صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-18@03:25:24 GMT

ذر الحرب الأهلية المقيتة

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

ذر الحرب الأهلية المقيتة

خالد فضل

ما تزال الحرب الدائرة بين طرفي المكون العسكري السوداني (الجيش/الدعم السريع) تتمدد لتشمل رقعة جغرافية أكبر، وفي كل يوم تقريبا تدخل مناطق جديدة في دائرة الصراع المستعر منذ 15أبريل 2023م, وتبعا للتمدد الجغرافي تدخل مكونات بشرية متعددة في دائرة المشاركة الفعلية في الصراع . لقد كانت التحذيرات منذ اليوم الأول لإندلاع القتال بين الرحم الولود والجنين المولود (والإشارة هنا إلى تصريحات الفريق البرهان قائد الجيش في توصيفه لعلاقة جيشه بالدعم السريع؛ على أيام صفانا) تشير بوضوح إلى فرضية تطور القتال إلى حرب أهلية شاملة , قالت بذلك أصوات سودانية واعية ومدركة لخطورة الموقف؛ لذلك نادت تلك الأصوات بضرورة الوقف الفوري للحرب , فكان أن تمّ إعتقال الناشطين في مبادرة لا للحرب, في حين كانت الرؤية العمياء تمني النفس بحسم التمرد في ست ساعات على أكثر تقدير !حسبما نُسب لأحد جنرالات الجيش السوداني، بالمناسبة يبدو أنّ الرأي الذي كان سائدا في أوساط الجيّاشة يميل للاستهانة بقدرات الدعم السريع، ولا أدري أهو قصور في التقدير أم أنّ الاستهانة وعدم التحسب للعواقب هي من الصفات الملازمة للشخصية السودانية !سبق لي التحدث مع أكثر من زميل صحفي ومع بعض الأساتذة الجامعيين حول ضرورة التعامل مع مسألة الدعم السريع كقضية وطنية متشابكة الملابسات وعدم الإكتفاء بالتوصيف الخامل عن الرحم وجناه!!

وهو الرأي الذي استقر عندي أكثر بعد نشوب الحرب , لذلك يبدو أن الطريق الوحيد لوقف الحرب هو التفاوض الجاد والشامل , وقد أعلنت جهات إقليمية ودولية عديدة عن مواقفها الواضحة بضرورة الحل التفاوضي لأنّ الحرب لن تُحسم لصالح أي طرف من الطرفين , مثلما حذّرت تلك الجهات من خطورة تحول النزاع إلى حرب أهلية شاملة, هذه الجهات والهيئات الإقليمية والدولية والأممية ما تزال تتعامل مع الأصوات السودانية الداعية لوقف الحرب باعتبارها الأقرب للموضوعية, والأكثر عقلانية وهو الموقف الذي يثير الهيجان لدى أساطين الحرب ودعاتها فتراهم يرجمون كل مسعى محلي أو إقليمي أو أممي يقود إلى وقف الحرب بوابل من العدائيات الهوجاء.

والحرب تتمدد , ونذر تحولها لحرب أهلية شاملة لكل البلاد تزداد.

فعليا تشمل الحرب الآن جهات البلاد الأربع، الشرق والشمال والوسط _عدا الخرطوم _ تبدو أكثر موالاة للجيش ؛ وقد استجابت هذه الجهات بصورة واضحة لجملات الاستنفار التي أعلنها قائد الجيش , وتقود عناصر النظام المباد هذه الحملات بسفور مما يزيد من معقولية الشكوك حول الدور الأبرز لتلك العناصر في اشعال الحرب أساسا, وهو الأمر الذي يضعف من جانب آخر من التأييد للجيش في أوساط عديدة , أمّا الغرب والجنوب فهو أميل لتأييد الدعم السريع؛ وباعتبار أنّ الحاضنة الاجتماعية لغالبية منسوبي الدعم السريع تتركز في تلك الجهات, بالطبع لا يمكن تعميم هذه الفرضية على كل مواطني تلك الجهات، فهناك عناصر في كل جهة تميل إلى تأييد هذا الطرف أو ذاك رغم وجودها في الحيز الجغرافي الموالي لطرف، هنا تتعقد المشكلة أكثر وتقترب نذر حرب الجميع ضد الجميع من التحقق مع الأسف, خاصة أن حالة الاستقطاب وخطاب الكراهية تعج بها الأدبيات المنشورة في الوسائط الإعلامية والفضاء الإسفيري المفتوح.

