أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن عودة العدوان على قطاع غزة، وفور ‏إعلانه قصف جيش الاحتلال فجر الثلاثاء عدة مناطق في القطاع، كما هدد بتوسيع ‏حرب الإبادة عبر الاستعداد لقصف مكثف وعدم استبعاد الخيار البري.‏

وقال نتنياهو إن القصف الجوي والغارات التي بدأت فجر الثلاثاء ما هو إلا البداية، ‏وأكد أن "الحرب ستتواصل حتى تحرير جميع المختطفين، والقضاء على حماس، ‏وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل".




من جهتها قالت حركة حماس إن "نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قرارا بالانقلاب ‏على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول"، ‏وطالبت الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق ‏والانقلاب عليه.‏

كما حملت الحركة في بيانها نتنياهو وحكومته "النازية" المسؤولية الكاملة عن ‏‏"تداعيات العدوان الغادر على قطاع غزة وعلى المدنيين العزل والشعب الفلسطيني ‏المحاصر، الذي يتعرض لحرب وحشية وسياسة تجويع ممنهجة".‏

ولم يظهر رد عسكري من الحركة ذو قوة إلى الان، بالمقابل الاحتلال ألمح الاحتلال إلى تنفيذ عمليات برية وبحرية، ما يثير تساؤلات عن كيف سيكون شكل ‏هذه المعركة، وهل ستطول؟.

خيارات محدودة

الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، قال إن "خيارات جيش الاحتلال فيما ‏يتعلق بالعمليات العسكرية التقليدية البرية محدودة، حيث لن يستطيع العودة للقتال ‏بالشكل الذي كان موجودا في قطاع غزة طيلة الـ 471 يوم من العمليات العسكرية".‏

وأرجع أبو زيد في حديث لـ"عربي21"، رأيه هذا إلى أن "الاحتلال لم يعد يملك ترف ‏الخيارات العسكرية، وليس لديه الوحدات الكافية، كذلك لديه مشاكل في الاحتياط ‏والقوى البشرية، وقد أعلن عن ذلك صراحة، أيضا هناك حالة من الاضطراب عند ‏جنود الاحتلال من العودة للقتال البري".‏

ويعتقد أن "أنسب الخيارات التي وجدها الاحتلال للعودة للقتال في قطاع غزة هو ‏خيار العملية العسكرية الجوية، وتحديدا العمليات الانتقائية، بمعنى أن يتم جمع ‏المعلومات عن أهداف معينة وتغذية بنك الأهداف، وبعد ذلك استخدام سلاح الجو أو ‏المدفعية للقيام بعمليات القصف".‏

وتابع أبو زيد، "أما العودة لعمليات اجتياح بري تقليدي لن تحدث وإن حدثت لن تكون ‏حسب المؤشرات العسكرية، ولو حدثت سيكون ذلك مغامرة عسكرية".‏

تصدير الأزمة الإسرائيلية الداخلية

وربط الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد العملية العسكرية الجارية ‏‏"بنقطتين رئيستين، أولا، أن هذه العملية قد تكون المخرج لنتنياهو من مأزقه السياسي، ‏وإسرائيل تحترف وتمتهن تصدير الأزمات".‏

وأضاف، "ثانيا، هذه العملية قد تكون مخرجا لنتنياهو من الاصطدام بسموتريتش الذي ‏يهدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم يعد القتال في قطاع غزة".‏

ويكمل، "كذلك هي خطوة من شأنها ترطيب العلاقة مع بن غفير لإعادته إلى ‏الحكومة، خاصة أن نتنياهو يريد ترميم شكل حكومته قبل الانتخابات القادمة، وبالتالي ‏هناك حراك انتخابي قد بدأ بين الأحزاب الإسرائيلية، ونتنياهو يريد ترميم وضع ‏ائتلافه الحكومي بعودة بن غفير من خلال هذه العمليات العسكرية".‏

وأردف، "وبالتالي أستطيع القول بأن الشكل الحالي للعمليات العسكرية لن يتجاوز ‏العمليات الجوية لأن الجنرالات في جيش الاحتلال يدركون مدى المغامرة العسكرية ‏إن ذهبوا إلى عملية تقليدية برية".‏

