الجزيرة:
2025-04-14@19:25:02 GMT

الضغط على حماس وخطة التدخل البري

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

الضغط على حماس وخطة التدخل البري

استأنفت إسرائيل فجر الـ 19 من مارس/ آذار عملياتها العسكرية المكثفة في قطاع غزة، وجاءت هذه العمليات في خضم المباحثات على المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف للخروج من مأزق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنتجته إسرائيل بعدم التزامها بالاتفاق، سواء في مرحلته الأولى، أو بعد انتهاء موعد المرحلة الثانية.

يحمل مشهد وقرار استئناف العدوان على غزة الهدف الأساسي للحكومة الإسرائيلية من الخرق المستمر للاتفاق، ألا وهو استئناف الحرب. لا يعني ذلك أن إسرائيل كانت ستمانع بكل الأحوال المضيّ في مسار مقترح ويتكوف لو قبلت به حركة حماس بالشروط الإسرائيلية، فهو كان سيعبر عن اتفاق بين منتصر ومهزوم في الحرب، اتفاق استسلام في جوهره، تتخلى فيه حركة حماس عن نصف المحتجزين من الأسرى الإسرائيليين دون قبول أي شرط من شروطها السياسية، وعلى رأسها التعهّد بوقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.

بناء على ذلك، تريد إسرائيل الضغط على حركة حماس عسكريًا من خلال استهداف قيادات سياسية وحكومية والسكان المدنيين للضغط على حماس للموافقة على مقترح ويتكوف وتكريس معادلة التفاوض بين مهزوم ومنتصر وما تحمله هذه المعادلة من تداعيات على مستقبل الاتفاق والمسار السياسي الحالي.

هذا هو الهدف الأوّلي لاستئناف العمليات العسكرية بصورة شرسة في قطاع غزة. في حال قبلت حماس بمقترح ويتكوف بالشروط الإسرائيلية بسبب الضغط العسكري فإنها عمليًا كرّست، من وجهة نظر إسرائيل، طريقة تعامل إسرائيل معها في المرحلة القادمة من المقترح، والذي يُفضي بإطلاق باقي المحتجزين في نهايتها، ولا شك عندها ستنفذ إسرائيل نفس الأسلوب (الضغط العسكري) للضغط على حماس للقبول بالشروط السياسية الإسرائيلية من أجل الإعلان عن وقف مستدام للحرب.

إعلان

بمعنى أن العمليات الحالية كانت ستحدث بكل الأحوال في المرحلة الحرجة، والسياسية من مقترح ويتكوف، وهذا يدل أن خيار الحرب كان الخيار المفضل لدى الحكومة الإسرائيلية، واختيار إيال زامير قائدًا لهيئة الأركان جاء في هذا السياق، اختيار قائد ليس لديه عقدة الذنب من إخفاق السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، أو التزام أخلاقي تجاه المحتجزين الإسرائيليين لينفذ عمليات تخدم سياسات الحكومة الإسرائيلية.

لا يعني ذلك أن قائد الأركان السابق، هرتسي هاليفي، لم يُمارس حرب إبادة في غزة، بل هو المسؤول عن الدمار والإبادة في قطاع غزة، ولكنه نفّذ ذلك كجزء من تحقيق أهداف الحرب، وفي مقدمتها تحرير الأسرى الإسرائيليين.

وعند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في يناير/ كانون الثاني الماضي، اعتبر هاليفي أن مهمته انتهت، واستقال كجزء من تحمله مسؤولية الإخفاق من جهة، ولعلمه على ما يبدو أن نتنياهو سيستأنف الحرب بعد المرحلة الأولى، ولا يريد أن يكون شريكًا في هذه الخطوة التي تُهدد حياة الأسرى أو إمكانية الإفراج عنهم.

أما زامير فقد جاء وهو متلهف لشن حرب على قطاع غزة، ليس من أجل الأسرى كما يزعم، وإنما من أجل تنفيذ أجندات الحكومة الإسرائيلية المتعلقة باحتلال القطاع، والتهجير وتحويل قطاع إلى مكان غير صالح للسكن بشكل نهائي.

وتعول الحكومة الإسرائيلية على دعم وتأييد ترامب لها في هذا التوجه، على الرغم من أن إسرائيل كانت غير جادة في تنفيذ الاتفاق في خضم المرحلة الأولى، وخططت بشكل جيد لهذه اللحظة العسكرية في قطاع غزة، وترغب في استكمالها بإقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الذي يشبه هاليفي في التزامه بملف الأسرى، وكان عضوًا مركزيًا في الوفد الإسرائيلي المفاوض الذي توصل لاتفاق وقف إطلاق النار في يناير/ كانون الثاني الماضي.

من المتوقع أن تستمر إسرائيل بعملياتها العسكرية في هذه المرحلة بالتركيز على القصف الجوي، وتكبيد المجتمع الفلسطيني خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.

