يمن مونيتور/  وحدة التقارير/ من بندر علي

في الليل تسمع صراخ الأطفال الذين لا يستطيعون النوم بسبب الحرارة المرتفعة، مدينة عدن عاصمة اليمن المؤقتة تعيش أسوأ فصول السنة.

فصل من غضب السكان المتصاعد يتكرر كل عام دون أن تقوم السلطات المحلية والحكومية وسلطة الأمر الواقع بواجبها رغم الوعود المتكررة كل عام.

ويتظاهر المئات منذ مطلع الأسبوع في معظم أحياء مدينة عدن.

وأصيب 8 متظاهرين برصاص قوات الأمن والحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي يوم الأربعاء، حسب ما أفاد مراسل “يمن مونيتور”.

 

غضب الشارع

وأعلنت المؤسسة العامة للكهرباء بعدن (حكومية)، الأحد، خروج نحو 80 بالمائة من محطات الكهرباء عن الخدمة؛ نتيجة عدم توفر الوقود الكافي، وارتفاع حجم الطلب على الطاقة.

وقال أحمد، وهو متظاهر (19عاما) ل”يمن مونيتور”: منذ أن عرفت نفسي وكل صيف نتظاهر بسبب عدم وجود الكهرباء، هذه مهزلة هم في المكيفات ونحن في جهنم.

يُحمل أحمد ومعظم المتظاهرين المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات والحكومة المعترف بها دوليا المسؤولية عن وضع مدينة عدن.

يقول معين سالمين (21 عاما)، الذي يعمل في محل وجبات سريعة لـ”يمن مونيتور”: حملنا علم الجنوب -علم الانفصال- وحلمنا بدولة جديدة تنتشلنا من الفقر، كنت مؤيد للانتقالي منذ أول يوم لكن السنوات الأخيرة اكتشفنا فسادهم هم مجموعة من الفاسدين.

ويضيف: عشنا في وهم ووعود كاذبة من أجل أن يسوي القادة وضعهم المالي والمعيشي.

وقال سالمين: كل هذا الوضع والمظاهرات لأنهم فاشلين، الدولة معهم، والسلطة معهم ووزارة الكهرباء ووزارة النفط معهم والمجلس الرئاسي معهم ما الذي يريدونه أكثر.

إشارة سالمين لفساد قادة المجلس الانتقالي تتكرر لدى معظم سكان مدينة عدن.

وقال متظاهر ثالث في البريقة لـ”يمن مونيتور”: القمع الذي تقوم به القوات يزيد من غضبنا جميعاً ضد الحكومة والانتقالي.

وأضاف أن المعيب معالجة فشلهم بالقمع: عيب يحرقونا حرارة بدون كهرباء ويقتلونا في الشوارع.

 

تجار وقود الكهرباء

وقال مسؤول حكومي لـ”يمن مونيتور”: معظم التجار الذي يستوردون وقود الكهرباء تم فرضهم بالقوة من المجلس الانتقالي.

ويضيف: لوبيات متمرسة تسيطر على وقود الكهرباء، وتمنع دخول أي تاجر من خارج لوبياتهم التي أثرت نفسها، من وراء التنافس على عقود تزويد وقود الكهرباء.

وتابع: تحول الأمر إلى صراع بين قادتهم، ما يؤدي إلى تحكم بإدخال السفن وتأخيرها بناءً على ما يريده هؤلاء التجار.

يتحكم المجلس الانتقالي الجنوبي بميناء عدن والسفن الواصلة إليه، كما يتحكمون بوزارة الكهرباء ووزارة النفط اليمنية في مدينة عدن.

في يونيو/حزيران قالت الحكومة إن انفاقها على كهرباء عدن يبلغ 55 مليون دولار شهرياً في حدها الأدنى.

حسب مسؤول في مؤسسة كهرباء عدن تحدث لـ”يمن مونيتور”: فإن الفساد يتجاوز العقود لشراء الوقود إلى تقديم وقود مغشوش، وهو ما يرهق مولدات الكهرباء ومنظومة التشغيل.

ويشير إلى أنه خلال الشهرين الماضيين أكثر من أربع مرات يتم تشغيل الكهرباء بوقود مغشوش.

وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام.

 

المجلس الانتقالي

وكان أحمد لملس محافظ عدن التابع للمجلس الانتقالي قد وعد بحلّ مشكلة الكهرباء في صيف 2022 وشراء محطة توليد جديدة للكهرباء لكن ذلك لم يحدث. كما قال عيدروس الزُبيدي في يونيو/حزيران 2022 إن الإمارات ستدعم كهرباء عدن بالوقود لمدة ثلاثة أشهر ولم تحضر السفن. ووعد رئيس الحكومة معين عبدالملك بحل مشكلة الكهرباء في مطلع 2022، ولم تنفذ أي وعود.

كما أن وزيري الكهرباء (مانع بن يمين) والنفط (سعيد الشماسي) ومحافظ عدن وثلاثة أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي هم أعضاء في المجلس الانتقالي الجنوبي.

ويتهم المجلس الانتقالي الحكومة اليمنية بالفشل في تقديم الكهرباء ويطالب المجلس بإقالتها وتعيين مسؤولين تابعين له لقيادتها. بدلاً من إقالة المسؤولين المباشرين عن هذا الوضع. ولا يعفي ذلك الحكومة من مسؤوليتها تجاه هذا الوضع.

من جهته محافظ البنك المركزي أحمد غالب المعقبي قال في مقابلة في يونيو الماضي إن “الكهرباء ثقب أسود يلتهم جميع موارد الدولة”، مشيراً إلى فساد كبير للغاية حيث يتم تحويل الديزل الخاص بالمحاطات الكهرباء إلى السوق السوداء لبيعه.

والتي تبدو تهمة تنحصر في المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يملك السيطرة الأمنية والتنفيذية في معظم المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرته.

ويعيق وجود جماعات مسلحة -خارج القانون تدير المحافظة- تقديم أي خدمات، كما أن القانون يكون مجمداً فلا توجد سلطة بإمكانها وقفهم.

من بين هذه الحوادث ما حدث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قامت قوة من الشرطة بقيادة مدير شرطة مدينة الشعب ومن المحطة البخارية بكشف عملية نهب لوقود الكهرباء من أنبوب تغذية يربط مصافي عدن والمحطة البخارية، حيث قام المجرمون بعمل حوش كبير وحفر بئر للوصول إلى الأنبوب ونهب الوقود من داخله.

في اليوم ذاته تحركت قوة من الحزام الأمني إلى مقر الشرطة وقامت بالإفراج عن المتهمين وسجن مدير الشرطة مدينة الشعب بعد معركة بين قوات الأمن ومدرعات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي!

هذه التصرفات غير المسؤولة تؤدي إلى امتناع المسؤولين الأمنيين والمحليين عن التحرك لوقف هذه الأسواق السوداء والانتهاكات أو حتى الإبلاغ عنها لأن المخاطرة كبيرة للغاية.

 

ضرورة إيجاد حل سريع

يحتاج مجلس القيادة الرئاسي للتحرك السريع لإيجاد حلول سريعة لتشغيل كهرباء عدن. وأن يتولى المجلس الرئاسي بشكل مباشر هذه القضية بدلا من انتظار انتهاء فصل الصيف.

يفترض أن تكون هناك توجيهات حازمة للأمن والحزام الأمني وقوات المجلس الانتقالي لمنع إصابة المتظاهرين، وأن يتم توفير الحماية لهم. قبل أن يبدأ المجلس الرئاسي بالقيام بمهمته الرئيسية في تنفيذ اتفاق الرياض ورفع المسلحين من عدن.

