صحيفة الخليج:
2025-04-14@22:44:23 GMT

الإمارات.. أيادٍ بيضاء تحنو على العالم

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

تولي الإمارات العمل الخيري أهمية كبرى، لأنه قيمة إنسانية قائمة على العطاء والبذل بكل أشكاله، وهي اليوم من الدول القلائل التي ترجمت معنى الثروة إلى فكر ومشاركة إنسانية تشمل العالم بأسره، من دون منّة أو استثمار في مصالح ضيقة.
مسيرة العمل الخيري الإماراتية تطوّرت نهجاً وممارسة، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، حيث استطاعت مؤسسات العمل الخيري في الدولة تعظيم إمكاناتها المادية والبشرية، لتعزيز مجالات الخير المختلفة، ووضع الأسس الراسخة لزيادة المشروعات الخيرية والتنموية في كل مكان، لينتفع بها الملايين في المجتمعات والدول المستهدفة وأصحاب الحاجات.


بذلك قدّمت دولة الإمارات تجربة عالمية رائدة في تحويل العمل الخيري إلى نهج مستدام، يطال في تأثيره الشعوب والأمم كافة، من دون تمييز أو تفرقة، انطلاقاً من مُثُلها الخالدة في تعزيز قيم الإحسان والإخاء والتطوع والوفاء من الإنسان لأخيه الإنسان، أينما كان وفي كل زمان. وتواصل الإمارات الالتزام بمسؤولياتها الإنسانية الدولية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، المتعلقة بالعمل الخيري والإنساني والتنموي.
ما يميز المساعدات الخارجية الإماراتية التي تشيد بها التقارير الدولية، أنها تحرص على تلبية احتياجات الشعوب في المجتمعات الهشة، وتعمل على الارتقاء والأخذ بيد المستفيدين منها للاعتماد على أنفسهم من دون تدخل في الشؤون الداخلية، وإنما تحرص كل الحرص على تحقيق هذه المساعدات والمساهمات للأهداف المرجوة منها، وهي النهوض بالإنسان من دون تمييز للون أو عرق أو معتقد.
وبلغت مساعدات الإمارات الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وحتى منتصف عام 2024، ما قيمته 360 مليار درهم (98 مليار دولار)، ما كان له بالغ الأثر في الحد من الفقر، والتخفيف من تداعيات الكوارث والأزمات، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الاستقرار والسلم الدوليين.
تاريخ حافل
تاريخ المساعدات الخارجية الإماراتية قديم بدأ مع تأسيس الدولة عندما أمر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بإنشاء صندوق أبوظبي للتنمية لإضفاء الطابع المؤسسي على المساعدات الإماراتية في عام 1971.
وقد كان إنشاء الهلال الأحمر الإماراتي عام 1983 هيئة إنسانية تطوعية رئيسية في البلاد خطوة مهمة في المساعدات الخارجية الإماراتية.
وقد أنشأ مجلس الوزراء عام 2008، مكتب تنسيق المساعدات الخارجية، ما يدل على التزام الحكومة بدعم التحول في قطاع المساعدات الإماراتية. وقد أسندت له مهمة توثيق المساعدات الخارجية، وتنسيق ودعم نشاطات الجهات المانحة والمؤسسات الخيرية الإماراتية، بجانب توفير المعلومات وتقديم الاستشارات والتدريب وتطوير كوادر الدولة في العمل الإنساني الدولي، وبناء وتعزيز العلاقة بين الجهات المانحة والمؤسسات الخيرية الإماراتية والمنظمات الدولية المختصة.
وتطور مكتب تنسيق المساعدات الخارجية عام 2013، ليصبح وزارة التعاون الدولي والتنمية. وفي وقت لاحق من عام 2016، دمجت وزارة التعاون الدولي والتنمية ضمن وزارة الخارجية لتصبح «وزارة الخارجية». وفي عام 2017 أطلقت سياسة الإمارات للمساعدات الخارجية لضمان وصول المساعدات على أحسن وجه.
مراتب متقدمة
احتلت دولة الإمارات، المرتبة الأولى عالمياً أكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية، غير المشروطة، وبحسب لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن الإمارات كانت في المرتبة الأولى عالمياً أكبر مانح للمساعدات الخارجية الإنسانية والتنموية، وتبوّأت موقع الصدارة أكبر دولة مانحة للمساعدات الخارجية الإنسانية منها والتنموية، قياساً بالناتج المحلي الإجمالي، وعلى امتداد سنوات متتالية. واستحقت أن تكون عاصمة عالمية للعطاء والإنسانية.
وتزخر الإمارات بالمؤسسات والهيئات الخيرية الأهلية التي لطالما شكلت رافداً أساسياً وعاملاً مهماً في إنجاح مسيرة العمل الخيري الرسمي أو الحكومي، وقد تجلّى ذلك بوضوح، في حملات التبرع والمبادرات الإنسانية التي وجهت بها القيادة الرشيدة لإغاثة المنكوبين والمعوزين في كثير من دول العالم.
وتمتلك الإمارات 45 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وجمعية خيرية، تمد يد العون للمحتاجين في مختلف دول العالم، وتولي أهمية قصوى لتوفير الحماية للعاملين في هذا المجال، وتوفير مواد الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأزمات والطوارئ الإنسانية في العالم.
ويستمد العمل الخيري في دولة الإمارات قوة وزخماً إضافياً من مساهمات المواطنين والمقيمين، وقد عززت مأسسة العمل الخيري في الإمارات في تحويله إلى ثقافة وسلوك مجتمعي راسخ ومستدام في الشخصية، وهو الذي يتجلى بوضوح خلال حملات التبرع والمبادرات الإنسانية، التي توجه بها القيادة الإماراتية لإغاثة المنكوبين والمعوزين في كثير من دول العالم.
أنظمة وتشريعات
تعمل في الإمارات عشرات الجهات والمؤسسات الخيرية التي تمدّ يد العون للمحتاجين في مختلف دول العالم خاصة في أوقات الأزمات والطوارئ، ومن أبرز تلك المؤسسات الخيرية بوابة الإمارات الخيرية، الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، المؤسسات الخيرية المعتمدة في دبي، مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومؤسسات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهيئة آل مكتوم الخيرية، وصندوق الزكاة، ودبي العطاء، ونور دبي، وجمعية دار البر، وجمعية بيت الخير، ومؤسسة الإمارات، وجمعية الشارقة الخيرية، ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وهيئة الأعمال الخيرية العالمية- عجمان، والمؤسسات الخيرية في رأس الخيمة، وجمعية الفجيرة الخيرية، وجمعية الإحسان الخيرية في عجمان، ومؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة في رأس الخيمة، وسقيا الإمارات، ومنصة التطوع.
وتضع دولة الإمارات إطاراً تنظيمياً وتشريعياً للمساهمة في الأعمال الخيرية عبر وسائل تشمل التطَوع، والتبرع، ودفع الزكاة، ولذلك على من يرغب في المساهمة في الأعمال الخيرية والإنسانية داخل دولة الإمارات، اللجوء إلى إحدى القنوات المعتمدة للعمل الخيري.
ويمكن لمواطني الدولة التقدم بطلب إنشاء مؤسسة خيرية عبر الموقع الإلكتروني لوزارة تنمية المجتمع، أما المقيمون فيمكنهم تقديم طلباتهم للوزارة فقط عبر سفارات دولهم أو قنصلياتها في الإمارات، وتنظر الوزارة في الطلب وتدرسه، قبل إحالته إلى مجلس الوزراء، الذي يتخذ القرار النهائي فيه.
وتوضح حكومة الإمارات الجهات الحكومية المسؤولة عن العمل الاجتماعي والإنساني، وهي وزارة تنمية المجتمع، ووزارة الخارجية، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، وهيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، وصندوق الزكاة، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، وهيئة المساهمات المجتمعية- معاً، والمسؤولية المجتمعية في الشارقة، ودائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة.
وبالعودة إلى الإطار القانوني للعمل الخيري يحصر قانون جمع التبرعات على جهات مرخصة ومعنية وفقاً لقواعد واشتراطات على كل جهة ترغب في جمع أو تقديم التبرعات في الدولة، بما فيها المناطق الحرة، ويهدف القانون أيضاً إلى حماية أنشطة التبرعات من مخاطر الاستغلال في تمويل الإرهاب والتنظيمات غير المشروعة.
وتنحصر أنشطة جمع التبرعات، بالطرائق التقليدية أو الرقمية في الجهات المرخصة، وهي الجمعيات الخيرية، والهيئات والمؤسسات الاتحادية والمحلية والأهلية التي تسمح مراسيم أو قرارات إنشائها بجمع وتلقي وتقديم التبرعات، ولا يجوز لأي جهة أخرى إقامة أو تنظيم أو أي فعل بهدف جمع التبرعات إلا بعد الحصول على تصريح بذلك من السلطة المختصة.
ويُعدّ من الجرائم التي يعاقب عليها قانون تنظيم التبرعات، جمع التبرعات من الجمهور بغرض مساعدة بعض الحالات الإنسانية بأي وسيلة من وسائل الإعلان، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر المواقع الإلكترونية.
وعلى المؤسسات غير الربحية التي ترغب في جمع التبرعات في الإمارات الحصول أولاً على تصريح وزارة تنمية المجتمع، أو السلطة المحلية المختصة في كل إمارة، وأن يكون جمع التبرعات من خلال جمعية خيرية أو منظمات إنسانية معترف بها في الدولة.
وعلى مقدم طلب الحصول على الموافقة بجمع التبرعات للجمعية الخيرية، وذكر الغرض من جمع التبرعات، وأسماء وهويات القائمين على جمعها، والجهة أو الجهات المستفيدة، والوسيلة أو الوسائل التي ستجمع بها التبرعات، والمواقع التي ستجمع فيها، ومدة جمعها ومدة تقديمها إلى الجهة أو الجهات المستفيدة.
وشهدت السنوات الماضية، إطلاق دولة الإمارات الكثير من المبادرات الإنسانية والخيرية، لمدّ يد العون إلى الأشقاء والأصدقاء والوقوف إلى جانبهم في أوقات الأزمات والكوارث.
وفي ضوء الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات ومجموعة العشرين، أعلن سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، تخصيص دولة الإمارات 100 مليون دولار للتحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية.
وأثبتت دولة الإمارات دورها المحوري في تعزيز الاستجابة الدولية تجاه الأزمات والصراعات والكوارث التي يشهدها العالم. حيث واصلت عملية «الفارس الشهم 3» التي أطلقتها الإمارات استجابة للأزمة في غزة، عملياتها الإغاثية والإنسانية في قطاع غزة. وأطلقت قيادة العمليات المشتركة عملية «طيور الخير»، لإسقاط المساعدات الإنسانية على المناطق المعزولة التي لا تصل إليها المساعدات في قطاع غزة.
وبلغ حجم المساعدات التي قدّمتها دولة الإماراته في شكل منح وقروض ومعونات شملت معظم دول العالم أكثر من 98 مليار درهم حتى أواخر عام 2000.
وحصل الشيخ زايد على أوسمة من مختلف دول العام لما قدّمه من خدمات جليلة للإنسانية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات العمل الإنساني المساعدات الخارجیة والمؤسسات الخیریة دولة الإمارات العمل الخیری جمع التبرعات فی الإمارات دول العالم آل نهیان من دون

