موقع 24:
2025-04-15@00:27:42 GMT

تقرير.. النهاية المكلفة لـ"عائد السلام" في أوروبا

تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT

تقرير.. النهاية المكلفة لـ'عائد السلام' في أوروبا

تمكنت الدول الأوروبية مجتمعة، من توفير مئات المليارات من اليوروهات سنوياً خلال العقود الأخيرة، وهو ما يمكن وصفه بـ"عائد السلام" بعد الحرب، حيث خفضت إنفاقها الدفاعي ووجهت الموارد إلى أولويات أخرى، من بينها تعزيز أنظمة الرفاه الاجتماعي.

إلا أن أوروبا تواجه الآن حساباً عسيراً، إذ تتجه نحو إعادة التسلح بسرعة، بعد أن هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتقليص الدعم الأمريكي للقارة.

ففي الوقت الذي تنفق فيه دول الاتحاد الأوروبي حالياً أقل من 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، يناقش القادة الأوروبيون علناً رفع الإنفاق إلى ما يصل إلى 3.5% أو أكثر خلال العقد المقبل، وهو مستوى لم تشهده أوروبا القارية منذ أواخر الستينيات.

Europe’s long “peace dividend” is over. As Trump distances the US from @NATO, EU nations face a stark choice: fund defense or preserve welfare. The UK targets 2.5% of GDP on military by 2027, Poland already spends 4.7%, and Germany debates lifting debt limits to rearm, @FT… pic.twitter.com/yeaaqjj7SR

— Kyrylo Shevchenko (@KShevchenkoReal) March 18, 2025 خيارات صعبة

ووفقاً لحسابات صحيفة "فايننشال تايمز"، المستندة إلى بيانات تعادل القوة الشرائية لعام 2020، فإن الإنفاق على هذا المستوى بين عامي 1995 و2023 كان سيتطلب من دول الاتحاد الأوروبي تخصيص 387 مليار دولار إضافية سنوياً للدفاع.

وأما بالنسبة للمملكة المتحدة، التي أنفقت 2.3% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع في عام 2023، فقد كان ذلك سيتطلب 35 مليار دولار إضافية سنوياً، وهو ما يعادل تقريباً الإنفاق العام السنوي على الإسكان والمرافق المحلية.

وقال مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في شركة "موديز أناليتيكس"، إن أوروبا استفادت في العقود الأخيرة من "عائد السلام" الذي أتاح لها تحرير الموارد الاقتصادية للاستثمار الخاص، وأتاح للحكومات زيادة الدعم لشبكات الأمان الاجتماعي.

ولكن هذا الوضع المستقر قد انتهى الآن، والخيارات المتاحة أمام أوروبا باتت صعبة. فقد تمكنت القارة من خفض إنفاقها العسكري بفضل الحماية الأمريكية الطويلة الأمد، مما سمح لها ببناء أحد أكثر أنظمة الضمان الاجتماعي سخاءً في العالم، خاصة مع شيخوخة سكانها.

وفي جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، ازدادت نسبة الإنفاق الاجتماعي من إجمالي الإنفاق الحكومي، حيث ارتفعت من 36.6% في عام 1995 إلى 41.4% عشية جائحة كورونا، وفقاً لبيانات "يوروستات". أما الإنفاق الحكومي الألماني على الحماية الاجتماعية، والذي يشمل الإنفاق على الرفاه الاجتماعي والمعاشات التقاعدية دون احتساب الرعاية الصحية، فهو أكثر من ضعف نظيره الأمريكي مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي، بينما الفرق أكثر وضوحاً في فرنسا.

In Germany, we have been living beyond our means for decades. The governments under Angela Merkel exhausted the peace dividend, for example, by expanding social spending. Now that the peace dividend is gone, every new government is loading up on debt… pic.twitter.com/6DZMhYpjow

— Veronika Grimm (@GrimmVeronika) March 5, 2025 كبح الإنفاق

ويتطلب عكس الاتجاه طويل الأمد في الإنفاق العسكري - الذي انخفض إلى النصف بين عامي 1963 و2023 في معظم الاقتصادات الأوروبية الكبرى وفقاً لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام - إما تقليص الإنفاق الحالي أو زيادة الاقتراض، وهو ما قد يكون صعباً على العديد من العواصم الأوروبية.

وفي جميع أنحاء أوروبا، ثبت أن محاولات كبح الإنفاق على الضمان الاجتماعي مؤلمة وصعبة. وقد أدت محاولات فرنسا لمعالجة إنفاق المعاشات التقاعدية إلى احتجاجات جماهيرية متكررة، بما في ذلك في عام 2023، عندما فرض الرئيس إيمانويل ماكرون رفع سن التقاعد لمدة عامين، بهدف تحقيق وفورات تقدر بنحو 18 مليار يورو سنوياً.

