انتقد مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإغلاقها شبكة إذاعة صوت أميركا، التي أُسست بعد هجمات بيرل هاربور أثناء الحرب العالمية الثانية.

وقال الكاتب دانا ميلبانك -كاتب عمود يغطي السياسة الوطنية- إن إذاعة صوت أميركا كانت صوتا للحرية في جميع أنحاء العالم، ودرعا منيعا أمام الشمولية في الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة والعقود التي تلت ذلك.

وأكد الكاتب أن "القادة الشموليين" فشلوا مرارا وتكرارا في إسكات صوت أميركا، ومنهم زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر وقائد الاتحاد السوفياتي جوزيف ستالين ومؤسس جمهورية الصين الحديثة ماو تسي تونغ ومرشد الثورة الإيرانية آية الله الخميني، وخلفاؤهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ وعلي خامنئي.

واستغرب ميلبانك من أن يكون من نجح في إسكات الإذاعة هو ترامب قائد العالم الحر، الذي لم يكتفِ بتسريح جميع موظفي الإذاعة البالغ عددهم حوالي 1300، بل أغلق أيضا إذاعتين تحت مظلة الوكالة الأميركية للإعلام العالمي، هما إذاعة أوروبا الحرة وإذاعة آسيا الحرة.

"سعادة المستبدين"

وأشار الكاتب إلى ما اعتبره "سعادة المستبدين" بهذه الأخبار، إذ ذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني في وسائل الإعلام الدولية أن "منارة الحرية المزعومة صوت أميركا ألقت بها حكومتها وكأنها خرقة قذرة".

إعلان

ووصف هو شيجين -رئيس التحرير السابق لصحيفة غلوبال تايمز- إغلاق إذاعة صوت أميركا بـ"الخبر العظيم"، موضحا أن "الجميع في الصين تقريبا يعرفون صوت أميركا لأنها رمز مشهور للتغلغل الأيديولوجي الأميركي في الصين"، وفق المقال.

ومن المرجح -حسب ميلبانك- أن تحتفل روسيا أيضا بزوال الإذاعة التي تعد تهديدا لأمن البلاد القومي.

خسارة قوة ناعمة

واعتبر الكاتب أن إسكات إذاعة صوت أميركا التي يصل جمهورها الأسبوعي إلى حوالي 360 مليون شخص وتبث برامجها بنحو 50 لغة، يشير إلى تخلي إدارة ترامب الكامل عن "القوة الناعمة"، وتقويض النفوذ العالمي للولايات المتحدة، خصوصا بعد إغلاق الرئيس الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وبرأي المقال، فقد أفسح ترامب بقراره المجال لوسائل الإعلام الدعائية الروسية والصينية للتوسع في أفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث كان هناك إقبال واسع على صوت أميركا.

وذكر الكاتب أن الإذاعة استطاعت في إيران مضاعفة جمهورها على الإنترنت، وزادت نسبة مشاهدة مقاطع الفيديو التي تنشرها بما يعادل 8 أضعاف.

وأشار إلى أن الصين تنفق المليارات على وسائل إعلامها في أفريقيا، في حين تفيد تقارير بأن إيران تنفق مئات الملايين للغرض ذاته، وكذلك تعمل روسيا على ترسيخ شبكات "آر تي" و"سبوتنيك" كبدائل لصوت أميركا في دول مثل فنزويلا وجنوب السودان.

أما إذاعة صوت أميركا، فهي تكلف دافعي الضرائب 270 مليون دولار سنويا، ويصل صوتها إلى 48 دولة أفريقية، ما عده الكاتب ثمنا بخسا مقارنة بفوائد التصدي للتطرف في الدول "القمعية" في أميركا اللاتينية وأفريقيا.

وخلص الكاتب إلى أنه مثلما سيستفيد الصينيون والروس والإيرانيون من إسكات "أصوات الحقيقة والحرية"، ستستفيد كذلك إدارة ترامب، ما يشير لتوجهها وموقفها من الديمقراطية الأميركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تلغي عقود الإعلام مع وكالات الأنباء الكبرى!

متابعة بتجــرد: أعلنت مستشارة للرئيس الأميركيّ دونالد ترامب أنّ الولايات المتّحدة ستلغي العقود العامّة مع وكالات الأنباء العالميّة الثلاث.

وقالت كاري ليك، وهي صحافيّة سابقة تحوّلت إلى سياسيّة مقرّبة من ترامب، عبر منصّة إكس، إنّ الولايات المتّحدة يجب “ألّا تدفع بعد الآن لشركات الإعلام الخارجيّة لتبلغنا بالأخبار”.

وفي العالم ثلاث وكالات أنباء كبرى هي فرانس برس وأسوشيتد برس ورويترز.

والشهر الماضي، أصبحت ليك مستشارة خاصّة للوكالة الأميركيّة للإعلام العالميّ، وهي هيئة عامّة أميركيّة تشرف على عدد من وسائل الإعلام العاملة في الخارج، بما في ذلك إذاعة صوت أميركا وإذاعة أوروبا الحرّة/إذاعة الحرّيّة.

وكتبت ليك “لقد تدخّلت اليوم لإلغاء عقود الوكالة الأميركيّة للإعلام العالميّ المكلّفة وغير الضروريّة مع وكالات أنباء، بما في ذلك عقود بعشرات ملايين الدولارات مع وكالة أسوشيتد برس ورويترز ووكالة فرانس برس”.

ووكالة فرانس برس متعاقدة منذ سنوات مع وسائل إعلام تابعة للوكالة الأميركيّة للإعلام العالميّ لتزويدها أخبارًا وصورًا ومقاطع فيديو.

وسبق للملياردير إيلون ماسك الّذي أوكل إليه ترامب مهمّة خفض الإنفاق العامّ، أن دعا صراحة إلى “إغلاق” كلّ من “صوت أميركا” و”إذاعة أوروبا الحرّة”، معتبرًا أنّها عديمة الفائدة، وعدد مستمعيها قليل ومكلفة.

وفي كانون الأوّل/ديسمبر الماضي، اختار ترامب ليك لقيادة إذاعة صوت أميركا، لكنّها لم تثبت بعد في هذا المنصب.

main 2025-03-17Bitajarod

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تبدأ عمليات تسريح واسعة لموظفي إذاعة صوت أميركا
  • إدارة ترامب تبدأ عمليات تسريح واسعة لموظفي إذاعة "صوت أميركا" وشبكة "الحرة"
  • هل ينجح الجمهوريون في تصنيف “متلازمة اضطراب ترامب” كمرض عقلي؟
  • إدارة ترامب تلغي عقود الإعلام مع وكالات الأنباء الكبرى!
  • كاتب أميركي: ترامب يقوض الديمقراطية محليا ودوليا
  • ترامب يجمد عمل إذاعات “صوت أميركا” و”آسيا الحرة” و”أوروبا الحرة”
  • لولاها لسقطت في أسبوعين.. أسلحة أميركا التي يهدد ترامب بمنعها عن أوكرانيا
  • ترامب يوقف صوت أمريكا بعد 83 من انطلاقها.. غير ضرورية
  • قاض أميركي يمنع ترامب من استخدام صلاحيات زمن الحرب لترحيل المهاجرين