إقرأ أيضاً:

تدشين مشروعات التدخلات الإنسانية لقطاع الصحة بالسودان المقدمة من دولة قطر

دشنت ولاية البحر الأحمر عدد من مشروعات التدخلات الإنسانية لقطاع الصحة بالبلاد مقدمة من دولة قطر ضمن دعم الإمدادات الإنسانية الصحية المستمرة وذلك في إطار برنامج زيارة وزيرة الدولة للتعاون الدولي .
بوزارة الخارجية القطرية مريم المسند التي تمت مؤخرا للبلاد والتي أعلنت من خلالها مواصلة المزيد للدعم للسودان لتقوية النظام الصحي وتنفيذ المشاريع في البنية التحتية والتنمية.
وشرف التدشين بمقر الإمدادات الطبية ببورتسودان والي البحر الاحمر فريق ركن مصطفى محمد نور ووزير الصحة د٠هيثم محمد إبراهيم ومدير عام قطاع الصحة بالبحر الأحمر د٠احلام عبد الرسول ومدير الهلال الأحمر القطري مكتب السودان د٠صلاح الدعاك وممثل قطر الخيرية وعدد من ادارات وزارتي الصحة الاتحادية وولاية البحر الأحمر.
وعبر والي البحر الاحمر عن شكرة تقديرة لدولة قطر شعبا وحكومة لدورهم الفاعل وجهودهم المستمرة في الدعم الإنساني والصحي للسودان معددا المشروعات القطرية التي نفذت بالولاية وكان لها الاثر الطيب في احداث النقلة والتطوير في الخدمة الطبية والعلاجية بالولاية وتأهيل عدد من المؤسسات الصحية .

ءمشيرا لأهمية هذه المشروعات ودورها في تغطية احتياجات المستشفيات لمقابلة الطوارىء.
وقال وزير الصحة د. هيثم محمد إبراهيم أن مشروع التدخلات الإنسانية يأتي استنادًا إلى زيارة وزيرة التعاون الدولي القطرية، السيدة مريم المسند، والتي وجهت بمزيد من الدعم للسودان، خاصة في بناء النظام الصحي وتنفيذ المشاريع التنموية،
مشيرا أن المشروع مخصص لدعم 8 ولايات يشمل أجهزة العناية المكثفة وأسِرّة المستشفيات إضافة إلى تقديم سيارات إسعاف لخمس ولايات لتعزيز نظام الإسعاف القومي. مشيدًا بجهود دولة قطر في إعادة تأهيل وتشغيل المؤسسات الصحية بالسودان، ومشاريع مراكز علاج الأورام والقلب، وتوفير المعدات الطبية اللازمة.
وأشاد بالاحترافية العالية للهلال الأحمر القطري في تنفيذ المشاريع وضمان إيصالها للمستفيدين بالشفافية الدقيقة.
من جانبه أكد د. صلاح الدعاك، مدير مكتب الهلال الأحمر القطري بالسودان اهمية المشروع الذي، يركز على دعم القطاع الصحي بالسودان، مبينًا أن سيارات الإسعاف والمعدات الطبية سيتم توزيعها بناءً على احتياجات المناطق المختلفة وأشار ان الأيام القادمة سوف تشهد وصول أجهزة ومعدات لغسيل الكلى ضمن المشروع، بالإضافة إلى دعم محطات المياه وإصحاح البيئة في المناطق المتضررة.
من جانبها عبرت المديرة العامة لقطاع الصحة بالبحر الأحمر د٠احلام عبد الرسول عن شكرها لجهود دولة قطر حكومة وشعبا لدعم السودان عامة والولاية خاصة واشادت بالتعاون المشترك بين الولاية والهلال الأحمر القطري والمنظمات القطرية في مجال الصحة الذي أسهم في تنفيذ العديد من المشروعات في النظام الصحي وتنفيذ المخيمات العلاجية وتوفير الأجهزة الطبية مما أسهم في تحسين الخدمات العلاجية والصحية ويعكس هذا الدعم عمق متانة العلاقات بين البلدين وجهود قطر المستمرة في دعم القطاع الصحي بالسودان .

سونا

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من مخطط إسرائيلي للسيطرة على المساعدات الإنسانية في غزة
  • تدشين مشروعات التدخلات الإنسانية لقطاع الصحة بالسودان المقدمة من دولة قطر
  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني في تغريدة عبر X: بجهود فخامة الرئيس أحمد الشرع، تحققت اليوم إنجازات عظيمة في دولة الإمارات، خاصة في مجالات الاستثمار، واستئناف حركة الطيران، وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات
  • السعودية والإمارات تدينان وتستنكران الهجمات على مخيمات النازحين بمدينة الفاشر السودانية
  • بعد تصدره التريند.. تفاصيل المبادرة الخيرية التي أطلقها سعد الصغير
  • لماذا اليمن في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث المخاطر التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية؟
  • الإمارات تدين بشدة الهجمات على مخيمات النازحين وفرق الإغاثة قرب الفاشر السودانية
  • الإمارات تستقبل العالم في جناحها بـ «إكسبو أوساكا 2025»
  • مراسل سانا: رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية السيد أسعد الشيباني يتوجهان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لبحث العديد من القضايا المشتركة بين الدولتين
  • دعوات أممية لمنع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة