المسلة:
2025-03-18@11:32:27 GMT

شقشقة: كيف خدع الشيعة أنفسهم؟

تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT

شقشقة: كيف خدع الشيعة أنفسهم؟

18 مارس، 2025

بغداد/المسلة:

علي مارد الأسدي

في بداية القرن الماضي، حرر الإنجليز شيعة العراق من عبودية طائفية استمرت لقرون. إلا أن القوى المناوئة استدرجتهم وخدعتهم (في الواقع هم من خدعوا أنفسهم) بشعار الوحدة الإسلامية، لتعيدهم إلى العبودية تحت ظل ملك مستورد فرض عليهم.

وعندما لاحت فرصة التحرر في عهد عبد الكريم قاسم، خدعوهم مرة أخرى بشعارات وطروحات تدور حول القومية العنصرية، فكانت النتيجة أربعة عقود من القمع، شملت القتل والسحل والمقابر الجماعية والنفي…

ومع سقوط النظام الصدامي الطائفي الجائر قبل أكثر من عقدين، وبعد استهلاك الشعارات القومية واستنفاد أغراضها، لجأت تلك القوى إلى شعارات جديدة تجمع بين القومية والدين.

ولم يكن هناك أحكم من فخ معد لهذا الغرض أفضل من ” فلسطين ” قضية العرب السنة المسكوت عنها، التي دفعت الشيعة إلى التصادم بالقوى العظمى في العالم، ليتعرضوا إلى أكبر خسارة استراتيجية غير مبررة في العصر الحديث، ليس في العراق فحسب، بل في الشرق الأوسط كله.

وفي ظل جهل وفساد وتهاون قيادات شيعة السلطة، مقابل مكر وخديعة خصومهم الذين يتحركون بعقلية جمعية لاستعادة ما يرونه “حقهم الإلهي” في الحكم المطلق، تم تخريب المنظومة السياسية والإدارية إلى درجة يصعب إصلاحها. كما سيطرت هذه القوى بدرجة كبيرة على الإعلام والرأي العام، لتبقى متربصة بساعة الصفر التي قد تأتي مع أي متغير مهم على المستوى الاقتصادي أو السياسي.

وفي هذا السياق، لا بد من التذكير بالتحذير الذي أطلقته المرجعية الدينية في خطبة مشهورة بشأن خطر زوال حكم الشيعة لأنفسهم. وليس المقصود هنا حكمهم لغيرهم، إذ لم يحكموا أحدًا سواهم قط. ومع ذلك، استمروا بالتصرف بعقلية المعارضة التوافقية، الخائفة، المهزوزة، الفاقدة للإرادة، (مشيلي وامشيلك) رغم أنهم في موقع السلطة، ورغم اعتمادهم على قاعدة الأغلبية في البلاد.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الانتخابات 2025: النفوذ العشائري يوجّه قواعد اللعبة

17 مارس، 2025

بغداد/المسلة: مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في أكتوبر 2025، يتجدد الحديث عن الدور المحوري الذي تلعبه العشائر في المشهد السياسي. ففي بلد يمتاز بتركيبته الاجتماعية العشائرية، تصبح الولاءات القبلية عاملاً حاسماً في تحديد مسار العملية الانتخابية ونتائجها.​

منذ عقود، والعشائر العراقية تحتفظ بنفوذ قوي في الحياة السياسية، حيث يعتمد العديد من السياسيين على دعم عشائرهم لضمان الفوز في الانتخابات، خاصة في المناطق ذات الطابع العشائري البارز. هذا النفوذ تعزز بعد عام 2003، حينما شهد العراق تحولات سياسية كبيرة أدت إلى تراجع دور الدولة أمام تصاعد سطوة العشائر. ​
و في الانتخابات السابقة، برز تأثير العشائر بوضوح، حيث شكل مرشحو القبائل نسبة كبيرة بين المتنافسين على مقاعد مجلس النواب. وكانت القبائل تختار مرشحيها بغض النظر عن البرامج الانتخابية، مما يعكس الثقل الاجتماعي والسياسي الذي تتمتع به هذه الكيانات. ​

ومع اقتراب الانتخابات المقبلة، تشير التقارير إلى أن القوى السياسية تسعى جاهدة لكسب دعم العشائر، حيث بدأ بعض السياسيين بزيارات ميدانية لشيوخ ووجهاء القبائل لتعزيز التحالفات وضمان الأصوات. ​

لكن هذا الدور المتنامي للعشائر يثير تساؤلات حول مستقبل العملية الديمقراطية في العراق. ففي ظل ضعف مؤسسات الدولة وانتشار الأمية، يصبح القضاء العشائري بديلاً عن النظام القانوني الرسمي، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والسياسية. ​
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تتباين آراء العراقيين حول هذا الموضوع. فبينما يرى البعض أن العشائر تلعب دوراً إيجابياً في حل النزاعات وتعزيز السلم المجتمعي، يعتبر آخرون أن تدخلها في السياسة يعوق بناء دولة المؤسسات والقانون.​

وفي ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستستمر العشائر في لعب دورها التقليدي في الانتخابات المقبلة، أم أن العراق سيشهد تحولاً نحو تعزيز دور المؤسسات الرسمية وتقليص النفوذ العشائري في السياسة؟​

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

 

 

 

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العراق على خط النار بين التوترات الأمريكية الإيرانية
  • بين العقوبات والفرص.. هل تمهد القوى السنية لدخول استثمارات خليجية وتركية في الطاقة؟
  • بين العقوبات والفرص.. هل تمهد القوى السنية لدخول استثمارات خليجية وتركية في الطاقة؟- عاجل
  • الأقاليم في العراق.. جدل قديم بوجوه جديدة
  • هيئة حقوقية تطالب بفتح بحث قضائي في مالية جامعة ألعاب القوى التي دمرها أحيزون
  • الإقليم الشيعي إلى الواجهة.. مطالبات سياسية تصطدم بحائط صد أمريكي
  • الإقليم الشيعي إلى الواجهة.. مطالبات سياسية تصطدم بحائط صد أمريكي - عاجل
  • حزب بارزاني:استهداف أمريكا للحوثيين رسالة واضحة لميليشيا الحشد الشعبي وإطاره الحاكم
  • الانتخابات 2025: النفوذ العشائري يوجّه قواعد اللعبة