على الساحل بين مدينتي حيفا وعكا، كانت الصرفند إحدى القرى الفلسطينية التي هجّر سكانها خلال نكبة عام 1948. اليوم لم يبقَ منها سوى بقايا بيوتها ومسجدها المهجور، الذي ما زال شاهدًا على تهجير أهلها قسرًا ومحاولات طمس معالمها.

ورغم الإهمال والتخريب المتعمد، فإن المسجد لا يزال يحتضن المصلين الذين يأتون إليه من القرى المجاورة، متمسكين بوجودهم في المكان، ولاسيما في رمضان حيث تقام صلاة التراويح يوميًا وتُنظم موائد إفطار جماعية.

وتقع الصرفند على بعد نحو 21 كيلومترًا جنوب شرق عكا، وكانت قرية زراعية تعتاش على زراعة الحمضيات والزيتون والحبوب، بالإضافة إلى صيد الأسماك بحكم قربها من البحر، وبلغ عدد سكانها عام 1945 نحو 520 نسمة، جميعهم من العرب المسلمين.

هدم مستوطن من مستوطنة "نحشوليم" مسجد الصرفند ولم يتبقَّ منه سوى الأرضية وبعض الجدران والمحراب (الأناضول) نكبة 1948 والتهجير

في مايو/أيار 1948، سقطت الصرفند في إطار العمليات العسكرية التي نفذتها المنظمات الصهيونية للسيطرة على الساحل الفلسطيني. تعرض سكانها للتهجير القسري، مثلما حدث في عشرات القرى الفلسطينية، ولم يُسمح لهم بالعودة إلى ديارهم بعد الحرب.

في عام 2000، قام أحد المستوطنين من مستوطنة "نحشوليم"، المقامة على أراضي القرية، بهدم مسجد الصرفند، ولم يتبقَّ منه سوى الأرضية وبعض الجدران والمحراب. هذه الحادثة لم تكن سوى واحدة من سلسلة اعتداءات تهدف إلى محو أي أثر للوجود الفلسطيني في المنطقة، لكن رغم ذلك، بقي المسجد رمزًا للصمود ومقصدًا للمرابطين والمصلين.

مسجد الصرفند يبقى شاهدًا على النكبة وعلى تمسك الفلسطينيين بحقوقهم التاريخية (الأناضول) إحياء المسجد من جديد

على الرغم من محاولات الطمس، فإن بعض أبناء القرى المجاورة، خاصة من قرية الفريديس وقرية جسر الزرقاء، يحيون المسجد من خلال إقامة صلاة الجمعة على مدى السنة، إضافة إلى صلاة التراويح يوميًا خلال شهر رمضان. كما تُنظَّم موائد إفطار جماعية في المسجد أيام الاثنين والخميس في رمضان، إلى جانب إقامة صلاة العيدين، في تأكيد على التمسك بالمكان رغم كل محاولات التهويد.

إعلان

بينما تحاول السلطات الإسرائيلية والمستوطنون محو معالم الصرفند، يبقى مسجدها شاهدًا على النكبة وعلى تمسك الفلسطينيين بحقوقهم التاريخية، ورغم الدمار الذي لحق به، فإن استمرار إقامة الصلوات والفعاليات فيه هو رسالة بأن المكان لم يُنسَ، وأن الفلسطينيين متمسكون بحقهم في العودة إليه مهما طال الزمن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

«أم القرى»: 3.93 مليار طلبات اكتتاب الأفراد

البلاد – مكة المكرمة
أعلنت شركة أم القرى للتنمية والإعمار، اكتمال فترة اكتتاب المستثمرين الأفراد في طرحها العام الأولي الذي بدأ الأربعاء 5 مارس ، بنسبة تغطية بلغت 20 مرة، بقيمة إجمالية 3.93 مليار ريال ، تمثل 10 % من إجمالي أسهم الطرح ، وشهدت عملية الاكتتاب مشاركة أكثر من مليون مكتتب. وسيحصل كل مكتتب من (الأفراد) على 10 أسهم كحد أدنى، بينما سيتم تخصيص الأسهم المتبقية على أساس تناسبي ، وتم تحديد السعر النهائي بالحد الأعلى للنطاق السعري عند 15 ريال سعودي للسهم الواحد، ما يعني أن القيمة السوقية للشركة عند الإدراج ستبلغ نحو 21.58 مليار ريال . وسيتم إدراج وتداول أسهم الطرح في السوق الرئيسية لتداول السعودية .

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: صلاة التراويح للمرأة من المسجد أفضل في حالة واحدة
  • أمين الفتوى: صلاة التراويح للمرأة في البيت أعظم أجرًا من المسجد
  • الخطوط الملكية المغربية تروج لخط الدارالبيضاء ساوباولو لجلب مزيد من السياح لوجهة المملكة
  • «أم القرى»: 3.93 مليار طلبات اكتتاب الأفراد
  • هل أداء صلاة التراويح يكون في المسجد أم المنزل؟.. الإفتاء تحدد
  • صلاة التراويح في المسجد أم المنزل؟.. أمين الفتوى يوضح
  • شجرة في غامبيا تتحول لوجهة سياحية لعشاق الطبيعة والتصوير
  • 70 ألف شخص يؤدون صلاة العشاء والتراويح بالمسجد الأقصي
  • تتحول لسم قاتل .. احذري وضع هذه الأطعمة في الثلاجة