الإمام «العطار» السادس عشر للأزهر.. رئيس التحرير الأول في مصر
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
يتحدث التركية والإنجليزية فقد عاش ثلاثة عشر عامًا في أوروبا ودمشق والقدس وتركيا، وعاش في يوغسلافيا خمس سنوات يحصل العلم الحديث بما فيها الفنون الهندسية والميكانيكا، كان خبيرًا بعلم الصيدلية والأعشاب ورث ذلك عن جده وأبيه، وهو رئيس التحرير الأول الأزهري مؤسس صحيفة الوقائع المصرية مولانا الإمام الأكبر الشيخ حسن العطار صاحب مقولة: «إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالُها ويتجدَّدَ بها من المعارف ما ليس فيها».
فإلى جانب تدريسه وتأليفه في العلوم العربية نجده يكتب في المنطق والفلك والطب والطبيعة والكيمياء والهندسة، كانت له مائدة رمضانية شهيرة في تاريخ علماء الأزهر يحضرها أنبغ تلاميذه: «مولانا الإمام رفاعة الطهطاوي والشيخ السادات والثائر الأزهري علي الصعيدي قائد المقاومة الشعبية ضد الغزاة الفرنسيين بأسيوط».
ومن شدة فيض علمه كانت محاضرته تمتد حتى وقت الإفطار فتكون المائدة جاهزة لتلاميذه الكثر ورؤساء الأروقة وأساتذة الأعمدة.
وصفه الطهطاوي ذات يوم بالإفطار الشهي قبل السفر لباريس، تكاد تلمس روحه وعلمه وكرمه بيدك، فالعطار عالِم جليل ذائع الصيت في مصر وسائر الأقطار العربية وأوروبا وأديب فريد، وشاعر مجيد، وكان مع ما اتصف به من حميد السجايا وطيب الخلال متواضعًا كريمًا جداً زاهدًا وجيهًا أينما توجَّه وحيثما أقام، وفي محراب علمه يجلس إمام التجديد محمد عبده طفلًا صغيرًا يستمع لتفسير القرآن العظيم برؤية معاصرة في مجال التعليم والثقافة، فكان أول من يُنبِّه الأزهريين في عصره إلى واقعهم الثقافي والتعليمي، ويُبيِّن ضرورةَ إدخالهم المواد الممنوعة كالفلسفة والأدب والجغرافيا والتاريخ والعلوم الطبيعية، كما يبيِّن ضرورة الرجوع إلى كتب الأصول وعدم الاكتفاء بالملخصات والمتون المتداولة، ويتوسَّل إلى ذلك بكل وسيلة.
يقول مبيِّنًا الفارق بين علماء عصره والعلماء الأفذاذ الذين عرَفهم العالمُ العربي قبل عصر العطار، ومحطمًا أكذوبة تحريم الدين الإسلامي لبعض العلم، وهو صاحب فكرة إرسال الطهطاوي تلميذِه الفذ في البعثة العلمية إلى فرنسا في عهد محمد علي، كما كان صاحبَ فكرة تدوين الطهطاوي لكل ما يرى وما يَعِنُّ له في أثناء رحلته مما كان ثمرته كتاب «تخليص الإبريز في تلخيص باريز».
كان صديقًا حميمًا للجبرتي المؤرِّخ حيث أسهم معه في تأليف كتابه «مظهر التقديس»، والمعروف عن الجبرتي أنه كان يَنقِم على محمد علي افتياتِه على الكيان المصري والشخصية المصرية، وإن أُعجب بنشاطه وحزمه.
يقول في ذلك: «فلو وفَّقه الله بشيء من العدالة على ما فيه من العزم والكياسة والشهامة والتدبير والمطاولة لكان أعجوبةَ زمانه وفريد أوانه».
وليس ببعيد أن تكون هذه هي حقيقة موقف العطار نفسه من محمد علي وحُكمه، لا سيما أن الرجل كان شديدَ الغيرة على المصلحة العامة، شديدَ الحرص على تشخيص الواقع المحيط به وتغييره.
اقرأ أيضاًرئيس جامعة الأزهر: التشبيه القرآني للهلال بالعرجون القديم إعجاز لغوي وبياني فريد «فيديو»
الأزهر يدين العدوان الصهيوني على غزة ويدعو لتحرك دولي عاجل
خدم السنة النبوية بجهده ووقته.. الأزهر ينعى الشيخ أبو إسحاق الحويني
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الأزهر الشريف الشيخ حسن العطار
إقرأ أيضاً:
أبناء إقليم عدن بمأرب يقيمون أمسية رمضانية في إطار رفع الجاهزية والاستعداد لمعركة التحرير القادمة.
نظم أبناء إقليم عدن أمسية رمضانية في محافظة مأرب تحت شعار "رمضان شهر الانتصارات"، وذلك في إطار رفع الجاهزية والاستعداد لمعركة التحرير القادمة، وإحياء الروح الإيمانية والمعاني الجهادية بين الحاضرين.
وخلال الأمسية، ألقى المفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن/ عادل القميري كلمة أكد فيها على أهمية الجاهزية العالية والاستعداد للمرحلة القادمة، مشددًا على ضرورة وحدة الصف وتعزيز الروح الوطنية.
وتعهد القميري للشعب بالسير على درب الكفاح والنضال لتطهير اليمن مما وصفه "بدنس الكهانة والجهل والتخلف" مليشيات الحوثي الارهابية.
كما تضمنت الأمسية محاضرة ألقاها الشيخ محمد الرويشان، تناول فيها دروس رمضان في الصبر والجهاد، إلى جانب قصيدة للشاعر مجلي القبيسي، ومجموعة من المشاركات الشعرية والفنية التي عززت الأجواء الحماسية.
وافتُتحت الفعالية بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور محمد القباطي، رحب فيها بالحاضرين وأكد على أهمية هذه اللقاءات في توحيد الجهود نحو الهدف المشترك.
تخللت الفعالية العديد من الفقرات الفنية والقصائد الشعرية للشاعر مجلي القبيسي ، نالت استحسان الحضور
هذا وتأتي هذه الأمسية ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى تحفيز أبناء الإقليم ورفع مستوى الوعي والاستعداد للمرحلة القادمة.