البوابة نيوز:
2025-04-14@22:39:49 GMT

إفيه يكتبه روبير الفارس: خروف الخرافة

تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يبدو أن في داخل عقولنا وقلوبنا وبطوننا وحشًا نهمًا لا يشبع من وجبتين أساسيتين، هما الوعظ والخرافات. لذلك، لا تكفينا مواعظ رجال الدين، ونحتاج إلى مواعظ من فئات أخرى، على رأسها الفنانون، ويا حبذا لو جاءت هذه العظات على شكل قطايف. أما الخرافات، فهي شهية جدًا، والكل يهجم عليها وكأنها خروف محمر ومشمر، يسر العين، ويسعد المعدة، ويغذي المفاصل.

وفي رمضان، نجد الدراما تقدم وجبات عامرة من خروف الخرافة، يأتي على رأسها مسلسل المداح، الذي يبدو أنه بلا نهاية، فهذا هو الجزء الخامس، والذي يقدم عالمًا من الجن والعفاريت يكفي لكي "تلبس" المجرة. يواجهها الأستاذ حمادة هلال بمفرده، فيرعب العفاريت ويهزمها، بينما هي تهزم مجتمعنا الذي ما زال يخاف منها. ولم يبقَ إلا أن "تلبسه"، وهو عريان من العقل والفكر والسؤال.

والغريب أن صناع الدراما لم يكتفوا بوجود العفاريت المتعددة في مسلسل واحد، فتناثر نشر الخرافات ودعمها وتأكيد وجودها في أعمال أخرى، منها مسلسل حكيم باشا لمصطفى شعبان، والذي لا أدري لماذا سُمِّي بهذا الاسم، خاصة أن لقب "حكيم باشا" ارتبط بوصف الأطباء، ونقابتهم تُسمَّى "دار الحكمة". ولكن يبدو أن ذلك سببه سيل الحكمة المسجوعة التي تهطل من لسان مصطفى شعبان، وينافسه فيها ابنة عمه برنسة.

والغريب، وأنا رجل صعيدي، أنني لم أجد أو أسمع عن كبير يردد كلامًا مسجوعًا، ويصنع أمثالًا شعبية، غير عازف الربابة، لا كبير القوم! المهم، أن هذا المسلسل يدعم الخرافة بتقديم شخصية العمة جلالة، تقوم بدورها سلوى خطاب، وهي سيدة حسودة قتلت ابن ابنتها بنظرة عين، والكل يخاف منها لدرجة أن "الكبير الحكيم" أقام مزرعة الخيول في القاهرة لتنجو من شر عينيها. ولا أدري لمصلحة من يتم تكريس هذه الخرافة في عصر الذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من النجاح المذهل الذي حققه مسلسل أشغال شقة جدًا، والذي رطب علينا بكوميديا راقية، إلا أنه -وللأسف- وقع في هذا الفخ لدعم الخرافات. وهنا، لا فرق بين متعلم وجاهل، إذ يسقط الطبيب الشرعي هشام ماجد وزوجته الإعلامية أسماء جلال في شرك الشغالة، التي تقنعهما بالسحر والأعمال، وتصنع له عملًا، فيصاب بالعمى!

أنت لن تجد عملًا دراميًا عن فيلسوف أو أديب مثل نجيب محفوظ، أو طبيب بارع مثل مجدي يعقوب، أو عالم فيزياء مثل أحمد زويل، لأننا ما زلنا -وفي ظل هذا الذكاء الاصطناعي المتجدد كل يوم، بل كل لحظة- نطارد العفاريت مع المداح، ونخشى أن تصيبنا عين جلالة، ويُعمي عقولنا "عمل" التخلف.

أفيه قبل الوداع:

"هوه سيدنا سليمان مات؟"

"أهيء أهيء!"

"كفاية، متبكيش، متبقاش عفريت خرع أمال!"


(إسماعيل ياسين، الذي ما زال يضحكنا في فيلم الفانوس السحري.)

