موت المحرمات.. إنهاء الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيلي يحظى بشعبية في واشنطن
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
سلط المحلل الفلسطيني يوسف منير الضوء على الحديث الدائر في واشنطن حاليا حول إنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لتل أبيب، معتبرا أن ذلك يمكن وصفه بـ"موت المحرمات".
وذكر منير في تحليل مطول نشره المركز العربي واشنطن دي سي، وترجمه الخليج الجديد أن الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل ظل على مدى عقود شيء مقدسا للغاية.
وعقب أن مجرد توجيه انتقادات لهذا الدعم كان من المحرمات، لكن الأمر تغير الآن وأصبح الحديث عن إنهاء هذا الدعم وليس انتقاده يحظى بشعبية متزايدة.
وأشار إلى أن المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، التي تميز العلاقات بين البلدين أكثر من أي شيء أخر، تصل حالياً إلى ما يقرب من 4 مليارات دولار سنوياً.
وأوضح أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، نشر ما لا يقل عن عشرين مقالاً، تعبر عن وجهات نظر وميول سياسية مختلفة، تتجادل حول فائدة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، أو بالأحرى إنهائها.
ولفت إلى أنه من المحتمل أن ينذر هذا الأمر بتغيير قادم في السياسة الأمريكية، ويشير على الأقل إلى أن المحرمات المحيطة بمناقشة هذا الجانب من العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ربما تكون قد ماتت الآن.
واستشهد منير بما كتبه العديد من المحللون من توجهات متعددة من وجهات نظر ومقالات تشكك في جدوى الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل
وفي هذا الصدد، تساءل نيكولاس كريستوف في صحيفة نيويورك تايمز: "هل من المنطقي حقاً أن تقدم الولايات المتحدة مبلغاً هائلاً قدره 3.8 مليار دولار سنوياً لدولة غنية أخرى؟"، ودعا اليمينيان ليل ليبويتز وجاكوب سيجل في مقال بمجلة تابلت لقطع المساعدات لإسرائيل وأن تتفرغ واشنطن لتحقيق مصالحها.
وتحدث إيفان إيلاند في مجلة "ناشيونال إنترست" بشأن مبلغ المساعدات الكبير الممنوح لإسرائيل، مضيفًا: "لقد طال انتظار إنهاء هذا السخاء".
وبينما يضغط التقدميون من أجل إنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين، يركز آخرون على حقيقة أن إسرائيل لا تحتاج إلى مساعدات أمريكية لدعم نموها الاقتصادي - وما زال آخرون يجادلون بأن المساعدات الأمريكية لإسرائيل تضر إسرائيل بالفعل استراتيجيا.
ورأي منير أن موت أحد المحرمات التي طال أمدها من أي نوع، ناهيك عن تلك التي ظلت قائمة لفترة طويلة والتي يبدو أنها تبخرت بين عشية وضحاها، يثير السؤال التالي: لماذا يحدث هذا الآن؟ هناك مجموعة من العوامل التي من المحتمل أن توفر نظرة ثاقبة لهذا السؤال.
دوافع
ولفت إلى أنه من بين هذه العوامل اقتراب مفاوضات مذكرة التفاهم الجديدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
في 14 سبتمبر/ أيلول 2016، وقّعت الولايات المتحدة وإسرائيل "مذكرة تفاهم" أمدها عشر سنوات تنص على تقديم واشنطن مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار خلال السنوات المالية 2019 – 2028.
وقد تبدأ المحادثات الأولية حول معايير مذكرة التفاهم الجديدة هذا العام، لذا فإن المناقشات حول التغييرات المحتملة تجري بالفعل في وسائل الإعلام وفي الدوائر السياسية الآن، وسوف تمهد الطريق عندما تبدأ المفاوضات القادمة بشكل جدي بين إسرائيل والولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً
أعضاء بالكونجرس ومنظمات حقوقية يطالبون بتقليص المساعدات العسكرية لمصر
العامل الأخر، يتعلق باقتراب انتهاء الإعفاء التدريجي للمشتريات الخارجية في حزمة التمويل العسكري الأجنبي، الذي يسمح لإسرائيل بإنفاق نسبةٍ من التمويل العسكري الأجنبي على قطاع صناعة الأسلحة المحلي لديها.
وهناك أيضا الحديث بأن إسرائيل في حاجة للحصول على المساعدات العسكرية، وهي التي ولدت في لحظة جيوسياسية واقتصادية مختلفة تمامًا عن تلك الموجودة في إسرائيل اليوم.
وإضافة لذلك، تغلغل خطاب الحقوق الفلسطينية على مدى العقد ونصف الماضيين، في سياسات الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، مدفوعًا بالنشطاء التقدميين والمشرعين الذين كانوا يدعون إلى حدوث تحول في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل.
وإضافة لما سبق من عوامل، تأتي الاحتجاجات الصاخبة التي هزت السياسة الإسرائيلية خلال العام الماضي، إلى جانب هجوم الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة على النظام القضائي، لتساهم في حوار أوسع حول إعادة تقييم الولايات المتحدة – العلاقة مع إسرائيل.
تسويق سياسي
وذكر منير أنه حتى لو تم تجاهل انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين، كما يفعل صناع السياسات في الولايات المتحدة في كثير من الأحيان، فإن سياسة تقديم مليارات الدولارات من التمويل العسكري الأجنبي إلى إسرائيل أصبحت أقل منطقية اليوم من أي وقت مضى.
وأشار إلى أن إسرائيل لا تحتاج إلى هذه المساعدات، فهي تمتلك صناعة عسكرية قوية ساعدت الولايات المتحدة في دعمها لسنوات، وأصبح من الصعب الدفاع عنها بشكل متزايد بسبب ميولها اليمينية الثيوقراطية.
وتاريخيًا، تخلصت السياسة الأمريكية على نحو تدريجي من أنواع من المساعدات لإسرائيل لأنها لم تعد ضرورية، كما هو الحال مع المساعدات الاقتصادية والمشتريات الخارجية.
وبحسب منير فإن السؤال الذي يجب طرحه الآن، هو هل تستطيع الولايات المتحدة فعلياً إنهاء المساعدات العسكرية لإسرائيل في السنوات المقبلة؟
وذكر أن كل رئيس أمريكي أعلن عن مذكرة تفاهم حول المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل على الإشارة إلى أن حزمة المساعدات التي قدمها كانت أكبر من أي حزمة مساعدات سابقة، وذلك على وجه التحديد لأنهم فهموا أنها سياسة جيدة.
وأوضح أن الدولارات الأمريكية لآلات الحرب الإسرائيلية تدغدغ روح جماعات المصالح المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، وقد أصبحت نقاط الحديث حول هذا الأمر روتينية.
وفي حين أن الرأي العام يتغير بشكل واضح، وبينما تهتز مجموعات المصالح المؤيدة لإسرائيل بشكل واضح بسبب هذه الاتجاهات، إلا أننا لم نرى بعد أن هذه التحولات تخلق تغييراً أكثر أهمية على المستوى السياسي الوطني.
لكي يوقف أي سياسي أمريكي المساعدات العسكرية لإسرائيل، فمن المرجح أن يتم تسويق ذلك للجمهور كخطوة سياسية مؤيدة لإسرائيل، وليس كخطوة لتحميل إسرائيل المسؤولية عن أي من سلوكياتها.
ولفت إلى أنه هذه الخطوة لن تكون سهلة على أي سياسي أمريكي، خاصة في ظل المناخ المشحون سياسياً الذي تعيشه السياسة الأمريكية.
ومن المرجح أن تسعى أي إدارة أمريكية تتخذ مثل هذه الخطوة إلى ربطها بخطوات أخرى يمكن أن يُنظر إليها على أنها تعزيز واضح لدعم إسرائيل حتى لا يسمح بأن يُنظر إلى إنهاء المساعدات العسكرية على أنه ضربة للعلاقة.
