الجزيرة:
2025-03-20@02:44:23 GMT

كيف أصبحت تركيا قوة عسكرية عالمية؟

تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT

كيف أصبحت تركيا قوة عسكرية عالمية؟

في العقد الأخير، شهدت تركيا تطورا كبيرا في مجال صناعة الدفاع، حيث أظهرت قدرة فائقة على تحقيق استقلالية عسكرية عبر البر والبحر والجو.

ومع كونها صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو) باتت تركيا أحد المصدرين الرئيسيين للأسلحة في السوق العالمية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لو منعها ترامب لسقطت أوكرانيا في أسبوعين.

. تعرف على هذه الأسلحةlist 2 of 2العملية "لوكلير".. كيف تستعد فرنسا لتصبح عملاق أوروبا العسكري؟end of list

وعام 2024، بلغت صادراتها الدفاعية 7.1 مليارات دولار، بزيادة ملحوظة عن 1.9 مليار دولار قبل 10 أعوام، مع توسيع دائرة العملاء لتشمل أوروبا والشرق الأوسط.

متى بدأت تركيا الاعتماد على الإنتاج المحلي؟

بدأت تركيا مسارها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال العسكري منذ سنوات طويلة، وأنشأت إدارة تطوير ودعم الصناعات الدفاعية "إس إيه جي إي بي" (SAGEB) عام 1985.

وفي البداية، ركزت هذه الإدارة على التعاون الدولي في مجال البحث والتطوير. ولكن مع مرور الوقت، وتصاعد القيود على الأسلحة التي يمكن لتركيا شراؤها واستخدامها، تحولت إستراتيجية الدولة إلى الإنتاج المحلي.

وخلال العقد الأول من الألفية الجديدة، تحولت تركيا بشكل تدريجي إلى تصميم وتصنيع الأسلحة محليا، مما أدى إلى زيادة ضخمة في الإنتاج الدفاعي المحلي.

واليوم، تمتلك تركيا آلاف الشركات المصنعة التي تغطي جميع مجالات الدفاع، من البر إلى الجو والبحر، مما جعلها واحدة من أبرز اللاعبين في السوق العالمية.

مُسيرة "بايراكتار تي بي 2" تحلق فوق قاعدة جيتشيتكالي الجوية العسكرية بجمهورية قبرص التركية (الفرنسية) الطائرات بدون طيار التركية "الأيقونة البارزة"

من أبرز المنتجات الدفاعية التركية على الساحة العالمية الطائرات بدون طيار "يو إيه في" (UAV). ولعل أشهرها "بايراكتار تي بي 2" التي دخلت الخدمة عام 2014 وأصبحت واحدة من أكثر المنتجات الدفاعية التركية شهرة على مستوى العالم.

إعلان

بالإضافة إلى "أنكا-إس" ذات القدرة المتوسطة على الارتفاع وطول المدى، وتحمل حمولة تصل إلى 200 كيلوغرام، وطائرة "فستل كاراييل" التكتيكية ذات الحمولة 70 كيلوغراما.

كما يعمل القطاع الدفاعي التركي على تطوير نظام "القبة الصلب" (Celik Kubbe) الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف عن أي تهديد جوي واعتراضه.

وتركز تركيا حاليا على تطوير مقاتلاتها من الجيل الخامس "قآن" واستبدال طائرات "إف-16" الأميركية القديمة في سلاح الجو التركي بها.

صاروخ كيمانكيس 2 الصغير الذكي من طراز بايراكتار بمعرض "ساها إكسبو" الدولي بإسطنبول (الأناضول) قائمة تركيا الدفاعية

على مستوى البر، تبرز الدبابات المدرعة التركية، وعلى رأسها "ألطاي" المصممة لمنافسة النماذج الغربية مثل الدبابة الألمانية "ليوبارد" والأميركية "أبرامز".

كما تصنع تركيا العديد من المركبات المقاومة للألغام مثل "كيربي" (القنفذ) المستخدمة بشكل واسع في عمليات مكافحة التمرد، فضلا عن المركبات القتالية الحديثة "كابلان" و"بارس" التي تنتجها شركة "إف إن إس إس" للصناعات الدفاعية التركية (FNSS Defense Systems).

مركبة "كيربي 2" المدرعة من تصنيع الشركة التركية "بي إم سي" بمعرض إندو ديفينس 2022 في إندونيسيا (الفرنسية)

أما في المجال البحري، فقد أطلقت تركيا مشروع "ميلغيم" (المشروع الوطني للسفن) عام 2004، بهدف إنتاج سفن حربية متطورة.

وأسفر المشروع عن بناء كورفيت "آدا" وفرقاطة "إسطنبول" الحديثة، مع خطط لإنتاج المزيد من السفن الحربية المتقدمة والغواصات.