وأوضح سبب توقعه هذا "أنه كما أن جيش الاحتلال يحاول إعادة ترميم وحداته، ‏هناك تقرير نشر الأثنين مفاده أن المقاومة‎ ‎أعادت‎ ‎ترميم نفسها، وأشار التقرير ذاته ‏إلى أن المقاومة جندت 25 ألف مقاتل في القسام وكذلك سرايا القدس جندت 5 آلاف ‏مقاتل، بالإضافة للقيادات الجديدة".‏

لهذا وفقا للخبير العسكري أبو زيد، "لن يذهب الاحتلال لمحاولة الاصطدام البري"، ‏مضيفا: "لكن كما قلت نتنياهو يحاول من هذه العملية ترميم ائتلافه الحكومي، ‏والخروج من مأزق إقالة رئيس الشاباك رونين بار وتصدير الأزمات الداخلية إلى ‏عملية عسكرية على قطاع غزة".‏

كما أن أبو زيد "لا يعتقد أن العملية الجوية قد تنتهي قبل أن يتم الانتهاء من ملف إقالة ‏رونين بار، لأن نتنياهو يريد الاستمرار بإشغال الشارع الإسرائيلي بالعملية الجوية ‏والمحتجزين بدلا من انشغالهم بإقالة بار، خاصة أن هناك تهديدات بالتظاهر ضدها".‏

ويكمل، "اعتقد بحسب ما نشر بأنه سيتم الإعلان رسميا الثلاثاء عن إقالة بار، ‏وبالتالي العملية الجوية ضد قطاع غزة قد تستمر خلال الـ 24- 48 ساعة القادمة لكن ‏أكثر من ذلك لن يستطيع السلاح الجوي الاستمرار بالعملية لأنه لا يحسم معركة أو ‏الأرض".‏

تريث المقاومة

وحول كيف سيكون موقف المقاومة وما هي احتمالات ردها على هذا العدوان ‏عسكريا، قال أبو زيد، "قد نسمع في الساعات القادمة تصريحات من المقاومة أو ‏مقاطع تبثها لأسرى إما تم قتلهم بسبب العملية الجوية، وهذا سيحد من الاندفاعة ‏الإسرائيلية نحو العملية الجوية ويشوش الإسرائيليين فيما يتعلق بها".‏

ويعتقد أن "المقاومة لن تتسرع في ردها، فهي تريد الاستمرار في التفاوض، ولكنها ‏تريد مفاوضات بمقاسات عادلة وليس بفرض إرادة إسرائيلية على هذه المفاوضات، ‏لذلك لن تستعجل بالرد وستنتظر خلال الـ 48 ساعة القادمة".‏



والسيناريو المتوقع حدوثه خلال الـ 48 ساعة القادمة وفقا لأبو زيد، "هو تصعيد ‏المقاومة إعلاميا، والقول بأن العملية الجوية والقصف استهدف أحد المحتجزين ‏الموجودين لديها".‏

وأضاف، "الأمر الأخر أنها ستلوح بالخيار العسكري لكنها لن تستخدمه لأنها تريد ‏اشتباكا مباشر بري، والاحتلال لا يريده، ليس لأنه لا يريد ذلك بل لأنه لا يملك القدرة ‏على الاشتباك البري المباشر".‏

وأوضح "إن استمرت العملية العسكرية أكثر من 48 ساعة فإن المقاومة سترد ‏بخيارات متعددة، ومن المبكر أن نحكم على هذه الخيارات، وقد يكون إحداها أن تقوم ‏المقاومة بشن عملية أو ما يعرف بالعمل العسكري المعاكس أو الهجمات المعاكسة".‏

وتابع، "لكن لا اعتقد أن ذلك قد يستمر في ظل وجود المبعوث الأمريكي ويتكوف ‏والذي يريد ضبط المسار التفاوضي ضمن التفاوض بالقوة من خلال العملية الجوية".‏

