كيف تؤثر حرائق الغابات على تلوث الهواء وصحة الإنسان؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
من كيبيك مرورا ببريتيش كولومبيا وصولا إلى هاواي، تواجه أميركا الشمالية موسم حرائق غابات استثنائيا، مع تعرّض مناطق قريبة وبعيدة على حد سواء لدخانها .في ما يأتي أبرز ما يجب معرفته عن تلوث الهواء الناتج عن هذه الحرائق.
ما الذي نعرفه عن تلوث الهواء وصحة الإنسان؟أحد الجوانب المحدِّدة للدخان الناتج عن حرائق الغابات ، "الجسيمات الدقيقة"، وهي سموم يمكنها بأعداد كبيرة، أن تجعل الدخان مرئيا.
وقالت ريبيكا هورنبروك، عالمة كيمياء الغلاف الجوي في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، والتي تقوم برحلات جوية عبر الدخان لإجراء بحوثها، لوكالة فرانس برس إن الجسيمات الدقيقة التي يبلغ قطرها 2,5 ميكرون "تشكّل خطرا على صحة الإنسان وتنبعث بكميات كبيرة".
وأضافت "عادة، إذا كنت في اتجاه الريح عند وقوع حريق هائل، فذلك يكون السبب وراء ظلمة السماء وانعدام الرؤية" مثل السماء التي شوهدت فوق نيويورك نتيجة الحرائق التي كانت مستعرة على مسافة مئات الأميال في كيبيك في وقت سابق من هذا العام.
تتغلغل الجسيمات الدقيقة التي يبلغ قطرها 2,5 ميكرون داخل الرئتين وقد تصل حتى إلى مجرى الدم.
وعند مطلع تموز/يوليو، كان المواطن الأميركي قد تعرّض ل450 ميكروغراما من الدخان لكل متر مكعب، وهو أسوأ من السنوات الممتدة من 2006 إلى 2022 كاملة، وفق ما نشر الاقتصادي مارشال بورك في جامعة ستانفورد على منصة "إكس" أخيرا، مستشهدا بحسابات أجراها مختبر متخصص في الجامعة.
ومن الأمور المثيرة للقلق أيضا المواد غير المرئية المعروفة بالمركبات العضوية المتطايرة مثل البوتان والبنزين. وتسبب هذه المواد تهيج العينين والحلق، في حين يعرف بعضها بأنه مسرطن.
عندما تمتزج المركبات العضوية المتطايرة مع أكاسيد النيتروجين -- التي تنتجها حرائق الغابات لكنها موجودة أيضا بكثرة في المناطق الحضرية جراء حرق الوقود الأحفوري -- تساعد في تكوين الأوزون الذي قد يؤدي إلى تفاقم السعال والربو والتهاب الحلق وصعوبة التنفس.
نقص حاد في المعلومات المتوفرةانتشر شراء السيارات بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية، وفي العقود التي تلت ذلك، كوّن العلماء فكرة عن طريقة تأثيرها على البشر، بدءا من ظهور الربو في مرحلة الطفولة إلى زيادة خطر الإصابة بنوبات قلبية وحتى الخرف في وقت لاحق من الحياة.
وأوضح كريستوفر كارلستن، مدير مختبر التعرض لتلوث الهواء في جامعة بريتيش كولومبيا، أنه خلافا لذلك، لا توجد هذه الكمية من المعلومات حول دخان حرائق الغابات.
واستنادا إلى حوالى عشرين دراسة منشورة "يبدو أن تأثير الدخان على الجهاز التنفسي أكبر منه على القلب والأوعية الدموية مقارنة بالتلوث المروري"، على ما قال لوكالة فرانس برس.
وقد عزى السبب إلى أن أكاسيد النيتريك أكثر في التلوث المروري.
وبدأ مختبر كارلستن إجراء تجارب على البشر باستخدام دخان الخشب للحصول على مزيد التوضيحات.
اعلانوقال كارلستن، وهو طبيب أيضا، إن التدخلات الطبية موجودة، بما فيها الستيرويدات المستنشقة ومضادات للالتهاب غير الستيرويدية وأنظمة تنقية الهواء، لكن هناك حاجة إلى بحوث لمعرفة أفضل السبل لاستخدامها.
