مع اقتراب عيد الفطر المبارك، يتساءل كثير من المسلمين عن الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال، خاصة أن كلاهما يعد من الفروض المالية في الإسلام، ولكن تختلف أحكامهما من حيث التوقيت، والمقدار، والمستحقين، والحكمة من فرضهما.

 وأوضحت دار الإفتاء  الفروقات بينهما بشكل واضح.

زكاة الفطر.. طهرة للصائم ومواساة للفقراء

وفقًا لما أكدته دار الإفتاء المصرية، فإن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم قادر، وهي مرتبطة بشهر رمضان وتخرج قبل صلاة العيد، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، كما أفتى بذلك الإمام مالك والإمام الشافعي.

والحكمة منها، كما أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنها طهرة للصائم مما قد يكون وقع فيه من لغو أو تقصير، وهي أيضًا لإغناء الفقراء عن السؤال يوم العيد.

هل يقضي الزوجان أيام الجماع في رمضان أم الكفارة تكفي؟ الإفتاء تجيبحكم صوم الحامل إذا رأت الدم أثناء صيامها؟ الإفتاء توضح

أما مقدار زكاة الفطر، فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه "فرض زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير" (رواه البخاري ومسلم). ويعادل ذلك في العصر الحالي حوالي 2.5 كيلوغرام من الأرز أو القمح أو التمر أو ما يعادله من قوت أهل البلد، كما أجازت دار الإفتاء المصرية إخراجها نقدًا بقيمة مالية تحدد سنويًا وفقًا للأسعار المتغيرة.

زكاة المال.. فريضة على من بلغ النصاب

أما زكاة المال، فقد أوضحت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية أنها فريضة على من بلغ ماله النصاب وحال عليه الحول (عام هجري كامل)، والنصاب هو ما يعادل 85 جرامًا من الذهب أو قيمته، وتخرج بنسبة 2.5% من إجمالي المال المدخر.

وتوجه زكاة المال إلى ثمانية مصارف حددها القرآن الكريم في قوله تعالى:

"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ" (التوبة: 60).

هل يجوز للمعتمر الفطر في نهار رمضان للتقوي على أداء المناسك ..الإفتاء تجيبهل يجوز جمع الصلوات بسبب المرض؟.. الإفتاء تجيبالفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال

وفقًا لدار الإفتاء المصرية واللجنة الدائمة للإفتاء، فإن الفروق الأساسية بين زكاة الفطر وزكاة المال يمكن تلخيصها كالتالي:

التوقيت: زكاة الفطر مرتبطة بشهر رمضان وتدفع قبل العيد، بينما زكاة المال تُخرج بعد مرور عام هجري على بلوغ المال النصاب.المقدار: زكاة الفطر مقدار ثابت (2.5 كجم من الطعام أو ما يعادله نقدًا)، بينما زكاة المال تحسب بنسبة 2.5% من المال المدخر.المستحقون: زكاة الفطر تعطى للفقراء والمحتاجين فقط، بينما زكاة المال تشمل ثمانية مصارف وفقًا للآية الكريمة.الحكمة: زكاة الفطر تطهير للنفس وتكافل اجتماعي، بينما زكاة المال تحقق التكافل الاقتصادي وتعالج الفقر على نطاق أوسع.

وبذلك يتضح أن كلًا من زكاة الفطر وزكاة المال لهما دور مهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل في المجتمع الإسلامي، لكن بشروط وأحكام مختلفة يجب مراعاتها لضمان صحة أداء الفريضة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال عيد الفطر زكاة الفطر وزكاة المال دار الإفتاء المزيد زکاة الفطر وزکاة المال دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

كيف يصلي مريض سلس الريح؟ .. الإفتاء توضح

تلقت دار الإفتاء سؤالًا من أحد المتابعين يسأل فيه عن حكم صلاة مريض سلس الريح، وهل تُقبل صلاته رغم ما يعانيه من خروج متكرر للريح أثناء الصلاة.

أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، مؤكدًا أن مريض سلس الريح تُقبل صلاته ولا حرج عليه، موضحًا أنه يتوضأ لكل صلاة ويصلي بها الفريضة وما شاء من السنن، حتى وإن خرج منه ريح أثناء الصلاة فليُكملها وصلاته صحيحة بإذن الله.

وفي نفس السياق، تحدث الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن كيفية أداء الصلاة بالنسبة للمصابين بسلس البول أو الريح، مشيرًا إلى أنهم يُعدّون من أصحاب الأعذار. 

وأوضح أن أمامهم طريقتين للصلاة: الأولى أن يتوضأ كل مرة بعد تطهير موضع النجاسة بالماء، ويصلي بمجرد الأذان دون أن يلتفت لأي شيء يطرأ عليه خلال الصلاة.

أما الطريقة الثانية، فهي أن يؤخّر الصلاة إلى قرب موعد الصلاة التالية، كأن يؤخر الظهر حتى قبيل العصر بدقائق، فيُصلي الظهر، ثم عند دخول وقت العصر يُصلي العصر مباشرة قبل أن يحدث له ما ينقض الطهارة.

كما أشار إلى أنه لا مانع من ارتداء المريض للحفاضة، فإذا جاء وقت الصلاة يخلعها ويطهر موضع النجاسة ويتوضأ، وإذا نزل منه شيء أثناء الصلاة فلا يلتفت له وتبقى صلاته صحيحة.

وقت صلاة الضحى وعدد ركعاتها وفضلها.. الإفتاء توضحاحترس من هذه اليمين بعد صلاة العصر ؟.. داعية يحذر

ومن جانبه، تطرق الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، لمسألة أداء الصلاة جلوسًا للمرضى، مؤكدًا أن الأصل في الصلاة القيام، وهو ركن أساسي في الفريضة لا يجوز تركه إلا بعذر طبي. وأضاف أنه إذا أقر الطبيب بعدم قدرة المريض على القيام، فله أن يصلي جالسًا، ولكن إن استطاع الركوع أو السجود فلابد أن يأتي بهما كما هما، ولا يجوز الجلوس في الحركات التي يمكنه أداؤها.

واختتم بأن الصلاة النافلة فيها تخفيف، فمن شاء صلاها جالسًا وله نصف الأجر إن كان قادرًا على القيام، أما من جلس بعذر فله الأجر كاملًا.

مقالات مشابهة

  • كيف يصلي مريض سلس الريح؟ .. الإفتاء توضح
  • هل يحق للرجل منع زوجته من العمل؟.. الإفتاء توضح
  • هل أقطع قراءة القرآن وأردد الأذان خلف المؤذن؟.. دار الإفتاء توضح
  • حكم النيابة فى الحج عن الغير .. الإفتاء توضح
  • متمتع وقارن ومفرد.. الإفتاء توضح الفرق بين أنواع الحج وكيفية أدائها
  • حكم الاستعانة بقراءة الفاتحة على نجاح الأمور.. الإفتاء توضح
  • شرطة الشارقة توضح تداعيات حريق البرج السكني بعد الحصر والمعاينة
  • هل المال المدخر للزواج وشراء مسكن الزوجية عليه زكاة؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم الرجوع في الهبة مع زيادة قيمتها.. الإفتاء توضح
  • حكم الصلاة وراء إمام يُخطئ في الفاتحة.. الإفتاء توضح هل يجب إعادتها