إنّ الخروج من الجب السحيق الذي وردت إليه بلادنا يتطلب وعيا شعبيا بخطورة مآلات استمرار الحرب وتمددها, وهذا يتطلب تكثيف الحملات والدعوات إلى وقف الحرب, وبمثل ما كان لسودانيي/ات المهاجر من دور بارز إبان إندلاع الثورة الشعبية المجيدة في ديسمبر2018م تبدو الحاجة الآن لدورهم الأهم والأكبر في الضغط من خلال أدواتهم التي يجيدون من أجل وقف الحرب أولا ومن ثمّ الشروع مباشرة في خطوات الحل السياسي الشامل الذي يفضي إلى مواصلة مشوار الإنتقال نحو الحرية السلام والعدالة.

الوسومخالد فضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

مستشار لقائد الدعم السريع يرحب بالمبادرة التركية وفق شروط محددة

أي مبادرة لتحقيق السلام يجب أن تتضمن فهمًا معمقًا للأسباب الحقيقية لنشوب الحرب في 15 أبريل 2023 ومعالجة جذور الأزمة السودانية، وفقاً للمستشار.

متابعات – تاق برس

اعتبر الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، أن تركيا تمتلك المؤهلات اللازمة لقيادة مبادرة وساطة بين السودان والإمارات، مشيرًا إلى ضرورة التزامها الحياد والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف.

ولفت إلى النفوذ التركي في القارة الأفريقية ومعرفتها التاريخية بطبيعة الأزمة السودانية.

وأضاف طبيق في تغريدة على منصة “إكس” أن قوات الدعم السريع، رغم انتصاراتها الميدانية، تتعامل بإيجابية مع أي مبادرة إقليمية أو دولية تهدف إلى وقف الحرب، شريطة أن تكون جادة وصادقة.

وأكد أن أي مبادرة لتحقيق السلام يجب أن تتضمن فهمًا معمقًا للأسباب الحقيقية لنشوب الحرب في 15 أبريل 2023 ومعالجة جذور الأزمة السودانية الممتدة منذ الاستقلال.

كما شدد على أن المرجعيات الأساسية لأي عملية تفاوضية يجب أن تستند إلى اتفاق المنامة، الذي توصل إلى نقاط جوهرية لحل الأزمة السودانية بشكل جذري.

وكانت الرئاسة التركية قد أعلنت الجمعة، أن الرئيس رجب أردوغان، قد أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وعرض عليه استعداد بلاده للعب دور في حل الخلافات بين السودان والإمارات العربية المتحدة، مشددًا على التزام تركيا بمبادئها الداعمة للسلام والاستقرار في السودان، وضمان وحدة أراضيه وسيادته، ومنع التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية.

الباشا طبيقالمبادرة التركيةمستشار قائد الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • بعد تقارير عن موافقة الجيش.. السودان يرد على دعوة أممية بشأن مفاوضات مع الدعم السريع في جنيف
  • ترتيب أممي لمحادثات غير مباشرة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في جنيف
  • مستشار لقائد الدعم السريع يرحب بالمبادرة التركية وفق شروط محددة
  • "كلهم اغتصبوني.. كانوا ستة"! شهادات مروعة عن جرائم قوات الدعم السريع في السودان
  • تصعيد ميداني بين الجيش و الدعم السريع و تحشيد كبير حول الفاشر ومدني
  • الجيش السوداني يحبط هجوما على الفاشر للدعم السريع
  • الجيش السوداني مسنودا بالطيران يستهدف الدعم السريع بالفاشر
  • الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر
  • الجيش يتقدم على الدعم السريع.. هل لا يزال الحل السلمي خيارًا؟
  • الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر