أنقرة- أثار اعتراض كيانات سياسية كردية سورية -على الإعلان الدستوري الناظم للمرحلة الانتقالية في سوريا- مخاوف من تأثيرات سلبية على الاتفاق الأخير بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وحكومة دمشق الجديدة، والذي ينتظر أن تعقبه مرحلة جديدة ومنعطف تاريخي في البلاد التي أنهكتها الحرب.

ووصفت "الإدارة الذاتية" في شمالي شرقي سوريا -والتي تمثل الواجهة المدنية لـ"قسد"- الإعلان الدستوري الصادر من دمشق بأنه "مماثل لسياسات حزب البعث السابقة"، معتبرة أنه يفتقر إلى معايير التنوع الوطني السوري "ويخلو من بصمة أبناء سوريا من الأكراد والعرب والسريان والآشوريين وغيرهم من المكونات".

كما اعتبر المجلس الوطني الكردي الذي يضم عدة أحزاب كردية سورية الإعلان الدستوري بأنه بعيد عن التطلعات نحو بناء دولة ديمقراطية تعكس التنوع الحقيقي للمجتمع السوري.

وأكد المجلس في بيان، أول أمس الاثنين، أنه يدعم مطالبات منظمات المجتمع المدني والفعاليات الاجتماعية بتعديل الإعلان الدستوري، بما يضمن حقوق الأكراد والمكونات كافة.

موقف سياسي

ويخشى أن ينعكس موقف تلك الكيانات الكردية سلبا على الاتفاق الذي وقعه الرئيس السوري أحمد الشرع والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في 10 مارس/آذار الحالي، والذي وصف بأنه "تاريخي" لما يتضمن من إدماج قوات "قسد" في مؤسسات الدولة وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.

إعلان

ويصف عضو لجنة صياغة الإعلان الدستوري السوري، أحمد القربي، الرفض الكردي بأنه يستند إلى موقف سياسي أكثر مما هو موقف مرتبط بطبيعة الإعلان، مشيرا إلى وجود تيارات سياسية في "قسد" ترفض الاتفاق مع دمشق، وتحاول التشويش عليه من خلال وضع العصي في الدواليب.

واستبعد القربي -في حديث للجزيرة نت- أن يؤثر موقف هذه الكيانات الكردية السورية سلبا على نجاح الاتفاق بين الإدارة السورية وقوات قسد، مؤكدا أن المبادئ الأساسة "أمر متوافق عليه بين الجانبين ويرتبط نجاح تطبيقه بالمواقف الدولية لاسيما الأميركية والتركية".

وأعرب عن اعتقاده أن تنفيذ الاتفاق يتعلق أيضا بالمواقف ضمن مكونات قوات قسد ورغبتها بالانخراط ضمن الدولة السورية الجديدة من عدمه، لافتا إلى أن الإعلان الدستوري يستخدم "شماعة" من تلك الكيانات الكردية التي عبرت عن رفضه.

وشدد الحقوقي السوري على ضرورة النظر إلى الإعلان الدستوري بأنه ناظم لمرحلة انتقالية في سوريا، وليس دستورا دائما للبلاد.

اتفاق دمشق و"قسد" وصف بأنه تاريخي ويمهد لمرحلة جديدة في سوريا (الجزيرة) ورقة ضغط تفاوضي

ومن المقرر أن تجتمع لجنة شكلتها الرئاسة السورية أخيرا مع قائد قسد، يوم غد الأربعاء، بهدف استكمال الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في دمشق، وسط تجاذبات وتطورات عدة في الموقف الكردي.

في حين كشفت مصادر للجزيرة نت أن كيانات كردية تعتزم تشكيل وفد مشترك لزيارة دمشق، وبحث تداعيات الاتفاق الأخير مع قوات قسد وبدء عملية تفاوض جديدة.

ورأى الأكاديمي والمحلل السياسي الكردي فريد سعدون أن ما أزعج الكيانات الكردية ومنها المجلس الوطني الكردي عدم إشراكها في الرأي والإعداد للإعلان الدستوري السوري، وعدم تضمن الإعلان بندا خاصا بالقضية الكردية.

وقال سعدون للجزيرة نت إن البيانات الكردية والمظاهرات الرافضة للإعلان الدستوري "ورقة ضغط سياسي أولا، وتحشيد للرأي العام ثانيا، ورسالة إلى المجتمع الدولي ثالثا"، وأشار إلى أن الموقف الكردي سيعزز الورقة التفاوضية لديه خلال المرحلة المقبلة، مما يدفع بالاتفاق نحو التنفيذ أكثر منه نحو العرقلة.

إعلان

لكن الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان اعتبر أن هناك انقساما في الموقف الكردي السوري، حيال الاتفاق الأخير مع حكومة دمشق، مؤكداً أن "الإدارة الذاتية" ومجلس سوريا الديمقراطية "مسد" يرفضان مبدأ التقارب مع الإدارة السورية الجديدة.

وأوضح علوان للجزيرة نت أن تنفيذ الاتفاق لن يتأثر بشكل رئيس بالإعلان الدستوري "بل بالانقسام الحاد في الموقف الكردي" لافتا إلى أن الموقف الغربي لاسيما الأميركي سوف يضغط لمنع إحداث انقسامات كبيرة في شمالي شرقي سوريا حيث يسيطر الأكراد.

وبحسب علوان، فإن الأطراف كافة ستحاول الحفاظ على الخطوط العريضة للاتفاق بين "قسد" ودمشق، خصوصا الحكومة السورية، فيما ستكون التفاصيل بتنفيذه هي المشكلات التي ستعترض طريقه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الإعلان الدستوری الموقف الکردی للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

المشاركون في “آغرو سيريا” الثالث.. المعرض نافذة للقاء رجال ‏الأعمال والتعريف بالمنتجات الزراعية السورية ‏

دمشق-سانا‏

استقطب معرض “آغرو سيريا” في نسختهِ الثالثة عدداً كبيراً من الزوار ‏خلال اليومين الماضيين مقارنة مع النسختين الأولى والثانية، وتميز هذا ‏العام بمشاركة كبيرة من الشركات الزراعية والبيطرية في الشمال ‏السوري والتي عرضت أحدث التقنيات، والمنتجات الزراعية ‏والبيطرية.‏

وأوضح رئيس اتحاد الغرف الزراعية السورية محمد كشتو في تصريح ‏لسانا أن المعرض أقيم على مساحة تقارب 8000 متر مربع، ووفّر ‏منصة مشتركة للتحاور، وتبادل الخبرات بين المهتمين بالقطاع ‏الزراعي، وتخلله طرح العديد من المقترحات الجيدة التي من شأنها ‏معالجة التحديات التي تواجه هذا القطاع، إضافةً إلى حضور لافت من ‏الشركات المورّدة لمستلزمات الإنتاج الزراعي.‏

الدكتور محمود الكوري مدير الشركة الوطنية المتحدة للتطوير “انكود” بيّن أن المعرض فرصة لعرض منتجات الشركة من الأسمدة، ‏وخاصة بعد تطوير إنتاجها والتسهيلات التي تقدمها ‏الحكومة السورية الجديدة، مشيراً إلى أن هذه التسهيلات شجعت الشركة ‏لإنتاج المبيدات الزراعية، متمنياً من المعنيين المساهمة بتخفيض تكلفة ‏الإنتاج لمساعدة المنتجين والمصدرين السوريين على المنافسة في الأسواق ‏الدولية.

المدير التنفيذي للشركة السورية الأردنية للمنتجات الزراعية “رابكو” ‏الدكتور أحمد حماد قال: إن “الشركة تنتج 300 صنف دوائي زراعي ‏وبيطري بمواصفات عالمية تباع في الأسواق السورية، وأنها تسعى ‏حالياً إلى تسويق منتجاتها بالأسواق الخارجية”.‏

رئيس لجنة التصدير بغرفة زراعة دمشق محسن درويش شدد على أهمية إقامة مثل هذه المعارض لأنها تجذب المشاركين العرب ‏والأجانب، وتلعب دوراً كبيراً، لجهة التعريف بمنتجاتنا السورية عربياً ‏ودولياً.

خبير التحسين الوراثي بمنظمة أكساد الدكتور لطفي موسى أشار إلى ‏أهمية المعرض للتعريف بآخر ما توصلت إليه الخبرات الزراعية في ‏التحسين الوراثي، واستنباط الأصناف الجيدة من المحاصيل التي تسهم ‏في زيادة الإنتاج، وتخفيف الفجوة الغذائية.‏

مقالات مشابهة

  • رئيس اللجنة المختصة بإتمام الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية الأستاذ حسين السلامة لـ سانا: عُقدت يوم السبت جلسة بين اللجنة وقائد قوات سوريا الديمقراطية، السيد مظلوم عبدي، وذلك في مدينة الحسكة شرق سوريا
  • ورشة عمل تعريفية بالجمعية الطبية السورية الألمانية لتعزيز العمل التشاركي ‏والنهوض بالواقع الصحي
  • اللواء الثامن بدرعا يحل نفسه ويسلم عتاده لوزارة الدفاع السورية
  • بدء انتشار قوات الأمن السورية بحيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب
  • لأول مرة.. الرئيس السوري في زيارة رسمية للإمارات
  • قوات الحكومة السورية تنتشر في محيط شد تشرين باتفاق مع القوات الكردية
  • دمشق تنشر قوات بمحيط سد تشرين بالاتفاق مع قسد
  • موعد استئناف الدوري السوري لكرة القدم
  • المشاركون في “آغرو سيريا” الثالث.. المعرض نافذة للقاء رجال ‏الأعمال والتعريف بالمنتجات الزراعية السورية ‏
  • الرئيس السوري في تركيا.. تعزيز التعاون الدولي وسط التحديات الإقليمية