بعد الاتفاق مع قسد..هل تتسلم الحكومة السورية ملف النفط؟
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
لا زال غالبية بنود الاتفاق الذي وقعته الدولة السورية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مُبهمة، وخاصة المتعلقة منها بملف حقول النفط والغاز في مناطق سيطرة "قسد".
وكان الاتفاق الذي وقعه الرئيس السوري أحمد الشرع مع قائد "قسد" مظلوم عبدي مطلع آذار/مارس الحالي، قد نص على دمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا، ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، من دون أن يتم تحديد الجهة التي ستدير ملف النفط.
هل تتسلم دمشق النفط؟
وقبل أيام أوضحت وزارة النفط السورية أن إجراءات تسلمها النفط "ستستغرق بعض الوقت"، وأضاف المتحدث باسم الوزارة أنه "من السابق لأوانه تحديد حجم الإنتاج المتوقع في حقول الشمال نظرا لعدم توافر البيانات، وكذلك بسبب الضرر الذي لحق بكثير من آبار النفط والغاز"، مؤكداً أنه "لن يتم توقيف الاستيراد حتى يتم التقييم الشامل للآبار والحقول، وإعداد دراسات لتطوير هذه الحقول وصيانتها وإعادتها للعمل بالشكل الطبيعي".
ويقول الباحث في مركز "عمران للدراسات الاستراتيجية" أيمن الدسوقي، يمكن توصيف الاتفاق بين "قسد" والرئاسة السورية بأنه، اتفاق إطاري يتضمن مبادئ أساسية عامة تشكل مرتكز لمقاربة عمل اللجان التنفيذية لحل القضايا القائمة بين الجانبين.
وأضاف لـ"عربي21"نحن أمام اتفاق ما تزال تفاصيله غير متبلورة فيما يتعلق بإدارة قطاع النفط والغاز، كما أنه اتفاق قائم على مراحل ويتطلب وقتاً للتنفيذ، وهذا قد يجعل مسألة الإدارة متغيرة بحسب كل مرحلة، ما بين إمكانية القبول بداية بنمط معين من الإدارة المشتركة، وصولاً إلى إدارة القطاع من قبل السلطة المركزية في دمشق باعتباره مسألة سيادية، دون استبعاد إمكانية تخصيص منطقة شمال شرق سوريا بقسم من العائدات المتولدة عن النفط، لتنمية المنطقة اقتصادياً ومعالجة الأضرار البيئة الناجمة عن استخراج النفط.
وتابع الدسوقي بالإشارة إلى حيوية ملف النفط بالنسبة لـ"قسد" فهو يشكل العصب الرئيسي لإيرادات موازنة الإدارة الذاتية وتمويل رواتب العاملين فيها، كما يشكل ورقة ضغط على دمشق لضمان الإقرار بمصالح "قسد" وتثبيتها بشكل دستوري ومؤسساتي، فضلاً بأن قطاع النفط يدار من قبل كادر حزب "العمال" الكردستاني، وبالتالي جميع ما سبق تصعب عمل اللجان التنفيذية فيما يتعلق بإدارة النفط والغاز.
تفاصيل مؤجلة
من جهته، يلفت الباحث الاقتصادي يونس الكريم إلى سيطرة الولايات المتحدة على حقول النفط، حيث القواعد التابعة لـ"التحالف الدولي" بقيادة واشنطن، ويقول لـ"عربي21": الواضح أن تفاصيل إدارة ملف النفط مؤجلة، وليس من المتوقع أن تتسلم دمشق إدارتها قريباً.
وفسر الكريم ذلك بـ"العقوبات المفروضة على سوريا"، وقال: "باعتقادي ستبقى الحقول تحت سيطرة "قسد"، لكن الواضح أنه سيتم تقاسم الإنتاج بين "قسد" والدولة السورية"، وتابع "الاتفاق يمهد حالياً لتقاسم الثروات لا لإدارتها".
وتسيطر "قسد" على غالبية حقول النفط السورية، وأكبرها حقل العمر في ريف دير الزور، وحقل كونيكو للغاز في دير الزور والسويدية في الحسكة.