وخلص منير إلي إن الطريقة التي سوف تتم بها إنهاء المساعدات الأمريكية لإسرائيل ليست واضحة تماما، خاصة بالنظر إلى حجم الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة بالفعل لإسرائيل، لكن إدارة مشهد نهاية المساعدات العسكرية سيكون بالتأكيد جزءًا رئيسيًا من المحادثات الحالية، وفي الوقت الحالي، فإن الخبر المهم هو أن المحادثات التي كان يُعتقد منذ فترة طويلة أنها مستحيلة بدأت أخيرًا.
اقرأ أيضاً
لم يعد هناك خطوط حمراء.. مناقشات أمريكية علنية لوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل
المصدر | يوسف منير/ المركز العربي واشنطن دي سي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تنقل 90 صاروخ باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا
نقل الجيش الأمريكي نحو 90 صاروخًا اعتراضيًا من طراز «باتريوت» للدفاع الجوي من مخازن في إسرائيل إلى بولندا هذا الأسبوع من أجل تسليمها إلى أوكرانيا، بحسب ما أفاد 3 مصادر مطلعة على العملية لموقع «أكسيوس» الأمريكي.
وبحسب «أكسيوس»، كان نشر المزيد من صواريخ باتريوت في أوكرانيا على رأس أولويات «البنتاجون» لمساعدة كييف في الدفاع ضد الهجمات الروسية على بنيتها التحتية الحيوية، وتعد هذه أكبر عملية نقل أسلحة من تل أبيب إلى كييف منذ بدء الحرب الروسية.
إسرائيل تتوقف عن استخدام «باتريوت»وفي أبريل الماضي، أوقفت القوات الجوية الإسرائيلية رسميًا تشغيل نظام الدفاع الجوي باتريوت، بعد أكثر من ثلاثين عامًا من إعطائه لإسرائيل للمرة الأولى خلال حرب الخليج الأولى، وأصبح النظام أقل أهمية مع قيام إسرائيل بتطوير أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها، واستخدام معظم بطاريات الباتريوت للتدريب أو تركها في المخازن.
كييف تريد «باتريوت»ونقلًا عن مصادر مطلعة، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي التوقف عن استخدام صواريخ باتريوت، اتصل المسؤولون الأوكران بالولايات المتحدة وإسرائيل وأخبروهم بضرورة عودة تلك الصواريخ إلى الولايات المتحدة لتجديدها وإرسالها إلى أوكرانيا.
ولعدة أشهر، ظلت إسرائيل تتلكأ في اتخاذ هذه الخطوة خوفًا من رد روسيا، ربما من خلال تزويد إيران بأسلحة متطورة، وقال مسؤول أوكراني، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض الرد على مكالماته بشأن هذه القضية لأسابيع.
ولكن في أواخر سبتمبر الماضي، وافق «نتنياهو» أخيرًا على الفكرة، بحسب مسؤول إسرائيلي.
وأكد متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه تم إعادة نظام باتريوت إلى الولايات المتحدة، مضيفًا أنه ليس من المعروف ما إذا كان قد تم تسليمه إلى أوكرانيا أم لا.
طائرات تغادر تل أبيب لنقل الأسلحةوأكد «أكسيوس»، أنه في الأيام الأخيرة، وصلت طائرات C-17 تابعة للقوات الجوية الأمريكية إلى قاعدة جوية في جنوب إسرائيل وغادرت إلى رزيسزو في شرق بولندا، وهي مركز لنقل الأسلحة إلى أوكرانيا.
وحملت الرحلات الجوية نحو 90 صاروخًا اعتراضيًا يمكن لأوكرانيا استخدامها ببطارياتها الحالية، كما سيتم نقل المعدات الإضافية مثل الرادارات وغيرها من المعدات أولا إلى الولايات المتحدة لتجديدها.