حريق بعد الإفطار.. كيف تحولت محلات الملابس في منشأة ناصر إلى رماد؟
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
تواصل نيابة منشأة ناصر تحقيقاتها في الحريق الهائل الذي اندلع داخل عدد من محلات الملابس في سوق شارع نبيل الوقاد، بالقرب من مزلقان منشأة ناصر، حيث تستمع النيابة إلى شهادات المتضررين وشهود العيان لكشف ملابسات الحادث وتحديد أسبابه.
شهادات المتضررين: خسائر فادحة وحياة مدمرةوفي إطار التحقيقات، أدلى أحد المتضررين بشهادته، موضحًا أنه يمتلك «باكية ملابس» في السوق نفسه، وأن الحريق أتى على كافة بضاعته، التي تتجاوز قيمتها مليون جنيه، أغلبها ديون مستحقة لأصحاب المصانع.
وأوضح أن الحريق اندلع بعد الإفطار مباشرة، في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً، حيث بدأ في محل أحذية مجاور، ثم امتدت ألسنة اللهب بسرعة كبيرة لتلتهم باقي المحلات في غضون دقائق، في ظل محاولات يائسة للسيطرة عليها.
وأشار إلى أن سيارات الإسعاف واجهت صعوبة في الوصول إلى موقع الحريق بسبب انتشار الباعة الجائلين في المنطقة، مما زاد من تعقيد عمليات الإنقاذ.
الحماية المدنية تسيطر على الحريق بعد جهود مكثفةوتمكنت قوات الحماية المدنية بالقاهرة من السيطرة على النيران بعد جهود مضنية، حيث تم الدفع بعدد من سيارات الإطفاء التي نجحت في إخماد الحريق قبل امتداده إلى مناطق أخرى. وقد تم تحرير محضر بالواقعة، وأُحيل إلى النيابة المختصة لمباشرة التحقيقات.
نتائج المعاينة الأولية: ماس كهربائي وراء الكارثةأسفرت معاينة النيابة عن احتراق 4 باكيات ملابس، إلى جانب محلين للملابس الجاهزة وبدروم أسفلها، على مساحة تقدر بـ 200 متر. وأظهرت التحقيقات الأولية أن ماسًا كهربائيًا في إحدى الباكيات كان السبب في اندلاع الحريق، الذي تفاقم بسرعة بسبب طبيعة المواد القابلة للاشتعال داخل المحلات. وأسفر الحريق عن إصابة شخصين بحالات اختناق، بالإضافة إلى احتراق كميات كبيرة من ملابس العيد، ما أدى إلى خسائر تقدر بالملايين.
استنفار أمني ومتابعة للموقفانتقل اللواء طارق راشد، مدير أمن القاهرة، إلى موقع الحريق لمتابعة عمليات الإطفاء والتبريد، وسط تواجد مكثف لقيادات الحماية المدنية، الذين يعملون على فحص آثار الحريق واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تجدده.
اقرأ أيضاً«الحماية المدنية» تكثف جهودها للسيطرة على حريق ضخم في منشأة ناصر
مصرع شخص إثر اندلاع حريق شقة في أكتوبر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: محلات الملابس الحمایة المدنیة منشأة ناصر
إقرأ أيضاً:
جامعة أفريقيا العالمية.. جسر السودان الذي مزقته الحرب
لعقود طويلة، مثلت جامعة أفريقيا العالمية في الخرطوم صرحا علميا وثقافيا يربط السودان بعمقه الأفريقي، حيث احتضنت الآلاف من طلاب القارة السمراء.
لكن الحرب المستعرة منذ عامين حولت هذا الصرح العلمي إلى ثكنة عسكرية بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، لتنضم الجامعة إلى قائمة طويلة من الخسائر التي خلفتها الحرب المدمرة.
وأظهرت جولة أجراها مراسل الجزيرة حسن رزاق في حرم الجامعة حجم الدمار الذي لحق بمرافقها ومنشآتها، وكيف تحولت من فضاء للعلم والمعرفة إلى ساحة للصراع العسكري.
"من هذه البوابة عبر ذات يوم آلاف من طلبة أفريقيا.. ضجيج خطاهم وصخب أحاديثهم كان يعم الأرجاء، لكن بسبب الحرب بات المكان موحشا وصامتا"، هكذا وصف رزاق مشهد الجامعة التي كانت تعج بالحياة.
وبين أكوام الركام، يتجول فاروق إسماعيل، أحد عمال الجامعة الذين حوصروا داخلها بعد استيلاء قوات الدعم السريع عليها، ليصبح شاهد عيان على ما ارتكب بحقها من انتهاكات.
يقول فاروق: "كانوا يسيؤون التعامل مع الجامعة ويكسرون الطاولات ويحرقونها ويستخدمونها حطبا لإشعال النار، وعندما كنت أطلب منهم التوقف، كانوا يهددونني".
موقع إستراتيجيوبحكم موقعها الإستراتيجي جنوبي العاصمة السودانية ومبانيها المتعددة، تحولت الجامعة إلى نقطة تجمع لقوات الدعم السريع، ومخزن للذخائر، في حين غرقت المكتبة في الظلام واستباح العابثون محتوياتها.
إعلانولم تسلم جدران الجامعة وحجرات الدراسة من أعمال التخريب والدمار، إذ طالها قدر كبير من الخراب، وفق ما أظهرته الصور التي وثقها المراسل خلال جولته.
ويؤكد الدكتور عبد الباقي عمر، مساعد مدير جامعة أفريقيا العالمية، أن الجامعة تأثرت تأثرا بالغا بهذه الحرب، فموقعها الجغرافي جعلها أكثر عرضة للخطر، إذ تحولت لفترة طويلة إلى ثكنة عسكرية تتبع لمليشيا الدعم السريع، الأمر الذي ألحق أضرارا جسيمة ببنيتها التحتية.
وأضاف عمر أن الجامعة فقدت قدرا كبيرا من أصولها، بما في ذلك المكتبات والمنشآت الحيوية جراء الاشتباكات والنهب الذي تعرضت له.
وتمثل جامعة أفريقيا العالمية جسر السودان إلى عمقه القاري، إذ احتضنت هذه الكليات على مدى عقود طلابا من 54 دولة أفريقية، لكن الحرب المستمرة منذ عامين حالت دون هذا التواصل الحيوي.
ورغم ما تركته الحرب من دمار بهذه الجامعة، فإنها بدأت محاولات لملمة جراحها، إذ استأنف عدد من كلياتها الدراسة عن بعد، في انتظار أن تدب الحياة في رحابها مجددا ويملأها الطلبة ضجيجا وصخبا، ويعود السودان ليحتضن أبناء أفريقيا من جديد.
وتبقى هذه الجامعة كموطن للعلوم، تمثل أيضا بعثا للأمل الأفريقي وسط ظلمة الحرب التي خيمت على السودان، وأرخت بظلالها على مشاريع التعاون والتكامل الأفريقي.