ماهي علاقة ارتفاع درجة الحرارة بالصحة النفسية؟من جهته، قال جوشوا فيرتسل، رئيس لجنة الجمعية الأميركية للطب النفسي المعنية بتأثير تغير المناخ على الصحة العقلية، لوكالة فرانس برس، إن ارتفاع درجة حرارة العالم يؤثر أيضا على الصحة النفسية بطرق كثيرة.
وأوضح أن إحدى التفاعلات هي الشعور بالضيق و"الغضب والحزن والقلق في مواجهة الكوارث الطبيعية التي يتوقعون حدوثها"، فيما تكون هذه المعدلات أعلى بكثير لدى الشباب منها لدى المسنين.
وهناك أيضا "التأقلم" العقلي، وهو نتيجة ثانوية للتطور تساعد على التعامل مع الضغوط الجديدة، لكن في حال عدم توخي الحذر، قد يتعرض الفرد لأخطار.
كيف يؤثر التلوث في أوروبا الغربية على القطب الشمالي؟الولايات المتحدة تشدد قواعد مكافحة التلوث في السيارات للترويج للمركبات الكهربائيةشاهد: سراييفو في المركز الثالث عالميًا في نسبة التلوثبالنسبة إلى هورنبروك المقيمة في كولورادو، فإن ما شهده شرق أميركا الشمالية في العام 2023 هو ما يتعامل معه الجانب الغربي من القارة منذ سنوات ومن المرجح أن تصبح المشعد العالمي أكثر قتامة نظرا إلى استمرار البشرية في حرق الوقود الأحفوري.
اعلانوأشارت إلى أنه في حين ساهمت التدابير الخاصة بمكافحة التلوث في كبح انبعاثات السيارات والقطاع الصناعي، ستكون هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات مناخية للتصدي لآفة حرائق الغابات.
وقالت "من المحبط رؤية أننا نعيش اليوم ما كنا نحذّر منذ سنوات"، لكنها أضافت أنه لا يزال هناك أمل مضيفة "ربما بدأ الناس الآن ملاحظة ذلك وقد نرى بعض التغيير".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: الجفاف والتغير المناخي يطال بحيرة سانتا أولالا الإسبانية بعد تأقلمها 600 عام مع الطبيعة..التغير المناخي قد يقضي على أشجار متنزه سانسوسي في بوتسدام "كابوس يقلق العالم".. أثينا تتحرك وتباشر بتنفيذ المشاريع لمواجهة التغير المناخي الاحتباس الحراري الصحة تلوث الهواء دراسة تغير المناخ اعلاناعلاناعلاناعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليوم روسيا الهند الحرب الروسية الأوكرانية فرنسا فيضانات - سيول إيران مهاجرون فولوديمير زيلينسكي فلاديمير بوتين سفينة Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Jobbio عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار روسيا الهند الحرب الروسية الأوكرانية فرنسا فيضانات - سيول إيران My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الاحتباس الحراري الصحة تلوث الهواء دراسة تغير المناخ روسيا الهند الحرب الروسية الأوكرانية فرنسا فيضانات سيول إيران مهاجرون فولوديمير زيلينسكي فلاديمير بوتين سفينة روسيا الهند الحرب الروسية الأوكرانية فرنسا فيضانات سيول إيران حرائق الغابات تلوث الهواء
إقرأ أيضاً:
الجامعة المغربية لحماية المستهلك توضح بخصوص تلوث معلبات التونة بالزئبق
أثارت تقارير دولية حديثة مخاوف متزايدة لدى المغاربة، بشأن احتواء علب التونة على مادة الزئبق المضرة بصحة المستهلك.
وقال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية حقوق المستهلك، إن “الأمر لا يستحق كل هذا التهويل”، مضيفا أن “المغرب ليس معنيا بما يثار حول التونة الحمراء التي تباع في أوروبا وتصدر بشكل أساسي إلى دولة اليابان”.
وذكر بأن المغرب “لا يستورد التون المعلب من الخارج بل يكتفي بما هو محلي”.