لجريدة عمان:
2025-03-19@20:57:40 GMT

وهمُ الأدب الرفيع

تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT

يُطرَح دومًا الأدب الرفـيع أو الصفويّ أو النخبويّ مقابل الأدب الشعبيّ فـي مغالطة مقصودة، مدسوسة، ذلك أنّ مقابل الأدب الرفـيع هو الأدب الوضيع حتْما، ولقد استأنس بعض الأدباء عبر التاريخ وَهْم المقابلة بين الأدب الرفـيع والأدب الشعبيّ، وكأنّ العامَّة التي يُمكن أن يسود فـيها فنٌّ أو أدبٌ وينتشر هي علامةُ الوضاعة والسقوط والهبوط والميل إلى الضّلال! لابدّ أن نُدرك، ونحن فـي أمسِّ الحاجة اليوم إلى مناقشة رِفْعة الأدب ووضاعته، إنّنا إزاء سبيلين متباينين لا ينبغي أن نُداخل بينهما، السبيل الأوَل هو وجود أدبٍ شعبيّ منتشر دومًا على مرّ الدّهور، وهو الأكثر انتشارا وسريانًا بين النَّاس، هو أدبٌ سطحيٌّ وبسيطٌ، ومحقِّقٌ لحاجة النّاس منه فـي عصرٍ من العُصور، ويُمكن أن نأخذ على ذلك عيِّنةً من تراثنا العربيّ، «ألف ليلة وليلة»، هذه المدوَّنة السرديَّة الكونيّة التي اختزلت عمقًا شعبيًّا فـي التناول والتداول والرّواج، فهي قصص من أدبِ الشعب إنتاجًا وتلقيًّا، ولعلّ هذا الانتساب الشعبيّ لألف ليلة وليلة هو الذي جعلها خارج دائرة النقد العربيّ قديمًا، وحديثًا، ولم تُصبِح موضوعًا للنقد والنظر إلاّ بعد أن سوّغ الغرب دراستها وأحلّ اعتمادها فـي خانة الأدب، وبعد أن أصبح الأدب الشعبيّ موضوعًا مرشَّحا للدراسة والبحث، وما زالت بعض الجامعات العربيّة الصفويّة ترفض لحدّ اليوم اعتماد بحوثٍ تختصّ بالأدب الشعبيّ.

الأدب الشعبيُّ ليس أدبًا وضيعًا، وإنَّما هو أدبٌ بسيطٌ محقِّقٌ لذائقةٍ عامَّةٍ، مُدرَكٌ بيسْر، واضحةٌ معالمه ومقاصده، ينحو منحى الإمتاع والترفـيه، لا منحى بناء عقلٍ مُدرِك، مفكِّر. أمَّا مفهوم الأدب الرفـيع، فهو مفهومٌ ضالٌّ مُضِلٌّ، يضعُ الأدب فـي علوٍّ تمييزيٍّ، ويُعلِّقه فـي مرتبةٍ متسامية، مُفارقة لحدود الإدراك البشريّ، تقتضي من طالبه أن يرتفع بذهنه وإدراكه لبلوغه، وهو أيضًا مفهومٌ غائم، ملتبسٌ، فما الذي يُحدِّدُ رفعة الأدب؟ الأخلاقيُّون، ودعاة الأخلاق الجدد يرون فـي «الأدب النظيف» الموصول بمقاصد الوعظ والتوجيه والإرشاد رِفعةً، ويرون فـي نقيض ذلك وضاعةً وسقوطًا، المتحرِّرون المتقدِّمون المُستغربون، يرون فـي الانفتاح وإسقاط المحرّمات والمعطِّلات تحقيقًا لسموّ الأدب، الفلاسفة وأصحاب العقول يرون فـي الأدب الحامل لفكرٍ، النَّاظر فـي قضايا الوجود، المفكِّر والداعي إلى التدبُّر صفاءً وقيمةً ومنزلة، المتديّنون يرون فـي أدب الدّين وما يأخذ من الدّنيا محاسن الدّين وتحقيق مقاصده أدبًا جديرًا بالكتابة وما عداه لغو كلام ومفسدة رأي ونفسٍ، المنحلُّون العدميّون المائعون، يرون فـي أدب المفاسد ركنًا مكينًا ومطلبًا أثيرًا، فـيا ليت شعري ما الصحيح؟ وليتَ شعري ما الأدب الرفـيع؟ لقد شهد العالم العربيّ طيلة القرن العشرين نزاعًا حول موضوع الأدب الرفـيع، ودخل الأدباء فـي محاورات عميقة أحيانًا، عقيمة أحايين عديدة، حول ما يُكتَب بعد نزوع الأدب إلى الخروج عن الأنماط الكلاسيكيّة فـي الكتابة، فالمنفلوطي وإبراهيم المازني ومصطفى صادق الرافعي وأحمد شوقي والعقّاد، كلّهم وأمثالهم كُثر سعوا إلى المسكِ بالأدب الرفـيع فـي منظورهم، وهو الأدب العربيّ القديم شكلاً لا ضمنًا، حافظوا على لغةٍ عربيَّة سليمة، بليغةٍ، مبينةٍ، هي فـي اعتقادهم جوهر الأدب، وقد يكون رأيهم سليمٌ، فالأدب فـي جانبٍ كبيرٍ من جوانب جماليّته هو شكلٌ يتحقَّق، غير أنّ كتابتهم كانت بمثابة من يلبس لباسًا من القرن الثاني للهجرة ويذهب بها إلى الدّوام كلّ يومٍ، كانت عبارتهم وأشكال كتابتهم غير باقيةٍ، كما بقيت الأصول التي يتّبعونها، الجاحظُ باقٍ، والمتنبي باقٍ، والأصفهاني باقٍ، وهم مندثرون، فمن يقرأ المنفلوطي أو المازني اليوم؟

من جهةٍ أخرى ينتج عالمنا اليوم أدبًا هو فـي منظور النخبة «أدب وضيعٌ» لا عمق فـيه، ولا أثر، وإن اتَّسع جمهوره، والأمثلة عديدة، لا أريد أن أسمّيها لأنّها فـي الحقيقة لا تعنيني ولا أهتمّ بها إلاَّ خبرًا عابرًا، هذا الأدب المنتشر الجماهيريّ -على حدّ وسْم البعض- لا أراه أدبًا، وإنَّما هو شكلٌ تعبيريّ يوميّ، مثل ما تقصُّ الجدّة قديمًا لأحفادها، ومثل الحكايا اليوميّة الشائعة بين النّاس، فليست كلّ حكاية تُكتَب هي أدبٌ، الأدبُ خاصّ، سواء كان شعبيًّا أو عالمًا، فهو مرتفعُ بالضّرورة، ولهذا فإنّ المُقابل للأدب الشعبيّ هو الأدب العالم، وكلاهما شكلٌ تعبيريّ رفـيعٌ، محقّقٌ لمقصَدٍ ما، يجمع بين تخيّر الشكل وترشيح المضمون وتحديد المقصد.

اليوم نحن نلفظ أنماطًا من الكتابة ونرفضها ولا نراها جديرة بأن تكون أدبًا، كأنَّا وقفنا بشكل جليّ على ماهيَّة الأدب وحدّه، كما رفض مَن سبقنا أنواعًا من الكتابة وردّوها وأقصوها ولكنَّها مع ذلك صارت مراجع تقليديّة، ومقصَدًا وموطنًا للأدب الرفـيع، خذ مثالا بسيطًا على ذلك ما ورد فـي كتاب «أخبار أبي تمّام» للصولي من وسْمٍ لشعر أبي تمّام، يقول: «حدَّثني هارون بن عبد الله المهلبي قال: سئل دعبل عن أبي تمام قال: ثلث شعره سرقة، وثلثه غثٌ، وثلثه صالح. وقال محمد بن داود، حدثني ابن أبي خيثمة قال، سمعت دعبلًا يقول: لم يكن أبو تمام شاعرًا، إنما كان خطيبًا، وشعره بالكلام أشبه منه بالشِّعر، قال: وكان يميل عليه، ولم يدخله فـي كتابه - كتاب الشعراء -. وحُكي أنَّ ابن الأعرابي قال، وقد أنشد شعرًا لأبي تمام: إن كان هذا شعرًا فما قالته العربُ باطلٌ».

هذا ما قيلَ -ومنه الوفـير فـي تراثنا النقدي- فـي شأن شاعر أصبح من بعد ذلك عُمدة الشعر العربيّ، فتنقّل من وضيع الأدب إلى رفـيعه، بتبدُّل الذائقة، وقس على ذلك، ما شهدناه فـي شعرنا المعاصر، من رفضٍ لقصيدة التفعيلة، ثمّ تحوّل رموزها إلى مراجع يُضرَب بها المثل فـي جودة الشعر.

الأدب الرفـيع، إذن مفهوم عائمٌ، غير ثابت، فما هو مرفوضٌ اليوم قد يصبح نموذجًا للأدب فـي لاحق الزمن. زد على ذلك، ما نعيشه اليوم من هرجٍ ومرجٍ فـي انتشار أنواعٍ من الأدب سطحيّة وساذجة هي عنوانٌ كبير لمرحلة قادمة قد ينقرض فـيها الأدب بالمعنى السائد والرائج، فالآلة أصبحت تكتب وتبدع، وأعرف من الجامعيين من هو على قادرٌ على ترجمة كتابٍ فـي ليلةٍ واحدة، استعبادا للذكاء الصناعيّ، وأعرف من المبدعين من صار يتعاون مع ذات الذكاء فـي التعبير عن خوالجه، فهل ما زال لنا الحقّ أن نتحدّث عن أدب رفـيع وآخر وضيع؟

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأدب الشعبی یرون فـی على ذلک ة الأدب ا الأدب

إقرأ أيضاً:

الأم أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء

الأم في الأدب العربي تمثل أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء، ونحن على مشارف احتفالات الوطن العربي بيوم الأم الذي يصادف في 21 مارس (آذار) من كل عام، بهذه المناسبة الجميلة يناقش موقع 24 حضور الأم في الأدب الحديث.

عيون الأمهات حصن الأدباء

ويرى الأدباء أنهم يتامى بالمعنى الاجتماعي والنفسي، ويحتاجون دائماً عيون الأمهات ليحصّنوا ذواتهم، في زمن تتعرّض فيه الذات البشرية للتشويه، وذات المبدع للصراع، أما في الشعر فالأم هي المحرّك الجيني للشعراء.
وعن حضور الأم في الأدب الحديث يقول الناقد والأكاديمي بجامعة الإمارات الدكتور شعبان بدير: "الأم في الأدب العربي تمثل أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء، حيث تجسد الحنان والتضحية والقيم النبيلة، استوحى منها الشعراء والكتاب رمزية عميقة تعبر عن الحب المطلق، والانتماء، والعطاء غير المشروط، ظهرت الأم في الشعر العربي القديم كمصدر للحكمة، بينما في الأدب الحديث أصبحت رمزاً للوطن والانتماء والهوية، ويعد شاعر النيل "حافظ إبراهيم" من أوائل الشعراء الذين ركّزوا على دور الأم في بناء المجتمع، وأبرز من سلطوا الضوء على مكانتها في العصر الحديث، كما في أبياته الخالدة:
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
واحتلت الأم في ديوان أمير الشعراء "أحمد شوقي" مكانة رفيعة، حيث صورها رمزاً للحب والحنان والتضحية، ففي العديد من قصائده، أشار إلى دورها في التربية وبناء الأجيال، متأثراً برؤيته الإصلاحية للمجتمع، ومن أبرز ما قاله عن الأم:
ولم أر للخلائق من مَحَلّ
يهذّبها كحِضن الأمهات
فيعكس تقديراً كبيراً للأم، مؤكداً أنها الأساس في غرس القيم والأخلاق، وأن تأثيرها يمتد ليشمل صلاح المجتمع كله، وها هو الشاعر التُّونسي "أبو القاسم الشّابي" يرسم صورة مشرقة للأم من خلال توظيف الخيال البديع، إذ يجعل من حضنها "حرماً سماويّ الجمال مقدساً"، فيرتقي بعاطفتها إلى مرتبة القداسة والطهر، يقول:
الأمُ تلثم طفلها وتضمه
 حرمٌ سماويّ الجمال مُقدس
 وبلغت الأم كذلك في شعر "نزار قبّاني" درجة "القدّيسين"، يقول:
صباح الخير يا قدّيستي الحلوه
مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر
فيصوغ صورة للأم بقدسية مترفعة، حيث يناديها "قدِّيستي الحلوة"، فيضفي عليها طهر الملائكة وصفاء الروح، جاعلاً من حبها ملاذاً سماويّاً لا تبلغه يد النسيان".

ويضيف الدكتور بدير: "تحتل الأم مكانة محورية في العديد من الأعمال الروائية العالمية والعربية، حيث تجسد رمز الحنان، والتضحية، والقوة، وأحياناً المعاناة، ففي الروايات العالمية، نشير إلى أهم عمل روائي احتفى بالأم في صورتها الاستعارية الراقية، وهي رواية "الأم" لمكسيم غوركي التي تصور الأم كرمز للنضال والوعي الثوري، أما في الأدب العربي، تتنوع صورة الأم بين الحنان والتضحية والصراع، ما يعكس عمق دورها الإنساني والاجتماعي في الأدب، كما تجلى في العديد من روايات نجيب محفوظ، مثل "بداية ونهاية"، الذي جسّد دور الأم كركيزة للأسرة رغم المعاناة، وكذلك دور "أمينة" في ثلاثيته التي خلّد فيها الأم المصرية المثالية المعروفة بالصبر والمحافظة على تماسك أسرتها رغم النزعة الاستبدادية لزوجها.
وصور خيري شلبي الأم في رواية "الوتد" في شخصية الحاجة (فاطمة تعلبة)، التي تمثل دعامة صلبة للعائلة، تماماً كما يرمز إليه عنوان الرواية، يصورها الكاتب كأم قوية، متماسكة، وصاحبة سلطة معنوية، حيث تتحكم -بحكمة ودهاء- في شؤون أسرتها، محافظةً على تماسكها في وجه التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
وفي ثلاثية الكاتب الجزائري "محمد ديب"، تتجلى صورة الأم كرمز للمعاناة والصبر والقوة والنضال في مواجهة قسوة الاستعمار والفقر، كذلك هي مصدر الحنان والأمان في عالم مليء بالحرمان.
وهكذا تبقى صورة الأم في الأدب العربي الحديث رمزاً خالداً للحنان والتضحية والصمود، تتجسد في شخصيات تجمع بين العاطفة والقوة، ومع تطور السرد الروائي، أصبحت الأم أكثر حضوراً كفاعل أساسي يعكس تحولات المجتمع، مما يؤكد مكانتها الملهمة في الإبداع الأدبي".

