غليون لـ عربي21: استئناف حرب الإبادة في غزة تصعيد خطير لن يحقق الاستقرار
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
وصف الدكتور برهان غليون، أستاذ علم الاجتماع بجامعة السوربون، استئناف الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة بأنه "انتهاك جديد لكل القوانين الدولية"، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد الخطير لن يحقق أي استقرار أو أمن، لا للاحتلال الإسرائيلي ولا للمنطقة بأكملها.
وأضاف غليون في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن موافقة الولايات المتحدة الأمريكية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استئناف العمليات العسكرية في غزة لن تحقق هدف التهجير الذي سبق أن نظّر له الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وحول مستقبل الأوضاع، أشار غليون إلى أن المفاوضات القادمة ستتمحور حول موقع حركة حماس في المستقبل. واعتبر أن مشروع ترامب في غزة، الذي وصفه بـ"الجنوني"، ليس له أي مستقبل، الأمر الذي سيدفع الأطراف للتفاوض على مكانة حماس ودورها السياسي في غزة وفلسطين، وهو ما يتطلب توافقًا فلسطينيًا داخليًا.
وعن الاستراتيجية الإسرائيلية، قال غليون إن إسرائيل تتبع سياسة الهروب إلى الأمام، في ظل غياب أي حلول حقيقية، معتبرًا أن قادة الاحتلال وضعوا أنفسهم في معادلة قاتلة: إما استمرار الحرب مدى الحياة، أو التفكير جديًا في حل القضية الفلسطينية عبر اتفاق مع الدول العربية.
وأوضح أن حل القضية الفلسطينية يمثل في الوقت ذاته حلًا للصراع العربي الإسرائيلي. وأكد أنه في حال عدم رغبة إسرائيل في إنهاء هذا الصراع، فستظل المواجهة مستمرة بأشكال متعددة، سواء عبر الحروب أو من خلال الضغوط السياسية والاقتصادية.
وتطرق غليون إلى الأوضاع في سوريا، معتبرًا أن ما يحدث في غزة ينعكس بشكل مباشر على سوريا، حيث تستخدمها إسرائيل كمنصة لتأكيد هيمنتها الإقليمية. وأوضح أن استمرار العدوان الإسرائيلي على سوريا يمثل تهديدًا مباشرًا للعرب، ويعزز الشعور الإسرائيلي بالتفوق وفرض القرارات في المنطقة، في ظل غياب التضامن العربي والإسلامي الفاعل.
وفي هذا السياق، دعا غليون الدول العربية إلى عدم تجاهل التصعيد الإسرائيلي في سوريا، معتبرًا أن هذا العدوان يمس الأمن الاستراتيجي العربي. كما حذر من أن استمرار هذا التجاهل سيؤدي إلى مزيد من التراجع في مكانة الدول العربية.
وفي ختام تصريحاته، أشار غليون إلى أن النخب الحاكمة في العالم العربي تواجه تحديات متزايدة في الحفاظ على سيادتها في ظل التهديدات الإسرائيلية والغربية. وأكد أن تعزيز الشرعية الشعبية وإعادة النظر في العلاقة مع الشعوب يمثلان السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات. واعتبر أن الأنظمة العربية لا يمكنها الاستمرار في الوضع الراهن دون إحداث تغييرات جوهرية في سياساتها الداخلية لضمان الاستقرار والشرعية.
وفجر الثلاثاء، استأنفت إسرائيل بشكل مفاجئ حرب الإبادة على قطاع غزة، من خلال تصعيد عسكري كبير شمل معظم مناطق القطاع، ما أسفر عن "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة"، حتى الساعة العاشرة صباحا (ت.غ)، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
ويعد هذا الهجوم أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الحرب الفلسطينيين غزة تصريحات الاحتلال تصريحات احتلال فلسطين غزة حرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الشرع يؤكد تمسك سوريا بالحوار لحل النزاعات وتعزيز الاستقرار
تركيا – أكد الرئيس السوري أحمد الشرع إيمان بلاده بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل لحل النزاعات وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
جاء ذلك خلال مشاركة الشرع في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، الذي انطلق أمس الجمعة في تركيا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا”، فجر السبت، عن الشرع قوله: “سعدت بالمشاركة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي في نسخته الرابعة، تحت شعار (التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم)”.
وأشار إلى أن مشاركته “جاءت انطلاقا من إيمان الجمهورية العربية السورية العميق بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأنجح لحل النزاعات وتعزيز السلام والاستقرار في منطقتنا والعالم”.
واعتبر أن المنتدى شكل “فرصة ثمينة” لتبادل الرؤى مع عدد من القادة والمسؤولين بشأن التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
وفي سياق متصل، شدد الشرع على “ضرورة احترام وحدة وسيادة أراضي الجمهورية العربية السورية”.
تأتي تصريحات الشرع بينما ارتكبت إسرائيل عدة انتهاكات للسيادة السورية منذ توليه السلطة رغم أن إدارته لم تهدد تل أبيب بأي شكل.
يذكر أن إسرائيل استولت على المنطقة العازلة التي تخضع لمراقبة الأمم المتحدة في الأراضي السورية بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024، بذريعة “ضمان أمن” الجولان المحتل.
كما تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
وتحتل إسرائيل منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
وبحسب الوكالة السورية، وجه الشرع “الشكر والتقدير للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على اهتمامه الكريم وحسن استقباله”.
والجمعة، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي “ADF2025″، والذي يُعقد بين 11 و13 أبريل/ نيسان الجاري، بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية وممثلين عن منظمات دولية.
ويُقام المنتدى برعاية الرئيس التركي، وتنظيم وزارة الخارجية، وذلك في مركز المؤتمرات بمنطقة “بيليك” التابعة لولاية أنطاليا جنوبي البلاد.
وتحول منتدى أنطاليا الدبلوماسي، إلى نافذة رحبة أمام الدول العربية لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع المحيط الإقليمي والدولي، إضافة إلى دعم قطاع غزة بمواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية.
وشهد المنتدى لقاءات مكثفة بين مسؤولي الدول العربية المشاركين ونظرائهم من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى استضافة اجتماع عربي إسلامي داعم لغزة وآخر موسع بحضور أوروبي.
الأناضول