وأكد أبو زيد أن "هناك نقطة جديرة بالاهتمام، وهي أن المفاوضات لا تزال جارية، ‏والوفد الإسرائيلي لا يزال في القاهرة ووفد المقاومة لا زال في الدوحة، وبالتالي لو ‏أن نتنياهو لا يريد الاستمرار بالتفاوض لسحب وفده، ولكن هو يريد بقاء المسار ‏التفاوضي لأنه يدرك أنه أفضل الخيارات".‏

ولفت إلى أن "الإدارة الأمريكية ومبعوثها ويتكوف يدركون أن أفضل الخيارات هو ‏الخيار الدبلوماسي، ولكن نتنياهو بدعم من ترامب يريد التصعيد حتى يجبر المقاومة ‏على التفاوض بالقوة وبالتالي تقديمها تنازلات".‏

وحول تعمد الاحتلال اغتيال قيادات حكومية ومدنية، قال أبو زيد، "القيادات التي تم ‏اغتيالها هي قيادات مدنية، وبالتالي هذا يعيدنا إلى بداية عملية البيجر واستهداف ‏قيادات حزب الله".‏

وتابع، "بمعنى أن الاحتلال عندما فقد القدرة الاستحواذية على الوصول إلى قيادات ‏ميدانية قام بهذه العملية من الاستهداف المكثف تجاه 5 قيادات مدنية لعل وعسى يحقق ‏ما يسمى بالعرف العسكري بعامل الصدمة والترويع".‏

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال غزة المقاومة غزة الاحتلال المقاومة شهداء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملیة الجویة جیش الاحتلال هذه العملیة قطاع غزة هو یرید أبو زید

إقرأ أيضاً:

غزة.. بمباركة من ترامب وتواطؤ دولي وتخاذل عربي مدفوع بأموال ومصالح وصفقات

عاد الاحتلال "الإسرائيلي" مجددا إلى حرب الإبادة والعدوان الهمجي على قطاع غزة، مرتكبا أبشع المجازر الجماعية بحق المدنيين العزل، في تصعيد وحشي استهدف إبادة عائلات بأكملها.

فمنذ فجر الثلاثاء (18 رمضان)، ارتفع عدد الشهداء والجرحى إلى المئات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في قصف "إسرائيلي" متواصل طال الأحياء السكنية والمنازل الآمنة.

أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن "معظم الشهداء والمفقودين من النساء والأطفال والمسنين"، مما يعكس الطابع الإبادي لهذا العدوان الجديد. في غضون ساعات قليلة، اختفت عائلات كاملة من السجل المدني، بعدما مُسحت من الوجود تحت القصف الهمجي لقوات الاحتلال، إضافة إلى استهداف قيادات العمل الحكومي في غزة، من بينهم رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعاليس، ووكيل وزارة العدل أحمد الحتة، ووكيل وزارة الداخلية محمود أبو وطفة، إضافة إلى مدير عام جهاز الأمن الداخلي بهجت أبو سلطان.

وقد سبق هذا العدوان خروقات كبيرة من قِبل جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث تصاعدت التهديدات من نتنياهو ووزراء آخرين، مؤكدين رفضهم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتمسك بخيار العودة إلى القتال.

ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد تصعيد عسكري، بل جريمة إبادة ممنهجة ومنظمة، تُرتكب أمام أعين العالم، وبمباركة من الولايات المتحدة، التي لم تكتفِ بالدعم السياسي، بل شاركت فعليا في تمكين الاحتلال من تنفيذ مذابحه، وما كان الاحتلال لينطلق مجددا لولا التواطؤ الدولي، والتخاذل العربي مدفوع بأموال ومصالح وصفقات هنا وهناك
لم يكن العدوان الهمجي على غزة مجرد عملية عسكرية، بل جاء بمباركة من ترامب، وبضوء أخضر مباشر من الولايات المتحدة، التي تلقت إخطارات مسبقة من حكومة الاحتلال قبل تنفيذ الهجوم الدموي.

وكشفت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية أن "اسرائيل" أبلغت إدارة الرئيس ترامب بنيتها إعادة إشعال الحرب في غزة، وتلقت دعما كاملا من البيت الأبيض، الذي أكد تأييد ترامب للخطوة. ولم يقتصر الدعم الأمريكي على التصريحات السياسية، بل شمل إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة، حيث زودت واشنطن تل أبيب بقاذفات قنابل وحاملات طائرات، في خطوة تعكس الشراكة الكاملة بين الإدارة الأمريكية والاحتلال في تنفيذ المجازر ضد الفلسطينيين.

وكشفت هيئة البث "الإسرائيلية" أن واشنطن كانت على علم مسبق بالغارات "الإسرائيلية"، مما يثبت أن ما يحدث ليس مجرد عدوان منفصل، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى إبادة الفلسطينيين بتنسيق دولي.

في السياق ذاته، زعمت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" أن الهدف الرئيس من الهجوم هو "القضاء على المسلحين واستهداف البنى التحتية لحماس"، إلّا أن المشاهد القادمة من غزة تروي قصصا وحكايات مختلفة تماما، حيث استهدف الاحتلال بيوت المدنيين، وقتل النساء والأطفال بدم بارد، دون أي تمييز بين المقاومين والمدنيين، في تكرار لجرائم حرب الابادة المستمرة منذ سنوات.

ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد تصعيد عسكري، بل جريمة إبادة ممنهجة ومنظمة، تُرتكب أمام أعين العالم، وبمباركة من الولايات المتحدة، التي لم تكتفِ بالدعم السياسي، بل شاركت فعليا في تمكين الاحتلال من تنفيذ مذابحه، وما كان الاحتلال لينطلق مجددا لولا التواطؤ الدولي، والتخاذل العربي مدفوع بأموال ومصالح وصفقات هنا وهناك.

الاحتلال يريد مستقبلا تُقتل فيه غزة بصمت، ولكن المقاومة، والشعوب العربية الحرة، وحتى الأصوات الحرة في العالم، لن تسمح بأن يُعاد سيناريو النكبة دون مواجهة، وإن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي
وما تفعله الأنظمة العربية بصمتها اليوم ليس مجرد موقف سياسي خاطئ، بل وصمة عار في التاريخ العربي. فبينما يستمر العدوان، تسعى هذه الدول لإرضاء "إسرائيل" وحماية علاقاتها التجارية والدبلوماسية معها، غير مكترثة بأشلاء الأطفال والنساء تحت الأنقاض.

وفي المقابل، المقاومة الفلسطينية لا تزال ثابتة، رغم كل محاولات كسرها عسكريا وسياسيا، وما لم تدركه الأنظمة المتخاذلة أن الشعوب لا تزال ترفض هذا الانبطاح، وأن صمت حكوماتهم لن يستمر للأبد.

الاحتلال يريد مستقبلا تُقتل فيه غزة بصمت، ولكن المقاومة، والشعوب العربية الحرة، وحتى الأصوات الحرة في العالم، لن تسمح بأن يُعاد سيناريو النكبة دون مواجهة، وإن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات الاحتلال فرض واقع جديد بالقوة، وأن الرد قادم لا محالة.

والتاريخ لن يرحم، فغزة ستبقى، والمقاومة ستنتصر، أما هؤلاء الذين خانوا القضية، فلن يكون لهم سوى مكان واحد في ذاكرة الأمة في خانة العار الأبدي.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: جيش الاحتلال سيقع مجددا في معضلة اليوم التالي للحرب
  • لماذا عاد نتنياهو لاستئناف العدوان على قطاع غزة؟.. خبير يجيب عربي21
  • غزة.. بمباركة من ترامب وتواطؤ دولي وتخاذل عربي مدفوع بأموال ومصالح وصفقات
  • ساعر: العملية العسكرية ضد غزة ستتواصل في الأيام المقبلة
  • جيش الاحتلال: العملية العسكرية في غزة ستقتصر على الجو والبحر ولن تشمل دخولًا بريًا
  • ليس استعادة الأسرى.. هآرتس تكشف عن هدف العملية العسكرية على غزة!
  • أونروا: لجوء إسرائيل إلى القوة العسكرية يزيد معاناة الشعب الفلسطيني
  • حركة الجهاد: استئناف العدوان على غزة استمرار لجرائم الإبادة بحق شعبنا
  • خبير في الشئون العسكرية: قد يقع تصعيد أكبر من أمريكا على مواقع الحوثي لهذه الأسباب