اقرأ/ي أيضاً.. أهداف وخبايا.. لماذا يجتهد المجلس الانتقالي لإعلان فشل الحكومة اليمنية؟ (تحليل خاص) “المجلس الانتقالي” يصعد ضد الحكومة ويوجه بعدم توريد الإيرادات إلى البنك المركزي يمن مونيتور24 أغسطس، 2023 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الثانية خلال خمسة أيام.. طفل يقدم على الإنتحار في تعز اليمنية مقالات ذات صلة الثانية خلال خمسة أيام.. طفل يقدم على الإنتحار في تعز اليمنية 23 أغسطس، 2023 تصاعد موجة الاحتجاجات المنددة بتردي الخدمات وانقطاع الكهرباء في عدن 23 أغسطس، 2023 مقتل مدنيين اثنين بانفجار عبوة ناسفة غربي اليمن 23 أغسطس، 2023 محكمة باكستانية توافق على القبض على عمران خان في قضية جديدة 23 أغسطس، 2023 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية “الأمن اليمني” يعلن تحرير وادي “الجنن” شرقي أبين من القاعدة 23 أغسطس، 2023 الأخبار الرئيسية أسوأ وضع تعيشه “عدن”.. حرارة الصيف تكشف الفساد وانهيار الاقتصاد والأمن (تقرير خاص) 24 أغسطس، 2023 الثانية خلال خمسة أيام.. طفل يقدم على الإنتحار في تعز اليمنية 23 أغسطس، 2023 تصاعد موجة الاحتجاجات المنددة بتردي الخدمات وانقطاع الكهرباء في عدن 23 أغسطس، 2023 “الأمن اليمني” يعلن تحرير وادي “الجنن” شرقي أبين من القاعدة 23 أغسطس، 2023 “ركود سوق العقارات في صنعاء”.. تأثُّر اقتصادي أم تضييق متعمد؟ (تحقيق خاص) 23 أغسطس، 2023 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم الثانية خلال خمسة أيام.. طفل يقدم على الإنتحار في تعز اليمنية 23 أغسطس، 2023 تصاعد موجة الاحتجاجات المنددة بتردي الخدمات وانقطاع الكهرباء في عدن 23 أغسطس، 2023 مقتل مدنيين اثنين بانفجار عبوة ناسفة غربي اليمن 23 أغسطس، 2023 “الأمن اليمني” يعلن تحرير وادي “الجنن” شرقي أبين من القاعدة 23 أغسطس، 2023 “ليندركينغ”: حل النزاع في اليمن لا يزال يمثل أولوية للإدارة الأمريكية 23 أغسطس، 2023 الطقس صنعاء سماء صافية 22 ℃ 27º - 20º 33% 1.58 كيلومتر/ساعة 27℃ الخميس 29℃ الجمعة 29℃ السبت 30℃ الأحد 30℃ الأثنين تصفح إيضاً أسوأ وضع تعيشه “عدن”.. حرارة الصيف تكشف الفساد وانهيار الاقتصاد والأمن (تقرير خاص) 24 أغسطس، 2023 الثانية خلال خمسة أيام.. طفل يقدم على الإنتحار في تعز اليمنية 23 أغسطس، 2023 الأقسام غير مصنف 24٬146 أخبار محلية 24٬136 الأخبار الرئيسية 11٬585 اخترنا لكم 6٬277 عربي ودولي 5٬471 كتابات خاصة 1٬973 رياضة 1٬957 كأس العالم 2022 71 اقتصاد 1٬891 منوعات 1٬748 مجتمع 1٬707 صحافة 1٬431 تراجم وتحليلات 1٬407 آراء ومواقف 1٬382 تقارير 1٬367 حقوق وحريات 1٬157 ميديا 1٬146 فكر وثقافة 809 تفاعل 738 فنون 442 الأرصاد 129 بورتريه 59 صورة وخبر 20 كاريكاتير 15 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2023، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 15 ديسمبر، 2021 الأمم المتحدة: نشعر بخيبة أمل إزاء استمرا الحوثي في اعتقال اثنين من موظفينا 20 ديسمبر، 2020 الحوثيون يرفضون عرضاً لنقل “توأم سيامي” إلى خارج اليمن 30 مايو، 2023 الأرصاد اليمني يدعو المواطنين إلى عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء العواصف الرعدية  5 يوليو، 2021  السعودية تعلق على البيان الإماراتي المندد باتفاق أوبك أخر التعليقات diva

مقال ممتاز موقع ديفا اكسبرت الطبي...

