يفغيني بريغوجين.. من "طباخ بوتين" إلى عدو للرئيس الروسي!
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
سمح النزاع في أوكرانيا لقائد مجموعة فاغنر بريغوجين بفرض نفسه لاعبا أساسيا في روسيا.
تجاوزيفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر المسلحة الخاصة، هذا الرجل المتهوّر الذي يصعب التنبّؤ بتحرّكاته، خط اللاعودة حين قرّر الانقلاب على سيّد الكرملين فلاديمير بوتين. وفي 24 حزيران/يونيو، وهو اليوم التالي لبدء تمرد فاغنر، أدان بوتين "خيانة" يفغيني بريغوجين التي عزاها إلى "الطموحات المفرطة والمصالح الشخصية".
أكد المتحدث باسم الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى في الكرملين يفغيني بريغوجين وبعضا من قادة مجموعة فاغنر في 29 حزيران/ يونيو الماضي، أي بعد التمرد الفاشل. فماذا دار في الاجتماع؟
تحليل أمريكي: روسيا تواجه مشكلات تُنذر بمزيد من الحركات الانفصاليةيرى دان نيجريا الخبير بمركز الحرية والازدهار بالمجلس الاطلسي أن روسيا قد تتجه نحو اضطراب داخلي بسبب تمرد قائد قوات فاغنر الذي أضعف فلاديمير بوتين وسلطة موسكو المركزية وأن ذلك قد يدفع لمزيد من محاولات الانفصال عن روسيا.
وكان بريغوجين قد أعلن أنه استولى من "دون إطلاق رصاصة واحدة" على مقر الجيش الروسي في روستوف أون دون، مركز قيادة العمليات في أوكرانيا، بعد أن اتهم الجيش الروسي بأنه قصف في اليوم السابق معسكرات مجموعته. ثم حبس العالم أنفاسه عندما زحف رجاله "المستعدون للموت" نحو موسكو، وأسقطوا طائرات للجيش الروسي.
لكن في النهاية، تراجع زعيم المرتزقة البالغ من العمر 62 عامًا عن تمرّده بعد 24 ساعة على انطلاقه، وتفاوض على الذهاب إلى منفى في بيلاروسيا مع رجاله، من دون أن يحال إلى المحاكمة أو يُسجن. ومما يدل على غموض الاتفاق أن بريغوجين عاد إلى روسيا، حتى أنه تم استقباله في الكرملين في الأيام التي تلت التمرد.
وفي حين أنه لم يظهر علناً، تعقبه المدونون ورصدوا تحركات طائراته. وفي النهاية، ظهر مساء الاثنين (21 أغسطس/ آب) في مقطع فيديو قال فيه إنه يعمل في أفريقيا من أجل تعزيز عظمة روسيا في هذه القارة حيث ينفّذ رجاله منذ سنوات ما يكلفهم به الكرملين.
ففي جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وليبيا وسوريا... عُرفت فاغنر التي لم يعترف الكرملين بوجودها حتى نهاية عام 2022، منذ 10 سنوات على أنها شريك لأنظمة تريد التخلص من رعاتها الغربيين أو تبحث عن مقاتلين متكتمين ولا يرحمون.
الغزو الروسي لأوكرانيا: فرصة من ذهب
وبدا أنّ النزاع في أوكرانيا وفّر فرصة من ذهب لرجل الأعمال للخروج إلى دائرة الضوء بعدما عمل لسنوات في الظل، ليفرض نفسه لاعبا أساسيا في روسيا. فقام بتجنيد عشرات الآلاف من السجناء للذهاب إلى الجبهة حيث واجه الجيش الروسي صعوبات. وعلى العكس من كبار المسؤولين الروس، تواجد بريغوجين في ميدان المعركة وصوّر جثث رجاله ليطالب بمزيد من الذخيرة.
في مايو/ أيار2023، أي بعد أكثر من عام من المعارك الشرسة والدامية، حقق بريغوجين هدفه بإعلانه سيطرة فاغنر على باخموت في شرق أوكرانيا محتفيا بانتصار نادر للقوات الروسية على أرض المعركة، وإن استمرت المعارك فيما بعد.