ومع ذلك، يجري الآن نقاش حول إلغاء هذا التغيير تحت ضغط من النقابات والمعارضة، حتى في الوقت الذي تناقش فيه الحكومة أهدافاً لزيادة ميزانية الدفاع تفوق هذه الوفورات بكثير.

The end of Europe’s ‘peace dividend’, por @valentinaromei @Sam1Fleming and A. Smithhttps://t.co/PMyWuG0CrJ @ft pic.twitter.com/fW9TfgJHg0

— Rafael Domenech | @BBVAResearch & @UV_EG (@rdomenechv) March 17, 2025 تهديدات ترامب

وقد دفعت تهديدات ترامب بالتقارب مع روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، وانسحابه المحتمل من حلف الناتو، أوروبا إلى الرد من خلال التحول نحو سياسة دفاعية أكثر استقلالية.

ومع ذلك، يرى كلوس فيستيسن، الخبير الاقتصادي في شركة "باثيون ماكروإيكونوميكس"، أن الفجوة في القدرات العسكرية كبيرة، وأن "التقدم لا يزال بطيئاً للغاية". وأضاف "أوروبا لم تمتلك قوات مسلحة قادرة على مواجهة خصم مكافئ منذ السبعينيات والثمانينيات، حين كانت مستويات الدفاع مرتفعة باستمرار خلال الحرب الباردة".

وقد تراجع عدد أفراد القوات المسلحة البريطانية بأكثر من النصف بين عامي 1985 و2020، ليصل إلى 153 ألف جندي، بينما انخفض العدد الإجمالي في الاتحاد الأوروبي من 3 ملايين إلى 1.9 مليون خلال نفس الفترة.

وفي السنوات الأخيرة، بدأ الاتجاه العام للإنفاق الدفاعي في الارتفاع. ففي عام 2024، بلغ إنفاق الاتحاد الأوروبي على الدفاع نحو 326 مليار يورو - ما يعادل 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي، مرتفعاً من 214 مليار يورو في عام 2021. ويعد هذا أعلى من متوسط 150 مليار يورو سنوياً خلال 15 عاماً حتى عام 2019، وفقاً للمجلس الأوروبي.

"The problem is not Trump or the US, the problem is Europe"

NATO Secretary General Mark Rutte said the relative lack of military spending among European members is putting security at risk, saying the alliance should move to a "war mindset" https://t.co/BSqshsffxC pic.twitter.com/cxWiZT0AuS

— Bloomberg (@business) January 23, 2025 العالم الجديد

ولكن التقديرات تشير إلى الحاجة إلى زيادات أكبر بكثير، تتراوح من 160 مليار يورو سنوياً على مدى السنوات الـ5 المقبلة، وفقاً لـ "غولدمان ساكس"، إلى ما بين 230 مليار و460 مليار يورو سنوياً وفقاً لـ "باثيون ماكروإيكونوميكس".

وفي حين أن بعض الإنفاق الأولي يمكن تمويله عبر زيادة الاقتراض للدول التي لديها مساحة مالية لذلك، فإن تكلفة إعادة التسلح ستقع في النهاية على عاتق دافعي الضرائب والمستفيدين من أنظمة الضمان الاجتماعي في القارة.

وقال غونترام وولف، الزميل البارز في معهد "بروغل"، إن "العالم الجديد" يتطلب أن تقترب أوروبا من مستويات الإنفاق العسكري في الثمانينيات كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، مضيفاً أن "هذا سيعني بالطبع المزيد من المقايضات في الميزانيات العامة".

ومن المرجح أن تكون برامج المساعدات الخارجية من بين الضحايا المباشرين لهذه التغييرات، حيث أعلنت المملكة المتحدة بالفعل عن تخفيضات حادة، فيما تنتظر ميزانيات الرفاه الاجتماعي قرارات صعبة. ويرى فيستيسن أن "ضرائب الحرب" قد تصبح ضرورية أيضاً.

وقد كشف المستشار الألماني المنتظر فريدريش ميرتس، عن خطة لإلغاء القيود على الاقتراض الوطني عندما يتعلق الأمر بتمويل الإنفاق الدفاعي. كما اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إعفاء 800 مليار يورو إضافية، من اقتراض الحكومات الأوروبية من قواعد الديون والعجز في الاتحاد الأوروبي.

“In Europe, some Polish generals have been openly mulling the idea of going beyond relying on France and the United Kingdom and acquiring their own nuclear force.” Read Gideon Rose on the future of the nonproliferation regime: https://t.co/DUTJkbaujh

— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) March 15, 2025 عجز الميزانية

وتعهدت حكومة المملكة المتحدة بإنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2027، يتم تمويلها عبر تخفيضات في المساعدات الخارجية، على أن يتم استهداف زيادة إضافية إلى 3% لاحقاً.