عبدالله منير التميمي

مش مقتنع بالخبر احسه دعاية على المسلمين هناك خصوصا ان الخبر...

Tarek El Noamany

تحليل رائع موقع ديفا اكسبرت الطبي...

عاصم أبو الخير

[أذلة البترول العربى] . . المملكة العربية السعودية قوة عربية...

نصر طه علي شمسان

معي محل عطور. فيـ صنعاٵ...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: المجلس الانتقالی الحکومة الیمنیة لـ یمن مونیتور وقود الکهرباء الکهرباء فی کهرباء عدن مدینة عدن فی الیمن فی عدن

إقرأ أيضاً:

جروب-آي بي تطلق تقرير “اتجاهات الجرائم عالية التقنية لعام 2025”

شهدت التهديدات الإلكترونية المدعومة من الدول، بما في ذلك الهجمات المستمرة المتقدمة (APTs) والقرصنة الإلكترونية، ارتفاعًا كبيرًا في الشرق الأوسط خلال عام 2024، حيث ظهرت دول مجلس التعاون الخليجي كأهداف رئيسية. ووفقًا لتقريرٍ صادر عن جروب-آي بي، وهي شركة رائدة في تطوير تقنيات الأمن السيبراني للتحقيق والوقاية ومكافحة الجرائم الرقمية، فـإن الصراعات الإقليمية تُغذّى هذه الهجمات إلى حد كبير.
ويستعرض التقرير، الذي أطلقته جروب-آي بي اليوم، بشكل موسع العلاقة بين الجرائم الإلكترونية والبيئة المتنامية للتهديدات السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. ويقدم تحليلاً شاملاً حول أنواع وأشكال الإختراقات الإلكترونية المعقدة والمتقدمة، وهجمات القرصنة والتهديدات الإلكترونية الناشئة، مما يتيح للشركات والمتخصصين في الأمن السيبراني وجهات إنفاذ القانون في منطقة الشرق الأوسط من تعزيز استراتيجياتهم الأمنية.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن الهجمات المستمرة المتقدمة (APTs) في المنطقة سجلت زيادة طفيفة بنسبة 4.27٪ مقارنة بزيادة عالمية بلغت 58٪، إلا أن 27.5٪ من التهديدات الصادرة عن مجموعات التجسس المدعومة من الدول استهدفت بشكل مباشر دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي تعليقه على إصدار التقرير، قال أشرف كحيل، المدير الإقليمي للمبيعات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في جروب-آي بي : “يكشف تقريرنا عن الطبيعة الديناميكية والمعقدة للتهديدات السيبرانية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط اليوم. فهو يوضح أن الجرائم الإلكترونية ليست مجرد حوادث منعزلة، بل هي منظومات متطورة تتغذى فيها الهجمات على بعضها البعض. بدءًا من الهجمات المدعومة من الدول إلى حملات القرصنة والتصيد الاحتيالي سريعة التطور، تقدم نتائج التقرير معلومات مهمة وحيوية للمؤسسات التي تسعى إلى تعزيز دفاعاتها الأمنية”.

