قال اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، إن الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، والذي نفذته أكثر من 100 طائرة حربية وأسفر عن أكثر من 400 شهيد وأكثر من 1000 مصاب، يأتي في سياق أهداف سياسية داخلية وخارجية تسعى إسرائيل لتحقيقها، أبرزها خلق الفوضى، تهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية.

أستاذ العلوم السياسية: الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين تهدد استقرار العالمرئيس لجنة فلسطين بالبرلمان الأردني سابقًا: الاحتلال الإسرائيلي دولة مارقة عن القانونبلومبرج تكشف خطط لاستخراج أذربيجان غاز من بحر فلسطين"فلسطين للأمن القومي": الخطة المصرية الخاصة بإعادة إعمار غزة واقعية

أوضح اللواء الشروف خلال مداخلة مع الإعلامي محمد عبيد، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل تريد إعادة تشكيل المشهد الإقليمي وفقًا لرؤيتها، مستندة إلى فكرة "الشرق الأوسط الجديد"، التي يروج لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما تسعى لإفشال الجهود العربية والدولية بقيادة مصر، السعودية، الأردن، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتي تهدف إلى منع تهجير الفلسطينيين وإيجاد حلول سياسية للصراع.

نتنياهو يواجه ضغوطا سياسية

على الصعيد الداخلي، أشار اللواء الشروف إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطًا سياسية كبيرة، أبرزها تمرير الموازنة حيث يسعى نتنياهو لجمع دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة لضمان التصويت لصالح الموازنة الحكومية، والترويج لحرب "وجودية" لإقناع الإسرائيليين بأنه لا يزال هناك تهديد أمني كبير، مما يمكنه من الاستمرار في الحرب والتهرب من الضغوط الداخلية التي تطالبه بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، والهروب من أزماته السياسية عبر تصعيد العدوان على غزة، يحاول نتنياهو تغيير الأولويات الداخلية وإبعاد الأنظار عن مشاكله السياسية والقضائية.

أشار اللواء الشروف إلى أن أوامر الإخلاء التي تصدرها إسرائيل للفلسطينيين تندرج ضمن خطة تهجير ممنهجة، لكنها تواجه موقفًا عربيًا ودوليًا حاسمًا ضدها، حيث وقفت مصر، الأردن، والسلطة الفلسطينية بشكل صارم في وجه أي محاولات لتهجير سكان غزة.

أكد اللواء الشروف أن الهجوم الإسرائيلي الأخير يهدف إلى إفشال المبادرة العربية، التي قدمتها مصر وتبنتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والتي حظيت بدعم أوروبي وأمريكي، لكن نتنياهو يسعى لإعادة فرض شروط تفاوضية قاسية على الفصائل الفلسطينية عبر التصعيد العسكري، مما يتيح له التفاوض "تحت الضغط" وإجبار الفلسطينيين على القبول بشروطه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة الاحتلال اخبار التوك شو فلسطين المزيد اللواء الشروف

إقرأ أيضاً:

من أوكرانيا إلى فلسطين: العدالة الغائبة تحت عباءة السياسة العربية

محمد عبدالمؤمن الشامي

في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية. هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.

أُورُوبا وأوكرانيا: دعم غير محدود

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأُورُوبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كُـلّ أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أَو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة. لا تكاد تخلو أي قمة أُورُوبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أَو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.

كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًّا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حَيثُ يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.

العرب وفلسطين: عجز وتخاذل

في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة منذ أكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط. الأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كُـلّ الشعارات القومية والإسلامية.

لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على “إسرائيل” كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.

المقاومة: الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة

في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة. فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أَو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.

وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فَــإنَّ الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود. لقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقّق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.

المواقف بالأفعال لا بالشعارات:

عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أُورُوبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب. هذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حَيثُ يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتِّخاذ موقف يليق بحجم القضية.

إن ازدواجية المعايير لم تعد مُجَـرّد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، فَــإنَّ المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.

مقالات مشابهة

  • فلسطين تدعو لاجتماع عربي والأزهر يندد بـإرهاب إسرائيل
  • حابس الشروف: إسرائيل تسعى لإفشال المبادرة العربية وتهجير الفلسطينيين
  • برلماني: استئناف إسرائيل الحرب على غزة تعطيل للجهود الدولية الداعمة للإعمار
  • ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟
  • الصحة الفلسطينية: أكثر من 200 شهيد جراء القصف الإسرائيلي المكثف على غزة
  • وزير خارجية مصر يكشف عن بدء تدريب الشرطة الفلسطينية التي ستدخل إلى غزة
  • من أوكرانيا إلى فلسطين: العدالة الغائبة تحت عباءة السياسة العربية
  • «حزب صوت الشعب» يردّ على «الكوني».. نرفض المقترح بشكل تامً
  • الشيباني ينتقد المجلس الرئاسي والدبيبة: مراوغات ومناورات فارغة