وفي الوقت نفسه، رفعت بولندا إنفاقها العسكري بشكل حاد، داعمةً مطلب ترامب بأن ترفع دول الناتو إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، حيث خصصت 4.7% لهذا العام، وهو أعلى معدل إنفاق في التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

ورغم أن ألمانيا لديها هامش لزيادة الاقتراض، إلا أن دولاً أوروبية أخرى ليست في وضع مماثل. فقد ارتفع الدين العام لإيطاليا كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي من 31% في الستينيات إلى 137% في عام 2024، وفقاً لبيانات المفوضية الأوروبية. كما تتجاوز الديون العامة لكل من فرنسا والمملكة المتحدة حجم اقتصاديهما، إلى جانب تسجيلهما عجزاً كبيراً في الميزانية.

ويبلغ إنفاق الاتحاد الأوروبي على مدفوعات الفائدة نحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي، بينما تصل النسبة في إيطاليا إلى الضعف. ومع تقدم سكان أوروبا في العمر، سيزداد الإنفاق الاجتماعي بينما تنخفض الإيرادات مع تقلص عدد السكان في سن العمل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الإنفاق روسيا حلف الناتو الحرب الأوكرانية روسيا الاتحاد الأوروبي حلف الناتو من الناتج المحلی الإجمالی الاتحاد الأوروبی ملیار یورو سنویا على الدفاع pic twitter com فی عام

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي: زيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية بحزمة 1.6 مليار يورو

بثت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الاتحاد الأوروبي، أعلن زيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية بحزمة 1.6 مليار يورو على مدى 3 سنوات.

مستقبل وطن: جولات الرئيس السيسي تجسد رؤية مصر لتعزيز التضامن العربي ودعم فلسطينالهيئة الدولية لدعم فلسطين: إسرائيل عجزت عن تحقيق أهدافها في غزةزعيم حزب في كندا يقلد ترامب: نريد طرد مؤيدي فلسطينأطباء فلسطين: جيش الاحتلال بات يسخر من عدم قدرتنا على وقف الحرب

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها فجرت منزلًا مفخخًا استُخدم لاستهداف قوة إسرائيلية خاصة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في وقت قال فيه الجيش الإسرائيلي إنه دمر نفقًا ممتدًا في شمال القطاع.

وذكرت الكتائب في بيان أن عناصرها قاموا بتفجير منزل كانت قد أعدته مسبقًا، بعد دخول قوة إسرائيلية إلى منطقة أبو الروس شرقي رفح، مؤكدة وقوع إصابات في صفوف القوات المستهدفة، دون تقديم تفاصيل إضافية.

ولم يصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أي تعليق فوري على هذا الإعلان.

في وقت سابق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان إن قوات الفرقة 252 تواصل عملياتها في شمال قطاع غزة، مشيرًا إلى تدمير نفق بطول 1.2 كيلومتر وعلى عمق 20 مترًا تحت الأرض، تم اكتشافه خلال الأيام الماضية.

وأضاف أدرعي أن القوات عثرت قرب مسار النفق على مستودع أسلحة، يحتوي على نحو 20 عبوة ناسفة وقاذفة صواريخ مضادة للدروع ووسائل قتالية أخرى، قال إنها كانت معدة لاستهداف القوات الإسرائيلية.

وبحسب البيان، فقد رصدت طائرة مسيّرة تابعة للجيش مجموعة من "المخربين" أثناء زرع عبوة ناسفة قرب القوات، ما دفع سلاح الجو إلى استهدافهم.

ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع منذ استئنافها في 18 مارس، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار مع حركة حماس، والذي تعثرت الجهود لتمديده.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأسبوع الماضي تنفيذ أكثر من 600 غارة جوية منذ استئناف العمليات، قال إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 250 من عناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة.


 

مقالات مشابهة

  • لافروف: أوروبا تقوم بإسكات من يقول الحقيقة بشأن أوكرانيا والأغلبية تعارض نشر قوات حفظ السلام
  • عضو البرلمان الأوروبي السابق مايـك والاس : اليمن يطبق القانون الدولي في عمليـاته الـمـساندة للفلسطينيين
  • الاتحاد الأوروبي: 1.6 مليار يورو لدعم السلطة الفلسطينية خلال 3 سنوات
  • الاتحاد الأوروبي يعلن عن تقديم 1.6 مليار يورو كمساعدات للسلطة الفلسطينية
  • الاتحاد الأوروبي يدعم فلسطين بـ 1.6 مليار يورو
  • الاتحاد الأوروبي يزيد الدعم للسلطة الفلسطينية.. نحو 2 مليار دولار
  • أبو هميلة: تقرير الحساب الختامي يعكس زيادة الناتج المحلي وانخفاض العجز النقدي الكلي
  • بين رهانات الإصلاح وضغوط الانهيار المالي.. الاتحاد الأوروبي يضخ 1.6 مليار يورو لدعم فلسطين
  • الاتحاد الأوروبي: زيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية بحزمة 1.6 مليار يورو
  • تقرير مالطي: نتائج أولية بعد مهمة ميدانية ببلدية الأصابعة ضمن آلية الاتحاد الأوروبي