 وفي ذات السياق، يقول الأديب أنور الخطيب: "الأم هي نبض الحياة ولازمة الإبداع، وتكاد لا تخلو رواية أو قصيدة في الأدب الحديث من الأم، لأسباب كثيرة أولها أن أي عمل أدبي – روائي على وجه الدقة- لا يستقيم إلا بوجود شخصية الأم، مباشرة أو رمزاً أو تأويلاً، وثانيها، وهذا جانب سيكولوجي، أن الأدباء يتامى بالمعنى الاجتماعي والنفسي، ويحتاجون دائماً عيون الأمهات ليحصّنوا ذواتهم، في زمن تتعرّض في الذات البشرية للتشويه، وذات المبدع للصراع، أما في الشعر فالأم هي المحرّك الجيني للشعراء، وغالبا ما ينتقل الشعر من الخال وليس العم، وهذا ينطبق عليّ، إضافة إلى ذلك، وفي السياق ذاته، فإن الشاعر يبحث عن أمه في حبيبته، فأي مناجاة أو وصف أو مخاطبة تكون الأم هي المنطلق، وأنا هنا لا أتحدث عن عقدة أوديب".
وعن حضور الأم في أعماله الأدبية، يضيف الخطيب: "لا أختلف كثيراً عن توصيفي السابق وقد أزيد، أجمل قصائدي كانت عن الأم، ولا أحتاج إلى مناسبة لأكتب لها، وكما قلت، المبدعون يتامى وإن كانت الأمهات على قيد الحياة، وأنا كنت يتيما وتضاعف يتمي كأديب وإنسان بعد رحيل أمي، ولا أحد يملأ مكانها:
أمي.. كانت تعدّنا كل يوم مرتين/ مرةً في الصباح وأخرى في المساء/ بعد سبعين عاماً من الهباء/ لم يعد في البيت إلاّ حفنة من هواء/ وصوتها يمشي على عكازتين. أمي أنقذتني أكثر من مرة حين كنت (أعلَقُ) في أثناء كتابتي لرواياتي، أنقذتني في رواية "فتنة كارنيليان" حين كنا نتواصل يومياً لأطمئن عليها خلال حرب 2006 في لبنان، فأصبحتْ عصب الرواية، واستشرتها في النهاية واعتمدت رأيها التي تركتها مفتوحة لحساسية القرار، وأنقذتني مرة ثانية في روايتي الأخيرة "ناي على جسد"، حين استحضرت الأم ووجدت حضورها أكثر من ضروري في الرواية، بمعناها البيولوجي والأسطوري، فهي التي كان الروائي يلجأ إليها كلّما تأزّمت الأحداث وتمرّدت الشخوص، وهي التي كانت تنصت للجميع، بحضورها وغيابها وهذه هي الأم، في الرواية أو الحياة".

مقالات مشابهة

  • ليوبولد سيدار سنغور رمز الأدب والسياسة في أفريقيا الحديثة
  • المفتي: الأدب من أهم المفاتيح للوصول إلى القلوب
  • الحشد الشعبي يعزز انتشاره الأمني على الحدود العراقية – السورية
  • التنظيم الشعبي الناصري والجماعة الاسلامية: اتفقنا على مواصلة التشاور
  • تصعيد إقليمي.. الحشد الشعبي يعزز انتشاره على الحدود مع سوريا
  • صنع الله إبراهيم.. صوت الأدب المتمرد والمقاوم
  • هكذا عززت تصريحات ترامب الدعم الشعبي الأوروبي لغزة
  • الأم أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء
  • المؤتمر الشعبي وحلفاؤه يدينون العدوان الأمريكي على اليمن