لكن خلال هذه المعركة أيضا تفاقم التوتر مع هيئة أركان الجيش الروسي بقيادة فاليري غيراسيموف ووزير الدفاع سيرغي شويغو اللذين اتهمهما بريغوجين بحرمان فاغنر من الذخائر ونشر عدة لقطات مصورة شتم فيها القادة العسكريين الروس.
بريغوجين سيد الاستفزاز
وهذا أمر لا يمكن تصور أن يقدم عليه أي شخص آخر في روسيا التي لا تتساهل مع مثل هذه المواقف. ولم يكتف بذلك بل نشر بريغوجين، سيد الاستفزاز مقطعا مصورا يظهره في طائرة حربية وهو يقترح على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقرير مصير باخموت خلال منازلة جوية.
ولكي يبني جيشا على قدر طموحاته، راح بريغوجين المولود كما بوتين في سانت بطرسبرغ، يجند آلاف السجناء ليقاتلوا في أوكرانيا في مقابل العفو عنهم. وهو يعرف أوساط السجون جيّداً فقد أمضى تسع سنوات في المعتقل في الحقبة السوفياتية لارتكابه جرائم.
وخرج من السجن عام 1990 عندما كان الاتحاد السوفياتي على شفير الانهيار وأسس شركة ناجحة لبيع النقانق. وارتقى السلّم بعد ذلك وصولاً إلى فتح مطعم فخم أصبح من أهم مطاعم سانت بطرسبرغ، حين كان نجم بوتين يصعد.
وبعد وصول بوتين إلى سدّة الرئاسة عام 2000 راحت مجموعة بريغوجين توفّر خدمات طعام للكرملين فحظي بلقب "طباخ بوتين" وقيل إنّه حقق المليارات بفضل عقود عامة.
ع.ش/ أ.ح (أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الانقلاب على بوتين دويتشه فيله الانقلاب على بوتين دويتشه فيله الجیش الروسی فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
ترامب: بوتين "يدمر روسيا" برفضه إنهاء الحرب
اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الإثنين، أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "يدمر روسيا"، برفضه التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا لإنهاء الحرب.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: "يجب عليه أن يبرم صفقة. أعتقد أنه يدمر روسيا بعدم إبرام صفقة"، محذراً "أعتقد أن روسيا ستكون في ورطة كبيرة".
وتشكل هذه التعليقات موقفاً انتقادياً غير عادي من قبل ترامب، الذي يكَن الإعجاب لبوتين وقد أعرب عن ذلك في الماضي.
#BREAKING Trump says Putin 'destroying Russia' by refusing Ukraine deal pic.twitter.com/0kwJlo1EPy
— AFP News Agency (@AFP) January 21, 2025وأضاف ترامب أيضاً أنه يستعد لعقد لقاء مع بوتين. وكانت القمة التي جمعتهما في الماضي خلال الولاية الأولى لترامب، قد حظيت بسمعة سيئة بعدما بدا أن الرئيس الأمريكي، ينصت للزعيم الروسي أكثر من استخباراته. وتابع "توافقت معه بشكل رائع، وآمل أن يرغب في التوصل إلى اتفاق".
وأوضح الرئيس الأمريكي "لا يمكنه أن يشعر بالإثارة كونه لا يبلي بلاء حسناً. أعني أنه يبذل ما باستطاعته، لكن معظم الناس كانوا يعتقدون أن هذه الحرب ستنتهي في نحو أسبوع واحد، والآن أنت تدخل السنة الثالثة، أليس كذلك؟"، مشيراً إلى أن الاقتصاد الروسي تعرض لضربة قاسية، بما في ذلك التضخم.
ولفت ترامب إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أبلغه برغبته في التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب، التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وأكد ترامب الذي وجه مراراً انتقادات للزعيم الأوكراني في الماضي "زيلينسكي يريد التوصل إلى اتفاق".
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا، بشكل سريع دون التطرق إلى كيفية القيام بذلك، وقد اقترح مساعدوه استخدام المساعدات الأمريكية كوسيلة ضغط على كييف لتقديم تنازلات.