هجمات القرصنة تستهدف الدول والقطاعات
في حين كانت دول مجلس التعاون الخليجي الأكثر استهدافًا نظرًا لأهميتها الاقتصادية والسياسية الاستراتيجية، شملت الأهداف الرئيسية الأخرى مصر بنسبة 13.2% وتركيا بنسبة 9.9%، مما يعكس أدوارهما الجيوسياسية البارزة. كما تواجه دول مثل الأردن (7.7%) والعراق (6.6%)، بالإضافة إلى نيجيريا وجنوب إفريقيا والمغرب وإثيوبيا، تهديدات إلكترونية متزايدة.
وجاءت منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في المرتبة الثالثة عالميًا من حيث هجمات القرصنة في عام 2024، حيث سجلت 16.54% من الحوادث، مقارنةً بأوروبا التي حققت 35.98% ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ التي بلغت 39.19%.
ووفقًا للتقرير، شملت القطاعات الرئيسية المتأثرة القطاعين الحكومي والعسكري بنسبة 22.1%، وقطاع الخدمات المالية بنسبة 10.9%، وقطاع التعليم بنسبة 8%، بالإضافة إلى قطاع الإعلام والترفيه بنسبة 5.2%. وقد استهدفت هذه الهجمات تعطيل البنية التحتية الحيوية والخدمات الأساسية.
ويُعزى هذا التصاعد في الهجمات إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة، حيث تُستخدم الهجمات الإلكترونية كأداة للتعبير الأيديولوجي أو لتحقيق أهداف سياسية وانتقامية.
التصيد الاحتيالي واختراق البيانات
وسلّط التقرير الضوء على التحديات الملحة في مجال الأمن السيبراني، بما في ذلك التهديد المستمر لهجمات التصيد الاحتيالي واختراق البيانات في دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بشكل أوسع.
ومع استمرار التحول الرقمي السريع في المنطقة، أصبحت هدفًا رئيسيًا لعمليات الاحتيال المتطورة التي تستهدف بشكل خاص قطاعات الطاقة والنفط والغاز بنسبة 24.9%، وقطاع الخدمات المالية بنسبة 20.2%، مما يعكس الدوافع الاقتصادية الكامنة وراء الجرائم الإلكترونية.
كما أشار التقرير إلى أن هجمات التصيد الاحتيالي لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا، حيث كانت خدمات الإنترنت الأكثر استهدافًا بنسبة 32.8%، تليها قطاعات الاتصالات بنسبة 20.7%، والخدمات المالية بنسبة 18.8%، وذلك في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا.
وأضاف أشرف كحيل: “من الضروري تبني استراتيجية دفاعية جماعية توحد الجهود بين المؤسسات المالية، ومقدمي خدمات الاتصالات، وجهات إنفاذ القانون. ومن خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتنسيق التدابير الأمنية الاستباقية، وتنفيذ الإجراءات المشتركة، يمكننا إيقاف الأنشطة الاحتيالية قبل أن تتسبب في أي ضرر.”
هذا النهج التعاوني لا يعزز فقط القدرة على اكتشاف الاحتيال ومنعه، بل يُسهم أيضًا في تعزيز مرونة البنية التحتية الحيوية وحماية الأمن الوطني.
وأشار التقرير إلى أن هجمات برامج الفدية ظلت منخفضة نسبيًا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تم تسجيل 184 حادثة فقط، وهي النسبة الأدنى عالميًا. كما أبرز التقرير المخاوف المستمرة بشأن وسطاء الوصول الأولي (IABs) والثغرات الواسعة التي يستغلونها.

وفي عام 2024، برزت أنشطة وسطاء الوصول الأولي في المنطقة بشكل واضح، حيث كانت دول مجلس التعاون الخليجي الأكثر استهدافًا بنسبة 23.2%، تليها تركيا بنسبة 20.5%، مما يعكس التركيز على هذه الجهات القضائية.
وفي الوقت ذاته، أظهرت البيانات أن عدد الأجهزة المخترقة – التي تحتوي على بيانات الاعتماد والمعلومات الحساسة والتي تُباع غالبًا على الويب المظلم – كان الأعلى في مصر بعدد 88,951 جهازًا مخترقًا، تليها تركيا بـ 79,789 جهازًا، ثم الجزائر بـ 49,173 جهازًا، مما يكشف عن وجود فجوات كبيرة في الأمن السيبراني.

اقتصاد الويب المظلم يزدهر بفضل البيانات المسروقة
وشكلت بيانات الاعتماد المسروقة والمعلومات الحساسة للشركات، التي تُباع على الويب المظلم، نقاط دخول رئيسية لمشغلي برامج الفدية، والمهاجمين المدعومين من الدول، وغيرهم من المجرمين الإلكترونيين.
وكشف التقرير عن تسريب أكثر من 6.5 مليار مدخل بيانات يحتوي على عناوين البريد الإلكتروني، منها نحو 2.5 مليار عنوان فريد. بالإضافة إلى ذلك، شملت التسريبات 3.3 مليار مدخل بيانات تحتوي على أرقام هواتف، من بينها حوالي 631 مليون رقم فريد، مما يعكس حجم التهديدات السيبرانية المتزايدة.
وفي عام 2024، تم الكشف عن 460 مليون كلمة مرور مخترقة على مستوى العالم، منها 162 مليون كلمة مرور فريدة. ويستمر هذا الارتفاع في تسريب البيانات في تغذية الأنشطة الإجرامية الإلكترونية داخل اقتصاد الويب المظلم، مما يزيد من المخاطر على المنظمات والأفراد على حد سواء.
وأكد دميتري فولكوف، الرئيس التنفيذي لـ جروب-آي بي، على دور الشركة في منع الجرائم الإلكترونية العالمية: “لعبت جروب-آي بي دورًا محوريًا في الجهود العالمية لمكافحة الجرائم الإلكترونية، حيث ساهمت في ثماني عمليات أمنية كبرى امتدت عبر أكثر من 60 دولة، وأسفرت عن اعتقال 1,221 مجرمًا إلكترونيًا وتفكيك أكثر من 207,000 بنية تحتية خبيثة.”
وقد نجحت هذه الجهود في تعطيل شبكات إجرام إلكترونية واسعة النطاق، مما يبرز الدور المحوري للتعاون بين شركات الأمن السيبراني الخاصة وجهات إنفاذ القانون الدولية في تعزيز الأمن الرقمي العالمي.”
وأفاد التقرير بأن الجهات المهددة المسؤولة عن الهجمات استخدمت تكتيكات وتقنيات وإجراءات متقدمة(TTPs) ، بما في ذلك الهندسة الاجتماعية، وبرامج الفدية، وسرقة بيانات الاعتماد.
كما أبرز التقرير ظهور تقنيات جديدة مثل هجوم السمات الموسعة، وحصان طروادة للتعرف على الوجه (GoldPickaxe.iOS)، وClickFix، مما يعكس التطور المتزايد في تعقيد التهديدات السيبرانية في المنطقة.


مقالات مشابهة

  • تصاعد الخلافات بين نتنياهو ورئيس جهاز “الشاباك” بسبب هزيمة الـ”7 أكتوبر”
  • قوات الانتقالي تقتحم القصر الجمهوري في المهرة وترفع علم الانفصال
  • لبنان يؤكد الالتزام ببدء المباحثات مع صندوق النقد الدولي بحلول الصيف
  • الزبيدي يصل المهرة في زيارة رسمية لتعزيز حضور الانتقالي
  • جروب-آي بي تطلق تقرير “اتجاهات الجرائم عالية التقنية لعام 2025”
  • “برنامج إعمار اليمن” يُسهم في دعم سُبل العيش في المحافظات اليمنية
  • “حماس”: قطع الكهرباء عن غزة جريمة حرب تهدد بوقوع كارثة تعطيش
  • “حماس”: إعلان القوات المسلحة اليمنية يعكس الموقف الأصيل للشعب اليمني وقيادته
  • الحكومة اليمنية تدعو لملاحقة قادة جماعة الحوثي باعتبارهم مجرمي حرب وفرض المزيد من العقوبات عليهم
  • “الدعم والإسناد” بقوات التحالف المشتركة توزع آلاف السلال الغذائية على المحتاجين بسقطرى اليمنية