في ظل الاشتباكات الأخيرة.. مجلس الأمن يحث الأطراف المتنازعة بليبيا على التهدئة والحوار
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
عبر أعضاء مجلس الأمن، الأربعاء، عن قلقهم البالغ إزاء الاشتباكات العنيفة التي وقعت مؤخرا في طرابلس الليبية.
وأشار مجلس الأمن في بيان إلى أن الاشتباكات الأخيرة، أبرزت هشاشة الوضع الأمني في ليبيا والحاجة إلى إحراز تقدم على المسارين السياسي والأمني، بما في ذلك من خلال مواصلة جهود اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5.
وحث مجلس الأمن جميع الأطراف على الامتناع عن أي أعمال عنف أو تحريض على العنف، وضمان حماية المدنيين، والامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، والحفاظ على المكاسب الأمنية التي تم إحرازها في السنوات الأخيرة.
وأكد المجلس في بيانه على التزام أعضائه الثابت بعملية سياسية شاملة يقودها الليبيون، وتيسرها الأمم المتحدة، وترتكز على التقدم المحرز في المفاوضات حتى الآن وتعالج القضايا العالقة بشأن الانتخابات.
وكرر أعضاء المجلس دعمهم للممثل الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبد الله باثيلي، ولا سيما دوره في الوساطة والمساعي الحميدة لتعزيز عملية سياسية شاملة، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن.
وحث المجلس المؤسسات السياسية الليبية والجهات الفاعلة على مضاعفة جهودها لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية حرة ونزيهة وشفافة وشاملة في جميع أنحاء ليبيا في أقرب وقت ممكن.
ودعا جميع الأطراف الليبية إلى معالجة الخلافات من خلال الحوار، بروح من التسوية، للتوصل إلى اتفاق بشأن القضايا المتنازع عليها سياسيا والمتعلقة بالانتخابات والمشاركة بشكل كامل، وبحسن نية، في المساعي والمفاوضات التي يجريها الممثل الخاص للأمين العام.
وشدد أعضاء المجلس في البيان على أهمية توفير بيئة آمنة لمنظمات المجتمع المدني للعمل بحرية وحمايتها من التهديدات والأعمال الانتقامية، وعلى ضرورة إجراء عملية مصالحة شاملة تقوم على مبادئ العدالة الانتقالية والمُساءلة.
وأشار البيان إلى أن الأفراد أو الكيانات الذين يهددون السلام والاستقرار والأمن في ليبيا، أو يقوضون استكمال عملية الانتقال السياسي بنجاح، بما في ذلك عن طريق عرقلة الانتخابات أو تقويضها، قد تطالهم عقوبات مجلس الأمن.
وتسببت الاشتباكات العنيفة بين مجموعتين مسلحتين نافذتين في ضواحي العاصمة الليبية، في منتصف أغسطس، في سقوط ما لا يقلّ عن 55 قتيلًا ونحو 150 جريحا، بحسب ما أفاد متحدث طبي لتلفزيون محلي.
ونقلت قناة "ليبيا الأحرار" عن مالك مرسيط، المتحدث باسم مركز طب الطوارئ والدعم غرب ليبيا أن "حصيلة الاشتباكات المسلحة ارتفعت إلى 55 قتيلا و146 جريحا" في الاشتباكات التي جرت بين "اللواء 444" و"قوة الردع"، وهما محسوبان على "حكومة الوحدة الوطنية" التي تتخذ من طرابلس مقرّا.
وفي وقت سابق، ذكر مركز طب الطوارئ الذي يدير الإغاثة في غرب البلاد أنه تم إنقاذ 234 عائلة وإخراجها من مناطق القتال جنوبي العاصمة، بالإضافة إلى عشرات الأطباء والممرضات الأجانب الذين تقطعت بهم السبل.
واستخدمت الأسلحة الثقيلة والأسلحة الرشاشة في الاشتباكات في مناطق في الضاحية الجنوبية الشرقية للعاصمة الليبية، وطالت مناطق مأهولة بالسكان.
تشهد ليبيا فوضى عارمة منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، وتتنافس على السلطة حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلد ومقرّها طرابلس ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وشُكّلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، وأخرى تسيطر على شرق البلاد ويرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
الإدارة الأمريكية تدعو مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات ضد دعم إيران للحوثيين
دعت الولايات المتحدة الأمريكية، إلى تظافر الجهود الدولية والإقليمية "للقضاء على قدرات الحوثيين التي تستهدف الشحن الدولي، التي لا تزال تهدد الشحن الدولي والبحارة الأبرياء".
جاء ذلك في إحاطة القائمة بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة بالإنابة، السفيرة دوروثي شيا، أمام مجلس الأمن بشأن اليمن، أمس الخميس.
وقالت شيا "بدعم مادي ومالي من إيران، شن الحوثيون العديد من الهجمات على البنية التحتية المدنية، وأطلقوا النار على السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية عشرات المرات منذ عام 2023، وهاجموا السفن التجارية دون تمييز...".
وأضافت "أن استمرار إيران في توفير مكونات الأسلحة والدعم المالي والتدريب والمساعدة الفنية للحوثيين بشكل غير مسبوق على مدى أكثر من عقد من الزمان يشكل انتهاكا لحظر الأسلحة الذي فرضه هذا المجلس على الجماعة".
وأكدت السفيرة الأمريكية على أنه "من مسؤولية هذا المجلس الرد على انتهاكات إيران الصارخة لقراراته وتسليحها للجماعات الإرهابية"، موضحة أنه "يتعين على كل عضو في هذا المجلس ــ وخاصة أولئك الذين لديهم قنوات مباشرة مع إيران ــ أن يضغط على زعماء إيران لوقف تسليح وتمويل وتدريب الحوثيين،... ويتعين على إيران أن تتحمل تكاليف تبعات هذه الهجمات المتهورة والفظيعة".
وقالت السفير شيا "إن أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط، وسلامة أقرب شركائنا الإقليميين، واستقرار التجارة البحرية العالمية والاقتصادات المحلية. ولهذا السبب، بادرت إدارة ترامب إلى البدء في عملية النظر في تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية. وهذه خطوة مهمة للرد على التهديد الذي يتعرض له المدنيون والاستقرار الإقليمي".
وشددت على أنه "من الضروري أن يعمل المجتمع الدولي مع الشركاء الإقليميين للقضاء على قدرات الحوثيين التي لا تزال تهدد الشحن الدولي والبحارة الأبرياء". داعية الحوثيين إلى وقف جميع الهجمات في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة به بشكل دائم دون استثناء والإفراج الفوري عن مئات المعتقلين.
وأضافت: "يجب علينا أيضاً حرمان الحوثيين من الإيرادات غير المشروعة التي تستخدمها لتمويل هجماتهم وتعطل العلاقة المتنامية بين الحوثيين والجماعات الإرهابية الأخرى مثل حركة الشباب، بما في ذلك من خلال استخدام العقوبات المستهدفة".
وكررت الدبلوماسية الأمريكية دعوة المجلس لاتخاذ خطوات لتعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش. ودعت الدول الأعضاء إلى القيام بدورها من خلال زيادة التمويل لتعزيز قدرات الآلية، التي قالت إنها "وسيلة رئيسية لمنع إيران والجهات الفاعلة الخبيثة الأخرى من تهريب الأسلحة والمواد غير المشروعة ذات الصلة إلى الحوثيين".