سودانايل:
2025-04-17@17:50:34 GMT

عن التسامح أكتب

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

كنتُ ممن يدعون إلى التسامح تحت شعار: “لكي لا تعيش في ألم.”
أنا وأعوذ بالله من كلمة “أنا” من الأشخاص الذين يخشون المواجهة، بل يرتعدون عند مجرد التفكير في الرد على الأذى أو التفوّه بكلمة قد تجرح مشاعر أحدهم..

لكن حين أنظر إلى الماضي بتمعّن، لا أجدني إنسانا طيبا كما كنت أظن، بل ربما كنتُ ضعيف وهشّ !! لم أكن أُجامل الناس بدافع اللطف، بل كنت أحاول جاهدا أن أكون جزءًا من هذا المجتمعات .

. لكنّها للأسف، مجتمعات جاهلة تغلب عليها الغطرسة والتحيّز لصالح من يُنظر إليهم على أنهم “أقوياء !!؟؟ أولئك الذين لا يسمحون بمرور كلمة دون ردّها بأقسى منها، ولا يهابون إلا من يواجههم بالمثل. ومع ذلك، لم تتقبلني هذا المجتمعات إلا عبر الاستغلال والإيذاء النفسي المستمر.

نحن مجتمعات بكل أسف تحتفي بالرذيلة، كما نراه ونعيشه علي مستوي اليومي ، حيث نضخّم شأن من كان لسانه سليطًا، ونرفع مكانة من يتلذذون بأزي الآخرين وإذلالهم.

أحيانًا، ما نراه “طيبة” ليس سوى هروب من المواجهة وتجنب للصراعات.
فهل نحن طيبون حقًا لأننا نؤمن بذلك!!؟؟ .. أم لأننا نخشى العواقب إن تجرأنا على الرد؟؟!!..
أميل إلى الاعتقاد بأننا لسنا طيبين، بل جبناء..

لطالما كنتُ من هؤلاء الطيبين الساذجين. الي وقت قريب جدا حينما يظلمني أحد كنت أنزوي في منزلي أبكي لساعات، وربما لأيام أو أسابيع، حتى يخفّ الألم، دون أن أواجه من تسبب فيه. ثم أعود وأسامح… فأُجرح مرة أخرى..
أليس هذا هو الغباء بعينه؟

لكن بعد سلسلة طويلة من الخيبات، وصلتُ إلى درجة من الوعي الذاتي جعلتني أعيد النظر في تعاملي مع الآخرين. أدركتُ أن أكبر التحديات التي تواجه الطيبين الساذجين هو تحقيق التوازن بين التسامح والدفاع عن النفس، بين الاحتفاظ بنقاء القلب وعدم السماح لأحد بإيذائنا أو استغلالنا.

فأعود لأسأل نفسي: هل الرضا الذي يوفره العفو يدوم إلى الأبد؟
لا أظن ذلك.
نحن نعيش في مجتمع يجبر المظلوم على المسامحة دون أن يناقش جذور المشكلة أو يبحث عن حلول لها. وهكذا، يظن المظلوم أن الألم والغضب قد انتهيا، لكنه يظل أسيرًا لكلمة “لو”:
“لو كانت لدي القدرة على الرد، لرددت، لكنني كنت جبانًا…”
حتى يصل إلى لحظة الانفجار، ولو بعد عشرين عامًا؟؟!! ..

“نشوة رد الظلم لا تدوم سوى للحظات .”

قد تكون الجملة صحيحة، لكن تلك اللحظة كفيلة بأن تطفئ ولو قليلًا من البراكين الهائجة!

ليس هناك بأس في رد الظلم ، في أن تردّ الصفعة بصفعتين، لكن لا يجب أن تدع هذه الروح تستهلكك.
اخذ الحق ليس بالضرورة أن يكون عظيما لمن آذاك، ولا غايةً في حد ذاته، بل وسيلة لاستعادة التوازن النفسي دون أن تغرق في وحل الكراهية.

تحلَّ ببعض الرأفة، لا لتكون ضعيفًا، بل لتختلف عنهم قليلاً.
الرأفة فضيلة، خاصة حين يكون لديك القدرة على إلحاق الأذى بالآخرين، لكنك تسمو عنها انتصارًا للفضيلة ذاتها. وهذا ما يضفي على الرأفة قيمتها الحقيقية وكفي ..

mohamed79salih@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«الرد خلال ساعات».. حماس تدرس المقترح الإسرائيلى لوقف إطلاق النار

ذكرت مصادر للقاهرة الإخبارية، أن حماس تدرس المقترح الإسرائيلي الذي تسلمته من الوسطاء ومن المفترض أن تقدم ردها خلال الساعات القادمة، حسبما أفادت القناة في خبر عاجل.

الإفراج فورًا عن جميع الأسرى

من جانبها، دعت حركة حماس الفلسطينية، اليوم الأربعاء، لحراك عالمي لمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي والإفراج فورًا عن جميع الأسرى، وطالبت بالخروج في 17 أبريل الجاري ليصبح يومًا عالميًا للتضامن مع الأسرى وفضح جرائم الاحتلال في حقهم.

وذكرت «حماس» في بيانها، أن الاحتلال يتعامل مع الأسرى الفلسطينيين بوحشية، مشددة أن جرائمه بحقهم لن تسقط بالتقادم.

وحمّل، البيان، الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة أسراه في قطاع غزة، حسبما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.

وأشار إلى أن قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين ستبقى على رأس أولويات الحركة الوطنية وفاء لصمودهم وتضحياتهم.

وأكدت «حماس» أنها تعاملت مع المحتجزين الإسرائيليين بإنسانية في المقابل تعامل الاحتلال بوحشية ضد الأسرى الفلسطينيين.

اقرأ أيضاًحماس: «17 أبريل يومًا عالميًا للتضامن مع الأسرى وفضح جرائم الاحتلال»

الرئيس الفرنسي يدعو الرئيس الفلسطيني لـ «إبعاد» حركة حماس وإصلاح السلطة

حماس: نحذر من تحويل المفاوضات إلى عملية تبادل أسرى واستئناف العدوان

مقالات مشابهة

  • حماس: نعد الرد على المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار و سلاح المقاومة لن يخضع لأي مفاوضات
  • «الرد خلال ساعات».. حماس تدرس المقترح الإسرائيلى لوقف إطلاق النار
  • مؤتمر يناقش جوانب مكافحة الكراهية القانونية
  • حماس: الرد على مقترح التهدئة الإسرائيلي خلال 48 ساعة
  • ضياء رشوان: حماس تعلم قيمة الوقت وردها على المقترح الإسرائيلي سيكون سريعا