كيف تفاعل الفرنسيون مع حملة إعلانية ألبست برج إيفل الحجاب؟
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
أثارت حملة إعلانية لعلامة تجارية للملابس النسائية المحتشمة جدلا واسعا في فرنسا، بعد نشرها فيديو ترويجيا يظهر فيه برج إيفل (الرمز الفرنسي الشهير) وكأنه يرتدي الحجاب والعباية.
وأعلنت علامة "مراشي" -التي أسستها مصممة مغربية هولندية تدعى ندى مراشي- عن توجهها إلى باريس (عاصمة الموضة العالمية) لعرض وبيع بعض من تصاميمها خلال الفترة من 22 إلى 30 مارس/آذار الجاري، مما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط الفرنسية.
ونشرت العلامة التجارية فيديو ترويجيا مع تعليق "تتذكرون عندما حظر الحجاب؟ الحكومة الفرنسية لا تريدنا في باريس" في إشارة إلى القيود التي تفرضها فرنسا على ارتداء الحجاب في بعض الأماكن العامة.
وسرعان ما أثارت الحملة الإعلانية انتقادات من سياسيين فرنسيين، حيث قالت النائبة عن حزب التجمع الوطني اليميني ليزيت بوليت "برج إيفل، رمز فرنسا، يتم التلاعب به من قبل علامة مراشي التي تغطيه بحجاب إسلامي في إعلان استفزازي".
بينما ذهب مؤسس الحركة السياسية المدنية فيليب مورير إلى أبعد من ذلك قائلاً "يجب أن نكون حازمين: حظر متاجر هذه العلامة التجارية وحظر الوصول إلى موقعها الإلكتروني في فرنسا. يجب فرض الاحترام".
إعلان آراء متباينةورصد برنامج "شبكات" بتاريخ 2025/3/18 جانبا من تفاعلات الفرنسيين على مواقع التواصل مع هذه الحملة التسويقية، ومن ذلك ما كتبه جيريمايا "ما الخطوة التالية؟ برج بيزا بالنقاب؟ إذا كان إعلان تجاري يهز الجمهورية، فربما مشكلتنا ليست في الحجاب بل في هشاشة هذه الجمهورية".
في المقابل، غردت بيتي معترضة "برج إيفل ليس لوحة إعلانية لأي أيديولوجيا التلاعب بالرموز الوطنية بهذا الشكل استفزاز صارخ لقيم الجمهورية. يجب وضع حدود لهذا النوع من الدعاية".
وعلق لامز متسائلاً "ما علاقة أن تكون عنصريا بعدم الرغبة في تشويه أكبر معلم فرنسي باستخدام رمز ديني؟ هل توافقون على وضع صورة صليب على نصب تذكاري في بلد مسلم؟ إذا كان هذا يثير استياءكم، فهذا يعني أنكم أيضا عنصريون".
بينما رأى إيتيان أن رد الفعل مبالغ فيه، وكتب "لماذا كل هذا الغضب؟ إذا كان برج إيفل يمكن أن يُضاء بألوان مختلفة لدعم قضايا متعددة، فلماذا لا يمكن تمثيله بالحجاب في إعلان تجاري؟ الحرية تعني للجميع، أليس كذلك؟".
يُذكر أن "مراشي" علامة تجارية للملابس النسائية المحتشمة، وتتخذ من هولندا مقرا وتبيع منتجاتها عبر متجرها الإلكتروني في عدة دول حول العالم، وتستهدف بشكل خاص المسلمات الملتزمات بارتداء الحجاب.
وفي ظل الجدل المتصاعد، دافعت صاحبة العلامة التجارية عن حملتها قائلة إنها "ببساطة حملة تسويقية لا أكثر، وليست قضية سياسية" مؤكدة أنها ستواصل وجودها في فرنسا.
ولم تتراجع الشركة عن نهجها التسويقي، بل عززته بنشر صورة جديدة لفتاة محجبة مرتدية ملابس مراشي على قوس النصر وسط باريس، في تحد واضح للانتقادات التي تلقتها.
18/3/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان برج إیفل
إقرأ أيضاً:
بعد الجدل حول تمثال الحرية.. هل تستطيع باريس استعادة هديتها التاريخية من واشنطن؟
في خطوة غير مسبوقة، دعا السياسي الفرنسي وعضو البرلمان الأوروبي، رافائيل غلوكسمان، الولايات المتحدة إلى إعادة تمثال الحرية إلى فرنسا، زاعمًا أن أميركا لم تعد تستحق هذا الرمز الذي قدمته باريس لها قبل ما يقارب 140 عامًا.
وجاءت هذه التصريحات خلال خطاب ألقاه غلوكسمان أمام أنصاره في حزبه اليساري الصغير "المكان العام"، حيث قال: "لقد كان تمثال الحرية هديتنا لكم، لكن يبدو أنكم تحتقرونه. لذا، أعتقد أنه سيكون أكثر سعادة معنا".
وعكست هذه التصريحات صدمة أوسع في الأوساط السياسية الأوروبية من التغيرات الجذرية التي أحدثها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.
وأضاف غلوكسمان أن القيم التي يمثلها التمثال، مثل الحرية والديمقراطية، لم تعد تُحترم بالشكل الكافي في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن فرنسا قد تكون المكان الأنسب لاستضافة هذا الرمز التاريخي في الوقت الحالي.
هل يمكن لفرنسا "ترحيل" التمثال من أميركا؟ورغم مطالبات غلوكسمان، فإن احتمال استعادة فرنسا لتمثال الحرية يكاد يكون مستحيلًا. فبحسب منظمة اليونسكو، التي أدرجت التمثال ضمن قائمة التراث العالمي، فإن النصب الشهير هو ملك للحكومة الأميركية.
وقد أُهدي التمثال إلى الولايات المتحدة في الأصل عام 1886 كرمز للصداقة بين البلدين، بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلال أميركا. وعلى الرغم من أن التصميم والنحت كانا فرنسيين، فقد تكفلت الولايات المتحدة ببناء القاعدة، بينما غطت فرنسا تكاليف التمثال نفسه.
ولم يتأخر الرد الأميركي على التصريحات الفرنسية. فقد علّقت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، قائلة إن على فرنسا أن تكون "ممتنة" للدور الأميركي في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وأضافت بلهجة حادة: "نصيحتي لذلك السياسي الفرنسي المغمور هي أن يتذكر أن الفرنسيين لا يتحدثون الألمانية اليوم إلا بفضل الولايات المتحدة الأميركية". لكن هذا الرد تجاهل دور فرنسا المحوري في دعم استقلال الولايات المتحدة خلال حربها ضد بريطانيا.
المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، تقول بأن تمثال الحرية سيبقى مكانهتوتر في العلاقات بين باريس وواشنطنوفي حين أن حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون لم تدعم دعوة غلوكسمان، إلا أن العلاقات الفرنسية-الأميركية تمر بفترة حساسة. فباريس تتعامل بحذر مع سياسات ترامب، إذ يسعى ماكرون للتعاون معه في بعض الملفات، بينما يعارضه بشدة في قضايا أخرى مثل التعريفات الجمركية.
وفي الوقت نفسه، كان رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، أكثر حدة في انتقاداته لترامب، واصفًا تعامله مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الوحشي"، ومحذرًا من أن تأجيل المساعدات العسكرية لكييف قد يمنح روسيا انتصارًا استراتيجيًا.
من جهته، لم يخفِ غلوكسمان انتقاداته، حيث وصف ترامب بـ"السلطوي" واتهمه بأنه "يُقدّم أوكرانيا على طبق من فضة" لروسيا.
Relatedبرج إيفل مغطى بحجاب إسلامي.. فيديو دعائي يثير جدلاً واسعاً في فرنساماكرون يواجه تشكيك ترامب: فرنسا كانت وستبقى حليفًا مخلصًا للناتوفي ظل التقارب بين واشنطن وموسكو.. وزراء دفاع أوروبا يناقشون استراتيجية جديدة لدعم أوكرانيا تمثال الحرية... رمز تحت الجدل السياسياستشهد غلوكسمان في خطابه بالكلمات الشهيرة للشاعرة الأميركية إيما لازاروس عن التمثال، الذي وصفته بـ"المرأة القوية التي تحمل المشعل"، والتي وعدت بأن يكون وطنًا "للمتعبين، والفقراء، والجماهير المتعطشة للحرية".
واختتم حديثه قائلاً: "اليوم، هذا البلد لم يعد ما كان عليه".
وعلى الرغم من الجدل السياسي المحتدم، فإن تمثال الحرية سيبقى، كما يبدو، في موقعه الشهير المطل على نيويورك، شاهدًا على العلاقات المتقلبة بين أميركا وفرنسا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: مطالبين بوقف "الإبادة الجماعية في غزة".. ناشطون يهود يحتلَون تمثال الحرية في نيويورك شاهد: تنصيب نموذج مصغر لتمثال الحرية بالسفارة الفرنسية بواشنطن شاهد: من فرنسا إلى أمريكا.. وصول النسخة المصغرة من تمثال الحرية إلى جزيرة إليس فرنساالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبالبيت الأبيضحرية التعبيرتمثال