لم تفاجئ إسرائيل العالم بعودتها لجرائم الإبادة في قطاع غزة، فلا عهد لها ولا ذمة وهذا ثابت في يقين الجميع شرق هذا العالم وغربه، ومنذ سنين طويلة جدا، لكنّ الفلسطينيين وحدهم من يدفع ثمن لعبة الموت التي يلعبها نتنياهو المدعوم بالمطلق من الرئيس الأمريكي الجديد ترامب في إصرار واضح على هدم ما بقي من النظام العالمي المتداعي.
كانت غزة التي ظنت أنها يمكن أن تكون آمنة بعد ضمانات الوسطاء، وبينهم أمريكا مع الأسف الشديد، تحاول لملمة جراحها والبحث عن آلاف الجثث التي ما زالت تحت الركام لدفنهم ولو ببعض كرامة، حينما فاجأها الغدر الصهيوني ليستيقظ العالم، النائم عن مبادئه، على عودة المجازر ثانية وجريان الدماء من جديد.
في مستشفى المعمداني كما نقلت شاشات القنوات الفضائية، لا أسرّة لاستقبال المصابين، في بيت لاهيا، طفلة صغيرة تُمسك يد شقيقها المتوفى، ترفض أن تصدّق أنه لن يعود للعب معها مجددًا أو أنه لن يرافقها في رحلة البحث عن ماء أو فتات للإفطار.
وفي الزيتون، رامز العمارين يهرول بين الجثث، ينقل الأطفال الجرحى إلى مستشفى لم يبقَ منه إلا الاسم فقط، وإلا فإنه أقرب إلى مشرحة مفتوحة تتكدس فيها عشرات الجثث الممزقة.
كيف للعالم أن يبرر هذه الإبادة التي تحدث في لحظة هدنة ووقف إطلاق النار؟ بأي منطق يفسرون قصف المدنيين ودفنهم أحياء تحت الركام؟ أم أن وجدان العالم وصل إلى يقين ثابت مفاده أن الدم الفلسطيني لا ثمن له؟! أما إسرائيل فإنها ماضية إلى مزيد من الانتهاكات بعد أن زاد اطمئنانها أن أحدا في هذا العالم لن يستطيع أن يسألها عمّا تفعل.
والعالم الأقرب في صمته وربما عجزه إلى التواطؤ، يثبت للشعوب في كل مكان من كان داعما لإسرائيل أو متعاطفا مع الأبرياء من الفلسطينيين أنه ضعيف ولا إرادة له وأن أصواته التي أصمّت الآذان لعقود طويلة عن حقوق الإنسان وعن العدالة والقيم والمبادئ ما هي إلا طنين لا قيمة عملية له خاصة إذا كانت الضحية فلسطينية أو عربية مسلمة.
إن استمرار الكيان الصهيوني بهذه الوحشية يثبت للعالم أن إسرائيل ليست فقط «دولة» احتلال، بل «دولة» خارجة عن القانون، تمارس القتل بغطاء دولي، وتستند إلى سياسة الإفلات من العقاب، مستغلة ازدواجية المعايير التي تحكم العلاقات الدولية.. لكنها تثبت أيضا أن القوانين والأنظمة والمعاهدات التي أنجزها العالم بعد الحرب العالمية الثانية انتهت تماما، وأن العالم مقبل على تغيرات في حدوده الجيوسياسية انطلاقا مما يحدث الآن. فهذا ليس مجرد جريمة إبادة تقول بها إسرائيل، إن ما يحدث تحول في القوانين والأنظمة وفي مسارات الأحداث في العالم أجمع.
لكن مهما اشتد العدوان، فإن غزة لن تُهزم.. هذه الأرض التي يراهن الاحتلال على كسرها منذ عقود، ما زالت تقف، ما زالت تُقاوم، ما زال أهلها يدفنون شهداءهم ثم يرفعون رؤوسهم نحو السماء، ينتظرون فجرا لا تقطعه غارات الطائرات، ويؤمنون أن العدالة وإن تأخرت، لا تموت.
وستبقى المجازر وصمة عار في جبين كل من صمت أو تواطأ، وسيبقى الدم الفلسطيني شاهدا على زمن سقطت فيه الإنسانية، لكنّ الأحرار لا يسقطون.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
المصريين الأحرار بسوهاج ينظم دورات تدريبية لتأهيل الشباب لسوق العمل
نظمت أمانة الشباب بحزب المصريين الأحرار بمحافظة سوهاج، على مدار الأسبوعين الماضيين، دورات تدريبية في مجالي التسويق الإلكتروني وتصميم الجرافيك، بهدف تأهيل الشباب لسوق العمل.
وذلك تحت إشراف محمد عبدالله غريب، أمين الحزب بسوهاج، وبالتنسيق مع إيريني عبد الملاك، أمين شباب الجمهورية.
وقد أشرف على الدورات محسن أبو زهاد، أمين مساعد الحزب بسوهاج، وإيليا ورد، أمين التنظيم، وجاء ذلك فقاً لتوجيهات النائب الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب وعضو مجلس الشيوخ، وبالتنسيق مع الدكتورة هبة واصل، أمين عام الجمهورية.
شهدت الدورات التدريبية إقبالاً واسعاً، حيث حضر أكثر من 185 طالباً وطالبة في دورة الجرافيك ديزاين، فيما حضر أكثر من 95 طالباً وطالبة في دورة التسويق الإلكتروني.
كما حضر عدد من الشخصيات البارزة، مثل مصطفى علي الشريف، أمين شباب المحافظة، ونرمين السيد، ورحمة محمد، مساعدين أمين الشباب، ومن اعضاء هيئة المكتب أحمد محمد فراج، وندى السيد، وأروى خالد.
قاد الدورة التدريبية في الجرافيك ديزاين المدربة إسراء الشريف، التي قدمت رؤى متعمقة حول استراتيجيات التصميم وأحدث الاتجاهات في هذا المجال.
كما قاد المدرب كيرلس جودة ظريف الدورة التدريبية للتسويق الإلكتروني، مقدماً رؤى استراتيجية حول هذا المجال.
وقالت أمانة الشباب، إن تلك
المبادرة تأكيداً على التزام أمانة الشباب بتطوير مهارات الشباب وتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة.
وأضافت، ان هذه الدورات خطوة هامة نحو تعزيز قدرات الشباب وتمكينهم من المنافسة في مجالات العمل المختلفة، ما يعزز فرصهم في الحصول على وظائف مستقبلية.