موقع النيلين:
2025-03-20@06:29:47 GMT

هل أتاكَ حديثُ الطاغية!!؟

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

لنفترض جدلاً إنّه حیٌ (يرتزق) في مستنقع العمالة الآسن، وأنه تنَزَّلُ عليه الشياطين كما تنزَّلُ علی كلِّ أفَّاكٍ أثيم!! ولنترك جانباً سردية إنه قد قُتِل مُدبراً غير مُقبل، فجاءته الإصابة في مٶخرته، وأنه فقد إحدیٰ ساقيه التي كان قد أطلقهما للريح، وأن عينه قد فُقِأَت، فهل يظن أنه قد تبقت له من جيشه باقية تستحق أن يُقال عنها (الأشاوذ!!) فهذا من ما لا يجوز حتیٰ يتصالح الدمباري مع الجراد الصحراوي الذي كان يأكل عيشه من مطاردة أسرابه فی براري دارفور !!

الشاهد إن الفلنقاي أول أركان نهب دمباري لم يُجری علی لسانه – كما جرت عنده العادة فی كل مرة – إسم الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القاٸد العام للقوات المسلحة، تلك القوات التی تُحرز الإنتصار تلو الإنتصار علی مليشيا آل دقلو المُجرَّمة دولياً.

كما أن أسماء الشيخ علي كرتي، وأسامة عبد الله لم يَرِدا فی خطابه الأخير، مثلما إنه أعفیٰ الشايقية من تهديداته الجوفاء، وأفكاره الخرقاء، لكنه كال الشتاٸم بالربع الكبير من قاموسه البذٸ علی الفريق ياسر العطا، وأخرجه من ملة المسلمين بلا أدنی تردد، واتهمه بالجبن وكأنّ ياسر العطا قد ذهب مثله إلیٰ دويلة الشر يتمطَّیٰ ويتآمر علی وطنه مع زمرة العملاء المتآمرين!! اْو أن العطا غير موصوف بالبسالة والإقدام بين جنوده وضباطه وقادته، ولعل أبرز ما في خطابه هو إنكاره (حطب) لوجود حاجة إسمها الجيش، فالعين تُنكِر ضوء الشمس من رمدٍ، ومعذورٌ هو فقد فجعه الجيش فی أحلامه فطاشت مثل طاٸرة مسيَّرة خرجت من مجال التحكُّم !!

أما السادة القادة الكِبار الذين طالتهم بذاءات الدمباري الهارب مثل السيد القاٸد منِّي أركو منَّاوي حاكم إقليم دارفور، ودكتور جبريل إبراهيم محمد وزير المالية والتخطيط الإقتصادي ومستشاره السلطان بشارة سليمان عُشَر، فسيكون ردهم علی تخرصات الدمباري في الميدان، حيث المشتركة هناك، والمورال فوق.

وإن تعجب فعجبٌ حديثهُ عن العلمانية، ويحمد له أنه استطاع نطق الكلمة فی حد ذاتها، أما أن يعرف معناها ومٶداها فإن ذلك يدخل في باب المستحيلات، فقد يظن إن العلمانية من الخمور البلدية، أو الأكلات الشعبية، أو الطرق الصوفية، فكل ما في الأمر إنه قد سمع أن (ناس الحلو بيطالبوا بعلمانية الدولة) فقال مثل ما قالوا دون أن يكلف نفسه عناء التفسير، بل ذهب فی تزلفه للحلو ابعد من ذكر العلمانية، فقال بلغةٍ ملٶها الخضوع والإنكسار (ديل غشونا وفرقوا بينا)، حتی تذكرت ترويج لدراما إذاعية يقول بصوت نسائي (غشاني يا العمدة قال لی بعرسك، وماعرسني!!)

ونسي الدمباري فی غمرة تزلفه للحلو إن الحلو من دار مساليت التی ارتكب فيها أشاوذه أبشع الجراٸم التی لن ينساها التاريخ.

وتذلل للرٸيس الكينی وهو يشكره علی إاستضافته حفل التوقيع علی (المِيساخ) الذی عجز هو عن حضور (قعدة) توقيعه!!

وحاول التقرب لأهل الشمالية ونهر النيل زُلفیٰ بأنه ليس ضدهم، وحاول (تحنيك) أهل الشرق بالحديث عن محطة تحلية مياه البحر ليشربوا مجاناً،لكن الناس الإستضفتوهم ديل ما دايرين ليكم الخير!! أو كما قال أخزاه الله.أما عن بقاٸه فی القصر الجمهوری والمقرن فهذه (حكاية تَضَحِك الغنماية!!) مثل حديثه عن ذكریٰ غزوة بدر الكبری مقرونةً بتاريخ تأسيس المليشيا!!

