تحتفل مصر في التاسع عشر من مارس كل عام بعودة طابا إلى الأراضي المصرية ورفع علم مصر عليها معلناً نداء السلام من فوق أرضها التي تعد بقعة ساحرة في جنوب سيناء، وواحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تجمع بين سحر الطبيعة والتاريخ العريق.

وتقع طابا على رأس خليج العقبة، مما يجعلها نقطة استراتيجية وحلقة وصل بين حضارات متنوعة، وتشتهر بشواطئها الذهبية التي تلامس مياه الخليج الزرقاء الصافية، وجبالها الشامخة التي تحكي قصصًا عن تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين.

هنا، حيث تلتقي الصحراء بالبحر، تتناغم الألوان والأصوات لتخلق لوحة فنية طبيعية تأسر القلب والروح، في تجربة فريدة تدمج بين الماضي والحاضر، بين الطبيعة والتاريخ، لتقدم لزائريها لحظات لا تُنسى من السكينة والجمال.

وبين أحضان الطبيعة وسحرها، أجرت وكالة أنباء الشرق الأوسط جولة في مدينة طابا بالتزامن مع احتفالات محافظة جنوب سيناء بالعيد القومي الـ 36 احتفالا بعودة طابا إلى السيادة المصرية، وذلك للاطلاع على ما تحقق من إنجازات في شتى القطاعات.

وفي هذا السياق، تقول سهام سعيد (خريجة اقتصاد وعلوم سياسية بالجامعة البريطانية) من قبيلة "المزينة"، إن سيناء ليست مجرد أرض ذات تاريخ عريق وجمال طبيعي أخاذ، بل تعد رمزا للتنمية والاستثمار في المستقبل، مشيرة إلى أن سيناء شهدت تحولا كبيرا في مختلف المجالات، من البنية التحتية إلى الاقتصاد، ومن التعليم إلى الصحة، مما جعلها نموذجًا للتنمية المتكاملة.

وأضافت سهام سعيد، أن أحد أبرز مظاهر التنمية في سيناء هو التطور الكبير في البنية التحتية، حيث تم إنشاء شبكة طرق حديثة تربط بين مدن سيناء وباقي أنحاء مصر، مما سهل حركة التجارة والسياحة، فضلا عن تطوير المواني مثل ميناء نويبع، مما يعزز من دور سيناء كمركز لوجستي مهم.

كما تطرقت إلى جهود الدولة للاهتمام بالتعليم، حيث تم إنشاء جامعات جديدة في سيناء، والتي توفر تعليمًا عالي الجودة لأبناء المنطقة.

من جانبه.. قال الشيخ موسى فراج موسى من قبيلة المزينة بجنوب سيناء، إن طابا تعد بقعة ذهبية من أرض مصر، تجمع بين جمال وسحر الطبيعة، وتشهد اليوم مناسبة وطنية ملهمة تتمثل في الاحتفال بالذكرى الـ 36 لتحريرها واستعادتها تحت السيادة المصرية، مشيرا إلى أن رحلة عودة طابا إلى أحضان الوطن تعد تعبيرا حقيقيا عن روح الانتماء والولاء للوطن، وإيمانا راسخا بأن مصر قادرة على تجاوز أي عقبات بفضل وحدة شعبها وقوة قيادتها.

وأضاف أن أهالي جنوب سيناء يعتبرون شركاء أساسيين في تعزيز الأمن والاستقرار، حيث يدرك أبناء سيناء أن الأمن هو بوابة التنمية، وأن حماية الأرض هي حماية لمستقبل الأجيال القادمة.

وأشار إلى أن جنوب سيناء ليست فقط منطقة سياحية بامتياز، بل هي أيضًا محور رئيسي في خطط التنمية التي تتبناها الدولة المصرية.. فمن خلال مشروعات البنية التحتية الكبرى مثل الطرق والمنافذ الجديدة والموانئ، تعمل الدولة على تحويل المنطقة إلى مركز اقتصادي وسياحي عالمي، وأهالي سيناء، بإصرارهم على دعم هذه المشروعات، يثبتون أنهم شركاء حقيقيون في مسيرة البناء.

بدوره.. قال النائب سليمان عطيوي عضو مجلس النواب عن محافظة جنوب سيناء، إن المصريين يحتفلون في التاسع عشر من مارس من كل عام، بذكرى استرداد آخر شبر من تراب مصر، بعودة طابا إلى السيادة المصرية بعد معركة التحكيم التي أنصفت الحق المصري، لافتا إلى أن هذا اليوم ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو احتفاء بإرادة الشعب المصري وقواته المسلحة، وتذكير بالإنجازات الكبيرة التي تحققت في هذه المحافظة الغنية بالتاريخ والطبيعة.

وأضاف عضو مجلس النواب، أن هذه اللحظة كانت علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، حيث أعادت سيناء إلى حضن الوطن، وأكدت على قوة وإصرار الشعب المصري في الدفاع عن أرضه.

وأشار إلى أن محافظة جنوب سيناء تشهد تحولًا كبيرًا، من أرض شهدت معارك إلى منطقة جذب للاستثمار والسياحة، حيث تم تطوير البنية التحتية بشكل كبير، مع إنشاء شبكة طرق حديثة ومطارات دولية مثل مطار شرم الشيخ، مما جعل المحافظة واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء مناطق صناعية وسياحية جديدة، مما وفر فرص عمل لآلاف السكان المحليين.

من ناحيته.. قال حميد أبوبريك عضو مجلس النواب عن جنوب سيناء، إن الحديث عن تنمية سيناء هو حديث عن إرادة قوية وعزيمة لا تلين، يقودها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي جعل من سيناء أولوية قصوى في أجندة التنمية الوطنية، حيث أظهر الرئيس السيسي، منذ اليوم الأول لتوليه مسئولية قيادة هذا الوطن، حرصًا غير مسبوق على تطوير سيناء وتحقيق الاستقرار والازدهار لأبنائها.

ونوه بأن سيناء، ليست مجرد جزء من جغرافيا مصر، بل هي رمز للسيادة والأمن القومي، وقد أدرك السيد الرئيس السيسي أن تنمية سيناء ليست خيارًا، بل ضرورة وطنية لضمان مستقبل أفضل لأبنائها وللأجيال القادمة.

وتابع: "تحت قيادة الرئيس السيسي، شهدت سيناء طفرة تنموية غير مسبوقة.. فقد تم تنفيذ مشاريع عملاقة في مجالات البنية التحتية، والطرق، والكهرباء، والاتصالات، بالإضافة إلى مشاريع الإسكان والمرافق العامة التي غيرت وجه الحياة في العديد من المناطق، كما تم الاهتمام بالقطاعات الحيوية مثل الزراعة، والسياحة، والصناعة، لتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية التي تزخر بها سيناء".

في السياق ذاته.. يقول الأنباء أبوللو أسقف جنوب سيناء، إن هناك حرصا على الاحتفال كل عام برفع العلم المصري على أرض طابا لنرسل رسالة بأن هذه الأرض مصرية لا يمكن أبدا أن نتخلى عنها، مضيفا أن سيناء عزيزة علينا كمصريين وأن الله حباها بأن تجلى فيها وتحدث فيها مع "سيدنا موسى".

وأضاف أسقف جنوب سيناء، أن "كلام الله وصوت الله موجود حتى الآن في سيناء، لأن كلام الله لا يزول أبدا مهما مرت السنين، كما أن بركة الله منتشرة في كل ربوع سيناء وعناية الله تحرسها".

ولفت إلى أننا نحتفل بالذكرى الـ36 لتحرير طابا لنؤكد أن مصر تفتح ذراعيها للعالم كله كزائرين وضيوف وسياح، ونعلن دائما موقفنا الصادق والمعروف للجميع بأننا أرض سلام وأمن ومحبة".

وذكر أن المشروعات التي يحرص الرئيس السيسي على تنفيذها تعكس عقيدة راسخة، حيث إن هذه المشروعات توحد المصريين وتقويهم وتجعلهم قوة واحدة وكلمة واحدة وروحا واحدة.

وتابع أن مشروع "التجلي الأعظم" يعد واحدا من أعظم المشروعات الجارية على أرض سيناء وستكون له ثمار كبيرة على المستوى العالمي، حيث سيفيد ذلك المشروع العالم كله وسيكون محط أنظار الجميع.

