عدوان أمريكي واسع على اليمن… لماذا يعتبر استثنائياً ومختلفاً؟
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
صحيح أن العدوان الأمريكي الأخير على اليمن ليس جديدًا أو مفاجئًا، لأنه يدخل ضمن مسار متواصل، وعلى مرحلتين، الأولى عبر عدوان إقليمي- غربي، امتد لأكثر من ثماني سنوات، برعاية وريادة أمريكية بامتياز، والثانية بدأت تقريبًا بالتزامن مع الحرب “الإسرائيلية” على غزة ولبنان، والتي استدعت مناورة إسناد يمنية لنصرة أبناء غزة، ولكن، استنادًا لكثير من المعطيات التي تكونت في متابعة حيثيات وأهداف ورسائل هذا العدوان، يمكن القول إنه مختلف واستثنائي، ويمكن أن يؤسس لمرحلة جديدة وفاصلة من الصراع في المسرح الإقليمي، وامتدادًا ربما إلى المسرح الدولي الأوسع.
بداية، لناحية العدوان من الناحية العسكرية، فقد نفذته عدة إسراب من القاذفات والمسيرات الأمريكية والبريطانية (شاركت الأخيرة في العدوان بنسبة مشاركة أقل) مستهدفة سبع محافظات يمنية، والتي هي كل محافظات اليمن الشمالية والغربية والوسطى، وبعشرات الغارات العنيفة التي استهدفت ثلاثة مستويات من الأهداف: العسكرية والمدنية المرتبطة بالبنية التحتية الأساسية، ومراكز القرار السياسية لحكومة صنعاء ولأنصار الله.
من جهة أخرى، وحيث ظهر هذا المستوى من العدوان غير مسبوق مقارنة مع كل الاعتداءات الغربية السابقة على اليمن، كان أشبه بحملة جوية واسعة، تجاوزت نماذج العمليات الجوية التقليدية التي تقودها وتنفذها الدول الغربية بالعادة.
طبعًا، هذه المروحة الواسعة من الأهداف، والتي امتدت على جغرافيا مترامية الأطراف، احتاجت لهذا المستوى من العمليات الجوية غير المسبوق، وخاصة أن اليمنيين، بالإضافة لما يملكونه من إمكانيات عسكرية نوعية، لناحية الصواريخ أو المسيرات أو الدفاع الجوي، فهم يملكون نقطتي قوة لا تتوفر لأي طرف آخر وهما: الخبرة المتراكمة في مواجهة الإمكانيات الجوية الغربية، والجغرافيا الأصعب والأكثر تعقيداً في المنطقة، والتي أحسنوا الاستفادة منها خلال مسار طويل من المواجهة والأعمال القتالية ذات المستوى الاستثنائي.
اللافت في الموضوع، والذي يمكن أن يبنى عليه بعد هذا العدوان، لم يكن طبعًا ضخامة العدوان وحجمه رغم استثنائيته، بل كان الرد السريع لأنصار الله، وعلى أهداف عسكرية أمريكية هي في المرتبة الأولى من قدراتهم البحرية في المنطقة والعالم انتشاراً وتمركزًا وإمكانيات، وتحديدًا على حاملة الطائرات “يو أس أس هاري ترومان”، والتي كانت قد تكفلت قاذفاتها ومسيراتها، بنسبة كبيرة من العمليات الجوية المعتدية، وذلك بعد أن أعلنت القوات المسلحة اليمنية، الأحد 16 مارس 2025، عن تنفيذها عملية عسكرية نوعية استهدفت من خلالها حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري ترومان” والقطع الحربية التابعة لها في شمال البحر الأحمر بـ18 صاروخًا باليستيًا ومُجنَّحًا وطائرة مُسيَّرة، وذلك في عملية مشتركة نفذَّتها القوّة الصاروخية وسلاح الجوّ المُسيَّر والقوات البحرية.
وهنا السؤال الذي يطرح وهو: إذا كان الأمريكيون قد وضعوا أقصى قدراتهم الجوية المتوفرة فعليًا، في عملية معقدة كالتي نفذوها على اليمن، وبقيت قدرتا التدخل الصاروخية والمسيرة اليمنية موجودتين وفاعلتين، ونفذتا ردًا سريعًا وعلى الأهداف العسكرية الأهم، حينها يمكن القول إن الحل العسكري بمواجهة المناورة اليمنية سيبقى عقيمًا وعاجزًا عن إخضاع اليمنيين.
انطلاقًا من هذه المعطيات، حيث فشل العدوان الأوسع والأعلى بضخامته حتى اليوم، في لجم القدرة اليمنية عن إسناد غزة، وفي منعها من فرض مناورة التأثير الاستراتيجي في المنطقة البحرية الأهم في العالم اليوم (خليج عدن، وباب المندب، والبحر الأحمر، وبحر العرب)، لم يبق للأمريكيين ومعهم “الإسرائيليين” طبعًا، إلا الذهاب نحو الحل الأنجع والوحيد، والذي هو وقف الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وتسهيل إكمال مراحل تسوية التبادل في غزة، وأهمها، تنفيذ “إسرائيل” لتعهداتها من هذا الاتفاق، وخاصة تلك المرتبطة بالجانب الإنساني، والتي من المفترض أساسًا احترامها، دون ربطها بأي جانب أمني أو عسكري أو سياسي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قصف أمريكي يستهدف الحديدة اليمنية
17 مارس، 2025
بغداد/المسلة: استهدف قصف أمريكي، الاثنين، محافظة الحديدة في اليمن.
وقالت وسائل إعلام تابعة لحركة (أنصار الله)، “عدوان أمريكي يدمر بغارات مصنعا للحديد في الصليف بمحافظة الحديدة غربي اليمن”.
وسبق أن قال البيت الأبيض، الاثنين، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بعمليات حاسمة ضد الحوثيين في اليمن.
وشهدت اليمن تصعيدا عسكريا غير مسبوق عقب الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة ضد مواقع الحوثيين في محافظات عدة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts