سلط المحلل البريطاني، روس هاريسون، الضوء على زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى الرياض، الأسبوع الماضي، للقاء ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، وتأثيرها على التحولات الإقليمية والعالمية، مشيرا إلى أن البلدين أعلنا مؤخرا استئناف العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت في عام 2016.

وذكر هاريسون، في تحليل نشره بموقع "معهد الشرق الأوسط" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الوقت هو عامل الحسم في تحديد مدى استمرارية التقارب السعودي الإيراني، ومع عدم الإعلان عن أي اتفاقات جديدة بينهما لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى سيصل حل خلافاتهما بشأن اليمن، أو ما إذا كانت إيران ستستمر في مضايقة الرياض من خلال دعم الاحتجاجات الشيعية في البحرين.

وأشار إلى أن تقدما لم يتحقق بآفاق الاستثمارات السعودية في إيران بعد، وهي الاستثمارات التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، وتمت مناقشتها عندما تم إبرام صفقة إعادة العلاقات بين البلدين بالعاصمة الصينية (بكين)، في مارس/آذار الماضي.

العمل الجماعي

غير أن هاريسون يرى أن النظر إلى العلاقة الإيرانية السعودية في سياق الظروف الإقليمية والعالمية المتغيرة "يجب أن يخفف من الشكوك بشأن المحادثات بين البلدين"، مشيرا إلى وجود اعتراف متزايد من جانب البلدين بأن مشكلات، مثل تغير المناخ والأمن، لا يمكن حلها إلا من خلال العمل الجماعي.

كما أن الاتجاه نحو تمكين الدول الإقليمية الفاعلة بدلاً من الاعتماد المفرط على دول من خارج المنطقة، يخلق شعوراً بالإلحاح لاستمرار الدبلوماسية بين إيران والسعودية، بحسب هاريسون.  

وتعزز هذا الاتجاه بفِعل الحروب الأهلية التي اندلعت في المنطقة، والتي تسببت، قبل عقد، في جر إيران والسعودية وغيرهما من القوى الإقليمية إلى فخ الصراع، لكنها الآن تخلق ضرورات للحد من التوترات وإعادة البناء.

اقرأ أيضاً

إيران: سنرسل سفيرنا إلى السعودية خلال أيام

وكان العراق، الذي عانى من الحرب الأهلية ومن تدهور العلاقات السعودية الإيرانية، مسؤولاً عن فتح المسار الدبلوماسي بين طهران والرياض، وفي وقت لاحق انتقلت المحادثات إلى عمان، ثم انتهت في الصين.

ويلفت هاريسون، في هذا الإطار أن الدبلوماسية تحلق في أجواء المنطقة، إذ استأنفت تركيا ومصر علاقاتهما، التي كانت شبه مقطوعة منذ عام 2013، فيما تؤشر اتفاقيات أبراهام، بين إسرائيل والإمارات والبحرين، إلى أن الاعتراف بأن المصالح الاقتصادية يمكن أن تتغلب على الخلافات الجيوسياسية والأيديولوجية.

التحولات العالمية

ووفرت التحولات العالمية أيضاً السياق لاستمرار المحادثات بين طهران والرياض، إذ يجعل الدور الذي تلعبه الوساطة الصينية التنصل من التزامات الاتفاق الثنائي صعب سياسياً.

وإضافة لذلك، تسببت الحرب ضد أوكرانيا في عزل روسيا، وبالتالي عزل حليفتها إيران، ونظراً للحرب وتضييق المسار الدبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة، ترى طهران أن علاقاتها مع جيرانها العرب في الخليج هي السبيل الوحيد للخروج من عزلتها.

كما أن الجهود الموازية التي تبذلها واشنطن لدفع السعودية وإسرائيل إلى تطبيع العلاقات تمنح الإيرانيين حافزًا للتصرف بقدر من حسن النية، حسبما يرى هاريسون.  

وعلى الجانب الخليجي العربي، تؤكد التساؤلات حول استمرار الالتزامات الأمريكية للرياض إلى أن الدبلوماسية مع طهران قد تكون الطريقة الوحيدة لضمان أمنهم.

وينوه هاريسون، في هذا الصدد، إلى أنه "من المحتمل جدًا ألا يلبي تطبيع العلاقات التوقعات الأولية للفوائد الاقتصادية والسياسية. ولكن بالنظر إلى مدى زعزعة استقرار العداء بين إيران والسعودية في المنطقة، فإن مجرد انخفاض التوترات، والجهود المبذولة لتخفيف معاناة اليمنيين، وبعض التعاون في القضايا المتعلقة بالمناخ، يمكن أن يكون كافياً لفائدة المنطقة".

ويخلص المحلل البريطاني إلى أن عديد الخلافات تهدد بانكسار حالة السلام بين البلدين، لكن الظروف الإقليمية والعالمية المتغيرة "لابد أن تكون بمثابة اللاصق الذي يمنع ذلك" حسب تعبيره.

اقرأ أيضاً

إيران: تفعيل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي مع السعودية قريبا

المصدر | روس هاريسون/معهد الشرق الأوسط - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية إيران محمد بن سلمان إلى أن

إقرأ أيضاً:

دمشق.. وفد تركي رفيع المستوى يبحث مع الشرع العلاقات وتطورات المنطقة

دمشق – بحث وفد تركي يضم وزيري الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، مع الرئيس السوري أحمد الشرع، العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات الراهنة في المنطقة.

وذكر مراسل الأناضول، أن المسؤولين الأتراك زاروا العاصمة السورية دمشق لإجراء مباحثات رسمية.

وأشار إلى أن الرئيس الشرع، استقبل الوفد التركي.

وقال المراسل إن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين تركيا وسوريا، والتطورات الراهنة في المنطقة.

ولفت إلى أن اللقاء بين الجانبين استغرق نحو 3 ساعات.

وأوضح أن الوفد التركي غادر قصر الشعب بدمشق بعد انتهاء اللقاء.

 

الأناضول

Previous على أنغام “طلع البدر علينا”.. عبور وفد من شيوخ الموحدين الدروز من قرى جبل الشيخ إلى إسرائيل Related Posts على أنغام “طلع البدر علينا”.. عبور وفد من شيوخ الموحدين الدروز من قرى جبل الشيخ إلى إسرائيل عربي 14 مارس، 2025 ترحيب عربي بتصريحات ترامب عن غزة ومطالبات بمسار للسلام عربي 14 مارس، 2025 أحدث المقالات دمشق.. وفد تركي رفيع المستوى يبحث مع الشرع العلاقات وتطورات المنطقة على أنغام “طلع البدر علينا”.. عبور وفد من شيوخ الموحدين الدروز من قرى جبل الشيخ إلى إسرائيل ترحيب عربي بتصريحات ترامب عن غزة ومطالبات بمسار للسلام سفراء سعوديون يؤدون القسم أمام ولي العهد محمد بن سلمان الرئاسة السورية تنشر النص الكامل للإعلان الدستوري

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • طرد سفير جنوب إفريقيا في واشنطن يؤجج توتر العلاقات بين البلدين
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!
  • مجموعة السبع: إيران مصدر رئيسي لعدم استقرار المنطقة
  • وزيرا خارجية سوريا والعراق  يؤكدان على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين وتطويرها
  • الشيباني: الهدف من زيارتنا تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وإزالة العوائق التي تحول دون ذلك وفتح الحدود بين بلدينا سيكون خطوة أساسية في تنمية العلاقات
  • حسين: العلاقات مع سوريا تاريخية وناقشنا تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين لتكون الفائدة مشتركة للشعبين الشقيقين
  • دمشق.. وفد تركي رفيع المستوى يبحث مع الشرع العلاقات وتطورات المنطقة
  • اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأمريكية
  • أحمد هارون: الانسحاب من العلاقات التي تسبب الاستنزاف العاطفي ليس ضعفًا بل قوة وحكمة
  • صانع السلام.. كيف أصبحت السعودية وقطر مفتاح حل الأزمات في المنطقة؟