وزير الماء يقول إن المغرب "لم يخرج بعد من أزمة الجفاف" رغم الأمطار الأخيرة
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
تعليقا على التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة، التي همت عددا من مناطق البلاد، مؤخرا، قال نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إنه لا يمكن الحديث على أن المغرب خرج بسلام من أزمة الجفاف الهيكلي، موضحا أن ما نعيشه اليوم هو تراجع كبير في حدة الجفاف.
وشدد بركة، الذي كان يتحدث أمس الثلاثاء، في برنامج « نقطة إلى السطر » على القناة الأولى، أن هذه التساقطات الأخيرة، كان لها وقع جد إيجابي على حقينة السدود، وعلى الفلاحة والماء الصالح للشرب، وعلى الفرشة المائية، كاشفا أنه خلال عشرة أيام السابقة، هطلت تساقطات مطرية هامة عمت جل مناطق المغرب خصوصا المناطق التي كانت كانت تعرف جفافا حادا، حيث بلغت مقاييسها، أكثر من 300 ملمتر بالنسبة لمدينة الشاون، وتازة، و 284 ملمتر في تاونات، و 170 ملمتر بالرباط، و174 ملتمر في مدينة بني ملال.
وكشف الوزير عن نزول تساقطات ثلجية هامة همت مساحة تقدر ب11 ألف متر مربع، موضحا أن نسبة تراكم الثلوج الآن تجاوز 30 ألف كيلومتر مربع، في الوقت التي لم تتجاوز في العام الفائت 9500 كيلومتر مربع، مشيرا إلى أن كل هذه المعطيات كان لها وقع كبير على السدود، حيث بلغت نسبة ملئها، 6 مليار متر مكعب، أي أكثر من 35 في المائة من نسبة ملأ السدود.
وأوضح بركة، أنه خلال العشرة أيام الأخيرة من التساقطات المطرية والثلجية، امتلأت السدود ب مليار و400 مليون متر مكعب، مشيرا إلى تحسن كبير في حقينة السدود، جعلت من أربعة أحواض مائية تقوف نسبة ملئها 50 في المائة، في كل من اللوكوس وتانسيفت وأبي رقراق وملوية التي تقترب من نسبة ملء كبيرة.
الوزير بركة، أعلن أن المغرب وصل إلى جفاف معتدل، فنسبة التساقطات المطرية مقارنة مع المعدل السنوي العادي، يبقى ناقصا بنسبة 18 في المائة، مشيرا إلى أنه وجب الاعتراف أيضا بأن هناك مناطق بالمغرب مازالت تعاني من الجفاف، كمنطقتي تانسيفت وسوس، بالإضافة إلى الأقاليم الجنوبية في الصحراء المغربية، باستثناء منطقتي واد نون وزيز وغريس التي خرجت من مرحلة الجفاف الحاد، مما سيمكن حسب وزير التجهيز والماء من إمكانية ضمان الماء الصالح للشرب لثلاثة سنوات قادمة بالنسبة لمدينة الرشيدية وسنتين قادمتين بالنسبة لمدينة زاكورة، نفس الشيء بالنسبة لمدينتي تازة والحسيمة.
لكن الوزير بركة الذي بدا مستبشرا بأمطار الخير، عاد ليشدد أن الوضع المائي أحسن بكثير وهناك تحول كبير بعد التساقطات، ولكن من الضروري من مواصلة تسريع إنجاز وتنفيذ التعليمات الملكية بالنسبة للتدبير الأمثل للموارد المائية، وهو ضمان الماء الصالح للشرب لكافة المغاربة بنسبة 100 في المائة، وضمان 80 في المائة من الموارد المائية المخصصة للسقي، وهذا يفرض وفق بركة الإسراع بوتيرة إنجاز السدود التي تحمي السكان من الفيضانات وتعمل على امكانية تخزين مياه المطر، كاشفا في هذا الصدد تقليص مدة إنجازها مابين 6 أشهر و 3 سنوات.
كما أعلن وزير الماء أن المغرب بات يتوفر على سعة تخزين في السدود تصل إلى 20 مليار متر مكعب يخزن منها حاليا بفضل التساقطات الأخيرة 6 مليار متر مكعب، متوقعا الوصول إلى إمكانية تخزين لمياه الأمطار والثلوج تصل إلى 26 مليون متر مكعب في أفق 2030.
كلمات دلالية التجهيز والماء التساقطات المطرية الجفاف السدود نزار بركة نقطة إلى السطر
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: التجهيز والماء التساقطات المطرية الجفاف السدود نزار بركة نقطة إلى السطر التساقطات المطریة فی المائة متر مکعب
إقرأ أيضاً:
50 عاما على الحرب الأهلية اللبنانية فمتى يخرج أمراء الحرب من المشهد؟
بيروت- لم تنتهِ الحرب بحسب ممارسات نهج الدولة والأحزاب اللبنانية، هذا ما يراه رئيس جمعية "محاربون من أجل السلام" زياد صعب. فالذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية -التي توافق 13 أبريل/نيسان منذ عام 1975- لم تحمل معها أي جديد يشي باستخلاص العبر "وبدلاً من إنجاز مصالحة ومصارحة وطنية، حققت الدولة والأحزاب محاصصة وطنية".
وقد خلّفت تلك الحرب ضحايا بالآلاف ودمارا مهولا، واستمرت سنتين، وتجددت بأشكال مختلفة حتى توقيع اتفاق الطائف في 30 سبتمبر/أيلول 1989 الذي صادق عليه البرلمان اللبناني بتاريخ 5 أكتوبر/تشرين الأول 1989. ومنذ ذلك الحين، بدل معالجة أسباب الحرب، أمعنت الدولة والأحزاب المتقاتلة "سياسة التناسي وطمس الوقائع" بحسب وصف جمعيات أهلية لبنانية.
ويجزم صعب -في حديثه للجزيرة نت- بعدم قيام الأحزاب جميعها بمراجعة نقدية لتجربتها باستثناء ما هو سطحي و"لزوم الاستهلاك الحزبي". كما أن الدولة -حسب رأيه- لم تنتهج مسار العدالة الانتقالية أسوة بدولة جنوب أفريقيا مثلا. وللأسف، يقول صعب إنهم "ما يزالوا يتغنون بالماضي، فلم يأخذوا العبرة من سقوط من 150 ألف شهيد، و17 ألف مفقود، و300 ألف جريح ومُقعد، ومليون ونصف مليون مهاجر ومهجّر، وانقسامات أهلية عاموديا وأفقيا".
تحول أعضاء "محاربون من أجل السلام" من مقاتلين وقادة ميدانيين خلال الحرب الأهلية إلى مقاتلين من أجل السلام، هكذا يصفهم صعب بقوله "أنجزنا مصالحات وطنية في مجموعة قرى دمرها الاقتتال الداخلي، لكن دورنا محدود، فعلى السلطة السياسية التي أحكمت قبضتها على البلد تغليب المنطق التصالحي لنتحول من رعايا إلى مواطنين، وبغير ذلك فنحن وللأسف مُقيمون بالحرب".
وقد تزامنت الحروب الداخلية الأهلية في لبنان مع الاجتياح الإسرائيلي في يونيو/حزيران 1982، وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من المعادلة الداخلية، "اتبعها العدو باعتداءات لم تتوقف حتى اليوم".
إعلان هواجس المكونات السياسيةبلغ التقاتل الأهلي صفوف الجسم الواحد سواء في قوى اليسار أو اليمين بحسب تصنيفات تلك المرحلة، فهل لا تزال أسباب الانفجار الأهلي الداخلي قائمة؟ وماذا عن هواجس المكونات على اختلافها؟
وتجيب نوال فارس من جمعية "اللبنانية- امرأة 31 أيار" بأن الحرب "أسقطت كل القيم الأخلاقية التي تربينا عليها، حتى أن خطاب التخوين والتخويف والشيطنة لم يتوقف خلال العهود المتعاقبة منذ اتفاق الطائف حتى اليوم".
وأضافت في حديث للجزيرة نت "مَنْ يتابع الخطاب السياسي أو الديني للقوى الممسكة بالسلطة يلمس مستوى مخيفا من الشحن الطائفي والمذهبي المقيت".
وبينما حذرت نوال من استمرار هذا النهج لأنه يؤدي إلى الانفجار، أمَلت من السياسيين على اختلافهم "مغادرة زواريب طوائفهم ومذاهبهم إلى رحاب لبنان الوطن الذي عرفناه قبل الحرب الأهلية" وطلبت ممن وصفتهم "أمراء تلك الحرب" بالاعتراف "بما جنت أيديهم" والاعتذار للشعب اللبناني، وإفساح المجال لجيل شاب "بعيد من التعصب لم تلوثه قذارات الحرب ومشاريعها الوهمية".
كما رفضت مقارنة دور الجمعيات الأهلية والمواطنين اللبنانيين بسلوكية السلطة السياسية والأحزاب التي شاركت بالحرب. وقالت "نحن جمعية نهتم ببناء المرأة والطفل والعائلة، وهؤلاء هم أساس في بناء السلام الأهلي وقبول الآخر وبناء وطن نريده لكل اللبنانيين. ودورنا متواضع جدا، ولن نتخلى عن الرجاء بقيامة لبنان رغم كل الصعاب".
تحوّل الانشطار النصفي للمجتمع اللبناني -منذ 50 عاما قبل وبعد الطائف- إلى ما يشبه "تسونامي مليشياوي" خرق كل المحرمات داخل الطائفة الواحدة، فاشتعلت حروب أهلية صغيرة بين مذاهب من الطائفة الواحدة، وبين أحزاب حليفة ضد بعضها البعض، غذاها دور مريب للنظام السوري السابق، معطوف على دور لإسرائيل بتوسعة الشروخ الاجتماعية بين مكونات الشعب اللبناني.
إعلانويقول عمر ياسين عضو الهيئة الإدارية للمجلس الثقافي للبقاع الغربي وراشيا: إن الدولة كان يجب عليها أن تكون فوق المتخاصمين بعد توقّف الحرب الأهلية، لكن وللأسف لم تقم بهذا الدور، بل بقيت أسيرة من كانوا أمراء الحرب الأهلية، لا بل إن هؤلاء أصبحوا هم السلطة، فكيف لهم أن يبنوا وطنا لجميع أبنائه؟.
وحذّر -في حديث للجزيرة نت- من أن "بذور الفتن ما تزال موجودة بالداخل اللبناني ووسط مكوناته كافة دون استثناء" وأشار إلى سلسلة حوادث أمنية ذات بُعد طائفي ومذهبي تنقلت بين بيروت والبقاع والشمال والجبل خلال العقود الثلاثة الماضية، وباختصار يقول "نحن فوق فوهة بركان، لنتنبه!".
ورأى أن الحل يكمن في دولة قوية "تعاملنا كمواطنين وليس بحسب انتمائنا الطائفي. دولة تحاسب المرتكب، وتعمل على إلغاء الطائفية السياسية". لكن ما حدث -برأي ياسين- أن السلطة السياسية وبدل إقرار قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، أخذتنا إلى قانون انتخاب عرف بالأرثوذكسي، مما عمقَ الشرخ الطائفي والمذهبي في البلاد، وربما يكون "أحد أخطر عوامل تفجر الصراعات إذا لم يتم إلغاؤه".