بدوره.. أعرب مدير مديرية الأوقاف بجنوب سيناء الشيخ السيد غيط، عن سعادته لتواجده في أرض طابا التي اعتبرها "أعظم بقاع الأرض"، حيث إنها تحتل مكانة خاصة في قلوب المصريين، كما أن لها أهمية استراتيجية كبيرة نظرا لموقعها المتميز على قمة خليج العقبة.

وقال غيط، إن كل يوم تشرق فيه الشمس على أرض طابا لا بد أن نقف إجلالا وتقديرا لتضحيات جنودنا الأبطال من قواتنا المسلحة الذين كانوا نقطة البداية لعودة السيادة المصرية كاملة على كل سيناء بعدما حققوا نصر أكتوبر 1973.

وأضاف أن محافظة جنوب سيناء تشهد طفرة كبيرة في المجال الدعوي، حيث بلغ عدد المساجد بالمحافظة 581 مسجدا، حيث لا يوجد مكان بالمحافظة إلا وتنتشر في ربوعه بيوت الله، ما يعكس اهتمام الدولة بهذا المجال.

ونوه بأن الدولة لا تدخر جهدا في تنمية سيناء من كافة النواحي، حيث تشهد أرض الفيروز طفرة في مشروعات الطرق وتحلية المياه، فضلا عن المشروعات الصناعية والزراعية التي توفر فرص العمل لكافة أبناء المحافظة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأراضي المصرية علم مصر جنوب سيناء طابا المزيد محافظة جنوب سیناء السیادة المصریة البنیة التحتیة الرئیس السیسی طابا إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

الزراعة: توقيع بروتوكول لتمويل 40 مشروعا زراعيا بجنوب سيناء كمرحلة أولى

شهد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين مركز بحوث الصحراء وبنك QNB مصر، بهدف دعم وتنمية الزراعة في شبه جزيرة سيناء.

وقع على بروتوكول التعاون: الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، ومحمد محمود بدير، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة البنك، بحضور ممثلو وزارة الزراعة وبنك QNB مصر، وذلك في خطوة جديدة لتعزيز الشراكة بين المؤسسات الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي.

ويتضمن البروتوكول إطلاق مبادرة "نماء"، وهي مبادرة أطلقها مركز بحوث الصحراء للشراكة مع المؤسسات الوطنية والإقليمية، لتنفيذ عدد من  المشروعات التنموية في التجمعات الزراعية بجنوب سيناء، ودعم المزارعين من خلال توفير تمويلات صغيرة لعدد من المشاريع التي تساهم في زيادة الإنتاجية وتحسين الدخل، فضلا عن تمكين المرأة في المناطق الصحراوية، وتحقيق الاستقرار الأسري والاجتماعي، من خلال تقديم الدعم للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بالتجمعات الزراعية بسيناء.

ومن جانبه قال علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن هذا البروتوكول يهدف إلى تمويل 40 مشروعًا زراعيًا بتجمع سهل القاع التنموي بجنوب سيناء كمرحلة أولي تشمل مشروعات متناهية الصغر في المجالات الزراعية المختلفة وتدريب المنتفعين من المشروعات الزراعية علي استخدام أنسب الممارسات الزراعية السليمة التي تحقق أعلي معدلات الإنتاج، مما يعزز من الإنتاج الزراعي، لافتا إلى أن البروتوكول أيضا يساهم في توفير فرص عمل جديدة في المناطق الصحراوية، ويحقق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في المناطق الصحراوية، فضلا عن تعزيز الشراكة بين القطاع المصرفي والبحثي والزراعي لتحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز الاستقرار الأسري.

ومن جهته، قال محمد بدير، الرئيس التنفيذي لـ QNB مصر، إن هذه الاتفاقية تأتي في إطار حرص البنك على دعم جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في المناطق ذات الأولوية مثل سيناء، تماشياً مع استراتيجية البنك وتوجيهات البنك المركزي المصري، مُعرباً عن تقديره لهذا التعاون مع مركز بحوث الصحراء وجهوده في تنمية أراضي مصر، تحت رعاية معالي وزير الزراعة. وأضاف أن هذه الشراكة تمثل خطوة هامة نحو تمكين المزارعين وأسرهم وتحقيق التنمية، مُوضحا أن تمويل المشاريع المستهدفة يعكس أهمية تنسيق الجهود بين المؤسسات المالية ومختلف المؤسسات الوطنية.

وصرح  الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء أن هذا التعاون يأتي في إطار جهود وزارة الزراعة لتطوير الزراعة في الصحاري والمناطق الجديدة في مصر، بالإضافة إلى تحسين معيشة المنتفعين من المشروعات الزراعية خاصة مشروع التجمعات الزراعية بسيناء من خلال الشراكات الناجعة مع المؤسسات التمويلية الوطنية والإقليمية التي تعمل بجمهورية مصر العربية،  لافتا إلى أنه يساهم أيضا في تمكين ما يزيد على 40 منتفعا من خلال توفير تمويل لتنفيذ مشروعات تنموية بالتجمعات الزراعية بجنوب سيناء بالإضافة الى مشروعات لدعم المرأة، مما يساهم في تطوير الزراعة المستدامة وزيادة الإنتاجية وتمكين المرأة وتعظيم دورها للمساهمة في الاستقرار الأسري.

وتابع "شوقي" ان المبادرة تستهدف أيضا التعاون  من أجل تحسين معيشة المنتفعين من مشروع التجمعات الزراعية وذلك لتحقيق العديد من الأهداف منها دعم المزارعين من خلال المساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الدخل للمزارعين وزيادة المساحة المنزرعة بالتجمعات التنموية الزراعية وتوفير نماذج مشروعات تعمل على زيادة دخل الأسرة، فضلا عن تحقيق التنمية الزراعية المستدامة وتشجيع زراعة محاصيل استراتيجيه تساهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية المستدامة مما يساهم في زيادة الدخل لعدد 40 أسره كما تعزز المبادرة الشراكة المجتمعية من خلال التعاون بين القطاع المصرفي والقطاع البحثي والقطاع الزراعي.

وأوضح رئيس المركز أن المرحلة الأولي من المبادرة تشمل تنفيذ عدد من المشروعات الزراعية بتجمع سهل القاع بجنوب سيناء، للتغلب علي بعض التحديات البيئية بالتجمع لتحقيق أعلي استفادة من وحدتي الأرض والمياه، مشيرا الى مواصلة المركز أعمال دعم كافة التجمعات الزراعية من خلال توفير الدعم الفني والإرشادي للتجمعات الزراعية وجذب المزيد من الفرص التمويلية للمشروعات الزراعية لخدمة كافة التجمعات الزراعية بشمال وجنوب سيناء.

وحضر مراسم توقيع الاتفاقية الدكتور محمد عزت نائب رئيس مركز بحوث الصحراء للمشروعات والمحطات البحثية، والدكتور عماد عوض المنسق العام لمشروع التجمعات الزراعية بسيناء وحضر عن بنك QNB مصر كلا من: ليلي حسن مدير إدارة المسؤولية المجتمعية وعلاقات أصحاب المصالح  ورامي رضا مدير المسؤولية المجتمعية.

مقالات مشابهة

  • التنظيم والإدارة: أعمال امتحانات وظائف معلم مساعد مستمرة في إجازة تحرير سيناء
  • جدول إجازات 2025 الرسمية.. تحرير سيناء وشم النسيم وعيد الأضحى الأقرب
  • موعد إجازة عيد تحرير سيناء 2025 .. خميس ولا جمعة؟
  • 43 عامًا على تحرير سيناء .. ذكرى العزة والكرامة
  • برلمانية: التحول الصناعي هو الحل لتحقيق التنمية المستدامة
  • رئيس الوزراء يقر موعد إجازة عيدي تحرير سيناء والعمال وشم النسيم
  • كل عُمان يناقش أولويات التنمية المستدامة بمحافظة ظفار
  • الزراعة: توقيع بروتوكول لتمويل 40 مشروعا زراعيا بجنوب سيناء كمرحلة أولى
  • موعد إجازة عيد تحرير سيناء 2025 وبقية العطلات الرسمية خلال السنة
  • تحرير 131 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق