أبوظبي – الوطن:
أطلق مستشفى أن أم سي رويال – مدينة خليفة، برنامج اضطراب طيف التصاق المشيمة، وهو مبادرة رائدة توفر رعاية طبية عالمية المستوى للأمهات الحوامل اللواتي تم تشخيصهن بهذه الحالة عالية الخطورة. وخلال العام الماضي، خضعت 10 نساء للعلاج بنجاح ضمن هذا البرنامج، حيث تلقّت كل مريضة رعاية متعددة التخصصات مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتها الطبية الفريدة.


بالنسبة للنساء المصابات باضطراب طيف التصاق المشيمة، يمكن أن تكون الرحلة مرهقة بسبب المضاعفات المحتملة. فهذه الحالة، التي يحدث فيها التصاق المشيمة بجدار الرحم بشكل غير طبيعي، تشكل مخاطر جسيمة أثناء الولادة، وقد تؤدي إلى نزيف حاد يستدعي في كثير من الأحيان استئصال الرحم. وهنا يأتي دور الفريق الطبي المتخصص في مستشفى أن أم سي رويال، مدينة خليفة، الذي يعمل على تغيير النهج التقليدي من خلال تقديم حلول مبتكرة تتمحور حول المريضة، وتركّز على السلامة مع الحفاظ على الخصوبة.
ما يميز برنامج اضطراب طيف التصاق المشيمة لدينا هو بروتوكول العلاج المخصص والمنسق بدقة. حيث تخضع كل مريضة لتقييم شامل، يتضمن تأكيد التشخيص باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، مما يمكّن الفريق الطبي من التخطيط المسبق للجراحة ووضع خطة علاجية فردية تتناسب مع حالتها. كما يتعاون فريق متعدد التخصصات في كل حالة، ويشمل أطباء التوليد، وأخصائيي طب الأم والجنين، وأطباء الأشعة التداخلية، وأطباء المسالك البولية، وأطباء التخدير، وأخصائيي العناية المركزة، بالإضافة إلى فريق جراحي على أعلى مستوى من الكفاءة.
في العديد من المستشفيات، يُعتبر استئصال الرحم – أي الإزالة الجراحية للرحم – الحلّ المعتاد لإدارة حالات اضطراب طيف التصاق المشيمة لتجنب المضاعفات التي تهدد الحياة. ولكن بفضل بروتوكولاتنا المتقدمة، ومرافقنا الحديثة، وخبرات فريقنا المتعدد التخصصات، لم تحتج أي من النساء اللواتي خضعن للعلاج ضمن برنامجنا إلى استئصال الرحم. علاوة على ذلك، كانت نسبة فقدان الدم في جميع الحالات ضئيلة، مما أدى إلى تعافٍ أسرع ونتائج صحية أفضل للأمهات على المدى الطويل. يمثل ذلك تطورًا هامًا في علاج اضطراب طيف التصاق المشيمة، حيث يمنح النساء الأمل وفرصة الحفاظ على خصوبتهن مع ضمان ولادة آمنة بأعلى معايير السلامة.
يُعد اضطراب طيف التصاق المشيمة من أكثر الحالات تعقيدًا خلال الحمل، ويتطلب إدارته خبرة متخصصة وتجربة متعمقة ونهجًا متكاملًا يتكيف مع كل حالة على حدة. ويمكن للتشخيص المبكر والتخطيط الدقيق أن يحدثا فارقًا جوهريًا في ضمان ولادة أكثر أمانًا وتحقيق أفضل النتائج الصحية للأمهات.
في مستشفى أن أم سي رويال مدينة خليفة، نلتزم بأن نكون في طليعة الرعاية المتخصصة لحالات اضطراب طيف التصاق المشيمة، ونسعى باستمرار إلى الابتكار ووضع معايير جديدة في مجال صحة المرأة. ويضمن التزامنا الراسخ تقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية لكل امرأة تواجه هذه الحالة، إلى جانب التعاطف والدعم والطمأنينة التي تستحقها.
إن تفانينا في الابتكار المستمر والتميز في رعاية الأمهات والجنين يضمن لكل أم حامل تدخل أبوابنا حصولها على أكثر العلاجات أمانًا وفعالية المتاحة اليوم.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

نجاة عبد الرحمن تكتب: التهجير الناعم

على طريقة احنا أسفين يا صلاح،  تراجع ترامب عن اقتراحه بنقل سكان غزة إلى سيناء بسبب عدة عوامل أهمها الموقف المصري الرافض لمحاولات التهجير القسري لأهل فلسطين تنفيذا لمخطط جيورا إيلاند، لجأ الكيان الصهيوني لتنفيذ مخطط التهجير الناعم، حيث  شهدت غزة خلال الساعات الأخيرة تصعيدًا خطيرًا حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 14 فلسطينيًا وإصابة العشرات، و تركزت هذه الغارات في جنوب القطاع، خاصةً قرب منطقة المواصي الإنسانية التي أُنشئت سابقًا كمأوى للنازحين