وأكد الباحث أيمن الدسوقي تراجع إنتاجية الآبار النفطية والغازية في شمال شرق عما كانت عليه قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، نتيجة التخريب وسوء الإدارة وانسحاب الشركات الأجنبية التي كانت تدير هذه الآبار، وقال: "بالتالي مساهمة النفط والغاز في الاقتصاد السوري تعتمد على الكميات المنتجة، والقدرة على تطويرها من خلال عودة الشركات الأجنبية للعمل على إصلاح وتطوير الآبار النفطية والغازية، وهذا يعني أنه في حال الوصول إلى صيغة لإدارة آبار النفط والغاز، فقد تخفف شيئاً ما من فاتورة الاستيراد ولكن لا يمكن أن تلغي الحاجة للاستيراد".
في الإطار ذاته، أشار يونس الكريم إلى أن إنتاج حقول النفط السورية يتراوح بين 130-150 ألف برميل يومياً، وقال: "هذا الإنتاج يغطي 70 في المئة من حاجة سوريا للنفط، لكن مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ نتوقع حدوث بعض التحسن على مستوى توفر المحروقات في سوريا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سوريا قسد النفط سوريا النفط قوات سوريا الديمقراطية قسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النفط والغاز حقول النفط ملف النفط
إقرأ أيضاً:
بكري: لدينا قوة ضغط عربية على إسرائيل منها سلاح النفط والغاز.. ولكننا نريد الحفاظ على الأمة
أكد الكاتب الصحفي، مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، علي ضرورة تفعيل المشروع الذي تقدمت به مصر في القمة الطارئة والذي وافقت عليه الدول العربية، مشيرا إلى أن الموقف العربي الموحد ستكون له تبعاته.
وقال بكري، أثناء حلوله ضيفا على قناة «العربية الحدث»، إن هذا المشروع ضد التهجير وضد تصفية القضية الفلسطينية، وله أفق سياسي، ويجب تفعيل هذا الأمر في المنتديات والمجتمعات الدولية والأمم المتحدة.
وتابع: يجب إلزام إسرائيل بوقف مخططاتها، فلدينا قوى ضغط عربية المتمثلة في سلاح النفط وسلاح الغاز، فحتى بمجرد أن نلوح بهذا الأمر، ولكننا نريد أن نحافظ على الأمة وعلى الكيان، وإلا بالفعل هذا المخطط التي يتحدث عنه نتنياهو لن يستثني أحدا.
واستكمل: علينا أن نبني قوة عسكرية واحدة وأن نفعل عملية الدفاع المشترك، فالضعف يغري على العدوان والقوة تحقق السلام، ونحن نريد القوة العربية لتحقيق السلام.
وأردف: نحن لا ندعو للحرب، فالسلام خيار استراتيجي ولكن ما هو السلام، فلنعد لمبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز المبادرة التي أطلقها عام 2002، المبادرة العربية للسلام، مشددا على أن تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة، ولا بد أن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن العرب لا يسعون إلى المعارك والحروب ولكنهم يسعون للسلام، ولكن أي سلام؟ السلام العادل، وهذا لن يتحقق إلا بالقوة العربية التي تحمي هذه الأمة وتحمي كيانها.
الأوضاع في غزةيذكر أن الأوضاع في غزة، تشهد تطورات خطيرة، وذلك بعد استئناف الاحتلال الإسرائيلي اليوم عدوانه على القطاع، بزعم رفض حركة «حماس» مقترحات أمريكية لتمديد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح محتجزيها.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، نقلًا عن مصادر صحية، بسقوط مئات الشهداء والمصابين، بينهم أطفال ونساء ومسنون.
وتقود مصر محاولاته الدؤوبة لتثبيت وقف إطلاق النار غزة، وللحصول على تأييد دولي لتنفيذ خطتها لإعادة إعمار وتأهيل القطاع، طبقا لمخرجات القمة العربية الطارئة التي عقدت مؤخرا في القاهرة.
اقرأ أيضاًبعد قليل.. «العربية الحدث» تستضيف مصطفى بكري للحديث عن تطورات الأوضاع في غزة
مصطفى بكري يكشف أكاذيب «الإخوان الإرهابية» حول واقعة ضابط نجع حمادي