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: روبير الفارس افيه روبير الفارس اسماعيل ياسين صناع الدراما الذكاء الاصطناعي

إقرأ أيضاً:

الإمارات تبدأ حفر آبار مياه في غزة

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة قرقاش: عقدة «الإخوان» تجاه الإمارات ليست سوى عقدة التطرف أمام التسامح الجيش الإسرائيلي يقصف مستشفى «المعمداني» في غزة

تواصل الإمارات جهودها في تقديم المساعدات الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، في إطار عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم الأشقاء الفلسطينيين.
وأطلقت عملية «الفارس الشهم 3» مبادرة طارئة لحفر آبار مياه في مناطق النزوح جنوب قطاع غزة، وذلك في ظل الأزمة المتفاقمة جرّاء توقف محطات الضخ والآبار عن العمل بسبب انقطاع الوقود الناتج عن إغلاق المعابر.
وتأتي المبادرة ضمن الجهود الإغاثية للتخفيف من المعاناة الإنسانية، وتوفير المياه الأساسية للنازحين في جنوب القطاع.
ورغم التحديات اللوجستية الناجمة عن إغلاق المعابر، نفذت فرق من متطوعي «الفارس الشهم 3» تجربة أولية لحفر بئر داخل أحد مخيمات النزوح باستخدام وسائل بدائية. 
ونجحت التجربة في استخراج المياه، ما يفتح المجال لتكرارها في مواقع أخرى حال ثبوت فعاليتها واستدامة النتائج.
في الوقت ذاته، سيَّرت عملية «الفارس الشهم 3» صهاريج مياه صالحة للشرب إلى عدد من مخيمات النزوح جنوب القطاع، في استجابة عاجلة لأزمة المياه التي تهدد حياة أكثر من 540 ألف نازح يواجهون ظروفاً إنسانية صعبة، في ظل نقص حاد في المياه والمواد الغذائية.
ويُتوقع، في حال توسيع نطاق مشروع حفر الآبار، أن يستفيد ما يقارب 150 ألف أسرة نازحة من المياه المستخرجة، في أكثر من 300 مخيم منتشرة في مناطق «المواصي» جنوب غزة.
وأكدت عملية «الفارس الشهم 3» التزامها بمواصلة جهودها رغم صعوبة الأوضاع، واستعدادها لتكرار تجارب الحفر في مناطق أخرى، بمجرد التأكد من فاعلية استخراج المياه، في إطار سعيها المستمر لتأمين الاحتياجات الأساسية لسكان قطاع غزة.
وأمس الأول، حذرت بلدية غزة من أن استمرار تعطل خط مياه «ميكروت»، بعد الأضرار التي لحقت به في شرق حي الشجاعية، يفاقم أزمة المياه، ويزيد حدة العطش الذي تعانيه المدينة. 
وقالت البلدية، إن من المتوقع إنجاز إصلاح الخط خلال 24 ساعة، في حال سُمح لطواقمها بالوصول إلى موقع الضرر.
ومطلع الأسبوع الماضي، قالت بلدية غزة إن إسرائيل أوقفت المياه الواصلة إلى المدينة من شركة «ميكروت»، والتي تمثل 70% من إجمالي الإمدادات المتوافرة فيها، فيما قصف الجيش محطة «غباين» لتحلية المياه في حي التفاح شرق مدينة غزة.
كما حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من أن «إسرائيل حولت المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل بطيء لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع».

مقالات مشابهة

  • الإمارات تروي ظمأ أهالي غزة
  • أفيه يكتبه روبير الفارس "أمجاد وخطايا التابعي"
  • حرب لم تُبقِ ولم تذر.. كيف يبدو مستقبل السودان؟
  • الإمارات تبدأ حفر آبار مياه في غزة
  • انفوجرافيك ـ حزب الله: ندين بشدة قصف الاحتلال الإسرائيلي لِمستشفى الأهلي المعمداني في غزة والذي أدّى إلى تدمير ‏أقسام من المستشفى وإخراجه عن الخدمة
  • كيف يبدو مستقبل الدينار الليبي؟
  • الإمارات تواصل إغاثة غزة ضمن «الفارس الشهم 3»
  • هل يبدو المستقبل قاتمًا في هذه اللحظة؟
  • 90 اتفاقا تجاريا في 90 يوما.. حلم فريق ترامب يبدو مستحيلا
  • رجل يمني يبلغ 68 عاماً يبدو بعمر العشرين.. توقف نموه بسبب حقنة علاجية خاطئة.. شاهد!