تحليل: التحولات الإقليمية والعالمية تدعم التقارب السعودي الإيراني
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
سلط المحلل البريطاني، روس هاريسون، الضوء على زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى الرياض، الأسبوع الماضي، للقاء ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، وتأثيرها على التحولات الإقليمية والعالمية، مشيرا إلى أن البلدين أعلنا مؤخرا استئناف العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت في عام 2016.
وذكر هاريسون، في تحليل نشره بموقع "معهد الشرق الأوسط" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الوقت هو عامل الحسم في تحديد مدى استمرارية التقارب السعودي الإيراني، ومع عدم الإعلان عن أي اتفاقات جديدة بينهما لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى سيصل حل خلافاتهما بشأن اليمن، أو ما إذا كانت إيران ستستمر في مضايقة الرياض من خلال دعم الاحتجاجات الشيعية في البحرين.
وأشار إلى أن تقدما لم يتحقق بآفاق الاستثمارات السعودية في إيران بعد، وهي الاستثمارات التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، وتمت مناقشتها عندما تم إبرام صفقة إعادة العلاقات بين البلدين بالعاصمة الصينية (بكين)، في مارس/آذار الماضي.
العمل الجماعي
غير أن هاريسون يرى أن النظر إلى العلاقة الإيرانية السعودية في سياق الظروف الإقليمية والعالمية المتغيرة "يجب أن يخفف من الشكوك بشأن المحادثات بين البلدين"، مشيرا إلى وجود اعتراف متزايد من جانب البلدين بأن مشكلات، مثل تغير المناخ والأمن، لا يمكن حلها إلا من خلال العمل الجماعي.
كما أن الاتجاه نحو تمكين الدول الإقليمية الفاعلة بدلاً من الاعتماد المفرط على دول من خارج المنطقة، يخلق شعوراً بالإلحاح لاستمرار الدبلوماسية بين إيران والسعودية، بحسب هاريسون.
وتعزز هذا الاتجاه بفِعل الحروب الأهلية التي اندلعت في المنطقة، والتي تسببت، قبل عقد، في جر إيران والسعودية وغيرهما من القوى الإقليمية إلى فخ الصراع، لكنها الآن تخلق ضرورات للحد من التوترات وإعادة البناء.
اقرأ أيضاً
إيران: سنرسل سفيرنا إلى السعودية خلال أيام
وكان العراق، الذي عانى من الحرب الأهلية ومن تدهور العلاقات السعودية الإيرانية، مسؤولاً عن فتح المسار الدبلوماسي بين طهران والرياض، وفي وقت لاحق انتقلت المحادثات إلى عمان، ثم انتهت في الصين.
ويلفت هاريسون، في هذا الإطار أن الدبلوماسية تحلق في أجواء المنطقة، إذ استأنفت تركيا ومصر علاقاتهما، التي كانت شبه مقطوعة منذ عام 2013، فيما تؤشر اتفاقيات أبراهام، بين إسرائيل والإمارات والبحرين، إلى أن الاعتراف بأن المصالح الاقتصادية يمكن أن تتغلب على الخلافات الجيوسياسية والأيديولوجية.
التحولات العالمية
ووفرت التحولات العالمية أيضاً السياق لاستمرار المحادثات بين طهران والرياض، إذ يجعل الدور الذي تلعبه الوساطة الصينية التنصل من التزامات الاتفاق الثنائي صعب سياسياً.
وإضافة لذلك، تسببت الحرب ضد أوكرانيا في عزل روسيا، وبالتالي عزل حليفتها إيران، ونظراً للحرب وتضييق المسار الدبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة، ترى طهران أن علاقاتها مع جيرانها العرب في الخليج هي السبيل الوحيد للخروج من عزلتها.
كما أن الجهود الموازية التي تبذلها واشنطن لدفع السعودية وإسرائيل إلى تطبيع العلاقات تمنح الإيرانيين حافزًا للتصرف بقدر من حسن النية، حسبما يرى هاريسون.
وعلى الجانب الخليجي العربي، تؤكد التساؤلات حول استمرار الالتزامات الأمريكية للرياض إلى أن الدبلوماسية مع طهران قد تكون الطريقة الوحيدة لضمان أمنهم.
وينوه هاريسون، في هذا الصدد، إلى أنه "من المحتمل جدًا ألا يلبي تطبيع العلاقات التوقعات الأولية للفوائد الاقتصادية والسياسية. ولكن بالنظر إلى مدى زعزعة استقرار العداء بين إيران والسعودية في المنطقة، فإن مجرد انخفاض التوترات، والجهود المبذولة لتخفيف معاناة اليمنيين، وبعض التعاون في القضايا المتعلقة بالمناخ، يمكن أن يكون كافياً لفائدة المنطقة".
ويخلص المحلل البريطاني إلى أن عديد الخلافات تهدد بانكسار حالة السلام بين البلدين، لكن الظروف الإقليمية والعالمية المتغيرة "لابد أن تكون بمثابة اللاصق الذي يمنع ذلك" حسب تعبيره.
اقرأ أيضاً
إيران: تفعيل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي مع السعودية قريبا
المصدر | روس هاريسون/معهد الشرق الأوسط - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية إيران محمد بن سلمان إلى أن
إقرأ أيضاً:
اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية تعلن اعتماد الجفالي رئيسًا للاتحاد السعودي للأولمبياد الخاص
المناطق_واس
جدّدت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية لرئيس للاتحاد السعودي للأولمبياد الخاص الدكتورة مها بنت أحمد الجفالي اعتمادها رئيسًا لدورة انتخابية ثانية، لمدة أربع سنوات جديدة من 2024م وحتى 2028م.
وحظيت الجفالي بالثقة لتعيينها رئيسًا للاتحاد السعودي للأولمبياد الخاص للمرة الثانية بعد انتهاء الدورة الأولمبية 2020 – 2024م، حيث شاركت مع مجلس إدارة الاتحاد في تعزيز حضور الاتحاد محليًا، وإقليميًا، ودوليًا.
أخبار قد تهمك اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية تُنفذ مبادرة “دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في التطوع الرياضي” 16 فبراير 2025 - 7:15 مساءً ابن جلوي يحضر حفل استقبال دورة الألعاب الآسيوية الشتوية “هاربن 2025” 10 فبراير 2025 - 3:56 صباحًاوثمنت الدكتورة الجفالي لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل بن عبدالعزيز رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، وأعضاء الجمعية العمومية الثقة بتمديد رئاستها للاتحاد السعودي للأولمبياد الخاص لدورة أولمبية جديدة حتى عام 2028م، معربةً عن تطلعها ومجلس الإدارة وفريق العمل إلى تعزيز التعاون مع مختلف الجهات لتحقيق مزيد من النجاحات.
وشهد الاتحاد السعودي للأولمبياد الخاص خلال الدورة السابقة العديد من الاستضافات الإقليمية في المجالات الصحية، والقيادية، والرياضية، حيث نظّم دورات تدريبية متخصصة للمدربين في رياضات أولمبية متعددة، إضافةً إلى برامج تأهيل للأطباء والمتخصصين الصحيين لتمكينهم من التعامل مع لاعبي الأولمبياد الخاص، كما استضاف الاتحاد المجلس الإقليمي للاعبين القادة، مما عزز من تمكين الرياضيين من ذوي الإعاقة الفكرية والنمائية.
وخلال الأعوام القليلة الماضية، حقق الاتحاد إنجازات بارزة، أبرزها زيادة عدد اللاعبين المشاركين في البرامج والأنشطة الرياضية، وتوسيع نطاق الخدمات الرياضية لتشمل مناطق جديدة في المملكة، كما شهدت ذات الفترة تطويرًا للمسابقات والبرامج الرياضية، إلى جانب تنظيم الألعاب الوطنية للأولمبياد الخاص للمرة الأولى، مما أسهم في تعزيز مهارات اللاعبين ورفع أعداد المشاركين.
وشهدت الأندية التابعة للاتحاد نموًا ملحوظًا، مما يعكس التوسع المستمر في قاعدة اللاعبين والمدربين.
على الصعيد الدولي، حقق الاتحاد نجاحات كبيرة، أبرزها المشاركة في الألعاب العالمية الصيفية – برلين 2023 بأكبر وفد سعودي في تاريخ الأولمبياد الخاص والمكوّن من 130 شخصًا، كما حقق منتخب كرة القدم الموحدة إنجازًا استثنائيًا بالفوز بالميدالية الذهبية في بطولة كأس العالم لكرة القدم الموحدة 2022، التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية (ديترويت)، إلى جانب مشاركة لاعبي الأولمبياد الخاص السعودي في العديد من البطولات الخليجية، والإقليمية، والآسيوية، والتي حققوا خلالها إنجازات مشرفة رفعت اسم المملكة عاليًا.
وفي إطار التوجه المستقبلي، أطلق الاتحاد إستراتيجية 2024 – 2028 تحت شعار “مجتمع صحي شامل عبر الرياضة”، التي تهدف إلى تعزيز الشمولية وتوفير فرص أكبر للمشاركة في الرياضات الأولمبية الخاصة على جميع المستويات، بما يسهم في تطوير قدرات الرياضيين وتحقيق رؤى مستدامة تعكس طموحات المملكة في هذا المجال.