استهدفت الغارات خيامًا تأوي نساءً وأطفالًا، بالإضافة إلى منازل في أحياء مختلفة من غزة. يأتي هذا التصعيد بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن استمرار المفاوضات مع حركة حماس ٠

جاء تراجع ترامب عن موقفه لعدة عوامل رئيسية أهمها :

•    الرفض المصري القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، مؤكدة أن سيناء ليست خيارًا لهذا الأمر، وأنه لن يُسمح بانتهاك السيادة المصرية.

•     المعارضة الدولية: قوبل اقتراح ترامب بانتقادات حادة من الدول العربية والمجتمع الدولي، حيث اعتُبر تهجير الفلسطينيين انتهاكًا لحقوقهم وسيادتهم على أراضيهم، إضافة إلى كونه مخالفة للقوانين الدولية.

•     الضغط من حلفائه السياسيين: واجه ترامب انتقادات حتى داخل حزبه الجمهوري، حيث عبر بعض أعضاء الكونجرس عن قلقهم من تأثير هذه الفكرة على العلاقات الأمريكية مع الدول العربية الحليفة، وخاصة مصر والأردن.

•     مخاوف أمنية وإنسانية: حذرت منظمات حقوق الإنسان من أن تهجير سكان غزة قسريًا سيؤدي إلى كارثة إنسانية وأزمة لاجئين كبيرة، وهو ما قد يفاقم التوترات في المنطقة بدلاً من تهدئتها.


نتيجة لهذه العوامل، اضطر ترامب إلى التراجع عن الفكرة، مؤكدًا أن الفلسطينيين لن يُجبروا على مغادرة غزة، وأنه سيبحث عن حلول أخرى للأزمة.

بعد تراجع الرئيس الأمريكي لجأ نتنياهو للعنف لإجبار الفلسطينيين و دول الجوار على قبول مخطط التهجير القسري الناعم، على طريقة فتوة الحارة الذي  يمارس البلطجة لنهب الأهالي بعد تخلي كبير البلطجية عن دعمه .

بالإضافة إلى ذلك، اعلان ترامب  أن بلاده ستمنح البلدان العربية فرصة للتوصل إلى خطة بديلة بشأن غزة، بعد رفضها مقترحه بتهجير سكان القطاع وسيطرة الولايات المتحدة عليه. وأشار إلى أن شركاء الولايات المتحدة العرب سيجتمعون في السعودية في غضون أسبوعين ثم يعودون إلى واشنطن بخطة حول غزة، الأمر الذي أستفز نتنياهو و لجأ لتنفيذ التهجير الناعم .

حتى الآن، لم يتم الإعلان عن أي خطة بديلة محددة من قبل الإدارة الأمريكية أو الدول العربية  المعنية سوى مصر ولا تزال المشاورات جارية بين الأطراف المختلفة للوصول إلى حل مستدام يضمن حقوق سكان غزة ويحترم سيادة الدول المجاورة.

و تمثلت الخطة المصرية المقترحة  لإعادة إعمار غزة تمثل خطوة استراتيجية نحو دعم الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه المشروعة. تستند هذه الخطة إلى عدة محاور رئيسية :

إعادة الإعمار الشامل: تتضمن الخطة إعادة بناء البنية التحتية والمرافق الحيوية في قطاع غزة، بهدف تحسين الظروف المعيشية للسكان وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

حل الدولتين : تؤكد الخطة على ضرورة تحقيق حل الدولتين كسبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل بسلام وأمان.

رفض التهجير القسري: تشدد الخطة على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدة على حقهم في البقاء والعيش بكرامة داخل وطنهم.

دعم دولي وعربي: حظيت الخطة بتأييد واسع من الدول العربية والمجتمع الدولي، حيث تم تبنيها كبديل عملي للمقترحات الأخرى التي قد لا تراعي حقوق الفلسطينيين.

بناءً على هذه المحاور، أرى أن الخطة المصرية تمثل نهجًا متوازنًا وواقعيًا لحل أزمة غزة، حيث تركز على إعادة الإعمار وتحقيق السلام الدائم دون المساس بحقوق الشعب الفلسطيني أو سيادة الدول المجاورة.

و تأتي تلك الخطة لتنسف المعتقد اليهودي بأنه لابد من خوض حرب شاملة مع العرب و إبادتهم لتحقيق النبؤة التي يؤمنون بها رغم عدم وجود نبوءة مؤكدة أو نص ديني متفق عليه ينص صراحة على حرب بين اليهود والعرب تؤدي إلى الاستيلاء على أرض العرب.

ومع ذلك، هناك تفسيرات وتأويلات لنصوص دينية وتاريخية تشير إلى صراعات مستقبلية بين بني إسرائيل وبعض الدول المحيطة بهم.

منها النبوءات الدينية في التوراة والإنجيل :
سفر حزقيال (إصحاح 38-39): يتحدث عن "حرب جوج ومأجوج"، والتي يُفسرها البعض على أنها صراع عالمي يشمل إسرائيل ودولًا أخرى. لكن النصوص لا تشير إلى ضرورة الاستيلاء على سيناء تحديدًا.

سفر دانيال: يتحدث عن صراعات بين ممالك الشمال والجنوب، وقد فُسرت بعض الأجزاء على أنها تشير إلى حروب بين قوى عالمية وإسرائيل، ولكن دون ذكر مباشر لمصر، عكس الروايات و الأكاذيب الإسرائيلية.

سفر إشعياء (إصحاح 19): يذكر اضطرابات في مصر، ولكن ليس احتلالًا على يد إسرائيل، بل يتحدث عن أزمات داخلية.

النبوءات الإسلامية

في بعض الأحاديث النبوية توجد إشارات إلى معارك كبرى في آخر الزمان، مثل "ملحمة كبرى" بين المسلمين وأعدائهم، لكن لا يوجد نص صريح يقول إن إسرائيل لابد أن تستحوذ على سيناء لاستعادة ملك سليمان، أما الأحاديث التي تتحدث عن الصراع مع اليهود مثل حديث "قتال اليهود حتى ينطق الحجر والشجر" ترتبط غالبًا بفلسطين وليس مصر، مما يدحض الأكاذيب الصهيونية .

التفسيرات الحديثة

بعض الجماعات الصهيونية المتطرفة لديها رؤية توراتية تدعو إلى توسيع دولة إسرائيل، وتذكر "من النيل إلى الفرات"، لاستعادة هيكل سليمان عليه السلام وبناء المملكة الكبرى التي يؤمن بها نتنياهو و حلفائه.

بالمختصر المفيد لا توجد نبوءة مؤكدة أو نص مقدس يشير إلى ضرورة استيلاء إسرائيل على الأراضي العربية و خاصة مصر، ولكن هناك تأويلات دينية ونظريات سياسية تطرح هذه الفكرة. 
و لكن استمرار الحرب قد يكون جزءًا من خطة لإجبار السكان على مغادرة غزة طوعًا بسبب الظروف القاسية، مما يُسهل تنفيذ التهجير دون الحاجة إلى إعلان رسمي، و أي مفاوضات مستقبلية قد تتضمن بنودًا تُسهل خروج عدد من الفلسطينيين بحجة "إعادة الإعمار" أو "المساعدات الإنسانية".
السيناريوهات المحتملة:

•     تزايد الضغط الدولي لمنع التهجير، لكن مع استمرار الأوضاع المأساوية داخل غزة.

•    محاولة إسرائيل فرض "تهجير ناعم" عبر التضييق المعيشي، مع استخدام  مصر كمنطقة عبور مؤقتة للفلسطينيين.

التصعيد العسكري الحالي يخدم أهداف التهجير القسري بشكل غير مباشر، لكنه لن يكون كافيًا لتنفيذ خطة ترامب بالكامل إلا إذا وُجد دعم دولي واضح أو تخاذل عربي. في النهاية، يبقى صمود الفلسطينيين، والموقف المصري الصلب حتى الآن، العائق الأكبر أمام تنفيذ هذا المخطط.
حفظ الله مصر و أرض فلسطين وشعبها .

مقالات مشابهة

  • زينة لـ"البوابة نيوز": مشهد مرض ابنتي من أكثر المشاهد التي أثرت في الجمهور
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: التهجير الناعم
  • طفل سوري يتغلب على مرض نادر بفضل علاج متقدم في مدينة خليفة الطبية
  • هل لحوم الأبقار التي تتغذى على العشب أكثر استدامة بيئيًا؟ دراسة جديدة تكشف الإجابة
  • مستشفى الشهيد الدرة بجحانة يقدّم أكثر من 300 خدمة صحية
  • وصول جثامين عشرات الشهداء إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة
  • مصادر طبية: أكثر من 50 قتيلا وعشرات الجرحى في القصف الجوي الإسرائيلي على مدينة غزة
  • استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة درعا
  • بالصور: مستشفى الأمير حمد بن خليفة بغزة يستأنف تقديم خدماته