ومن أبرز إنجازات هذا المشروع سفينة الهجوم البرمائية الحاملة للطائرات المسيّرة "تي سي جي أنادولو" التي تعد أكبر سفينة في البحرية التركية، وقد تم نشرها عام 2023.

الأسلحة الذكية والصواريخ.. تكامل القدرات الدفاعية

لا تقتصر قدرات تركيا الدفاعية على الطائرات والدبابات، بل تشمل أيضًا مجموعة واسعة من الأسلحة الذكية والصواريخ. ومن أبرزها صواريخ "بورا" قصيرة المدى وصواريخ "أتمكا" طويلة المدى (الصقر).

"تايفون" أطول صاروخ في تركيا يتم اختباره بمدينة ريزة يوم 3 فبراير/شباط 2025 (الأناضول) لماذا ركزت تركيا على تصنيع الأسلحة؟

يمكن تفسير دفع تركيا لتطوير صناعاتها العسكرية بأنه نتيجة لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية.

إعلان

ففي السبعينيات، فرضت الولايات المتحدة حظرا على توريد الأسلحة لأنقرة على خلفية تدخلها العسكري في قبرص.

وفي تسعينيات القرن الماضي، فرضت ألمانيا حظرا على تصدير الأسلحة لتركيا بسبب استخدام بعض المركبات المدرعة تم بيعها من قبلها في عمليات داخلية، كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات عام 2020 بسبب شراء تركيا نظام "إس-400" الروسي للدفاع الجوي.

وكل ما سبق، دفع تركيا إلى تسريع خطواتها نحو تطوير صناعتها العسكرية الخاصة، حتى باتت اليوم تضم نحو 3 آلاف شركة دفاعية، مما جعلها من أبرز مصدري الأسلحة في العالم.

صواريخ روكيتسان شاكير (يسار) وأتماكا بمعرض لانكاوي الدولي للطيران والفضاء في ماليزيا (الأناضول) الصادرات التركية.. نمو ملحوظ ومكانة متقدمة

شهدت صادرات تركيا الدفاعية نموا كبيرا، حيث أصبحت تشكل 1.7% من إجمالي الصادرات العالمية للأسلحة، مما وضعها في المرتبة رقم 11 بين أكبر مصدري الأسلحة الفترة بين 2020 و2024، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "إس آي بي آر آي" (SIPRI).

ومن بين أبرز عملائها الفترة من 2020 إلى 2024: الإمارات، باكستان، قطر.

ومن أهم الصادرات التركية المعروفة طائرة "بايراكتار تي بي 2" والتي تم تصديرها إلى 31 دولة على الأقل، بما في ذلك العراق، أوكرانيا، كينيا، بنغلاديش، اليابان.

وفي خطوة تهدف لتعزيز استقلالها بالإنتاج العسكري، أعلنت شركة "بايكار" المنتجة للطائرة عن استثمار 300 مليون دولار لتطوير محركاتها الخاصة، بهدف تقليل الاعتماد على محركات خارجية، خاصة في طائراتها المسيرة مثل "أكينجي" وكذلك لتطوير محرك توربيني لطائرة "كيزيليلما" المقاتلة.

مركبة القتال المدرعة "إيه سي في-إكس" من تصنيع أسلسان تشارك بتمرين تركيا الشتوي 2025 (الأناضول)

ويعكس النمو الكبير في صناعة الدفاع التركية تطورا إستراتيجيا تجاوز رد الفعل على التحديات الخارجية.

إعلان

وتمتلك تركيا اليوم قدرات دفاعية متقدمة في مختلف المجالات، من الطائرات المسيرة إلى الدبابات والمدافع البحرية، وتعد واحدة من اللاعبين الرئيسيين في سوق الأسلحة العالمي، مما يعزز من مكانتها على الساحة الدولية ويساهم في تعزيز قوتها العسكرية والاقتصادية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان من أبرز

إقرأ أيضاً:

موقع بريطاني: لندن أصبحت العدو الأول لموسكو

جاء في صحيفة "آي بيبر" التي تصدر في لندن عن مؤسسة ديلي ميل الإعلامية، إن بريطانيا أصبحت "العدو رقم 1" لروسيا بعد ذوبان الجليد في العلاقات بين واشنطن وموسكو.

وعزت الصحيفة في تقرير لكبير مراسليها ريتشار هولمز، هذا التحول إلى الدور الريادي التي تضطلع به بريطانيا ضد العدوان الروسي على أوكرانيا مما أدى إلى ترسيخ مكانتها باعتبارها العدو الأول الآن لموسكو.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف إسرائيلية: إقالة رئيس الشاباك تحول خطير ينذر بحرب أهلية بإسرائيلlist 2 of 2خبير أميركي: صاروخ "أوريشنيك" الروسي خبر سيئ للناتوend of list

وذكرت أن مسؤولي الأمن في بريطانيا يشعرون بالقلق على سلامة العمليات الاستخبارية الحيوية إزاء العلاقة الوطيدة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

عدم ثقة

ونقلت عن أحد المصادر، أن حالة من عدم الثقة بدأت تبرز في تزايد أخيرا في تبادل المعلومات الاستخبارية بين مسؤولي الأمن البريطانيين ونظرائهم الأميركيين، مع تغير موقف الولايات المتحدة تجاه روسيا.

وقال ستيفن بلانكي، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة -وهو مركز أبحاث في مجال الدفاع والأمن مقره الرئيسي في لندن- إن أجهزة الاستخبارات الأميركية مسيّسة في الوقت الحالي لدرجة، أن شريكاتها من وكالات المخابرات الأجنبية لا تستطيع ضمان عدم وصول معلوماتها السرية إلى روسيا.

وأضاف، أن هناك ميلاً لدى صناع القرار من الأفراد أو وحدات العمل في أجهزة الاستخبارات الأميركية، في انتهاج سياسات سرية خاصة بهم. واعتبر بلانكي ذلك تطورا خطِرا للغاية، يمكن أن يعرِّض أمن المصادر للخطر.

إعلان قد تدخل شركات خاصة

ونسبت "آي بيبر" في تقريرها على موقعها الإلكتروني، إلى مسؤول في المخابرات البريطانية القول، إنه في ظل غياب التعاون مع واشنطن، قد تتدخل شركات الدفاع والأمن الخاصة لملء الفجوة التي قد تحدث بفعل عدم الحصول على المعلومات من الاستخبارات الأميركية.

ويعتقد جون فورمان، الذي عمل ملحقا عسكريا بالسفارة البريطانية في موسكو حتى عام 2022، أن المخاوف من تبادل الولايات المتحدة معلومات استخبارية بريطانية حساسة مع روسيا، مبالغ فيها، لكنها تظل، مع ذلك، نوعا من المجازفة.

ووفقا للتقرير، فإن مسؤولي الأمن في جميع أنحاء أوروبا يخشون من استخدام ترامب للمعلومات الاستخبارية ورقة مساومة، بعد أن هدد مسؤول كبير في البيت الأبيض بإخراج كندا من تحالف العيون الخمس لتبادل المعلومات الاستخبارية بعد خلاف في الرسوم الجمركية.

والعيون الخمس، مصطلح يُشير إلى تحالف استخباري يشمل كلا من الولايات المتحدة بريطانيا، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا.

دليل يسند المخاوف

وقد تجلى عدم القدرة على التنبؤ بشكل أكبر في تصرفات الرئيس الأميركي -حسب تعبير هولمز في تقريره- بعد أن توقفت واشنطن عن تبادل المعلومات الاستخبارية الحيوية مع أوكرانيا.

وقال ماثيو دن، وهو ضابط استخبارات سابق في جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6)، إن أجهزة الأمن البريطانية ستوضع في "موقف صعب للغاية"، وهي تشهد علاقات أوثق بين ترامب وبوتين، مضيفا، أن ذلك يسبب مشكلات لعملاء المخابرات البريطانية في جبهات القتال الأمامية في أوكرانيا.

غير أن متحدثا باسم الحكومة البريطانية -لم تذكر (آي بيبر) اسمه- وصف الولايات المتحدة بأنها الحليف الأقرب لبلاده، قائلا "سنواصل التعاون الوثيق في المسائل الدفاعية والاستخبارية والأمنية، وإن أي حديث خلاف ذلك غير صحيح على الإطلاق".

مقالات مشابهة

  • بروكسل تطرح استراتيجيتها الدفاعية التي طال انتظارها.. ولكن من أين سيأتي التمويل؟
  • رحمة رياض: نحن في زمن غريب كل شيء بسرعة ..فيديو
  • الجيش السوداني من الجيوش القليلة في عالم اليوم التي تضم أكفأ الجنرالات وأشجع الجنود
  • صحيفة فرنسية: غزة على حافة الهاوية بعد استئناف الحرب
  • وكالة السودان للأنباء “سونا” تتسلم الدفعة الأولى من المعدات لتأهيل الوكالة من منظومة الصناعات الدفاعية
  • موقع بريطاني: لندن أصبحت العدو الأول لموسكو
  • هل ترسل تركيا قوات عسكرية إلى أوكرانيا؟
  • فايننشال تايمز: بعد ترامب على حلفاء واشنطن بآسيا مراجعة سياساتهم الدفاعية
  • كيف أصبحت الصومال حجر الزاوية باستراتيجية تركيا في أفريقيا؟