وفی الختام لابد لنا من أن نشكر الفلنقاي أول أركان نهب دمباري علی توفير هذه المادة الشيِّقة للسخرية منه، ولاعزاء له فی هلكی فندق الضمان بنيالا، الذی نزل عليه سلاح الجو ضيفاً ثقيلاً، وجعل نزلاء فندق الضمان بلا ضمان.

-النصر لجيشنا الباسل.

-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.

-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء.

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رمضان زمان| حديث الصباح والمساء.. ملحمة درامية مستوحاة من إبداع نجيب محفوظ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.

من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.

رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية. واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.

إذا كنا نتحدث عن الدراما العميقة التي تأسر القلوب، فلا بد أن نذكر "حديث الصباح والمساء"، العمل الذي استطاع أن يترجم عبقرية نجيب محفوظ إلى دراما تليفزيونية أبهرت المشاهدين. المسلسل ليس مجرد قصة عادية، بل هو ملحمة إنسانية تتنقل عبر الأجيال، وتسرد حكايات الحب، الخيانة، الصراع الاجتماعي، والتغيرات السياسية التي أثرت في المجتمع المصري.

يقدم "حديث الصباح والمساء" تاريخ مصر الاجتماعي والسياسي من خلال ثلاث عائلات، تبدأ من منتصف القرن التاسع عشر وتمتد حتى نهاية القرن العشرين. هذه العائلات هي: عائلة البدري: التي تمثل الطبقة الغنية وأصحاب النفوذ، وعائلة السماحي: التي تنتمي إلى الطبقة الوسطى، وتحاول الصعود اجتماعيًا، وعائلة السُرّاج: التي تمثل الطبقة الكادحة والمسحوقة.

تتشابك مصائر الشخصيات عبر الأجيال، حيث تتحول حياة بعضهم من الفقر إلى الثراء، ومن النفوذ إلى الضياع، بينما يظل آخرون عالقين في دوامة الصراعات العائلية والحب المستحيل.

أحد الجوانب العبقرية في المسلسل هو الطريقة غير التقليدية في السرد، حيث يتم تقديم القصة من خلال الأسماء المرتبة أبجديًا، مما يعطي المشاهد إحساسًا بالقدرية ودائرة الحياة التي تتكرر بين الأجيال.

وحقق المسلسل نجاحًا هائلًا عند عرضه لأول مرة في رمضان ٢٠٠١، وكان واحدًا من الأعمال القليلة التي استطاعت أن تحوّل رواية أدبية إلى دراما تليفزيونية بنفس العمق والجمال.

تميز المسلسل بسيناريو محكم وحوارات فلسفية تحمل لمسة نجيب محفوظ، إلى جانب موسيقى تصويرية ساحرة من ألحان الموسيقار ياسر عبد الرحمن، التي أضافت بعدًا عاطفيًا عميقًا للأحداث. وعلاوة على الأداء التمثيلي المذهل من نجوم كبار ، مثل ليلى علوي، أحمد خليل، وأحمد ماهر.

قصة العمل مأخوذة عن رواية نجيب محفوظ، والمعالجة الدرامية والسيناريو محسن زايد، وإخراج أحمد صقر، ومن بطولة ليلى علوي، عبلة كامل، أحمد خليل، دلال عبدالعزيز، خالد النبوي، أحمد ماهر، سوسن بدر، محمود الجندي، وأحمد رزق.

"حديث الصباح والمساء" لم يكن مجرد مسلسل، بل كان رحلة عبر الزمن، حيث تتكرر المصائر، وتتشابك الحكايات، في لوحة فنية بديعة رسمها نجيب محفوظ وأعاد إحياءها صُنّاع المسلسل ببراعة، إنه واحد من أعظم الأعمال الدرامية في تاريخ التليفزيون المصري، وسيظل دائمًا مصدر إلهام لعشاق الدراما الراقية.

مقالات مشابهة

  • تصريحات الطاغية الأرعن
  • نائب أمير منطقة جازان يستقبل مدير فرع هيئة حقوق الإنسان بجازان المعيَّن حديثًا
  • رمضان زمان| حديث الصباح والمساء.. ملحمة درامية مستوحاة من إبداع نجيب محفوظ
  • ياسر العطا يقدم تعهدات لـ “النائب العام” للتصدي للجرائم 
  • شاهد بالفيديو.. ياسر العطا: “الدعامة” كعوكات وحشرات ضارة لكن بنشتغل معاهم شغل “كاسات” مستوردة
  • القوة الخفية وراء محاولات فرض العلمانية
  • حديث الذات
  • مسلسل حكيم باشا الحلقة 17.. ماذا سيفعل ميدو عادل بعد حديث مصطفى شعبان؟
  • الأمير حميدتي يسجد لشمس منيرة سوداء