إعلان

الانتقال إلى المرحلة البرية لن يكون سهلًا في هذه المرحلة، ولكنه خيار قائم ويتم التحضير له. العائق الأساسي أمام الحرب البرية هو غياب إجماع إسرائيلي على استئناف الحرب، ومن الصعوبة تنفيذ غزو بري واسع بغياب هذا الإجماع، لا سيّما أن هنالك قناعة متجذرة في صفوف أغلب الإسرائيليين، وخاصة بعد شهادات الأسرى المفرج عنهم، أن الحرب والعمليات العسكرية تهدد حياة الأسرى الأحياء، وقد تمنع إطلاق سراحهم.

ومما يزيد من تعقيد الغزو البري واحتلال القطاع أن هذه المهمة تحتاج إلى استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط، المنهكين أصلًا من خدمتهم الطويلة السابقة (هنالك من خدم 350 يومًا)، فضلًا عن أن امتناع الحكومة عن تشريع قانون لتجنيد المتدينين الحريديم سيزيد المشهد الاجتماعي تعقيدًا، ورفضًا للالتزام بخدمة الاحتياط، لا سيّما أن الغزو البري لم يخدم قضية الأسرى الإسرائيليين.

بناء على ذلك ستكتفي الحكومة بتنفيذ عمليات قصف جوي حتى تستطيع التعامل مع عوائق الغزو البري، وتمرير موازنة الدولة في نهاية الشهر.

لذلك فإن استئناف العمليات العسكرية كان يهدف أيضًا إلى الحفاظ على تماسك الحكومة، وإعادة حزب "عظمة يهودية" برئاسة إيتمار بن غفير للحكومة؛ لضمان تشريع قانون للموازنة العامة للدولة، حتى لا يقع نتنياهو تحت طائلة ابتزاز الأحزاب الدينية الحريدية التي هددت بعدم التصويت على الموازنة إذا لم يتم تشريع قانون يُعفي المتدينين من الخدمة العسكرية.

في خضم استئناف العمليات العسكرية سيزداد الاحتجاج الشعبي في المجتمع الإسرائيلي ضد الحكومة، ولكن اتضح أن هذا الاحتجاج لم يؤثر على قرار الحكومة استئنافَ العمليات، وهذا نابع من عاملين، الأول، أن الموقف الداعم للاتفاق وأولوية ملف الأسرى في صفوف الإسرائيليين لم يترجم إلى حراك شعبي كبير يتلاءم مع هذا التأييد، ربما استئناف الحرب يُغير من هذا الأمر، فتتقاطع حراكات اجتماعية لتحدث احتجاجًا كبيرًا وواسعًا، مثل احتجاج الاحتياط، والاحتجاج ضد عودة التغييرات الدستورية، وإقالة رئيس الشاباك مع احتجاج عائلات الأسرى.

إعلان

أما العامل الثاني، فهو تعويل عائلات الأسرى على ترامب للضغط على نتنياهو، وهو رهان كان خاسرًا، ولكنه ساهم في تراجع حركة الاحتجاج لتعويل المؤيدين لملف الأسرى على ترامب ليفعل ذلك بدل الضغط على الحكومة بصورة أشد.

وقد تبين لهم أن ترامب ساهم في الدفع لهذه العمليات العسكرية، وربما يساهم ذلك في تغيير إستراتيجية الاحتجاج ليكون مُركزًا على الحكومة وأعضائها ويساهم في توسيعه.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحکومة الإسرائیلیة العملیات العسکریة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

وفد من حماس بالقاهرة وصحيفة تكشف تفاصيل عرض إسرائيلي جديد

من المتوقع أن يصل إلى القاهرة في وقت لاحق وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين حول الهدنة في قطاع غزة، وسط حديث عن مقترح إسرائيلي جديد.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية -نقلا عن مصدر في الحركة- أن الوفد سيكون برئاسة خليل الحية.

وقال المصدر الذي تحدث للوكالة "نأمل أن يحقق اللقاء تقدما حقيقيا للتوصل لاتفاق لوقف الحرب ووقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من قطاع غزة".

وأوضح أن الحركة "لم تتلق أي اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى"، مشيرا إلى أن الاتصالات والمباحثات التي يجريها الوسطاء ما زالت جارية.

وأضاف: "الاحتلال يواصل العدوان ويواصل تعطيل الاتفاق وتضليل عائلات أسرى العدو لدى المقاومة".

عرض إسرائيلي جديد

من ناحية أخرى، قدّمت إسرائيل عرضا محسّنا جديدا في مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة حماس، حسب ما أفاد به مسؤولون لصحيفة تايمز أوف إسرائيل فجر اليوم السبت.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل خفضت قليلا من مطالبها السابقة بالإفراج عن 11 من أسراها لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مشيرة إلى أنها كانت تصر على ذلك في الشهر الماضي، بينما أعلنت حركة حماس استعدادها لإطلاق 5 أسرى أحياء فقط.

إعلان

وتنقل تايمز أوف إسرائيل عن المسؤولين أن مصر بدأت في الأيام الأخيرة بطرح اقتراح جديد من شأنه إطلاق سراح 8 رهائن أحياء، وذلك سعيا منها للوصول إلى حل وسط بين الجانبين.

وتضيف الصحيفة أن إسرائيل تريد الإفراج عن الرهائن الأحياء خلال الأسبوعين الأولين من وقف إطلاق النار الذي يستمر 45 يوما، رافضة مطالب حماس السابقة بأن تتم عمليات الإفراج بشكل دوري خلال مدة الهدنة.

علاوة على ذلك، يسعى الاقتراح الإسرائيلي إلى خفض نسبة السجناء الفلسطينيين -بمن فيهم من يقضون أحكاما بالسجن المؤبد- الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة، وفقا لأحد المسؤولين.

كما ستوافق إسرائيل على السماح باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وسحب قواتها إلى مواقعها في القطاع قبل استئنافها القتال في 18 مارس/آذار واستعادة السيطرة على مساحات واسعة من القطاع.

ويأتي العرض الإسرائيلي الجديد، بينما يتواصل الضغط داخل إسرائيل على حكومة بنيامين نتنياهو من أجل التوصل إلى صفقة تبادل تعيد الأسرى الإسرائيليين، حيث دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة إلى مشاركة واسعة في مظاهرات مساء اليوم السبت عشية عيد الفصح اليهودي.

واعتبرت الهيئة أن الأسرى الـ59 وعائلاتهم باتوا رهائن بيد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وفي الوقت نفسه، يتسع رفض الحرب في غزة داخل الجيش الإسرائيلي، إذ قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المئات من جنود الاحتياط في وحدة الاستخبارات 8200 انضموا إلى ألفين من منتسبي سلاح الجو والبحرية، للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى. كما وقّع نحو ألفي أكاديمي على عريضة تطالب بالخطوة نفسها.

وتعليقا على ذلك، قال قائد سلاح الجو تومر بار إن إسرائيل لن تتسامح مع إضعاف الجيش خلال خوضه ما سماها حربا تاريخية. وأضاف أن الرسائل تعبر عن انعدام الثقة وتضر بتماسك الجيش، معتبرا أنه ليس من اللائق أن يدعو جنود الاحتياط الفاعلون إلى وقف الحرب، في حين أنهم يشاركون فيها بأنفسهم.

إعلان

حماس: الأسرى مقابل وقف الحرب

وفي أحدث موقف لحماس حيال المفاوضات، قالت الحركة إن المعادلة واضحة هي إطلاق الأسرى مقابل وقف الحرب، مشيرة إلى أن تصاعد الدعوات داخل إسرائيل لوقف الحرب وتحرير الأسرى يؤكد مسؤولية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن إدامتها.

وأضافت حماس في بيان لها اليوم أن كل يوم تأخير يعني مزيدا من القتل للمدنيين الفلسطينيين العزل ومصيرا مجهولا لأسرى الاحتلال، وشددت على أن أطفال غزة وأسرى الاحتلال ضحايا طموحات نتنياهو للبقاء في الحكم وللهروب من المحاكمة.

وكان مصدر قيادي في حماس قال للجزيرة أمس الجمعة إن الحركة لم تتلقَّ أي عروض جديدة لوقف إطلاق النار.

وأضاف أن حماس وافقت على آخر مقترح تسلّمته من الوسطاء، وأعلنت ذلك بوضوح قبل عيد الفطر المبارك، ومنذ ذلك الحين لم تُعرَض عليها أي مقترحات جديدة.

وأوضح المصدر للجزيرة أن الحركة منفتحة على أي مقترحات جديدة من شأنها تحقيق وقف لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

جدير بالذكر أنه في مطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025 بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي.

وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل نتنياهو (المطلوب للعدالة الدولية) من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، استأنفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 166 ألفا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • بعد أشهر من الاعتقال.. وصول 9 أسرى محررين من السجون الإسرائيلية إلى مستشفى شهداء الأقصى بغزة
  • إسرائيل: حماس توافق على توسيع صفقة الأسرى وانفراجة محتملة بالمفاوضات
  • صداع داخل المؤسسة الإسرائيلية: 250 من رجال الموساد ضد الحرب علي غزة
  • تصعيد جديد في الحرب على غزة.. إسرائيل تطوّق رفح وتسيطر على محور «موراغ»
  • حركة حماس: إطلاق الأسرى مقابل وقف الحرب
  • وفد من حماس بالقاهرة وصحيفة تكشف تفاصيل عرض إسرائيلي جديد
  • حماس: اطلاق الأسرى مقابل وقف الحرب
  • إسرائيل تقدم عرضا جديدا ووفد حماس يتوجه للقاهرة
  • انتظار رد حماس - صحيفة عبرية تتحدث عن آخر مستجدات مفاوضات غزة
  • محللون: الضغط الأميركي سيجبر نتنياهو على إنهاء الحرب