في ساعات قليلة، في مشهد "جهنّمي" أعاد إلى الأذهان مئات المجازر الوحشية التي تحوّلت إلى "روتين يومي" على مدار 15 شهرًا من الحرب على غزة. إنها المعايير المزدوجة تفرض نفسها مرّة أخرى، بغطاءٍ مثير للاستغراب من جانب دونالد ترامب، الذي قال قبل وصوله إلى البيت الأبيض إنه سينهي الحروب، فهل هكذا يريد فرض خطّته، ولو اضطر إلى استبدال التهجير بالإبادة؟!

المصدر: لبنان 24 مواضيع ذات صلة النيابة العامة توافق على طلب نتنياهو تأجيل محاكمته على خلفية استئناف الحرب في غزة (سكاي نيوز) Lebanon 24 النيابة العامة توافق على طلب نتنياهو تأجيل محاكمته على خلفية استئناف الحرب في غزة (سكاي نيوز) 19/03/2025 13:02:02 19/03/2025 13:02:02 Lebanon 24 Lebanon 24 "حماس" تعلن "إسناد حزب الله"! Lebanon 24 "حماس" تعلن "إسناد حزب الله"! 19/03/2025 13:02:02 19/03/2025 13:02:02 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله" دان استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة: ستبقى عنوان العزة والصمود Lebanon 24 "حزب الله" دان استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة: ستبقى عنوان العزة والصمود 19/03/2025 13:02:02 19/03/2025 13:02:02 Lebanon 24 Lebanon 24 أ.ف.ب: باريس تؤكد ضرورة استبعاد حماس "بالكامل" عن إدارة قطاع غزة بعد الحرب Lebanon 24 أ.ف.ب: باريس تؤكد ضرورة استبعاد حماس "بالكامل" عن إدارة قطاع غزة بعد الحرب 19/03/2025 13:02:02 19/03/2025 13:02:02 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص عربي-دولي مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً "حراك المعلمين المتعاقدين": فوجئنا اليوم صباحًا بإعلان الإضراب Lebanon 24 "حراك المعلمين المتعاقدين": فوجئنا اليوم صباحًا بإعلان الإضراب 06:57 | 2025-03-19 19/03/2025 06:57:36 Lebanon 24 Lebanon 24 مسح صناعي مرتقب.. ووزير الصناعة يحيل شبهات للتفتيش Lebanon 24 مسح صناعي مرتقب.. ووزير الصناعة يحيل شبهات للتفتيش 06:47 | 2025-03-19 19/03/2025 06:47:07 Lebanon 24 Lebanon 24 الخازن: الوضع الأمني على الحدود خطير Lebanon 24 الخازن: الوضع الأمني على الحدود خطير 06:36 | 2025-03-19 19/03/2025 06:36:26 Lebanon 24 Lebanon 24 نهاد الشامي إلى السينما.. فيلم برسالة إيمانية في زمن الصوم Lebanon 24 نهاد الشامي إلى السينما.. فيلم برسالة إيمانية في زمن الصوم 06:30 | 2025-03-19 19/03/2025 06:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 المفتي قبلان: لا سيادة للبنان بدون قوة ومقاومة Lebanon 24 المفتي قبلان: لا سيادة للبنان بدون قوة ومقاومة 06:26 | 2025-03-19 19/03/2025 06:26:43 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة للبنانيين.. احذروا شراء الذهب Lebanon 24 للبنانيين.. احذروا شراء الذهب 14:20 | 2025-03-18 18/03/2025 02:20:00 Lebanon 24 Lebanon 24 في منزله... وفاة أحد أبرز الفنانين (صورة) Lebanon 24 في منزله... وفاة أحد أبرز الفنانين (صورة) 11:03 | 2025-03-18 18/03/2025 11:03:21 Lebanon 24 Lebanon 24 مذكرة بإقفال كلّ الادارات العامة بمناسبة عيد البشارة Lebanon 24 مذكرة بإقفال كلّ الادارات العامة بمناسبة عيد البشارة 10:41 | 2025-03-18 18/03/2025 10:41:23 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصور... مُذيعة الـ"ال بي سي" السابقة تُغادر لبنان: إلى اللقاء القريب Lebanon 24 بالصور... مُذيعة الـ"ال بي سي" السابقة تُغادر لبنان: إلى اللقاء القريب 07:18 | 2025-03-18 18/03/2025 07:18:32 Lebanon 24 Lebanon 24 ضبطته بالجرم المشهود.. شرطة طرابلس تحجز شاحنة مع سائقها! Lebanon 24 ضبطته بالجرم المشهود.. شرطة طرابلس تحجز شاحنة مع سائقها! 17:09 | 2025-03-18 18/03/2025 05:09:44 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب حسين خليفة - Houssein Khalifa أيضاً في لبنان 06:57 | 2025-03-19 "حراك المعلمين المتعاقدين": فوجئنا اليوم صباحًا بإعلان الإضراب 06:47 | 2025-03-19 مسح صناعي مرتقب.. ووزير الصناعة يحيل شبهات للتفتيش 06:36 | 2025-03-19 الخازن: الوضع الأمني على الحدود خطير 06:30 | 2025-03-19 نهاد الشامي إلى السينما.. فيلم برسالة إيمانية في زمن الصوم 06:26 | 2025-03-19 المفتي قبلان: لا سيادة للبنان بدون قوة ومقاومة 06:24 | 2025-03-19 اجتماع في بلدية علي النهري لتحسين الخدمات وتعزيز السلامة فيديو نهاد الشامي إلى السينما.. فيلم برسالة إيمانية في زمن الصوم Lebanon 24 نهاد الشامي إلى السينما.. فيلم برسالة إيمانية في زمن الصوم 06:30 | 2025-03-19 19/03/2025 13:02:02 Lebanon 24 Lebanon 24 "انت مريض نفسي ".. ممثلة لبنانية شهيرة تشتم وتنفعل بشكل هستيري على رامز جلال (فيديو) Lebanon 24 "انت مريض نفسي ".. ممثلة لبنانية شهيرة تشتم وتنفعل بشكل هستيري على رامز جلال (فيديو) 00:53 | 2025-03-19 19/03/2025 13:02:02 Lebanon 24 Lebanon 24 فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو) Lebanon 24 فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو) 04:42 | 2025-03-16 19/03/2025 13:02:02 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: استئناف الحرب على غزة اتفاق وقف إطلاق النار جبهات الإسناد قطاع غزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

13 نيسان 1975 - 2025 ... كي لا ننسى

لو أردنا أن نعود بالذاكرة خمسين سنة إلى الوراء لكي نستعيد بعضًا من مشاهد ذاك الأحد، وفي الأحياء الداخلية الضيقة لمنطقة عير الرمانة، لأكتشف كل منا، نحن المسمّون "جيل الحرب"، أن البداية كان مخطّطًا لها أن توصل البلاد إلى ما وصلت إليه من حروب متواصلة بدأت بـ "حادثة بوسطة" بعد اغتيال أول شهيد في هذه الحروب هو جوزف أبو عاصي، وهو خارج من كنيسة قريبة جدًّا من موقع حادثة "البوسطة". الصدفة لم يكن لها مكان في هذه الحادثة، بل يمكن القول، وبعد خمسين سنة، إن الذين أرسلوا هذه "البوسطة"، وفيها نساء ورجال من مخيمات صبرا وشاتيلا، لكي تعبر منطقة كانت "تغلي" على أثر استشهاد أبو عاصي، كانوا يدركون أن ردّة فعل أهالي عين الرمانة ستؤدي إلى ما أدّت إليه فكانت بداية الحرب، التي لم تنتهِ إلاّ بعدما أسكت اتفاق الطائف مدفعها، التي كانت بين الفلسطينيين والأحزاب المسيحية، وعلى رأسهم حزب الكتائب اللبنانية، لتتحوّل بعد ذلك إلى حرب أهلية بين أبناء الوطن الواحد بعدما ناصر فريق من اللبنانيين القضية الفلسطينية ضد فريق آخر من اللبنانيين، مع ما رافق ذلك من دعوات لعزل الكتائب.

ففي الذكرى الخمسين لـ 13 نيسان (1975 – 2025) أجيال كاملة طوتها الأيام، منها ما كان حلوًا، وهي تُعدّ على الأصابع لقلّتها، ومنها ما كان مرًّا، وهي أكثر من أن تُعدّ أو تُحصى.

خمسون سنة، أي نصف قرن، ليست قليلة. من لا يزال على قيد الحياة اليوم كان في ذاك اليوم في مقتبل العمر، ونحن منهم. فلم نرَ من هذه الحياة سوى المتاريس وخطوط تماس وقذائف، وانفجارات، ورعب ومآسٍ. أمّا الذين رحلوا فعاشوا فترة من الزمن الجميل قبل هذا التاريخ وقبل أن يخطفوا منا أحلامنا.

صحيح أن الوقوف على الأطلال لم يعد يجدي ، وبالتالي لم يعد البكاء والنحيب يجديان نفعًا، لأن ما تركته هذه الحرب من  آثار سلبية خطيرة في وجدان المواطن اللبناني،  وقطّعت أوصال الوطن وحولته الى "دويلات" لا تزل تتناحر حتى يومنا هذا، وإن بأشكال مختلفة، بفعل الانقسامات السياسية التي توحي بين الحين والآخر بأن لا شيء تغيّر، وبأن لا أحد مستعدّ للتنازل عن الذهنية التي أدّت إلى اندلاع شرارة الحرب، التي يجمع كثيرون على أنها كانت كارثية ومأسوية وعبثية، مع ما يرافق الممارسة السياسية من تخطٍّ للخطوط الحمر والتوازنات القائمة حتى داخل البيئة الواحدة، لأن 13 نيسان لم يكن التاريخ الوحيد في سلسلة حروب لا تزال مفاعيلها مؤثرة في الحياة السياسية الراهنة، القائمة على إلغاء الآخر وممارسة سياسة "العزل"، التي أصبحت مفرداتها متحكّمة في تفاصيل هذه السياسة.

فما أشبه اليوم بالأمس، مع أن الجميع يطلقون شعار "تنذكر وما تنعاد"، حيث إن الخطوط التي رسمتها بعض الدول كانت تستخدم اللبنانيين وقودًا لحروبها البديلة، تنفيذًا لأجندات خاصة بها، مع تبدّل الظروف وبعض الأسماء، فيما إسرائيل هي هي اليوم والأمس، وهي لا تنفك تهدّد لبنان يوميًا، وتخرق سيادته، جوًّا وبحرًا وبرًّا، وهي مستمرة في مخططاتها العدوانية، فيما نحن لاهون عنها بخصوماتنا الفردية والجماعية وبتركيب كل واحد منّا دويلته، ولو على حساب الدولة المركزية. مع كل 13 نيسان ومنذ خمسين سنة نقول "تنذكر ولا تنعاد"، مع ما يعنيه ذلك بأنه علينا أن نتذكّر، ولكن علينا أيضًا أن نعمل لكي لا "تنعاد ".

لا شك في أن الحرب اندلعت عند تقاطع عوامل إقليمية ودولية باتت معروفة، وإن لم تُكتب كل التفاصيل في كتاب تاريخ واحد، وهي التي أشعلت فتيل الانفجار ومدّته بالوقود للاستمرار، ولكن وبعد مرور خمسين سنة على "حادثة البوسطة" يبقى السؤال جائزًا ومطروحًا بقوة: هل كانت الحرب يا ترى لتندلع لو لم يكن اللبنانيون مهيأين لها. قد يقول البعض أنه من المهم جدًّا أن الحرب الأهلية قد انتهت وأنها أصبحت وراءنا، مع أن البعض الآخر يطرح أكثر من سؤال ويرسم أكثر من علامة استفهام ويضعها في خانة جميع الذين هم اليوم في السلطة، ومن بين هذه الأسئلة:

- هل انتهت عقلية الحرب الأهلية مع ما يصحبها من ممارسات تبدو غير بعيدة في المنطق عن ممارسات الحرب؟

- قياسًا إلى ما يشهده اللبنانيون على مدار الساعة فإن التساؤل عن الحرب الباردة كبديل عن ضائع يبقى مشروعًا وجائزًا.

- هل انتهى منطق تخوين بعضنا البعض وتبادل الاتهامات حول مسؤولية ما آلت إليه أوضاعنا من تدهور اقتصادي ومالي؟

- هل انتهى الاصطفاف الطائفي والمذهبي، وحلّت مكانهما المواطنة أو بوادر الدولة المدنية؟

-هل انتهى الشعور لدى البعض بالغلبة والاستقواء بالخارج، أيًّا كان هذا الخارج؟

- هل تحققت المشاركة الفعلية والتوازن الحقيقي بين جميع المكونات السياسية؟

- هل توافقنا على تحديد المفاهيم المشتركة حول علاقات لبنان الخارجية؟

- هل بلغنا مرحلة من النضوج السياسي، الذي يسمح لنا بالتسامح والتضامن وقبول الآخر والاعتراف به؟

-هل تحققت المصالحة الوطنية الحقيقية الشاملة؟

-هل وصل المواطن العادي إلى حقه بالعيش في بلد مستقر وآمن؟

-هل استشهد من استشهد في انفجار المرفأ حتى يضيع حقهم في دهاليز الخلافات السياسية وتغييب دور القضاء العادل؟

-هل استفدنا حقًّا من "ثورة 17 تشرين"؟

- هل سيتمّ تسليم سلاح "حزب الله" إلى الدولة اللبنانية، وهل سيتمكّن الجيش من بسط سلطة الدولة على كل شبر من الأراضي اللبنانية؟

هذه الأسئلة وغيرها الكثير تحضر في هذه الذكرى، التي يجب أن تبقى مجرد ذكرى وعبرة لمن يعتبر، فلا تذهب دماء اللبنانيين، في أي موقع كانوا، سدى وهباء، ولكي لا نعود بالحاضر إلى الوراء خمسين سنة.

خمسون سنة طويت من حياتنا ومرّت كأنها "متل مبارح". لا شيء تغيّر باستثناء الشيب الذي غطّى مفارق شعر رؤوس جميع الذين شاركوا في هذه الحروب بشكل أو بآخر.
ونسأل مع السائلين: هل حان الوقت لطي صفحة الماضي غير المأسوف عليه، وهل سنتخّلى عن ذهنية الاستقواء بالخارج، وهل سيتصالح اللبنانيون بعد تنقية ذاكرتهم الجماعية عبر مصارحة جدّية ومن دون أحكام مسبقة وخلفيات ونيات مبيتة؟
  المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة رسالة من مخيبر الى رئيسي الجمهورية والحكومة تتعلق بذكرى ١٣ نيسان ١٩٧٥ الخمسينية Lebanon 24 رسالة من مخيبر الى رئيسي الجمهورية والحكومة تتعلق بذكرى ١٣ نيسان ١٩٧٥ الخمسينية 13/04/2025 09:01:33 13/04/2025 09:01:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بدء كلمة رئيس الجمهورية جوزاف عون عشية ذكرى 13 نيسان Lebanon 24 بدء كلمة رئيس الجمهورية جوزاف عون عشية ذكرى 13 نيسان 13/04/2025 09:01:33 13/04/2025 09:01:33 Lebanon 24 Lebanon 24 في ذكرى 13 نيسان.. تعليق لأحمد الخير Lebanon 24 في ذكرى 13 نيسان.. تعليق لأحمد الخير 13/04/2025 09:01:33 13/04/2025 09:01:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ريفي: ذكرى 13 نيسان حاضرة كجرسِ إنذارٍ دائم في تاريخ لبنان Lebanon 24 ريفي: ذكرى 13 نيسان حاضرة كجرسِ إنذارٍ دائم في تاريخ لبنان 13/04/2025 09:01:33 13/04/2025 09:01:33 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 قد يعجبك أيضاً "المستقبل" اتخذ القرار Lebanon 24 "المستقبل" اتخذ القرار 01:45 | 2025-04-13 13/04/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 طرقات جبلية مقطوعة بسبب الثلوج Lebanon 24 طرقات جبلية مقطوعة بسبب الثلوج 01:41 | 2025-04-13 13/04/2025 01:41:24 Lebanon 24 Lebanon 24 انتخابات زحلة: تحالف مضاد سيفرض معركة Lebanon 24 انتخابات زحلة: تحالف مضاد سيفرض معركة 01:30 | 2025-04-13 13/04/2025 01:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 محاولات لتبديل مواعيد الانتخابات وجهات ترد: الحجج واهية Lebanon 24 محاولات لتبديل مواعيد الانتخابات وجهات ترد: الحجج واهية 01:15 | 2025-04-13 13/04/2025 01:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 في الذكرى الـ50 للحرب: عون يتمسّك بالدولة.. اجتماعات لصندوق النقد ومهلة حتى أيلول Lebanon 24 في الذكرى الـ50 للحرب: عون يتمسّك بالدولة.. اجتماعات لصندوق النقد ومهلة حتى أيلول 01:00 | 2025-04-13 13/04/2025 01:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعد غياب أكثر من 15 عاما فنانة لبنانية تعود إلى الغناء.. شاهدوا كيف أصبحت (فيديو) Lebanon 24 بعد غياب أكثر من 15 عاما فنانة لبنانية تعود إلى الغناء.. شاهدوا كيف أصبحت (فيديو) 03:55 | 2025-04-12 12/04/2025 03:55:13 Lebanon 24 Lebanon 24 صورة قديمة تنتشر.. شاهدوا كيف كانت نادين نسيب نجيم قبل التجميل Lebanon 24 صورة قديمة تنتشر.. شاهدوا كيف كانت نادين نسيب نجيم قبل التجميل 03:40 | 2025-04-12 12/04/2025 03:40:40 Lebanon 24 Lebanon 24 زفة "أسطورية" وترتيبات "خيالية".. الصور واللقطات الأولى من زفاف نارين بيوتي (فيديو) Lebanon 24 زفة "أسطورية" وترتيبات "خيالية".. الصور واللقطات الأولى من زفاف نارين بيوتي (فيديو) 13:40 | 2025-04-12 12/04/2025 01:40:50 Lebanon 24 Lebanon 24 بملابس رياضية ضيقة.. نسرين طافش تستعرض رشاقتها (صور) Lebanon 24 بملابس رياضية ضيقة.. نسرين طافش تستعرض رشاقتها (صور) 02:09 | 2025-04-12 12/04/2025 02:09:22 Lebanon 24 Lebanon 24 ثغرات في أنظمة الطاقة الشمسية تثير هلع اللبنانيين.. كيف تتجنبها؟ Lebanon 24 ثغرات في أنظمة الطاقة الشمسية تثير هلع اللبنانيين.. كيف تتجنبها؟ 08:37 | 2025-04-12 12/04/2025 08:37:37 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب اندريه قصاص Andre Kassas أيضاً في لبنان 01:45 | 2025-04-13 "المستقبل" اتخذ القرار 01:41 | 2025-04-13 طرقات جبلية مقطوعة بسبب الثلوج 01:30 | 2025-04-13 انتخابات زحلة: تحالف مضاد سيفرض معركة 01:15 | 2025-04-13 محاولات لتبديل مواعيد الانتخابات وجهات ترد: الحجج واهية 01:00 | 2025-04-13 في الذكرى الـ50 للحرب: عون يتمسّك بالدولة.. اجتماعات لصندوق النقد ومهلة حتى أيلول 00:19 | 2025-04-13 بعد 50 عاماً على اندلاعها.. هل انتهت حرب لبنان الأهلية حقاً؟ فيديو جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو) Lebanon 24 جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو) 01:42 | 2025-04-12 13/04/2025 09:01:33 Lebanon 24 Lebanon 24 توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف.. هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" ومصير الشرع ومُفاجأة عن الدولار (فيديو) Lebanon 24 توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف.. هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" ومصير الشرع ومُفاجأة عن الدولار (فيديو) 00:04 | 2025-04-10 13/04/2025 09:01:33 Lebanon 24 Lebanon 24 حذفت صورها وارتدت الحجاب.. ابنة فنانة عربية تطلق قناة دينية (فيديو) Lebanon 24 حذفت صورها وارتدت الحجاب.. ابنة فنانة عربية تطلق قناة دينية (فيديو) 23:00 | 2025-04-09 13/04/2025 09:01:33 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • حماس: لجنة الإسناد المجتمعي تحظى بقبول دولي لإدارة الشأن الحكومي
  • حماس: نحذر من تحويل المفاوضات إلى عملية تبادل أسرى واستئناف العدوان
  • حماس: وفدنا بالقاهرة يبحث إنهاء الحرب وفتح المعابر وتفعيل "لجنة الإسناد"
  • خمسون عاماً على الحرب... لم تنته بعد
  • في قداس الشعانين.. ماذا قال ميناسيان عن لبنان؟
  • 13 نيسان 1975 - 2025 ... كي لا ننسى
  • ماذا يشهد واتسآب في لبنان والعالم؟ إليكم الخبر
  • رسالة الكترونية: ماذا عن مصير موظفي الحرة؟
  • مفاجآت إسرائيلية جديدة عن حزب الله.. ماذا كُشف؟
  • غدًا.. هذا ما سيحلّ ببوسطة عين الرمانة